رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري الجزء الثاني

13 11٬672
 

رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري الجزء الثاني

رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري الجزء الثاني

رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري الجزء الثاني

رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري الجزء الثاني , معكم صديقة زاكي الشيف الموهوبة ,كريمة جزائرية

الفصل التاسع (تهديد)

انتهت من سرد تلك اللحظات المرعبة تصاحبها شهقاتها العالية و بكاء مرير لم تفلح معه اياً من محاولته لتهدئتها سوى بعد فترة ليست بالقصيرة ليعم الصمت ارجاء الغرفة قبل ان تقفز من مكانها تناظره بدهشة لتهتف

آيات : انا … انا ازاي قاعدة بحكيلك اللى حصل و نسيت ان كل ده كان بسببك …. ده سألني اذا كان الجناح ده ليك و اني السكرتيرة بتاعتك …. كل ده كان بسببك انت …… بص انا مش عايزة اعرف هو كان عايز ايه … ده ميخصنيش .. بس انا مش هقدر اعيش فى الرعب ده تاني و عشان كده انا بستقيل …… و وعد مني مش هتشوف وشي تاني ولا هطالب بأي تفسير بس سيبني اروح لحالي و خلينا نشوف حل مناسب للشرط الجزائي ده … لو ينفع يعني ادفعه على دُفعات

انهت حديثها لتراه يجلس بأريحية ينظر لها في هدوء و كأنها لم تكن تصرخ بوجهه منذ لحظات …. همت بالحديث مجدداً قبل ان تجده يصفق لها بكلتا يداه …. على وجهه ابتسامة صفراء ليردف

طائف : براڤو …. لا حقيقي براڤو …… حضرتك عايزة تسيبي الشركة و كمان فكرتي في حل للشرط الجزائي …. كل ده جميل و ممكن كمان اوافق عليه حتى من غير ما اطالبك بأي فلوس …. بس لازم يكون في سبب مقنع لكل ده

آيات بحيرة : مش فاهمة …. يعني ايه الكلام ده

طائف: يعنى ايه السبب اللي عشانه عايزة تسيبي شغلك يا آنسة

جحظت عيناها .. لا تصدق انه يسألها عن السبب

آيات : سبب ؟ عايز سبب ؟ مش مكفيك اللي حصلي و الراجل اللي مات …… ثم تحولت نبرتها الى تهديد …… بص ما هو يا إما توافق على استقالتي يا إما هطلع على السفارة المصرية و اقولهم ببساطة ان فى حد خبط على باب اوضتى و كان عايز يقتلني و بدل ما يقتلني انا قتل العامل بتاع الرووم سيرفس ….. و طبعاً مش هنسى اسمك وسط الكلام الحلو ده

علت ضحكاته الصاخبة و انتشر صوتها بأرجاء الجناح كله ليزيدها هذا دهشة فوق دهشتها فتجده يجيبها بثقة لا تعلم مصدرها

طائف : السفاااارة مرة واحدة ……. لا بجد انا بهنيكي على ذكائك … بس لما تروحلهم بقى هتقوليلهم ايه … هاااا ؟ اذا كان اصلاً مفيش حد مات ولا حد شاف حاجة من اللي انتي قولتي عليها دي

آيات بصدمة : يعني ايه ؟

طائف بثقة : زي ما بقولك كده …. مفيش حد اتقتل ولا في حد هددك حتى

آيات : بس … بس ده مش صحيح … انت عارف ان فى حد مات ما هو انا مش مجنونة انا شفت ده كله بعيني …. و الفندق … ادارة الفندق عندها علم باللي بقوله و هي هتصدق على كلامي

طائف بسخرية : good luck

لحظات حتى ادركت انه تم محي احداث ما حدث فلا شرطة اتت او بُلغ حتى على الحادث ……. شلتها الصدمة حتى اصبحت قدماها لا تقوى على حملها فخرت جالسة ارضاً تنظر له فى ضعف و حيرة

آيات بإستسلام : انت مين ؟

انحنى هو نحوها ليصبح رأسه قريباً من خاصتها ليردف بثقة

طائف بهدوء و همس : طائف العِمري رئيس مجلس ادارة شركة العمري للاستيراد و التصدير ….. خلي ده فى بالك و بس مش اكتر …. و انتي ….. انتي آيات رأفت … سكرتيرة رئيس مجلس الادارة شركة العمري للاستيراد و التصدير

حركت رأسها يميناً و يساراً اعتراضاً على حديثه

آيات بضعف : لا … مستحيل تكون كده و بس …… حرام عليك انا مش هقدر اعيش فى رعب حتى من الشخص اللى شغالة معاه

امسكها من كتفاها لينهض بها من جلستها تلك …. يقف كلاً منهما فى مواجهة الاخر …. هى تنظر ارضاً بإستسلام ليضع احدى كفيه اسفل ذقنها يرفعه لاعلى فتقابله عينيها الضائعة فى حين كفه الاخرى ما زلت تمسك احدى كتفاها ليهتف بها فى هدوء

طائف بثبات : انتي تبعي انا …. تخصيني … وانا مستحيل أأذي اللى يخصني … ولا اسمح لحد انه يأذيه … بس …. بس اوعي للحظة تفكري تبقى من اعدائي ساعتها بقى حقك تخافي على نفسك لاني وقتها مش هرحمك …. فاهمة ؟؟؟؟

ثم ابتعد عنها ليتحرك نحو الحمام واثناء ذلك هتف بها

طائف : ساعة بالكتير و تكوني جاهزة عشان الاجتماع اللى اتلغى امبارح … انا هسبقك و اخد شاور سريع بعدها تحصليني انتي

لم ينتظر لسماع موافقتها على حديثه ليدلف للحمام سريعاً فى حين تسمرت هى بمكانها تحاول تقبل وضعها ذاك و الاكتفاء بكونه رئيسها بالشركة فقط

مر الاجتماع على خير ليفاجئها بعودتهم السريعة على اول رحلة متجهة الى مصر … لم تسطع شمس يوم جديد الا و كانا على ارض الوطن ….. و لكرمه الشديد سمح لها بأخذ يوم عودتهم كعطلة تستريح فيها من عناء السفر بل انه امر سائقه و الذي كان بإنتظاره على بوابة المطار بإيصالها اولاً الى منزلها تلى ذلك توديعه لها عند وصولهم متجهاً هو الاخر الى قصره

فور دلوفها لداخل المنزل رن هاتفها لتتأفف بتعب و تجيب

آيات : الو

آسر بتأنيب : حمد لله على السلامة يا ست آيات

آيات بتعجب : آسر ؟

آسر : ايه مش مسجلة نمرتي عندك كمان

تحركت نحو اريكتها المفضلة لتسترخي عليها قبل ان تجيب مدافعة

آيات : لا والله يا آسر بس لسة واصلة و هلكانة حتى مبصتش للرقم …. قولي بقى ايه اخبارك ؟

آسر بعصبية : زفت …. اخباري زفت يا آيات …… ينفع برضو تسافري من غير ما تسيبيلي خبر و اعرف بالصدفة

آيات بحدة : ماانت كنت مختفي لست سنين …. كنت عرفت حد حاجة عنك يعني

آسر : قولت انى اتنيلت و غلطت مش هتعلقي ليا حبل المشنقة يعني و بعدين انا قولت اني كنت فى شغل مش بلعب يعني

آيات : و لا انا كنت بلعب برضو

حل الصمت بينهما للحظات قبل ان ينفجر كلاً منهما ضاحكاً

آيات بحنين : و الله زمان مش كده

آسر : اه و الله اخر مرة كانت من سنين

آيات بتأنيب : ست سنين .. مش كده برضو

آسر بضحك : قلبك اسود انتي ….. اه يا ستي ست سنين متعاركناش و الكلمة بكلمتها بالشكل ده ….. المهم متتوهنيش عن الموضوع اللى عايزك فيه

آيات بإنتباه : خير .. بس انجز عشان تعبانة

آسر : لا مينفعش على التليفون كده لازم اشوفك حالاً

آيات بتذمر : بقولك تعبانة

آسر : يبقى اجيلك

آيات : ممم ماشي هستناك بس بسرعة عشان هموت و انام

آسر : مسافة السكة …… يلا سلام

آيات : سلام

مازن بضحك : حمد الله على السلامة يا كبير

نطق بها مازن القابع بقصر العمري لصديقه فور دلوفه الى الداخل

طائف : يخربيت فقرك … انت دايما بتنط لي فى كل حتة كده …… بقولك ايه قول اللى عايزه بسرعة عشان انا على اخري

مازن : مالك بس …. المزة زعلتك ولا ايه ؟

طائف بحدة : مازن لآخر مرة هقولهالك احترم نفسك و بلاش اسلوبك اللى زي الزفت ده …. و ملكش دعوة بآيات

مازن : اوبااا …… ومين قال بقى انى اقصد آيات …. الا بقى لو لا سمح الله انت شايفها مزة

طائف : انت شكلك فاضي و جاي تتسلى عليا …. بقولك ايه غور من وشي احسنلك

مازن : خلاص خلاص شكلك قفشت جامد …… انا جايلك فى المهم اهو ….. مش كنت سألتني عن اللى ورا اللى حصل فى روما

طائف بتلهف : وصلت لحاجة ؟

مازن : عيب عليك …. طبعاً وصلت لحاجات ….. بص يا كبير واضح كده ان الباشا معجبتهوش الهدية بتاعة اخر مرة و لسة عايز يتظبط

طائف : تقصد انه يكون ا…………

مازن : بالظبط كده آسر الرفاعي

آيات : أؤمر ….. اي خدمة ؟؟

آسر : بقى دي طريقة ترحبي بيها بضيفك …. وسعي كده خليني ادخل

هتف بها آسر بمرح عقب وصوله لمنزلها مزيحاً اياها جانباً ليخطو الي داخل المنزل

ضحكت بخفوت قبل ان تغلق الباب و تتبعه الى حيث ذهب

آيات : انجز و حياة ابوك احسن انا على اخري خالص …. هموت و اخد السرير بالأحضان

آسر : انا اللى استاهل عشان خايف عليكي …. تصدقى مبيطمرش فيكي

آيات بحماس : يبقى الموضوع فى مصلحة …. قوووول بقى

آسر بجدية : لا انتي اللى هتقوليلي ……مين هادي ده ؟

آيات بحيرة : هادي ؟ هادي مين ؟

آسر بتهكم : مديرك فى الشغل

آيات : مديري ؟ بس انا مديري مسمهوش هادي …….. اااااه لا يا سيدى هادي ده كان مدير مؤقت لغاية ما صاحب الشركة رجع

آسر : و مين بقى رئيس الشركة ده

آيات بقلق : بتسأل ليه ؟

آسر : انجزي يا آيات …. قولى مين صاحب الشركة ؟

آيات بتوتر : اسمه … اسمه ط………..

قاطعها رنين الهاتف لتلتقطه سريعاً فتجد رقم رقيات

آيات : ايوة يا روقة وحشانى والله ………. أمال مين ………. ثم اكملت بقلق …. ماشي يا رامي خليك عندك ثواني و هجيلك ….. اهدي بس وانا هتصرف ….سلام دلوقتى

آسر : مالك حصل ايه ؟ ومين رامي ده ؟

آيات : رقيات تعبت فجأة و رامي ده بالصدفة كان جنب المحل وهو معاها دلوقتى ….. آسر والنبي خلينا نتحرك بسرعة و نروحلها

تحركت نحو باب المنزل يتبعها آسر

آسر : ماشي ماشي البسي بس حاجة عليكي و انا معايا عربيتي برة ناخدها و نروح اي مستشفى

مازن : ساكت يعني ؟

طائف : لو الموضوع ده فيه آسر يبقى الخطر لسة موجود و الحكاية لسة مخلصتش

مازن : الصراحة عندك حق …… طائف هو ايه كان رد فعل آيات بعد اللى حصل ؟

طائف : مفيش تعبت و انهارت شوية و بعدين زعقت وقعدت تخترف بكلام عن الاستقالة و كده

مازن : طب ما هو الحل موجود اهو ……. خليها تسيب الشغل و تستقيل

طائف بحدة : شغل ايه اللي تسييه يا مازن انتى بتستهبل انت كمان

مازن : بلاش مكابرة يا طائف انا و انت عارفين انها مكنتش المقصودة و انها اتعرضت لكل ده بسبب كونها السكرتيرة بتاعتك

طائف بعند : انسى موضوع الاستقالة دي او انها تبعد عني

مازن بتعجب : تبعد عنك ؟؟؟؟؟ ده الموضوع بقى مش موضوع شغل و بس

لم يأتيه رد من صديقه

مازن بتحذير : طائف يا صاحبي انت عارف لو آيات بقت تخصك ده هيعرضها لخطر اكبر

طائف بتنهيدة : عارف

مازن : هو ايه اللى عارف ؟…… طائف بلاش جنان بقى …. آيات مش قدك و لا حمل العالم بتاعنا

طائف : مازن امشي يلا على بيتك انا تعبان

مازن : مش همشي يا طائف مش همشي الا لما تتصل بآيات و تبلغها متجيش بكرة الشغل و انك استغنيت عن خدامتها خلاص

طائف : فى شرط جزائي لسة المفرو…….

مازن : طااااااائف بلاش حجج فارغة يلا اخلص

الطبيب : اطمنو يا جماعة كل الموضوع ان الضغط وطي فجأة و ده سببلها هبوط …. هى هتفضل معانا النهاردة لغاية ما نظبط الضغط و تقدر تروح معاكم ان شاء الله اخر النهار

آسر و آيات : ان شاء الله

ثم غادرهم الطبيب ليبقى كلاً منهما امام الغرفة التي ترقد بها رقيات

آسر : روحي انتي بقى عشان ترتاحى من السفر شوية وانا هفضل معاها لغاية ما تصحى ولو حصل جديد هبلغك

آيات بإعتراض : اروح فين …. لا طبعاً مستحيل اسيبها لوحدها ….. هى ان شاء الله تفوق و نروح سوا …. ممكن انت تروح شغلك انا عارفة انك متعطل النهاردة

آسر : بس مش هينفع اسيبك هنا لوحدك

رن هاتفه و كانت المرة الثالثة التى تهاتفه فيها سكرتيرته تخبره بضرورة حضوره بالشركة

آيات : شوفت …. يلا امشي من هنا بقى على شغلك يا استاذ … يلا يلا .. هنرش مية

آسر بضحك : لا لا انتي المفروض تشوفى حل لنفسك ….. بقيتي بيئة اوي بصراحة

آيات بغنج : ملكش دعوة …. انا بيئة و انا واثقة فى نفسي

آسر مودعاً : طيب يااختي يلا سلااام و ابقي كلميني لو احتجتي حاجة

آيات : ماااشي سلاااام

ودعته ثم اتجهت للداخل لتجلس بجانب رقيات النائمة بهدوء مر بعض الوقت لتجد هاتفها و الذي حمداً لله لم تنسى اخذه معها قبل الخروج من المنزل يرن برقم طائف …. توترت للحظات قبل لن تعقد العزم على الرد ….. جاءها صوته جامد

طائف : الو ….. اتمنى مكنش صحيتك من النوم

آيات : احم لا انا صاحية … خير ؟؟؟

طائف : حيث كده بقى فأنا قدام البيت ممكن نتكلم دقايق بسيطة

أنتفضت من مقعدها لتقف هاتفة

آيات : بيت ؟ بيت مين ؟

طائف : بيتك .. هيكون بيت مين يعنى ؟

آيات بتوار : اه بس انا اصلاً مش فى البيت

سمعت تأففه على الجهة الاخرى قبل ان يردف

طائف : امال فين ؟

آيات : فى المستشفى

طائف بلهفة : مستشفى ….. مستشفى ليه ؟ انتي كويسة ؟؟؟ ايه اللى حصل ؟

آيات : انا كويسة بس ا…….

طائف مقاطعاً و قد هم بتشغيل سيارته : مستشفي ايه ؟

املته اسم المشفى ليتجه بأقصى سرعة لرؤيتها وقد قرر بداخله ان ما شعر به فور ابلاغها له انها بالمشفى يُبعد اي فرصة لابعادها عنه لذا فليذهب تعقله الي الجحيم

بعد فترة

آيات بتوتر : مكنش فى داعي ان حضرتك تيجي بنفسك

واخيراً شعر بالراحة فور رؤيته لها تقف امامه سليمة معافاة بعد ان عصفت بأفكاره اسوء الاحتمالات

طائف : احم احم محصلش حاجة المهم انتي بخير ؟

آيات : اه دي واحدة قريبتي تعبت شوية فأضطريت اجي بيها هنا

طائف : الف سلامة عليها

قاطع حديثهم الرتيب هذا .. الطبيب موجهاً حديثه الودي لآيات و هو الامر الذي لم يعجب طائف لسبب ما هو شخصه لا يعلمه

الطبيب بإبتسامة لزجة : الست رقيات فاقت و ممكن تخرج فى اي وقت حمد لله على سلامتها يا آيات …. واي حاجة لحد ما تخرجو انا فى الخدمة … انتي عارفة مكتبي فين … انا تحت امرك في اي وقت

آيات برسمية : شكراً ليك يا دكتور عن اذنك

وتركت كلاً من طائف و الطبيب يقفان يناطح كلاً منهما الاخر بالنظرات و سرعان ما انسحب الطبيب منهزماً امام نظرات طائف القاتلة

تلى ذلك و بعد فترة خروج رقيات و آيات من الغرفة ليقابلهم طائف يعرض عليهم توصيلهم للمنزل فيلزم ذلك تعريف رقيات بطائف و العكس لتغير الاولى رأيها تماماً بشأن طائف نظراً للطفه المفاجىء فى التعامل معهم و الذي تراه آيات لأول مرة

اوصل طائف رقيات اولاً الى منزلها و عرضت آيات عليها البقاء معها لبقية اليوم حتى لا تبقى بمفردها ولكن عرضها هذا قوبل بالرفض وانها تستطيع الاعتناء بنفسها ولا داعي للتعب لتتحرك بعد ذلك هى و طائف ليوصلها هي الاخري الى منزلها

و فى السيارة

آيات : حضرتك كنت عايز تتكلم معايا فى موضوع ؟

طائف : لغيته

آيات : افندم ؟

طائف بغضب : كان فيه موضوع و غيرت رأيي فيه ….. عندك مانع ؟

آيات بغيظ : لا براحتك

تعجبت هي لغضبه غير المبرر لكن لا شأن لها به … بقيت سنة واحدة لها حتى ينتهي العقد الذي يربطها بشركته و بعدها ستترك هذا العمل دون رجعة لذا فلتتحمل هذه الفترة و تمضيها دون اسئلة …. ستقتل فضولها المعتاد ذاك و الذي يوقعها دائماً بالمصائب

لحظات قضاها الاثناء فى الصمت قبل ان يصلا الى المنزل ودعته بهدوء شاكرة اياه لتهبط من السيارة متجهة الى المنزل …. اخذ يراقبها حتى اطمأن لدلوفها للداخل …. و هم بتحريك السيارة لكن اوقفته صرخة صدرت من داخل المنزل سمرته بمكانه .

الفصل العاشر (صراحة)

لحظات قضاها الاثنان فى صمت قبل ان يصلا الى المنزل ودعته بهدوء شاكرة اياه لتهبط من السيارة متجهة الى المنزل …. اخذ يراقبها حتى اطمأن لدلوفها للداخل …. و هم بتحريك السيارة لكن اوقفته صرخة صدرت من داخل المنزل سمرته بمكانه

ثوانٍ بل اقل من ثوانٍ وكان الباب يُطرق بعنف من طرفه ليجدها بعد لحظات تفتحه … تطالعه بنظرات مستنجدة …… ليذفر اخيراً انفاسه في راحة بعد ان اُحتبست بداخله قلقاً و رعباً بسبب صراخها منذ لحظات … مستمراً فى تحديقه بوجههاً مطالباً إياها بتفسير ما فتقابله عيناها الدامعتين …. لم يشعر بنفسه وقتها الا وهو يجذبها بين احضانه ….. ليشعر بإرتعاش جسدها بين ذراعيه ….. فيلعن نفسه على غبائه و تهوره عندما طافت عيناه انحاء المنزل ليجده مقلوباً رأساً على عقب بفوضوية و جنون مما يدل على اقتحام احدهم له رغبة فى القاء الخوف فى نفوس ساكنيه …. لمعت عيناه بغموض و مرر يداه على رأسها بهدوء عند سماعه لشهقاتها تزداد

توجه بها الى اريكتهم المفضلة فيجدها هى الاخرى فى حالة يرثى لها …. قام بتعديل وضعها واثناء ذلك لم يجرؤ على ابعادها انش واحد عن احضانه …… جلس كلاهما بهدوء لتمر عدة دقائق شعر بعدها بجمودها بين ذراعيه قبل ان تهب من مكانها كالعاصفة تقف و بعينيها نيران متقدة …. تشير نحوه بأصبعها فى حدة

آيات بجنون وصراخ : انت … انت اللى قلبت حياتي وبكل بجاحة ليك عين توريني وشك … عايز مني ايه …عايزين مني ايه انا طول عمري في حالي لا عمري اذيت حد ولا حد اذاني …. انت مييين و عايز مني ايه … كفاااااية كفاااية حرام عليك سيبني فى حالي بقى

قام يواجهها بوقفته … اقترب منها ماداً كفيه نحوها فى محاولة منه لتهدئتها .. لتصفع كفه بحدة و وتهم هي بدلاً من ذلك بالتقدم نحوه تضربه بكلا كفيها بصدره فيتقهقر للخلف عدة خطوات نتيجة لذلك لتصرخ بإنهيار

آيات : متلمسنيش …. انت ايه يا اخي مبتفهمش …قولت سيبني فى حالي…. اطلع برة …. برررررة

نفذ صبره و انتهى الامر … يكفى انهياراً الى هذا الحد … امسك بكفيها ليجذبها نحوه بقسوة ينظر فى عيناها بثبات قبل ان يردف

طائف بصراخ مماثل و نفاذ صبر : اهدي بقى … اهدي شوية و اسمعيني ….. ليه بتقولي اني السبب يمكن يكونو مجرد حرامية دخلو و حاولو يسرقو البيت

آيات : و الحرامية دول هيسيبو ليا دي

مدت يداها نحوه بورقة صغيرة لم ينتبه لوجودها بحوزتها عندما كانت بأحضانه ….. التقط منها الورقة بقلق لتنقلب ملامحه الى غضب مخيف من فحواها …. فقد كانت عبارة عن تهديد صريح من عدوه اللدود و الموجه له من خلالها …. تلى ذلك تلفظه بشتيمة بذيئة عقدت هى حاجبها بإستهجان بسببها

اغمض عيناه مستدعياً بعضاً من الهدوء المعروف به …. ليقبض يداه الممسكة بالورقة بقسوة و يردف

طائف : هنفذلك اللى انتي عايزاه ……. عايزة تسيبي الشغل …. انا موافق معنديش مانع …. بس بشرط

آيات بحدة : شرط ايه ؟ قصدك الشرط الجزائي؟

طائف : لا مش عايز منك فلوس …. عايز حاجة تانية

آيات : ايه الحاجة دي ؟

طائف : شهرين ….. هتفضلي لمدة شهرين بس لغاية ما الاقى سكرتيرة مناسبة تفهم الشغل ….. Deal ؟

دقيقة مرت الى ان نطقت بإستسلام

آيات : Deal

بعدها تحرك هو بصمت نحو الخارج تاركاً اياها تطالع مكانه الفارغ بقلق و تعجب من موافقته على رحيلها

آيات لنفسها : ملكيش دعوة و احمدي ربنا انك هتنفدي بجلدك ……. بس هروح فين بعد ما اسيب الشغل و هعيش ازاى

ثم هبت من مكانها بذعر لتهتف

آيات : دول ممكن يطردوني من الشقة كمان هعمل ايه وقتها ….كان لازم اتسحب من لساني يعني و اطلب امشي من غير ما الاقي مكان تاني …… ثم تنهدت بتعب ….. ربنا يستر بقى

بڤيلا آسر الرفاعي نجده هو و يده اليمنى مؤنس يخططان لامر ما

آسر : عملت ايه فى الموضوع بتاع البت دي … نفذت اللي قولت عليه ؟

مؤنس : تم يا باشا بس يعني ……….

آسر بتأفف : بس اييه ؟ حصل ايه تاني ؟ متقوليش الحوار ده كمان فشل زي موضوع روما

مؤنس : لا ياباشا مش القصد … بس يعني حضرتك مكنش فى داعي تقوم بأي حركة احنا رقابتنا سدادة ونقدر نتعامل مع الكتكوتة بسهولة

عقد حاجبيه بعدم فهم ليردف

آسر : مش فاهم ….. حركة ايه ؟ و كتكوتة مين ؟

مؤنس بتوضيح : اقصد يعنى انك تروحلها و تجر ناعم معاها و ……..

آسر مقاطعاً : اروح لمين و اجر ناعم مع مين …. هو انا كنت اعرف مين دي اصلاً

مؤنس بإعتراض : الله …. ازاى الكلام ده ياباشا … ده حضرتك كنت معاها النهاردة ….. الولا اللى بعته عشان يراقبها بلغني بنفسه

آسر بتهكم : تلاقي الولا بتاعك احول ولا حاجة ….. قال كنت معاها قال….. غوووور يا مؤنس من قدامي و خلى رجالتك يشوفو شغلهم عدل بدل ما اخليهم انا يتعدلو بمعرفتي

هم مؤنس بالمغادرة ليعود آسر الى مباشرة العمل قبل ان تخطر له خاطرة جعلته يصرخ برجله ان يتوقف ….. ثم تحرك من خلف مكتبه متوجهاً نحوه

آسر : استنى هنا …… انت قلت ان الولا ده قال اني كنت معاها النهاردة

مؤنس : متآخذهوش يا باشا انا هظبطه و اخليه يفتح عينه و يشوف شغله كويس ده عيل ا…………

آسر مقاطعاً : اسمها ايه ؟

مؤنس بغباء : هي مين دي يا باشا ؟

آسر بإنفعال : البت سكرتيرة طائف اسمها ايه … اخلص ؟

مؤنس : اه اه اسمها آيات يا باشا ….. آيات رأفت

شلل اصابه …. ينظر لمؤنس بعينان مفتوحتان على وسعهما ….. تحرك جسده بصدمة ليتراجع عدة خطوات الى الخلف كرد فعل لصدمته .. ليتهاوى بعدها على مقعد خلفه ….. بقى لحظات على هذا الوضع ينظر الى اللاشئ قبل ان يوقظه صوت مؤنس

مؤنس بقلق : حضرتك كويس يا باشا …. تحب اطلب الدكتور !!!!

استيقظ على هذا الصوت لينظر نحوه لثوان هب بعدها واقفاً متجهاً للخارج تجاوز مؤنس و الذي راقبه بتعجب قبل ان يجد سيده يردف بتحذير

آسر : تنسى اي شيء خاص بأذية آيات …. محدش يجي جنبها او يفكر يلمسها و تكلم الولا اللي بيراقبها انه هناك لحمايتها يعني لو حصل اي حاجة معاها يتصرف و يبلغني فوراً فااااااهم ….. محدش يمسها بسوء

ثم تحرك مسرعاً الى الخارج يسب و يلعن نفسه على تهوره و اهماله الذي كاد ان يُفقده اغلى و انقى ما يملك بحياته

و بمنزلها نجدها تتحرك يميناً و يساراً تعيد كل شيء الى مكانه و تلملم بعض من الزجاج المحطم تكاد تذرف دموعها حسرة على ما اصاب منزلها العزيز …. تعاونها في ذلك صديقتها سهام و التي هاتفتها خصيصاً لمساعدتها فى خضم هذا الجنون ….. واخيراً انتهو تقريباً من اعادة ترتيب المنزل حتى و ان لم يعد كما كان لكن يمكن الان القول انه صالح للاقامة به ……. استلقت سهام بإنهاك على فراش صديقتها والذي اختتمت مهمتها بفرشه

سهام : دي ولا قصة الف ليلة و ليلة ….. بقى كل ده يحصل و متحكليش

آيات بتأفف وهى تعيد رص ملابسها بالخزانة : انتي هبلة يا بت انتى ما قولتلك لسة راجعة مصر النهاردة و بعدها تعب رقيات و منظر البيت لما رجعت ….. كل ده مخلنيش عارفة افكر اتصرف ازاى و اكلم مين

سهام : يالهوي يا بنتي يومين بس و اتقلب حالك كله …. الله يكون فى عونك

آيات : لا و انتى الصادقة ده شهر ونص مش يومين

سهام بحزن : يعنى خلاص … هتسيبي الشغل فعلاً

آيات بحزن مماثل : ماانتى شفتى اللى حصلي من ورا الشغل ده … فكرك يعني سهل عليا اسيبه ….. بس اعمل ايه غصب عنى

سهام : طب و مستر طائف ؟

آيات بإضطراب : ماله ؟

سهام بخبث : يهون عليكي …. اقصد يعني هتسيبيه و الشغل كله هيبقى فوق دماغه

آيات بتلعثم : ما هو .. ما هو هيكون لقى سكرتيرة و هتفهم الشغل ماشى ازاي

سهام : طب و انتي ؟

انتهت من رص الملابس لتجلس هى الاخرى على الفراش امام صديقتها

آيات : انا ايه ؟

سهام : سهل عليكي تسيبيه ؟

تنهيدة عميقة صدرت منها قبل ان تردف بتعب

آيات : معرفش ….. مش عارفة انا حاسة بأيه …. زعلانة ولا فرحانة .. حقيقي مش عارفة …… اه كنت بزن عليه اني عايزة استقيل يمكن من تاني اسبوع شغل معاه بس مش عارفة ليه لما وافق بقيت محتارة وتايهة كده

سهام : انا قولت هتستهبلى و تقاوحى بس اديكي قولتي اللى جواكي

آيات بحيرة : قصدك ايه ؟

سهام : قصدي انك زعلانة عشان هتمشي … مش عشان هتسيبي شغلك لا …. عشان هتسيبي طائف … عشان هتبعدي عنه صح ولا غلطانة ؟؟

آيات بإستسلام : صح كلامك و معرفش ليه ؟

سهام بضحك : عشان معجبة بيه

آيات بصراخ قافزة من مكانها: نعم …….. لا طبعاً انتي اتجننتي مستحيل

سهام بمرح: بلاش جنان واسمعيني ….. انا مقولتش بتحبيه انا قولت معجبة بيه ….. يعني هو كشخص راجل وسيم و چنتل .. مستواه المادي خرافي ……. يعنى حاجة كده تزغلل عين اي واحدة

آيات بتهكم : لا و نسيتي اهم حاجة …… انه متورط فى مصيبة وصلت ان فى ناس عايزة تخلص منه

سهام بضحك : احنا منعرفش اصل الحكاية … بس بغض النظر عن اخر حاجة قولتيها فهو عريس لقطة

آيات بضحك : و الله انتي مصيبة ومفيش فايدة فيكي

سهام: يا ستي مصيبة مصيبة بس متنكريش انك فعلاً معجبة بيه صح

همت بالاجابة عليها الى ان قاطعها جرس منزلها لتنظر لصديقتها بقلق

آيات : ده مين اللي هيجي فى الوقت ده الساعة عدت عشرة

سهام : غريبة فعلاً بس قومي نشوف مين و كويس اني معاكي

آيات متجهة للخارج لترى الطارق : ربنا يستر

وصلت لباب المنزل لفتحه لتجد

آيات بدهشة : آسر

وجدته يطالعها بقلق و سرعان ما تقدم خطوة نحوها يمسك بكفيها الاثنين يسألها بتوتر

آسر : آيات انتي كويسة ؟ جرالك حاجة ؟ حد لمسك ؟ انا اسف ….. اسف

آيات : اهدى يا آسر فى ايه مالك ….. ادخل ادخل تعالى

سحبته خلفها داخل المنزل فى حين كانت عيناه معلقتان بها بندم و خوف حتى انه لم يلحظ تواجد سهام والتى كانت تطالعه بريبة و تعجب

آيات وبعد ان جلسا : قولى بقى مالك فى ايه ؟

توتر لحظات اثر سؤالها … فماذا يقول … بعثت برجالى لقتلك دون علمى من انتِ …. فكر سريعاً ليجد اقرب اجابة اليه وان كامت غير مقنعة

آسر : يعنى عشان سيبتك لوحدك فى المستشفى الصبح و متصلتيش بيا تاني فافتكرت ان فيه حاجة حصلت

آيات بعدم اقتناع : يعني كل القلق ده عشان كده … ونازل فى الساعة دي جى تتطمن عليا بسبب ده …… متأكد ان مفيش حاجة فعلاً ؟

اومأ لها بإبتسامة قبل ان يلاحظ وجود سهام معهم ليتنحنح بحرج فتقوم آيات بمهمة تعريفهم …. ليتلو ذلك اعتذاره على ازعاجهم و مغادرته بعدها فتبقى الفتاتان معاً وحدهم مرة اخرى

سهام : مين المز ؟

آيات : نفسي فى مرة تشوفي واحد و متقوليش عليه مز

سهام : ذنبي ايه يعنى انهم كلهم مزز .. بس مقولتليش مين ده بجد و بتاع ايه انه يجيلك فى الوقت ده و تدخليه بيتك عادي كده

آيات بتنهد : هحكيلك يا ستي

و بدأت بإخبارها حقيقة علاقتها الاخوية بآسر ومدي تقاربهم لتردف صديقتها بشك

سهام : بس ده واضح انه جاي و عارف ان حصل معاكي حاجة فعلاً

آيات : و هيعرف منين يعنى ده انا حتى محكيتلهوش اللي حصل فى روما

سهام بتأكيد : معرفش بس سي آسر بتاعك ده وراه حاجة و بكرة تقولى سهام قالت.

الفصل الحادي عشر (تصفية)

آيات بدهشة : أسيب شغلي ؟؟؟؟

نطقت بها آيات بذهول رداً على اقتراح آسر المفاجئ و الذي ألقاه بوجهها فور دلوفها للمطعم المدعوة اليه من طرفه للحديث بأمر ما

آسر : و ايه المانع طالما فى شغل تاني مستنيكي و تقدري تختاريه كمان …… سواء سكرتيرة او غيره !!!

آيات بتساؤل : طب و ليه ده كله ما انا شغالة و مستقرة فى شغلي ؟

آسر بتبرير : بس قولتى ان مديرك مطلع عينك و مش مرتاحة ….. وبعدين بصراحة بقى انا مش شايف انه طبيعي كونك تشتغلى عند حد غريب وانا موجود

آيات بتوتر : محدش مطلع عيني ولا حاجة … ده كان مدير مؤقت و مشى و دلوقتي صاحب الشغل كويس و شايف شغله تمام …. و بصراحة بقى كده انا مش بحب جو الوسايط ده

آسر : وسايط ايه .. انا عارف كويس جداً اني مش هلاقى حد كفؤ زيك .. ده هيبقى مكسب ليا و لشركتي لو وافقتي تشتغلي معايا

اضطربت آيات بعد مدحه لعملها و جديتها فبتلك الطريقة يضعها بموقف لا تُحسد عليه …… حاولت ايجاد حجة ما لرفض عرضه بلطف ……… لكن لما الرفض و هى على وشك ترك عملها بالفعل ؟؟؟؟؟؟

آيات بقلق : بس انا اتعودت على شغلي و الناس اللي شغالين معايا

آسر بإندفاع و نفاذ صبر : مسيرك يا آيات تتعودي على محيط شغلك الجديد و بصراحة بقى انا مستحيل اسمحلك تكملى فى شركة العمري لحظة واحدة بعد كده

زوت ما بين حاجبيها بتعجب

آيات بريبة : بس انا مقولتلكش انا شغالة فين ….. عرفت منين اني شغالة فى شركة العمري …. و ايه المشكلة انى افضل اشتغل فيها ؟

توتر عند ادراكه نتيجة اندفاعه و تسرعه ليتعثر بالرد

آسر بتوتر : عرفت و خلاص ….. ثم استعاد بعضاً من ثقته الواهية …..مش موضوعنا عرفت منين … المهم اني مش شايف اي داعي انك تشتغلي فى شركة حد غريب و شركتى موجودة

طالعته بشك …… ادركت تهربه من الاجابة لتزيد حيرتها من طلبه تركها للعمل …… لكن ما لبثت ان اجابته بعد تفكير

آيات بهدوء : خلاص من غير ما تتعصب كده … سيبني فترة افكر و كمان اقول للشغالة معاهم عشان يعملو حسابهم لو نويت اسيب شغلى الحالي ده لو نويت هااااا… اتفقنا؟

آسر بإبتسامة واسعة : اتفقنا

سهام : احب اقولك و بكل بصراحة انك بتستهبلي

آيات بدهشة : وطي صوتك مستر طائف جوة …. وبعدين انتي ايه اللي جابك مكتبي مش وراكي شغل و لا ايه ؟

سهام : و هو بعد اللي قولتيه ده هعرف اشتغل…… آيات انتي بتستهبلي

حدجتها آيات بنظرة جعلت الاخري تهتف فى سخط

سهام : ايه ضايقتك بتستهبلي دي … خلاص يا ستي متزعليش .. بتستعبطي … ها عجبتك ؟

تجاهلتها آيات مستمرة بترتيب بعض الاوراق على مكتبها

سهام بصراخ : آياااااااات

هبت من مقعدها تضع يدها على فم تلك المجنونة تمنعها من الصراخ

آيات : بس بس ….. يخربيتك قولتك مستر طائف جوة

ابعدت الاخرى يدها لتهتف بغيظ

سهام: سيبك دلوقتي من مستر زفت ده و قوليلي …… جتلك فرصة من دهب … شغل جاهز و مع حد ضامنة انه مش هيجي فى لحظة ويقولك مع السلامة استغنينا عن خدماتك ……. انا مش فهماكي انتي فى امس الحاجة للشغل ده ….يا بنتى ده انتي من يومين بس كنتي مصدعاني انهم هيخدو منك الشقة و انك مش هتلاقي مكان تعيشي فيه …… يبقى ازاى ترفضي فرصة زي دي

آيات : يا سلام …. مش انتي اللي قولتي ان آسر وراه حاجة

سهان بتهكم : و انتي اسم الله عليكي لما صدقتى .. قولتلك كلمتين و قولتي آمين …..مش ده اللي قعدتي ليلتين كاملين تشرحيلي اد ايه انه لطيف و ظريف و بيخاف عليكي و على مصلحتك ….. حصل و لا محصلش ؟؟؟

آيات بإستسلام : حصل

سهام : يبقى كان عندي حق لما قولت انك بتستهبلي

آيات : معرفش بقى بس اهو اللي حصل ….. لما عرض عليا اني اشتغل معاه معرفش ليه حسيت ان فيه حاجة غلط

سهام : ايه الغلط فى انه يحب انك تشتغلي معاه بدل ما تشتغلي مع حد غريب …. كلام مقنع

آيات : لا انا مش شايفة ان الغلط فى اني اشتغل معاه

سهام : أمال ايه ؟

لم تحصل على رد من صديقتها لتكمل

سهام مستنتجة : قولتيييييلي …….. الغلط مش فى انك هتشتغلي مع آسر لكن الغلط اللي بجد انك هتسيبي شغلك مع طائف

التقطت سهام حركة صديقتها و التي ترفع كتفاها للاعلى و للاسفل دليلاً على قلة حيلتها

سهام بدهشة : يخربيتك يا آيات … ده الموضوع مش اعجاب بقى …. انتي …. انتي بتحبيه ؟؟؟؟؟؟؟

تنهيدة عميقة صدرت من آيات أكدت تماماً على صحة حديث صديقتها

همت سهام بالحديث ليقاطعها دخول مازن فتعتدل بوقفتها لتهتف

سهام بتوتر : مستر مازن حضرتك وصلت امتى ؟

مازن بحدة موجهاً نظراته اتجاه آيات: من نص ساعة و لو حضرتك يا آنسة على مكتبك مكنتيش هتضطري تسألي سؤال زي ده

سهام بإحراج : آسفة يا فندم … حالاً هكون هناك

ثم خرجت سريعاً متجهة الى مكتبها فى حين توجه مازن بحديثه نحو آيات

مازن بفظاظة : انتي لسة عندك بتعملي ايه ؟

آيات بدهشة : أفندم ؟ حضرتك تقصد ايه ؟

مازن بتأفف : طائف جوة ؟

آيات : اه يا افندم فى انتظارك

لم تكمل جملتها الا و كان قد دخل بالفعل لغرفة رئيسها لتهتف

آيات بحيرة : و ده ماله ده كمان ؟

اما بالداخل فكان الاخر يستلقي بتعب على اريكة موجودة بأحد اركان غرفته …. سترته ملقاه بإهمال على احدى المقاعد فى حين كان هو بعالم آخر حتى انه لم يلحظ دخول صديقه

مازن : ممكن افهم آيات لسة هنا ليه ؟

انتفض جسد طائف كرد فعل من مفاجأة وجود شخص ما معه بالغرفة ليعتدل بجلسته

طائف بجمود : مش شغلك

مازن : افندم ؟

طائف بحدة : ايه مبتسمعش …. قولت مش شغلك

استشعر مازن سوء مزاج صديقه لتتغير نبرته من عتاب الى اهتمام

مازن : مالك بس ؟ حصل ايه ؟

مسح وجهه بكفيه بنفاذ صبر قبل ان يتحرك من مكانه نحو مقعده خلف المكتب يجلس عليه بهدوء و ثبات ليردف

طائف : وصلت بوسطة النهاردة

جلس مازن على احدى المقاعد ليجيب بدهشة

مازن : بوسطة ؟ و ايه الجديد ما هى بتوصل كل يوم

طائف بملل : من ايطاليا يا مازن …. بوسطة من ايطاليا

اسود وجه الاخر للحظات قبل ان يجيب بإقتضاب

مازن : و المطلوب ؟

القى طائف مظروف ما بوجه صديقه ليتناوله الاخر بقلق ثم هم بقراءة فحواه لتتسمر عيناه على حروف المكتوب …. لحظات حتى استيقظ من صدمته تلك ليهتف بصديقه

مازن : ليه ؟

تحرك من مقعده بعنف يدور بغرفته كوحش مُثار

طائف بشراسة : عايزين ينضفو ورا اللى عمله الباشا ….. عايزين الموضوع يتمحي تماماً و كإنه محصلش

مازن بعنف : و انت ؟ هتنفذ ؟

توقف بمكانه ليلتفت نحو صديقه

طائف : لو انا منفذتش في بدل الواحد ألف يقدر ينفذ

مازن : و الحل ؟

تنفس بعمق … يشد بيده على شعره بتوتر …… ليجيب بضياع و عذاب

طائف : مش عارف …… مش عارف

آسر : مفيش اخبار من ايطاليا ؟

مؤنس : لحد دلوقتي لسة موصلناش حاجة …. بس مظنش انهم عرفوا باللى حصل

آسر بسخرية : معرفوش باللي حصل …. و في ايطاليا ……. مستحيل

مؤنس : تفتكر هيعملو ايه يا باشا

آسر بإنزعاج : انت هتحكي معايا ….. روح شوف الراجل بتاعك اللي زارعه فى شركة العمري وصل لأيه و بلغني

مؤنس متجهاً للخارج : حمامة يا باشا

آسر بإهتمام : استنى هنا

مؤنس : امرك

آسر بقلق : زود الحراسة على بيت آيات و عليها هي شخصياً و عاوز تقرير يومي لكل تحركاتها … كلمت مين خرجت مع مين راحت فين …. كل حاجة توصلي …. خليهم يفتحو عينهم كويس اليومين دول

مؤنس : اعتبرة تم يا باشا

مازن بمكر : طائف بصراحة انا مش فاهم انت ايه اللي مانعك من التنفيذ ….. مش طائف العمري اللي يتردد فى حاجة زي دي

طائف بدهشة: انت سامع نفسك بتقول ايه …. دول عايزين يصفوها …. عايزني اخلص عليها

مازن : و ده المطلوب .. زيها زي اي حد شاف حاجة المفروض مكنش يشوفها

طائف : مش ذنبها …. انا اللى اخدتها معايا … دي غلطتي انا

مازن : غلطتك ولا غلطتها هى عرفت اكتر من اللي المفروض تعرفه يعني خلاص مينفعش ت………

طائف مقاطعاً : معرفتش …. هى معرفتش حاجة يبقى مفيش داعى انها تموت

مازن : بس انت قولت انها شكت فى كونك متورط فى حاجة

طائف: شكت مش اتأكدت

مازن : و احنا هنستنى لما توصل للحقيقة

طائف : انت …. انت ازاى بتفكر كده….. مش دي آيات اللى كنت عايز تبعدها عن اي خطر … دلوقتى موافق انها تموت

مازن : ايه مشكلتك مش فاهم …. بقى طائف العمري …. اللى بيتقال انه شيطان المافيا يتردد بخصوص قتل حتة موظفة عنده عرفت زيادة عن اللى المفروض تعرفه …… جرالك ايه ؟

طائف : مش هتموت يا مازن …. آيات مش هتموت …. على جثتي لو ده حصل

طرق على الباب قطع حديثهم هذا ليسمح طائف للطارق بالدخول

طائف بتوتر : خير يا آيات فى ايه ؟

آيات بقلق : مفيش يا افندم انا جيت ابلغ حضرتك اني خلصت شغلي و مروحة …. محتاج حاجة تانية مني ؟؟

طائف : لا تقدري تمشي انتي ….. مع السلامة

بقيت بمكانها للحظات لتجد مازن يهتف

مازن : خير يا آيات فى حاجة تانية ؟

آيات : لا بس يعني …….

طائف : فى ايه يا آيات ؟

آيات بتوتر : حضرتك مش هتروح …. اقصد يعنى انك تعبت النهاردة فى الشغل و الوقت اتأخر و …………….

مازن بنزق : و يهمك فى ايه بقى اذا كان يروح لا لا …. خليكي فى شغلك و ملكيش دعوة بمديرك يروح وقت ما يحب و بعدين انتي……….

طائف مقاطعاً بحدة حديث مازن : شكراً يا آيات على اهتمامك انا فعلاً تعبت جداً النهاردة روحي انتي دلوقتى عشان الوقت اتأخر و احنا هنحصلك حالاً ….. خلى بالك من نفسك

آيات بإبتسامة باهتة من اسلوب مازن : تمام يا افندم … عن اذنكم

ثم تحركت للخارج تاركة طائف ينظر شذراً اتجاه صديقه

طائف بحدة : انت جرالك ايه ازاى تكلمها كده ؟

مازن : انت اللي جرالك ايه من امتى بقيت حنين كده و بتتساهل مع الموظفين بتوعك ؟

نفخ طائف بضيق ليتحرك سريعاً نحو نافذة المكتب يطالع الخارج بإهتمام قبل ان تلتقط عيناه سيارتان مريبتان تقفان امام مبني الشركة

طائف بقلق : انت جايب معاك حراسة ؟

مازن بلا مبالاة : لا …… تلاقيهم اللي بيراقبوها ….. آسر باعتهم من فترة حواليها…. ما انت عارف

طائف برعب : عارف عارف …….. بس دول مش رجالة آسر

آيات بمكتبها : بيزعق و يشخط و ينطر … كنت شغالة عندك انا ولا شغالة عندك …… هو فاكرني سهام عشان يتكلم معايا بالشكل ده ……. ماشي يا سي مازن كنت نقصاك انت كمان

اخذت تثرثر بإنزعاج اثناء استعدادها للمغادرة الى منزلها وسرعان ما انتهت لتتجه سريعاً خارج المكتب تقف امام المصعد تنتظر وصوله ………لحظات حتى وجدت باب المصعد يُفتح لتدلف اليه و تضغط زر الطابق الاول ثم همت بترتيب ملابسها و مكياجها بمرآة المصعد ليكون ظهرها مقابل للباب واثناء ذلك سمعت صوت هاتفها يصدر من داخل حقيبتها توقفت عن تعديل مكياجها لتبحث فى حقيبتها عن هاتفها لتشعر بتوقف المصعد بإحدي الطوابق … لم تهتم لتوقفه فربما احدى الموظفين ما زال بالمبني و فى طريقه للمنزل هو الاخر …. مازالت تبحث عن هاتفها بتأفف من عدم ايجادها له …. تلى ذلك فتح باب المصعد من خلفها ودخول احدهم بنفس اللحظة التى وجدت بها هاتفها النقال لترفع نظرها نحو المرآة لكن قبل ان تلمح هيئة من شاركها المصعد كانت قد ضُربت بقوة اسفل رقبتها ضربة اسقطتها مغشياً عليها.

عرض التعليقات (13)