رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري الجزء الرابع

8 4٬806
 

رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري الجزء الرابع

رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري الجزء السادس

رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري الجزء الرابع

رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري الجزء الرابع , معكم صديقة زاكي الشيف الموهوبة ,كريمة جزائرية

الفصل الثالث عشر (غضب)

مازن بقلق : ها يا سهام مفيش اخبار؟

سهام : لا يا افندم للاسف موبايله مقفول و حاولت اوصله على الفيلا … بس اللي شغالين هناك قالو انه مظهرش من امبارح

هب من مكانه بفزع ليردف

مازن بصراخ : يعني ايه مظهرش من امبارح وازاي محدش بلغنى؟

انتفض جسدها لصراخه فتلعثمت فى الحديث

سهام : مممااااا معرفش يا افندم ده كلامهم ….. بس ان شاء الله خير مفيش داعي للقلق ده

نظر لها للحظات شرد فيها بأمر ما ثم ما لبث ان عاود الجلوس بهدوء مرة اخرى يردف بتفكير

مازن : و آيات ؟

سهام بغباء : مالها؟

نفخ بنفاذ صبر

مازن بغضب : هيكون مالها يعنى ….. اقصد لسة مظهرتش ؟

سهام : معرفش يا افندم حضرتك طلبت مني اوصل لمستر طائف فمعرفش اذا كانت وصلت الشركة ولا لأ

نظر لها بغيظ قبل ان يصرخ بها

مازن : امشي يا سهام اختفي من قدامي دلوقتي انا هتصرف

نظرت له بغيظ لحدته معها فما ذنبها هي فى غياب السيد طائف او ايات

ذفرت بضيق قبل ان تمتثل لامره وتتجه خارج الغرفة ليهمس هو فور خروجها

مازن بقلق : لما اشوف حل انا بقى فى المصيبة دي

انتهت من الاستحمام لتخرج على استحياء من الحمام المرفق بغرفتها تفحصت بعيناها انحاء الغرفة و وجدت نفسها ما زالت وحيدة ذفرت نفساً عميقاً قبل ان تتحرك بحرية نحو الجهة التى اشار اليها سابقاً كونها ستجد بها ما ترتديه ….. لتجدها غرفة مُعدة و مُرتبة لتكون مخصصة لإحتواء كل ما قد تحتاجه اي امرأة من ملابس و احذية و ما الى ذلك

همست بدهشة

ايات : لحق يجهز كل ده ؟؟؟؟ ……. ثم اكملت بغيظ …… ولا تلاقيه متعود يجيب الستات بتوعه هنا

حاولت تجاهل تلك الخاطرة و اتجهت تنتقى ما ترتديه ومازالت ملامح السخط على وجهها

تناولت بنطال من الجينز يعلوه شيميز ازرق اللون وتركت شعرها القصير والذي لا يتعدى طوله كتفيها حراً طليقاً

تحركت نحو مرآة كبيرة موضوعة بأحد اركان الغرفة لتعدل من هيئتها ثم اخذت نفس عميق و اخرجته قبل ان تتحرك لخارج الغرفة

فور خروجها من الغرفة وجدت امامها ممر طويل سارت به لترى بآخره سلم نزلت منه و عيناها ما زالت تتفحص المكان الى ان هبطت للاسفل فوجدت امرأة سنها لا يتعدى الثلاثون تنظر لها بإبتسامة ووجه بشوش

المرأة : مساء الخير يا هانم ….. انا علا …. هكون فى خدمة حضرتك طول الفترة الجاية

نظرت لها آيات بريبة و تساءلت هل تعلم سبب وجودها بهذا المكان … هل تعلم بشأن طائف و من يكون ؟

اومأت بخفة لتتحرك المرأة امامها و منها فهمت وجوب تتبعها

سارت خلفها بصمت حتى وصلتا الى غرفة من هيئتها علمت انها غرفة الطعام و وجدته يجلس بإنتصاب ينظر الى اللاشيء يفكر فى أمر ما بتركيز شديد و على ما يبدو انه لم ينتبه لوجودهم حتى الان

تنحنحت علا ليلتفت نحوهم بحدة و سرعان ما ارتخت ملامحه لكنها ما زلالت جافة باردة …. صرف الفتاة ليوجه حديثه نحو آيات

طائف : اقعدي يا آيات

نظرت له بسخط و كم رغبت بمعارضته لكن لا داعي لذلك فهي تعلم ما سيؤول اليه الوضع ان لم تتناول الطعام حيث انها لم يدخل جوفها اي شيء منذ غداء الأمس

تحركت بهدوء لتجلس على احدى المقاعد …. ثم عادت علا مع بعض الخدم لرص الطعام امامهم و سرعان ما غادر الجميع الغرفة ما عدا طائف و آيات

بدأ كلاهما بتناول الطعام لتتوقف هى للحظات تنظر اليه بتوجس

آيات : ممكن اعرف انت قولت للناس اللى شغالين هنا انا ابقى مين ؟؟؟ عشان التمثيلية تبقى واضحة

طائف بغرور : مفيش داعي لأى تمثيليات الناس اللى شغالين هنا صم و بكم يعى لا بيشوفو حاجة ولا بيسمعو حاجة وعارفين اللى بيخالف الكلام ده هيجراله ايه فمفيش داعى للقلق

آيات بسخرية : واضح ان جينات الجريمة فى دمك

طائف : هعتبر كلامك ده مدح …. لمصلحتك

آيات بتهكم و قد عادت لتناول الطعام : مصلحتي ؟ لا واضح فعلاً

طائف ببرود : آيات ياريت بلاش الاسلوب ده معايا و ارجو انك تراعي كوني مقدر ظروفك الحالية و حالتك النفسية .. غير كده مكنتش هسمح ابداً بطريقتك دي

وكأنها وجدت الفرصة للانفجار لتهتف بإندفاع

آيات بإنفعال وصراخ : حالتي النفسية ؟ طريقتي ؟ انت واضح انك مش اخد بالك انك السبب فى ان حياتى اتقلبت و على وشك انها تدمر دا اذا كانت اصلاً متدمرتش …. انت ايه يا أخي مبتحسش ….. جايبني لاخر الدنيا و تقولى مصلحتى …. ده اسمه خطف و اوعدك مجرد بس ما تجيلي الفرصة ههرب من هنا على اقرب قسم او حتى السفارة و هبلغ عن كل بلاويك

لا تدرى كيف ومتى حدث كل ذلك .. ففى غضون ثوان وجدت كل ما كان فوق طاولة الافطار ملقى ارضاً لتنتفض بمكانها و تعود للخلف عدة خطوات تحمى نفسها كرد فعل طبيعي لما حدث …. التفتت نحوه بعد ان انتزعت عيناها بصعوبة من مراقبة ما حدث منذ لحظات …. وجدته يقف في وضع استعداد كالفهد يراقب فريسته ……. وجهه المكفهر و عيناه الحمراء كانتا كفيلتان لبث الرعب بداخلها تحرك اخيراً بخطوات واسعة فى حين كانت اقدامها قد تيبست من شدة الخوف ….. ليصبح امامها و ينحنى نحوها يردف بهدوء مخيف

طائف بهمس : لا واضح انك انتي اللي مش اخدة بالك انتي بتكلمي مين ونسيتي نفسك ….. ثم اكمل بتهديد ….. اقسم بالله يا آيات لو صوتك علا تاني ولا نطقتي بكلمة معجبتنيش لتشوفي وشي التاني … وش طائف العمري اللي لسة متعرفيهوش ……. وش الشيطان ……….. سامعة ؟

مازالت تحدق به ببلاهة …. فم مفتوح و عينان مفتوحتان على وسعهما و دماء جفت بأوردتها ……. ظلت هكذا لثوان قبل ان يهتف بها

طائف : سامعة ؟

اومأت سريعاً و بقوة لتسمعه يصرخ بغضب مخيف

طائف بصراخ : انطقي …….. اسمع صوتك

آيات برعب : سامعة ….. سامعة

اعتدل بوقفته قبل ان يصرخ مرة اخرى لكن تلك المرة يستدعى الخدم

طائف : علا …… اشرف ……. محسن

تجمعو امامه سريعاً ليهتف بهم واحداً تلو الاخر

طائف بصرامة : اشرف و محسن … هتوصلو الهانم لاوضتها و متغيبش عن عنيكو لحظة فاهمين …… وانتي يا علا قوليلهم ينضفو المكان و تحصليني على المكتب ….. ثم صرخ بهم …… اتحركوووو

انتفضو جميعاً لصراخه ذاك ثم تحركو سريعاً لتنفيذ ما امرهم به

آسر لسكرتيرته : منال شوفيلي مؤنس فين وابعتهولى حالاً

منال : حاضر يا افندم ثواني و يكون عندك

بعد فترة

مؤنس بتوتر : اؤمر يا باشا

آسر بتهكم : لا الحقيقة انت اللى تؤمر …. رايح جاي بمزاجك و ماشي بدماغك محدش قدك

مؤنس : العفو يا باشا قولى بس اوامرك وانا رقبتي سدادة

آسر بغضب : قولت يا مؤنس …. قولت و منفذتش

مؤنس : ما هو اصل يا باشا ااااا………

آسر : هتقولى اصل و فصل …. اخلص ….. مش قولت تجيلي بتقرير عن تحركات آيات و تجبلي قرار طائف والناس بتوع روما

مؤنس بخوف : اااا اصل فيه اخبار جديدة من روما

آسر بلهفة : وساكت كل ده …. انطق

مؤنس : جه امر بالتنضيف

آسر بقلق : تنضيف ؟

مؤنس بإضطراب : عايزين ينضفو اللى فشلنا فيه ….. كأنه محصلش

ابتلع آسر ريقه بصعوبة و توتر

آسر : تصفية ؟

اومأ مؤنس بقلق ليهب آسر من مكانه بعصبية و يتجه نحوه يمسك به من تلابيبه بغضب

آسر بغضب : انت اتجننت ….. انت عارف كلامك ده معناه ايه

ثم تركه فجأة ليلتف حول نفسه بضياع …. يضع كفيه على رأسه … يشد على شعره ينظر حوله بذهول

آسر برعب : عايزين يقتلوها …. يقتلو آيات

مازال يعدو بالغرفة كالليث الحبيس ليعود الى مؤنس و يمسك به مرة اخرى

آسر بغضب و جنون : كله بسبب غبائكم …. لولا غبائكم ده كان زماني خلصت من طائف …… و دلوقتى عايزين آيات ….. يبقو يفكرو يقربولها …. كله الا آيات كله الا هي ……. ثم اكمل بخوف ….. هي .. هي فين ؟ فين آيات دلوقتى ؟ فى بيتها صح؟

مؤنس : ما ماهو ياباشا ده الموضوع التاني اللى كنت هبلغك بيه

آسر : ايه تاني انطق

مؤنس بخوف : اصلها مختفية خالص ……. مظهرتش من امبارح

حدق به بصدمة للحظات قبل ان ينهار ارضاً يهتف بإستنجاد

آسر بضياع : آيات ……….

على الهاتف

مازن بغضب : انت بتستهبل يا طائف …. انت فاهم انت عملت ايه …… دول مش بعيد يخلصو عليك انت كمان

طائف بثقة : مش كل الطير اللى يتاكل لحمه …. محدش يقدر يلمسنى … كلهم عارفين انا ابقى مين

مازن بتهكم : و البوص الكبير كمان ؟

تنهد بتعب قبل ان يتحرك نحو مقعده خلف المكتب يجلس عليه بهدوء ليهتف

طائف : و ايه اللى هيوصل الحكاية له بس

مازن : طائف البت عايزينها ….. عايزين يخلصو منها و حضرتك خالفت الامر وخفيتها واختفيت معاها ده انت حتى مش عايز تقولى انت فين

طائف بثبات : كده احسن …… أأمن ليك

مازن برجاء : طائف بلاش جنان و قولى على الاقل انت فين …. اجيلك و نشوف حل سوا ….. لكن ده انتحار …. متضيعش نفسك عشان واحدة مات…….

طائف مقاطعاً بحدة : مازن لم لسانك …. مش دي آيات اللي قعدت تشكر فيها طول فترة شغلنا معاها …… كلمة كمان و مش هتعرفلنا سكة نهائي انت سامع

مازن بهدوء حذر : طب خلاص خلاص انا مقصدش حاجة بس مش قادر اشوفك هتضيع نفسك عشانها كفاية اللى حصل قبل كده

طائف مزمجراً : ماااااازن غووووور اقفل يلا سلام

ثم اغلق الهاتف و القى به ارضاً بعنف ندماً على اتصاله بصديقه المزعج ذاك و ما تفوه به من تراهات

طرق على الباب قطع افكاره ليسمح للطارق بالدخول والذي ما كان سوى علا

طائف : تعالي يا علا ادخلي

علا : امرك يا طائف باشا

حدجها بنظرة لوم لتتنحنح بحرج وتصحصح

علا بإبتسامة : اقصد خير يا أبيه كنت محتاجني فى حاجة

طائف : ايوة كده يا علا متنسيش انك زى اختى الصغيرة …. باشا و بيه دول لما نكون مش لوحدنا

علا بإبتسامة : حاضر يا ابيه

بادلها بإبتسامة صغيرة قبل ان يعود لجموده و يهتف بعملية

طائف : علا ….. آيات مسئوليتك زي ما سبق وقولتلك … من معرفتي بيها فأحب اطمنك هى هتعتبرك صاحبة ليها بدل ما تكونى مساعدة فعشان كده عايزها تثق فيكي ولو كانت هتثق فى شخص واحد فى البيت ده فأحب انه يكون انتى ….. فاهماني

علا : اكيد يا ابيه متقلقش هتكون فى عيني

طائف : وحاجة كمان …… عايزها متغيبش عن عينك ….. علا .. آيات وجودها هنا لحمايتها فاهماني …. يعنى اى اتصال بيها مع اي حد او كونها تخرج من هنا فده بيساعد انها تبقى فى خطر

علا و قد فهمت تلميحاته تلك لتردف بإبتسامة واثقة

علا : متقلقش يا ابيه …… مش هكرر غلطتى تاني … لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين

الفصل الرابع عشر (سر)

علا : متقلقش يا ابيه …… مش هكرر غلطتى تاني … لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين

تنهد طائف بتعب ليردف

طائف بهدوء : لسة برضو بتفكري بالطريقة دي …. قولتلك بدل المرة ألف انه مش ذنبك

علا بتهكم : انا مش لسة العيلة الصغيرة اللي مش فاهمة اللي بيحصل حواليها ….. عمري ما هنسى انى كنت السبب فى اللى حصل بس انا اخدت جزائي و مازلت باخده … اللي تاعبني بجد انى ورطتك معايا و خليتك تخسر اقرب الناس ليك

اقترب منها يحيطها بذراعيه بحنان … يقبل جبينها بلطف ليهتف بعدها

طائف : ولا ورطتيني ولا خسرته … كل حاجة هترجع زي ما كانت و احسن …. كلها حكاية وقت و كل شيء هيرجع لأصله .. الصبر

احاطت خصره هى الاخرى لتشد على عناقه بعد طمأنته لها بأن كل شيء سيعود يوماً ما كما كان

مرت الليلة السابقة كالجحيم … يكاد يجن من فرط قلقه عليها …. مختفية منذ يومان …. لا فكرة لديه عن اي مكان يُحتمل تواجدها به … قضى الليل بغرفة مكتبه … لم يذق طعماً للنوم .. يفكر و يفكر عله يصل لأمر ما يطمئنه انها على خير ما يرام …. يكاد يبكى قلقاً و ندماً على ما اقترفه بحقها … لم يكفيه محاولته الحمقاء لقتلها دون معرفة من تكون بل تسبب ايضاً بمطاردتها من قِبل المافيا …. انتفض من مكانه عند توصله لتلك النقطة و قد عزم على ايجادها بنفسه و افتدائها بروحه ان لزم الامر

و بعيداً … في تركيا

طرق على الباب اجفلها فى الفراش قبل ان تعتدل فى جلستها داعية الطارق للدخول لتجدها تلك الفتاة و التى سبق ان اخبرتها انها المسئولة عن خدمتها ….. دخلت علا بهدوء و ابتساماتها الواسعة مازالت مرسومة على وجهها اجبرت الاخرى على مبادلتها بإبتسامة وان كانت صغيرة متحفظة

علا : اتمنى اكون مأزعجتكيش

آيات : لا ابداً بالعكس انا زهقت من وجودي هنا لوحدي …. ثم اكملت بتهكم … في حبسي الانفرادي

تقدمت علا عدة خطوات للداخل لتستقر هى الاخرى على طرف الفراش و كعادتها لم تستغنى عن ابتسامتها

علا : حبس انفرادي ايه بس ….. ما انا معاكي اهو …. اديني جتلك نرغي سوا شوية ……. ده اذا كان ميضايقكيش و مكنتش بتعدى حدودى

نظرت لها آيات بشك …… ما بالها تلك العلا ؟ أتحاول مصادقتها و كسب ثقتها لصالح طائف ام انها مجرد فتاة لطيفة سعدت بوجود فتاة اخرى معها بالمنزل

آيات بفضول : هو انتي شغالة هنا من زمان ؟

علا بصدق : هو الحقيقة انا مش شغالة هنا بالمعنى اللى فهمتيه بس تقدرى تقولى اني عايشة هنا ضيفة و فى مقابل وجودي هنا بحب اهتم بالبيت فى غياب صاحبه و بهتم بصاحبه لما بيزوره

آيات بدهشة : ضيفة ؟ يعنى انتي مش من الخدم ؟

حركت رأسها نافية

آيات بحرج : سوري بس بجد افتكرتك شغالة هنا اقصد انك بتناديله بألقاب و آ……

ضحكت علا بمرح لتجيب

علا : ماهو انا مش بحب اناديه بأسمه عشان الشغالين هنا ميعرفوش علاقتنا ببعض و معرفتنا القديمة … فاللقب ده قدامهم وبس

آيات بغيظ : واضح انكم تعرفو بعض من زمان

اعتدلت علا بجلستها لتصبح اكثر اريحية و كأنها شبة مستلقية قبل ان تهتف

علا : يااااااااه من زمان اوي …. انا اعرف طائف من و احنا لسة فى الحضانة

اشتعلت النيران بداخلها و بدون تفكير تلفظت بما جاء بخاطرها

آيات : طب و متجوزتوش ليه بقى ولا انتو اصلاً ………….

انفجرت علا ضحكاً على سؤال آيات و مخيلتها الواسعة لكنها سرعان ما لاحظت ملامح الاستنكار المرسومة على وجه آيات و كأنها تُعنفها على سخريتها من حديثها

علا بإعتذار : سورى بجد مقصدش اضحك كده بس اصل سؤالك غريب …. معقول انا و ابيه طائف نتجوز …… عمرى فى لحظة ما تخيلت اننا ممكن نكون فى علاقة من النوع ده ….. طائف اخويا

آيات : اعذريني يعنى فى سؤالي بس وجودك هنا غريب شوية

علا بجدية مفاجئة : الحقيقة فى حاجات كتير انتي متعرفيهاش عني و عن طائف و اتمنى انك تعرفيها قريب و منه هو شخصياً بس كل اللي اقدر اقولهولك ان سبب وجودي هنا مشابه الى حد ما سبب وجودك

اومأت آيات بآلية لتردف بتساؤل حذر

آيات بتوتر : هو انتي عارفة طبيعة شغل آسر …. أقصد يعني بيشتغل فى ايه و كده ؟

علا : الاستيراد و التصدير ؟

ثم سكتت لثوان فهمت خلالها آيات جهل علا بحقيقة طائف لكن سرعان ما تغير ظنها عند تكملة الاخيرة حديثها

علا : و لا قصدك شغله التاني ؟

قفزت آيات من مرقدها لتهتف بهجوم

آيات بهجوم : يعني عارفة ؟؟؟؟ ويا ترى بقى حضرتك شغالة معاه و لا صفتك ايه بالظبط

وقفت هى الاخرى لتجيب بهدوء حذر

علا : رد فعلي لما عرفت كان مشابه ليكي جداً …. ثورة ورفض و تمرد … بس اتمنى نهاية حكايتك متبقاش زي نهايتي ….. ثم تنهدت بهدوء لتتجه نحو باب الغرفة لتتوقف امامه ملتفتة نحوها مرة اخرى ….. نكمل كلامنا بعدين ارتاحي دلوقتى …. عن اذنك

ثم خرجت وتركتها وحيدة مازالت تحاول ايجاد معنى كلامها الاخير

سهام : ازيك يا روقة …. وحشانى والله

رقيات بلوم : يااااااه سهام عاش من شافك يا استاذة ……. لسة فاكرة تسألي

سهام : حقك والله بس اعمل ايه ما انتي عارفة الشغل و تعبه غير اللي فى البيت عندي … ابويا قاعدلى على الواحدة و مش بيردى يخليني اروح لحد غير آيات

رقيات بحنان : الله يكون فى عونك و يخليلك والدك … ده بيعمل كده من خوفه عليكي

سهام بتنهيدة : عارفة والله …. المهم قوليلي هي آيات عدت عليكي امبارح ولا النهاردة ؟

رقيات بدهشة : لا … بتسألي ليه ؟

سهام بقلق : لا ده كده الموضوع مقلق بجد …. آيات مش باينة … بقالها يومين مجتش الشغل … جيت اشوفها النهاردة فى شقتها محدش فتح

رقيات : بسم الله الرحمن الرحيم …… استهدي بالله و ان شاء الله خير …. طب حاولتى تتصلي بيها ؟

همت سهام بالرد لكن قاطع حديثها دخول احدهم الى المتجر والذي لم يكن سوى آسر

آسر : السلام عليكم …. صباح الخير

حدقت كلاً من سهام و رقيات بآسر بدهشة من هيئته المزرية و المتعبة فلقد ظهر عيه افتقاده للنوم و تعبه و قلقه الواضحان …. همهة صدرت من كلتاهما رداً للتحية

آسر : ازي حضرتك يا مدام رقيات ….. ثم اكمل بلهفة …. متعرفيش آيات فين ؟ شوفتيها اخر مرة امتى ؟

رقيات بخوف : لا اله الا الله هو انت كمان بتدور عليها

آسر بتعجب : انا كمان؟؟؟؟

تحركت رقيات بنظرها نحو سهام ليفعل هو المثل …. لحظات حتى تعرف هو عليها و تذكر رؤيتها سابقاً برفقة آيات ليهتف بسرعة

آسر : انتي …. انتي صاحبتها مش كده ؟

سهام بتوتر : ايوة …. حضرتك استاذ آسر سبق و اتقابلنا فى شقة آيات

توجه نحوها و دون تفكير امسكها من مرفقها ليهتف بها

آسر : ايوة ايوة انتي صاحبتها …. تعرفي فين آيات ؟

شهام بخوف : لا يا افندم انا جيت اسأل عليها لانها بقالها يومين مجتش الشغل بس ملقيتهاش فى شقتها

رقيات برعب : هتكون راحت فين بس دي يا حبة عيني ملهاش حد

سهام : انا خايفة بس يكون لا قدر الله جرالها حاجة فى الشقة ومحدش حس بيها

رقيات بخوف : بعد الشر … لا اذا كان كده يبقى لازم نشوف لنا حد يفتح الشقة ……. ارجوك يا ابني اتصرف

قاطع حديثهم هذا رنين هاتف سهام لتتأفف و تجيب

سهام : ايوة يا مستر مازن ….. اسفة على التأخير بس كنت بشوف آيات فين و بطمن عليها …… لا ملقيتهاش ….. بس يا افندم …… لا اقصد …….. طيب طيب مسافة السكة يا افندم مع السلامة

رقيات بلهفة : ها يا بنتي فى جديد ؟

سهام بغضب : لا يا روقة ده مديري قالب الدنيا عشان اتأخرت شوية … بقاله يومين على اعصابه عشان مستر طائف مش باين هو كمان

التقطتت اذناه اخر ما تفوهت به سهام ليهتف فجأة

آسر : طائف مش موجود هو كمان ؟؟؟؟؟

زوت ما بين حاجبيها متسائلة عن سبب سؤال آسر ذاك و كأنه على معرفة سابقة بطائف

اومأت بهدوء لتشتعل بعيناه النيران قبل ان يستأذن سريعاً مغادراً المتجر

سهام : هو ماله ده كمان ؟

رقيات : معرفش يا بنتي … انا قلقانة على آيات ليكون حصلها حاجة بعد الشر ….. استر يااارب

بشركة العمري للاستيراد و التصدير

جلبة و ضوضاء استحوذت على انتباه مازن بمكتبه و الذي وصله اصوات مزعجة جعلته يتأفف متجهاً للخارج ليرى ما يحدث فيجد افراد الامن يحاولون منع احدهم من اقتحام مكتب طائف والذي لم يكن سوى آسر

مازن بصوت عالٍ وتهكم : آسر الرفاعي بنفسه مشرفنا ….. خير ان شاء الله ايه سبب تشريفك لينا بالزيارة دي؟؟؟؟

اشار للأمن بالسماح له بالتقدم للداخل فأنسحبو جميعاً تاركين كلاً من آسر و مازن يقفان كلاً منهم نداً للآخر

آسر بإندفاع و صراخ : فين طائف يا مازن …. وديتو آيات فين ؟

مازن بدهشة : أفندم ؟؟؟؟ …. طب طائف و فهمناها ….. مالك ومال آيات بقى

آسر : تخصني ….. آيات تخصني يا مازن … كله الا هي

مازن : مش فاهم

آسر : مش لازم تفهم …. قولي وديتو آيات فين و الموضوع هيخلص

مازن ببرود : مش قبل ماافهم عايز منها ايه و ايه علاقتك بيها

آسر : مش شغلك يا اخي انت هتشاركني

مازن : يعني ايه مش شغلي ايه عايزها عشان تخلص عليها بجد المرة دي … اطمن طائف هيقوم بالمهمة دي نيابة عنك

وبلمح البصر كان آسر يمسك بتلابيب مازن يهتف بشراسة

آسر : هقتله وراها ….. هقتله لو لمس شعرة واحدة منها انت فاهم ….. المرة دي مش هسامح فيها …… رقبته هتكون قصاد موتها … وصله كلامي ده و فهمه اني مش بهزر …. ساااااااااامع

ثم القى بمازن ارضاً و خرج فى حين كان مازن بعالم آخر يحاول استيعاب تصرف آسر و عصبيته المفرطة اتجاه اذية آيات … فما علاقته بها و لما يهتم …… و كيف يهتم بسلامتها فى حين كان هو من ارسل لقتلها

هب واقفاً ليلتقط هاتفه سريعاً محاولاً الاتصال بطائف لاخباره بجديد الامور لكن وجد هاتفه مغلقاً

مازن : يووووووه يا طائف وقت ده تقفل تلفيونك فيه

اما فى تركيا

بعث لها علا لتخبرها انه بإنتظارها على طاولة الغداء ….. ومرة اخرى استعدت للنزول للاسفل وعند وصولها الى حجرة الطعام وجدت الوضع كما كان فى الافطار …. هو يجلس بهدوء على رأس الطاولة والتى رُص عليها اشهى انواع الطعام …. تحركت دون دعوة تلك المرة نحو احد المقاعد وسحبته لتجلس عليه و تشرع بتناول الطعام بهدوء و اتزان لتجده هو الاخر بدأ بتناول الطعام و شاركتهم علا تلك المرة الجلوس

تناولوا الطعام بصمت وانتهو منه ثم رفع الخدم الاطباق لتكون اشارة للجميع للذهاب كلاً الى طريقه …. آيات لغرفتها و طائف لمكتبه و عمله و علا لرعاية المنزل لكن كانت هى من اعترضت تلك المرة

علا : ابيه من فضلك كنت حابة نقعد سوا احنا التلاتة نتكلم شوية

رفع احدى حاجبيه بتعجب عند ملاحظته تخليها عن الالقاب فى وجود آيات لكن لم يعلق على هذا بل اردف

طائف : نتكلم ؟؟؟ خير فى حاجة

راقبت آيات حديثهم بصمت و كم كانت تتوق ان يرفض طائف دعوتها تلك فهى لا ترغب بشيء الان سوى ان تذهب لغرفتها تحتمى بها من بطشه

لكن نظرة من علا نحو طائف فهمها هو و اومأ بإستسلام غريب اثار تعجب آيات

طائف : تمام خلينا نقعد شوية نتكلم على الاقل ناخدو على بعض و علشان نتأقلم كلنا على التعامل سوا

اتسعت ابتسامة علا لتصفق بيداها بسعادة كالاطفال

علا : تماااام …. يبقى فيلم ممتع و فيشار و بيبسي …. ثوانى و هيكونو جاهزين

فغرت فاها عند استماعها لاقتراح تلك المجنونة من وجهة نظر آيات على الاقل

سمعت نحنحة بجانبها لتجده ينظر لها بإهتمام وكأنه ادرك تعجبها من تصرف علا ليهتف مفسراً

طائف : احم …. علا قضت فترة كبيرة هنا لوحدها فتلاقيها بتتحمس لاى تجمع لأي نشاط … عشان كده ياريت تحاولى تتأقلمي على اسلوبها و تفهميها

ثم توجه الى غرفة ما و دخلها لتتبعه هى بأنظارها قبل ان تتحرك نحو نفس الغرفة فتجدها حجرة واسعة تحتوى على اريكتان متقابلتان و تليفيزيون لوحي كبير يتوسط الغرفة

جلس على احدى الارائك ومازلت هى تقف منتصبة بمكانها لينظر لها نظرة بمعنى ان تأخذ لها مكان على احدي الاريكتين وبالفعل جلست على الاريكة المقابلة له

ساد الصمت للحظات قبل ان يقطعه هو بصوته الاجش لكنه بدا لها متوتراً الى حد ما

طائف : بخصوص اللي حصل النهاردة الصبح ….. انى اتعصبت عليكي و كده كنت عايز آآ…….

قاطعته هى ببرود

آيات : محصلش حاجة ومفيش داعي انك تبرر اللى حصل الصبح

طائف بإستنكار : ابرر؟؟؟؟ لا انتي فهمتي غلط .. انا مش مُلزم اني ابرر اصلاً كل الموضوع انى كنت حابب احذرك ان كلامك الكتير ده والتجاوز لو حصل تانى فموعدكيش اني هقدر اسيطر على نفسي ساعتها

ها قد عاد البركان للاشتعال بداخلها مرة اخرى بعد ان بذلت كل السبل لاخمادها و لو لفترة مؤقتة …. تباً له و لعجرفته تلك … من يظن نفسه ليتعامل معها بهذا الشكل

فى حين كان هو بداخله صراع حول ما كان على وشك التفوه به و ما نطق به بالفعل … لا يدرك لما لا يمكنه التحكم بنفسه و بأفعاله فى وجودها …. هو لم يكن سيبرر لها ما حدث بل كان على وشك فعل ما لم يفعله بحياته … كان على وشك الاعتذار منها لما بدر منه سابقاً لكن حديثها استفزه واخرجه عن طوره

كان على وشك العدول عما تفوه به و الاعتذار لكن قاطعه صوت تحطم زجاج ما … هب من مقعده تتبعه آيات بفضول ليخرجا من الغرفة فيجدا علا تقف مسمرة مكانها وقد سقط منها طبق الفيشار وتحطم الى اجزاء صغيرة وتناثرت محتواياته ارضاً فى حين هى كانت تنظر له بصدمة ليتحرك نحوها يقف امامها فيلاحظ هاتفه بين يديه ……. ساوره القلق لحظات ليسألها

طائف : علا فى ايه مالك ؟ تليفوني بيعمل ايه معاكي

نظرت له علا وقد وامتلأت عيناها بالدموع لتهتف بضعف

علا ببكاء : آسر …….. اخويا

عرض التعليقات (8)