رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري الجزء الثالث
رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري الجزء الثالث
الفصل الحادي عشر (تصفية)
آيات بدهشة : أسيب شغلي ؟؟؟؟
نطقت بها آيات بذهول رداً على اقتراح آسر المفاجئ و الذي ألقاه بوجهها فور دلوفها للمطعم المدعوة اليه من طرفه للحديث بأمر ما
آسر : و ايه المانع طالما فى شغل تاني مستنيكي و تقدري تختاريه كمان …… سواء سكرتيرة او غيره !!!
آيات بتساؤل : طب و ليه ده كله ما انا شغالة و مستقرة فى شغلي ؟
آسر بتبرير : بس قولتى ان مديرك مطلع عينك و مش مرتاحة ….. وبعدين بصراحة بقى انا مش شايف انه طبيعي كونك تشتغلى عند حد غريب وانا موجود
آيات بتوتر : محدش مطلع عيني ولا حاجة … ده كان مدير مؤقت و مشى و دلوقتي صاحب الشغل كويس و شايف شغله تمام …. و بصراحة بقى كده انا مش بحب جو الوسايط ده
آسر : وسايط ايه .. انا عارف كويس جداً اني مش هلاقى حد كفؤ زيك .. ده هيبقى مكسب ليا و لشركتي لو وافقتي تشتغلي معايا
اضطربت آيات بعد مدحه لعملها و جديتها فبتلك الطريقة يضعها بموقف لا تُحسد عليه …… حاولت ايجاد حجة ما لرفض عرضه بلطف ……… لكن لما الرفض و هى على وشك ترك عملها بالفعل ؟؟؟؟؟؟
آيات بقلق : بس انا اتعودت على شغلي و الناس اللي شغالين معايا
آسر بإندفاع و نفاذ صبر : مسيرك يا آيات تتعودي على محيط شغلك الجديد و بصراحة بقى انا مستحيل اسمحلك تكملى فى شركة العمري لحظة واحدة بعد كده
زوت ما بين حاجبيها بتعجب
آيات بريبة : بس انا مقولتلكش انا شغالة فين ….. عرفت منين اني شغالة فى شركة العمري …. و ايه المشكلة انى افضل اشتغل فيها ؟
توتر عند ادراكه نتيجة اندفاعه و تسرعه ليتعثر بالرد
آسر بتوتر : عرفت و خلاص ….. ثم استعاد بعضاً من ثقته الواهية …..مش موضوعنا عرفت منين … المهم اني مش شايف اي داعي انك تشتغلي فى شركة حد غريب و شركتى موجودة
طالعته بشك …… ادركت تهربه من الاجابة لتزيد حيرتها من طلبه تركها للعمل …… لكن ما لبثت ان اجابته بعد تفكير
آيات بهدوء : خلاص من غير ما تتعصب كده … سيبني فترة افكر و كمان اقول للشغالة معاهم عشان يعملو حسابهم لو نويت اسيب شغلى الحالي ده لو نويت هااااا… اتفقنا؟
آسر بإبتسامة واسعة : اتفقنا
سهام : احب اقولك و بكل بصراحة انك بتستهبلي
آيات بدهشة : وطي صوتك مستر طائف جوة …. وبعدين انتي ايه اللي جابك مكتبي مش وراكي شغل و لا ايه ؟
سهام : و هو بعد اللي قولتيه ده هعرف اشتغل…… آيات انتي بتستهبلي
حدجتها آيات بنظرة جعلت الاخري تهتف فى سخط
سهام : ايه ضايقتك بتستهبلي دي … خلاص يا ستي متزعليش .. بتستعبطي … ها عجبتك ؟
تجاهلتها آيات مستمرة بترتيب بعض الاوراق على مكتبها
سهام بصراخ : آياااااااات
هبت من مقعدها تضع يدها على فم تلك المجنونة تمنعها من الصراخ
آيات : بس بس ….. يخربيتك قولتك مستر طائف جوة
ابعدت الاخرى يدها لتهتف بغيظ
سهام: سيبك دلوقتي من مستر زفت ده و قوليلي …… جتلك فرصة من دهب … شغل جاهز و مع حد ضامنة انه مش هيجي فى لحظة ويقولك مع السلامة استغنينا عن خدماتك ……. انا مش فهماكي انتي فى امس الحاجة للشغل ده ….يا بنتى ده انتي من يومين بس كنتي مصدعاني انهم هيخدو منك الشقة و انك مش هتلاقي مكان تعيشي فيه …… يبقى ازاى ترفضي فرصة زي دي
آيات : يا سلام …. مش انتي اللي قولتي ان آسر وراه حاجة
سهان بتهكم : و انتي اسم الله عليكي لما صدقتى .. قولتلك كلمتين و قولتي آمين …..مش ده اللي قعدتي ليلتين كاملين تشرحيلي اد ايه انه لطيف و ظريف و بيخاف عليكي و على مصلحتك ….. حصل و لا محصلش ؟؟؟
آيات بإستسلام : حصل
سهام : يبقى كان عندي حق لما قولت انك بتستهبلي
آيات : معرفش بقى بس اهو اللي حصل ….. لما عرض عليا اني اشتغل معاه معرفش ليه حسيت ان فيه حاجة غلط
سهام : ايه الغلط فى انه يحب انك تشتغلي معاه بدل ما تشتغلي مع حد غريب …. كلام مقنع
آيات : لا انا مش شايفة ان الغلط فى اني اشتغل معاه
سهام : أمال ايه ؟
لم تحصل على رد من صديقتها لتكمل
سهام مستنتجة : قولتيييييلي …….. الغلط مش فى انك هتشتغلي مع آسر لكن الغلط اللي بجد انك هتسيبي شغلك مع طائف
التقطت سهام حركة صديقتها و التي ترفع كتفاها للاعلى و للاسفل دليلاً على قلة حيلتها
سهام بدهشة : يخربيتك يا آيات … ده الموضوع مش اعجاب بقى …. انتي …. انتي بتحبيه ؟؟؟؟؟؟؟
تنهيدة عميقة صدرت من آيات أكدت تماماً على صحة حديث صديقتها
همت سهام بالحديث ليقاطعها دخول مازن فتعتدل بوقفتها لتهتف
سهام بتوتر : مستر مازن حضرتك وصلت امتى ؟
مازن بحدة موجهاً نظراته اتجاه آيات: من نص ساعة و لو حضرتك يا آنسة على مكتبك مكنتيش هتضطري تسألي سؤال زي ده
سهام بإحراج : آسفة يا فندم … حالاً هكون هناك
ثم خرجت سريعاً متجهة الى مكتبها فى حين توجه مازن بحديثه نحو آيات
مازن بفظاظة : انتي لسة عندك بتعملي ايه ؟
آيات بدهشة : أفندم ؟ حضرتك تقصد ايه ؟
مازن بتأفف : طائف جوة ؟
آيات : اه يا افندم فى انتظارك
لم تكمل جملتها الا و كان قد دخل بالفعل لغرفة رئيسها لتهتف
آيات بحيرة : و ده ماله ده كمان ؟
اما بالداخل فكان الاخر يستلقي بتعب على اريكة موجودة بأحد اركان غرفته …. سترته ملقاه بإهمال على احدى المقاعد فى حين كان هو بعالم آخر حتى انه لم يلحظ دخول صديقه
مازن : ممكن افهم آيات لسة هنا ليه ؟
انتفض جسد طائف كرد فعل من مفاجأة وجود شخص ما معه بالغرفة ليعتدل بجلسته
طائف بجمود : مش شغلك
مازن : افندم ؟
طائف بحدة : ايه مبتسمعش …. قولت مش شغلك
استشعر مازن سوء مزاج صديقه لتتغير نبرته من عتاب الى اهتمام
مازن : مالك بس ؟ حصل ايه ؟
مسح وجهه بكفيه بنفاذ صبر قبل ان يتحرك من مكانه نحو مقعده خلف المكتب يجلس عليه بهدوء و ثبات ليردف
طائف : وصلت بوسطة النهاردة
جلس مازن على احدى المقاعد ليجيب بدهشة
مازن : بوسطة ؟ و ايه الجديد ما هى بتوصل كل يوم
طائف بملل : من ايطاليا يا مازن …. بوسطة من ايطاليا
اسود وجه الاخر للحظات قبل ان يجيب بإقتضاب
مازن : و المطلوب ؟
القى طائف مظروف ما بوجه صديقه ليتناوله الاخر بقلق ثم هم بقراءة فحواه لتتسمر عيناه على حروف المكتوب …. لحظات حتى استيقظ من صدمته تلك ليهتف بصديقه
مازن : ليه ؟
تحرك من مقعده بعنف يدور بغرفته كوحش مُثار
طائف بشراسة : عايزين ينضفو ورا اللى عمله الباشا ….. عايزين الموضوع يتمحي تماماً و كإنه محصلش
مازن بعنف : و انت ؟ هتنفذ ؟
توقف بمكانه ليلتفت نحو صديقه
طائف : لو انا منفذتش في بدل الواحد ألف يقدر ينفذ
مازن : و الحل ؟
تنفس بعمق … يشد بيده على شعره بتوتر …… ليجيب بضياع و عذاب
طائف : مش عارف …… مش عارف
آسر : مفيش اخبار من ايطاليا ؟
مؤنس : لحد دلوقتي لسة موصلناش حاجة …. بس مظنش انهم عرفوا باللى حصل
آسر بسخرية : معرفوش باللي حصل …. و في ايطاليا ……. مستحيل
مؤنس : تفتكر هيعملو ايه يا باشا
آسر بإنزعاج : انت هتحكي معايا ….. روح شوف الراجل بتاعك اللي زارعه فى شركة العمري وصل لأيه و بلغني
مؤنس متجهاً للخارج : حمامة يا باشا
آسر بإهتمام : استنى هنا
مؤنس : امرك
آسر بقلق : زود الحراسة على بيت آيات و عليها هي شخصياً و عاوز تقرير يومي لكل تحركاتها … كلمت مين خرجت مع مين راحت فين …. كل حاجة توصلي …. خليهم يفتحو عينهم كويس اليومين دول
مؤنس : اعتبرة تم يا باشا
مازن بمكر : طائف بصراحة انا مش فاهم انت ايه اللي مانعك من التنفيذ ….. مش طائف العمري اللي يتردد فى حاجة زي دي
طائف بدهشة: انت سامع نفسك بتقول ايه …. دول عايزين يصفوها …. عايزني اخلص عليها
مازن : و ده المطلوب .. زيها زي اي حد شاف حاجة المفروض مكنش يشوفها
طائف : مش ذنبها …. انا اللى اخدتها معايا … دي غلطتي انا
مازن : غلطتك ولا غلطتها هى عرفت اكتر من اللي المفروض تعرفه يعني خلاص مينفعش ت………
طائف مقاطعاً : معرفتش …. هى معرفتش حاجة يبقى مفيش داعى انها تموت
مازن : بس انت قولت انها شكت فى كونك متورط فى حاجة
طائف: شكت مش اتأكدت
مازن : و احنا هنستنى لما توصل للحقيقة
طائف : انت …. انت ازاى بتفكر كده….. مش دي آيات اللى كنت عايز تبعدها عن اي خطر … دلوقتى موافق انها تموت
مازن : ايه مشكلتك مش فاهم …. بقى طائف العمري …. اللى بيتقال انه شيطان المافيا يتردد بخصوص قتل حتة موظفة عنده عرفت زيادة عن اللى المفروض تعرفه …… جرالك ايه ؟
طائف : مش هتموت يا مازن …. آيات مش هتموت …. على جثتي لو ده حصل
طرق على الباب قطع حديثهم هذا ليسمح طائف للطارق بالدخول
طائف بتوتر : خير يا آيات فى ايه ؟
آيات بقلق : مفيش يا افندم انا جيت ابلغ حضرتك اني خلصت شغلي و مروحة …. محتاج حاجة تانية مني ؟؟
طائف : لا تقدري تمشي انتي ….. مع السلامة
بقيت بمكانها للحظات لتجد مازن يهتف
مازن : خير يا آيات فى حاجة تانية ؟
آيات : لا بس يعني …….
طائف : فى ايه يا آيات ؟
آيات بتوتر : حضرتك مش هتروح …. اقصد يعنى انك تعبت النهاردة فى الشغل و الوقت اتأخر و …………….
مازن بنزق : و يهمك فى ايه بقى اذا كان يروح لا لا …. خليكي فى شغلك و ملكيش دعوة بمديرك يروح وقت ما يحب و بعدين انتي……….
طائف مقاطعاً بحدة حديث مازن : شكراً يا آيات على اهتمامك انا فعلاً تعبت جداً النهاردة روحي انتي دلوقتى عشان الوقت اتأخر و احنا هنحصلك حالاً ….. خلى بالك من نفسك
آيات بإبتسامة باهتة من اسلوب مازن : تمام يا افندم … عن اذنكم
ثم تحركت للخارج تاركة طائف ينظر شذراً اتجاه صديقه
طائف بحدة : انت جرالك ايه ازاى تكلمها كده ؟
مازن : انت اللي جرالك ايه من امتى بقيت حنين كده و بتتساهل مع الموظفين بتوعك ؟
نفخ طائف بضيق ليتحرك سريعاً نحو نافذة المكتب يطالع الخارج بإهتمام قبل ان تلتقط عيناه سيارتان مريبتان تقفان امام مبني الشركة
طائف بقلق : انت جايب معاك حراسة ؟
مازن بلا مبالاة : لا …… تلاقيهم اللي بيراقبوها ….. آسر باعتهم من فترة حواليها…. ما انت عارف
طائف برعب : عارف عارف …….. بس دول مش رجالة آسر
آيات بمكتبها : بيزعق و يشخط و ينطر … كنت شغالة عندك انا ولا شغالة عندك …… هو فاكرني سهام عشان يتكلم معايا بالشكل ده ……. ماشي يا سي مازن كنت نقصاك انت كمان
اخذت تثرثر بإنزعاج اثناء استعدادها للمغادرة الى منزلها وسرعان ما انتهت لتتجه سريعاً خارج المكتب تقف امام المصعد تنتظر وصوله ………لحظات حتى وجدت باب المصعد يُفتح لتدلف اليه و تضغط زر الطابق الاول ثم همت بترتيب ملابسها و مكياجها بمرآة المصعد ليكون ظهرها مقابل للباب واثناء ذلك سمعت صوت هاتفها يصدر من داخل حقيبتها توقفت عن تعديل مكياجها لتبحث فى حقيبتها عن هاتفها لتشعر بتوقف المصعد بإحدي الطوابق … لم تهتم لتوقفه فربما احدى الموظفين ما زال بالمبني و فى طريقه للمنزل هو الاخر …. مازالت تبحث عن هاتفها بتأفف من عدم ايجادها له …. تلى ذلك فتح باب المصعد من خلفها ودخول احدهم بنفس اللحظة التى وجدت بها هاتفها النقال لترفع نظرها نحو المرآة لكن قبل ان تلمح هيئة من شاركها المصعد كانت قد ضُربت بقوة اسفل رقبتها ضربة اسقطتها مغشياً عليها.
الفصل الثاني عشر (اختطاف)
بغرفة مظلمة لا يدخلها نور الشمس تبدو و كأنها قبو لاحدى المنازل نجد جسدها الصغير ملقى ارضاً و ما زالت فى غيبوبتها تلك منذ ان ضربها هذا المجهول و الذي على ما يبدو انه كان من نقلها لهذا المكان ……. لحظات تلتها اخرى ثم اخرى قبل ان نجدها تجاهد لفتح عينيها لتنجح اخيراً فى الاستيقاظ و النظر حولها بذعر دب فى اوصالها حين وجدت ان ما يقابلها لاشيء سوى الظلام
حاولت الاعتدال بجلستها لكن لم تستطع بسبب تكبيل كلتا يديها خلف ظهرها لتتأوه من مجرد المحاولة فتستلم لوضعيتها القديمة نفسها ….. حاولت اصدار اي صوت لكن بدون فائدة ففمها كان مغلق بشراطة لاصقة تضمن عدم خروج اي صوت منها سوى همهمات مزعجة …. زاد رعبها عند تذكرها للاحداث السابقة فى المصعد لتدرك انه بالفعل تم اختطافها من قبل مجهول … لكن من ؟ و لما ؟
قطع تساؤلاتها تلك دخول احدهم الى الغرفة لينتفض جسدها و تنظر برعب نحو الباب المفتوح والذي لم تستطع اكتشاف وجوده الا الان …. حاولت تبين ملامح هذا الشخص لعلها تتعرف عليه لكن و للاسف الشديد فكان ظهره بإتجاه الباب … مصدر الضوء الوحيد بالمكان … لذا فلا فائدة من محاولة التعرف عليه ….. شعرت به يقترب نحوها بخطوات بطيئة لتزداد نظرة الرعب بعينيها الواسعة …. توقعت ان يعتدي عليها او يضربها كما فعل من قبل لكن لم يفعل …. بل وجدته يركع على ركبتيه ليكون بمستواها و كرد فعل منها حاولت الابتعاد لكن محاولتها باءت بالفشل لتشعر به يمسك بها من كتفاها يُعدّل من جلستها ليجعل ظهرها يرتكز على احدى جدران الغرفة … ثم تلى ذلك دخول شخص آخر من الخلف يهتف بصديقه
الرجل الثاني : مش الباشا قال محدش يجي جنبها لحد ما يوصل
تركها الرجل ليلتف نحو صديقه يجيبه بهدوء
الرجل الاول : دخلت أشقر عليها لقيتها فاقت قولت اعدلها بدل النومة اللي كانت نايماها دي
الرحل الثاني بتهكم : يا حنين
الرجل الاول : بطل تريقة ….. الباشا قال نبقى نشقر عليها كل شوية لغاية ما يوصل …… ها مفيش اخبار ؟
رن هاتف الرجل الثاني ليجيب سريعاً ببعض الكلمات المقتضبة ثم انهى المكالمة ليهتف بصديقه
الرجل الثاني : الباشا وصل …. ثم نظر من فوق كتف صديقه نحو تلك التي تطالعهم برعب و خوف …… بالإذن يا مزة
ليهتف صوت غضب من خلفهم جعل اجسادهم تنتفض برعب خاصاً تلك القابعة بالداخل
………………. : المزة دي تبقى امك
مؤنس بغضب : نهاركم اسود …. يعني ايه مش لاقيناها ؟
سؤال القى به مؤنس على رجاله عند اخبارهم له بإختفاء آيات
احدى الرجال ( سامي ) : يا باشا البت دخلت شغلها اول اليوم وكنا متابعينها كويس اوي … و كالعادة على الساعة ٨ او ٨ ونص بيكون ميعاد المرواح بتاعها و كنا فى انتظار نزولها لكن محدش لمحها مروحة
مؤنس بصراخ : انتو بتستهبلو …. يعني ايه محدش شافها … ايه الارض انشقت و بلعتها
سامي : يا باشا النهاردة بالذات الحراسة زادت يعنى لو واحد ولا اتنين ماشفوهاش اكيد الباقي هيشوفها … لكن البت مظهرتش اصلا برة الشركة
مؤنس بغضب : يعني عايز تفهمنى انها لحد دلوقتى فى الشركة …. الساعة ٤ الفجر
سامي : يا باشا ماهو …………..
مؤنس مقاطعاً : انت تخرس خالص فاهم ……… آسر باشا لو عرف هتبقى ليلتكو سودة
احدى الرجال بتهكم : وتبقى مين بقى السنيورة دي ان شاء الله ؟
مؤنس بصراخ و غضب اسكت جميع من بالغرفة : مش شغلك يا روح امك …. مش شغلك …. ايه هتحكي و تسأل الباشا الكبير عن شغله و لا ايه …….. سامي ضبطلي الواد ده خليه يفهم هو شغال مع مين و ايه يتقال و ايه ميتقالش …. فاهم
سامي بشر : عيوني يا باشا
مؤنس بقلق: و البت تظهر يا سامي ……. تتصرف و تلاقيها ولو من تحت الارض …. عشان البت دي لو مظهرتش كلنا هنروح فى شربة مية … انت فاهم
سامي بتصميم : هنلاقيها يا باشا …. هتظهر يعنى هتظهر
………………. بعنف : شيل اللي على بؤها ده و فك ايدها ….. اخلص
تحرك احد الرجلين نحوها لينفذ ما امره به سيده
…………….. : سبونا لوحدنا دلوقتى
خرج الرجلان من الغرفة ليتركا آيات معه
آيات بذهول : انت ؟
……………. : مفاجأة مش كده ؟
آيات : هو .. هو ايه اللي حصل ؟
تنهد بنفاذ صبر قبل ان يزرع الغرفة ذهاباً و اياباً
…………….. : اللي حصل ان في امر بقتلك
شل الرعب اطرافها وامتلأت عيناها بالدموع … اخذ صدرها بالارتفاع و الانخفاض بسرعة
آيات برعب : ليه ؟
…………….. : بيقولو عرفتي زيادة عن اللي مفروض تعرفيه
حركت رأسها بسرعة يميناً و يساراً لتهتف برعب
آيات : انا معرفتش حاجة …….. ولا سمعت حاجة
……………. : واضح انهم و للاسف مش فاهمين ده
آيات بخوف : هما مين ؟
……………. : اللي شغال معاهم
آيات بتوتر واندفاع : يعني ايه عرفت اكتر من المفروض ؟ وانتو مين ؟….. هى سايبة تقتلو اي حد …. ملكوش كبير ….. ايه يعنى هو شغل مافيا ؟
………….. بضحك : مش قولتلك عرفتي زيادة عن المفروض
آيات : انت قصدك انك ………. ؟ مش ممكن
……………. : بما ان كل الاوراق بقت مكشوفة فأحب اعرفك بنفسي بطريقة صح المرة ده …… طائف العمري …….. رجل اعمال و صاحب شركة العمري للاستيراد و التصدير و ………و رئيس المافيا فى مصر
فى صباح اليوم التالى
نجد سهام على مكتبها تباشر عملها بإجتهاد لعل رئيسها يغفر اهمالها بالأمس واثناء ذلك وجدته يدلف الى المكتب
مازن بجدية : صباح الخير …… طائف وصل ؟
سهام بقلق : لا يا افندم لسة
مازن بتعجب : معقول يتأخر فى يوم زي ده …..طب بلغي آيات تقولك اول ما يوصل
ثم هم بالدخول الي مكتبه لتوقفه جملتها
سهام : بس آيات مجتش النهاردة
تسمر مكانه ليلتفت اليها سريعاً
مازن بتوتر : غريبة مش كده ….. ان آيات تغيب
حركت كتفاها للاعلى و لاسفل بحيرة
سهام : غريبة فعلاً ده انا حتى حاولت اكلمها اول ما وصلت بس مردتش عليا
مازن بقلق : كلمتيها على البيت ؟
سهام بتعجب : لأ
مازن بلهفة : اتصلي حالاً
تضايقت من لهفته الظاهرة ….. لما يهتم بحضور آيات او عدمه … أيمكن انه ………..
قاطعها صوته يحثها على اجراء الاتصال
مازن : اتصلي يلا مستنية ايه ؟
سهام بضيق : حاضر هتصل اهو
اجرت سهام الاتصال لكن لارد
سهام و قد انتابها القلق هي الاخرى : محدش بيرد …… غريبة فعلاً
مازن بريبة : طائف …. حاولي توصلي لطائف بأي طريقة
سهام بتفكير : يمكن هى عند مستر طائف فى بيته
مازن : افندم ؟؟؟؟؟؟؟؟
سهام بتوتر : اقصد يعنى انها من ساعة ما بقت المساعدة بتاعته و هى بتعدي عليه الصبح و ……..
مازن مقاطعاً : من غير رغي كتير … حاولى توصلي لطائف و خليه يكلمني
سهام وهي تجز على اسنانها : حاضر يا افندم
ثم تركها متجهاً الى داخل مكتبه
طائف : صباح الخير
سمعتها فور استيقاظها من نومها والذي استغرقت فيه بشدة وكأنها لم تحظى بنوم هانئ منذ سنوات …. فتحت عينيها على وسعهما فور رؤيته لها يشرف عليها من علو …… اعتدلت بجلستها فوراً تضم الغطاء على جسدها بتوجس ….. لحظة غطاء ؟؟؟؟ ….. نظرت لمكان استلقائها لتجده فراش وثير مريح لتسرع عيناها فى تفحص المكان حولها فتجدها غرفة واسعة نظيفة يبدو عليها الترف … على النقيض تماماً من الغرفة اللى استيقظت بها سابقاً ……. لحظات حتى كادت ان تظن ان ما حدث من قبل ما كان سوى كابوس مزعج لكن عند عودتها للنظر الى وجهه …. و بتواجده بجوارها ادركت انه لم يكن كابوس بل واقع أليم
اما هو فأستمر فى مراقبة ردود أفعالها المختلفة ما بين الخوف و القلق و الحيرة ….. يقف واضعاً احدى يداه فى جيب بنطاله فى حين ان الاخرى يُمسك بها سيجاره
واخيراً وجدها تعود بنظراتها اليه بعد تفحصها لما حولها … سمع صوتها الخائف يهتف بشجاعة مصطنعة
آيات: ممكن افهم ايه اللي بيحصل
طائف ببراءة : بصبح عليكي
آيات بتهكم : شوف وانا اللى كنت فاكراك خاطفني عشان تقتلني
طائف وقد اعجب بتخليها عن خوفها حتى وان كان للحظات : لا دي نقرة و دى نقرة تانية خالص … كوني خاطفك و عايز اقتلك ده ميمنعش اني اصبح عليكي
تحركت سريعاً لتهبط من الفراش و تقف امامه
آيات: ممكن كفاية تريقة و تفهمني انت عايز مني ايه
طائف : اظن اتكلمنا امبارح فى الموضوع ده
زوت ما بين حاجبيها بحيرة ونظرت حولها بضياع
آيات بتذكر : انا …… ايه اللى حصل امبارح و ازاى جيت هنا ؟
طائف بضحك متجهاً نحو الشرفة
طائف : محصلش حاجة بس واضح انك فعلاً مكنتيش متخيلة انى مافيا و اغمى عليكي من الصدمة
آيات : و ليه جبتني هنا ….. المفروض انك .. انك هتقتلني مش كده ؟
ظل على صمته يوليها ظهره لتقترب نحوه بغضب لتهتف
آيات : مش بترد ليه مش بكلم………..
توقفت الكلمات بحلقها فور رؤيتها للمشهد خارج الشرفة ….. الثلج يغطى كل المنازل و الطرقات لتهتف دون وعي
آيات : احنا فين؟ انت جبتني فين ؟ …. مستحيل نكون فى مصر
التفت اليها اخيراً بإبتسامة واسعة
طائف : تركيا …… تحديداً انقرة ….. ايه رأيك منظر تحفة مش كده ؟
نظرت له آيات بجنون و كأنها تطالع رجل قد فقد عقله
آيات بصراخ : تركيا ؟؟؟؟؟ ازاى خرجتني برة مصر …. ازاى جبتني هنا … و ليه ؟
تنهد هو بضيق من كثرة الاسئلة
طائف : ممكن تسكتي شوية و كفاية اسئلة …… ثم امسك بكفها و اتجه بها الى الداخل … اجلسها على الفراش مرة اخرى و احضر مقعد و قربه نحوها ليجلس مواجهاً لها
طائف : الموضوع ابتدى بسفرية روما و اللى حصل هناك … المفروض مكنتيش تشوفي اللى حصل …. ثم تنهد بإستسلام …. بس اللي حصل بقى … الاخبار وصلت لهم و قرروا بالاجماع انهم يصفوكي ….. انتفض جسدها فور اعترافه بنيتهم لقتلها ليشد على يدها مطمئنا اياها ربما …….. المفروض ان الامر جالى انا و المفروض انا اللي انفذ و ………
آيات مقاطعة بخوف : و انت جبتني هنا عشان تنفذ مش كده
طائف بعنف : لا … انا جبتك هنا احميكي
انتفضت من جلستها لتهب واقفة تنظر له بعتاب
آيات بصراخ : تحميني ؟ ….. انت خاطفني و جبتني اخر الدنيا و بتسمي ده حماية
هب هو الاخر يقف امامها … يبرر موقفه
طائف بصراخ : لو معملتش كده هيوصلولك و لو منفذتش الامر فى غيري هينفذو ….. الناس دي مش بتلعب وانتي مش قدهم
آيات ببكاء : انت السبب … انت السبب لو مكنتش خدتني سفرية زفت روما مكنش ده حصل
طائف بصراخ : و عشان كده مقدرتش انفذ الامر و اقتلك
آيات بعتاب : عشان كده بس ؟ …. يعنى لولا انك انت السبب كنت مترددتش لحظة و قتلتني مش كده؟؟؟؟؟؟؟
طائف : شغلنا مفيهوش صداقة ولا اهتمام … اللي غلط بيتعاقب و اللي بيخون نهايته الموت
آيات : مستحيل تكونو بنى آدمين …. انتو حيوانااات حيوانااااات
تقدم نحوها سريعا يضم كتفاها بكفيه … ينظر اليها بثبات مردداً
طائف بعنف: بني آدميين او حيوانات متفرقش كتير المهم انهم عايزين يقتلوكي و اياً كان السبب فى الوضع ده فأنا بحاول اساعدك و مش هقدر اعمل ده الا لو اتقفنا ان هدفنا واحد وهو انك تختفي من تحت عنيهم
آيات بضعف : لحد امتى ؟
تركها ليلتف مولياً اياها ظهره
طائف بضياع : معرفش … معرفش لحد امتى … بس على الاقل كده هنقدر نكسب وقت لغاية ما نلاقي حل للوضع ده …… ثم التفت نحوها مرة اخرى ….. بس الاول فى شوية حاجات لازم نتفق عليهم …. لازم تنفذي كلامي بالحرف الواحد … محاولة انك تخرجة من هنا لوحدك مستحيلة …. اي اتصال بأي حد تعرفيه ممكن يخليهم يوصلولك بسهولة … انتي هتعيشي هنا معززة مكرمة بس ملكيش اتصال بأي حد مهما كان و ده لمصلحتك انتي
آيات بتهكم : و الناس اللي مبتلعبش دي متقدرش توصل للمكان اللي احنا فيه ده بسهولة ؟
طائف بثقة : المكان ده محدش يعرف عنه حاجة حتى مازن ميعرفش بوجوده
آيات بصدمة : مازن ؟ مستر مازن كمان ؟؟؟؟؟
طائف : خلصنا يا آيات … حاولى تتقبلى الوضع الجديد لغاية ما نلاقي حل … و كفاية اسئلة …… ودلوقتى تقدرى تخدي دش و هتلاقي هدوم جاهزة فى الدولاب ده …. الفطار جاهز تحت ياريت متتأخريش
ثم تركها وحيدة وغادر فى حين مازالت هى تحاول استيعاب كم المعلومات و الاوامر التي القاها بوجهها كأمر واقع لا مفر منه.