يوم عاشوراء
يوم عاشوراء
*┈┉┅━┅┉┈*
١- *تعريف عاشوراء :*
هو اليوم العاشر من شهر محرم في التقويم الهجري .
وصيامُ يومِ عاشوراء، لا يخفى فضلُه ..
فعن أبي قتادة -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- سُئِلَ عن صومِ يومِ عاشوراء، فقال:
«يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْـمَاضِيَةَ» .
رواه مسلم .
وصامَه رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وأمر بصيامه .
*┈┉┅━┅┉┈*
٢- *سبب صيام عاشوراء :*
وأما سبب صوم النبي صلى الله عليه وسلم ليوم عاشوراء وحث الناس على صومه ؛ فهو
ما رواه البخاري (1865) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه
ُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ مَا هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ : فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ” .
قوله : ( هذا يوم صالح ) في رواية مسلم : “هذا يوم عظيم” أنجى الله فيه موسى وقومه وغرّق فرعون وقومه ” .
*┈┉┅━━┅┉┈*
٣- *فضل صيام عاشوراء :*
*#أولا : يكفر السنة الماضية*
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ” صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ ؛ وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ
أَحْتَسِبُ اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ ” .
[رواه مسلم 1162].
وتكفير الذنوب الحاصل بصيام يوم عاشوراء المراد به الصغائر ؛ أما الكبائر فتحتاج إلى توبة خاصة .
– قال النووي _رحمه الله_ :
(يُكَفِّرُ ( صيام يوم عرفة ) كُلَّ الذُّنُوبِ الصَّغَائِرِ , وَتَقْدِيرُهُ يَغْفِرُ ذُنُوبَهُ كُلَّهَا إلا الْكَبَائِرَ ) .
[شرح المهذب]
– قال شيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله_ :
(وَتَكْفِيرُ الطَّهَارَةِ , وَالصَّلاةِ , وَصِيَامِ رَمَضَانَ , وَعَرَفَةَ , وَعَاشُورَاءَ لِلصَّغَائِرِ فَقَط) .
[الفتاوى الكبرى]
*#ثانيا : قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم عاشوراء ؛ لما له من المكانة*
فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ “.
رواه البخاري 1867
– ومعنى ” يتحرى ” : أي يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه .
*┈┉┅━━┅┉┈*
٤- *مراتب صيام عاشوراء :*
صيام عاشوراء له أربع مراتب:
*#المرتبة الأولى: أن نصوم التاسع والعاشر والحادي عشر.*
وهذا أعلى المراتب، لما رواه أحمد في المسند: «صوموا يوماً قبله ويوماً بعده خالفوا اليهود» ; ولأن الإنسان إذا صام الثلاثة أيام حصل على فضيلة صيام ثلاثة أيام من الشهر.
*#المرتبة الثانية: التاسع والعاشر .*
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع» لما قيل له: إن اليهود كانوا يصومون اليوم العاشر وكان يحب مخالفة اليهود، بل مخالفة كل كافر.
– فقد روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:
(حين صام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى!!
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
«فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع» ..
قال: فلم يأتِ العام المقبل حتى توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-).
(رواه مسلم 1916)
– قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون:
(يستحب صوم التاسع والعاشر جميعاً؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- صام العاشر، ونوى صيام التاسع).
*#المرتبة الثالثة: العاشر مع الحادي عشر .*
ذكر بعض العلماء أسبابا لاستحباب صيام اليوم الحادي عشر ، منها :
الاحتياط لليوم العاشر ؛ فقد يخطئ الناس في هلال محرم ، فلا يُدرى أي يوم بالضبط هو اليوم العاشر ، فإذا صام المسلم التاسع والعاشر والحادي عشر فقد تحقق من صيام عاشوراء .
وقد روى ابن أبي شيبة في ” المصنف ” عن طاوس -رحمه الله- :
(أنه كان يصوم قبله وبعده يوما مخافة أن يفوته) .
*#المرتبة الرابعة: العاشر وحده .*
فمن العلماء من قال: إنه مباح ولا كراهة ، ومنهم من قال: إنه يكره.
– فمن قال: إنه مباح ؛ استدل بعموم قول النبي عليه الصلاة والسلام حين سئل عن صوم يوم عاشوراء فقال: «أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبلها» ولم يذكر التاسع.
قال المرداوي في “الإنصاف” :
(لا يكره إفراد العاشر بالصيام على الصحيح من المذهب ، ووافق الشيخ تقي الدين [ابن تيمية] أنه لا يكره) .
– ومن قال: إنه يكره ؛ قال:
إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خالفوا اليهود صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده»، وفي لفظ آخر:«صوموا يوماً بعده ويوماً قبله» ، وهذا يقتضي وجوب إضافة يوم إليه من أجل المخالفة، أو على الأقل: كراهة إفراده.
ولهذا فعلى المسلم أن يخرج من هذا بأن يصوم التاسع قبله أو الحادي عشر بعده.
*┈┉┅━━┅┉┈*
سـبـحـان اللّـﮧ وبـحـمـده؛
سـبـحـان اللّـﮧ الـعـظـيـم.