من كتابات عبير…. اليتيم.
من كتابات عبير…. اليتيم.
قصة طفل يتمته الحرب
وبقلبٍ كاد أن يتفطر وجعاً وقفت أحملق في ذاك الحطام المتناثر، أشيح ببصري هنا وهناك، أتنفس الألم والقهر والحسرة، وفي عيني دمعٌ لولا أن سجنته لكان انهمر كما الشلال، ما على الحطام من لون أحمر ذكرني بلون الدم، وما عليه من رماد ذكرني برماد الحرب، أهو حقاً لونٌ عادي ام أنها دماء إخوتي؟، أهو حقا رمادٌ عادي أم أنه رماد الحرب؟، أجزاؤه المنتشرة في كل مكان ذكرتني ببيتي القديم، أحقاً هذا بيتي وهذا مآله؟ أيعقل أنه قد تحول إلى كومة حجارة؟ تلفت يمنة ويسرة لأشفي غليلي وأريح بالي فبيتي في مكان ما هنا، ولكني لم أجد شيئاً، صمت لبرهة وتنهدت بقوة، خانتني العبرة ولم أدري ما اصنع!! فما كان لي سوى أن اجتثت على ركبتي، مطأطأً برأسي، ماداً يدي إلى ذاك الحطام، أمسح ما عليه من رماد لأصل إلى دماء إخوتي، اتحسسها بقلبي قبل يداي، اتذكر كل لحظة عشتها معهم تحت سقف هذا المنزل، ضحكاتهم، صرخاتهم و الأوقات الجميلة معهم، وفجأة ودونما سابق إنذار تنهمر دموعي لتسقي آخر ذكرى تبقت لي، حطام بيتي ودماء إخوتي، هذه قصتي وقصة مئات الألوف من الأطفال مثلي!!..