قـصـة نـبـي الـلـه زكريا عليه السلام سلسلة قصص الأنبياء “قصص مختصرة”
قـصـة نـبـي الـلـه زكريا عليه السلام سلسلة قصص الأنبياء “قصص مختصرة”
سيدنا زكريا عليه السلام هو أحد الأنبياء والمرسلين الذي بعثهم الله عز وجل على عباده حتى يخرجوهم من ظلمات المعاصي والشرك الى نور الطاعة والتوحيد ، وينتهي نسب سيدنا زكريا عليه السلام الى يعقوب بن اسحاق عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم وقد عرف من خلال كتاب الله تبارك وتعالى ان عهد سيدنا زكريا عليه السلام كان قريبا جدا من عهد سيدنا عيسى عليه السلام .
نبيّ الله زكريا -عليه السّلام- مثله كمثل أنبياء الله -تعالى- إنّما هم بشر؛ فلهم من النّسب ما لهم، وقد مارسوا المِهَن واجتهدوا في ذلك، وله العديد من الاصطفاءات والبشائر، فقد قال الله -تعالى- فيه: (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا*قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا*قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا)،[٢] فمن هو نبي الله زكريا عليه السّلام، وبمَ اصطفاه عن سائر البشر؟
اختلف العلماء في اسم نبي الله زكريا عليه السّلام؛ فكان لهم أكثر من قول، فمنهم من قال إنّ اسمه هو: زكريا بن حنّا بن مسلم بن صدوق بن محمان بن داود بن سليمان بن مسْلم بن صديقة بن برحية بن ملقاطية بن ناحور بن سلوم بن بهفانيا بن حاش بن أني بن خثعم بن سليمان بن داود، وقيل: اسمه هو زكريا بن دان، وفي قول آخر قيل إنّ اسمه هو: زكريا بن أدن، وعلى ذلك فإنّ نَسَبه يتّصل بنبيّ الله داود عليه السّلام، وزكريا هو والد نبي الله يحيى عليه السّلام، وهو من بني إسرائيل، وقد وردت في اسمه روايات غير ما ذُكِر، فقيل إنّه: زكرياء، وقيل إنّه: زكريّ
كان نبيُّ الله زكريا -عليه السّلام- يعمل بالنِّجارة، فقد رُوِي في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (كان زكرياءُ نجّاراً)،[٤] وهذا يدلّ على أفضليّة العمل والتّكسُّب، وعدم الرُّكون للراحة؛ حيث كان جميع أنبياء الله -عليهم السّلام- يعملون ويكِدّون، وثبت عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان يدعو للعمل، والتّكسب، وطلب الرزق، بعيداً عن التذلّل للآخرين والبقاء تحت إمرَتِهم.
جاء ذكر بعض سيرة نبيّ الله زكريا -عليه السّلام- في القرآن الكريم، وتحديداً ما حصل له عندما دعا الله -تعالى- بعد أن تقدّم به العُمر وامتلأ رأسه بالشيب، كما تقدّم بزوجته السِّن، فدعا ربّه بأن يرزقه الذريّة الصالحة، ليكون لقومه من بعده من يردعهم عن ظلمهم وفسادهم، ويدعوهم لعبادة الله -تعالى- وحده لا شريك له،[٧] قال الله -تعالى- على لسان نبيه زكريا عليه السّلام: (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا*وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا*يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا)،[٨] يقول الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآيات: (وجه خوفه أنّه خشي أن يتصرّفوا من بعده في الناس تصرفاً سيئاً، فسأل الله ولداً، يكون نبيّاً من بعده؛ ليسوسَهم بنبوّته وما يوحَى إليه، فأُجِيب في ذلك، لا أنّه خشي من وراثتهم له ماله، فإنّ النبيّ أعظم منزلةً، وأجلّ قدراً من أن يُشفِق على ماله إلى ما هذا حده، أن يأنف من وراثة عصباته له).
وقد توجّه زكريا -عليه السّلام- بالدعاء إلى الله -تعالى- وسأله الذريّة بقوله: (رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ)،[٩] فاستجاب له الله تعالى، فقال الله -تعالى- تعقيباً على دعوته: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)،[١٠] وأصلح الله -تعالى- له زوجته لتصبح قادرةً على الإنجاب، وجعل ابنه يحيى -عليه السّلام- نبياً، ولم يُسَمَّ بهذا الاسم أحد قبله، فقال الله تعالى: (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا)،[١١] فأمْرُ الله -تعالى- إذا جاء لا مردَّ له.
#منقول