رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري الجزء السابع
رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري الجزء السابع
الفصل التاسع عشر (أحباب)
آيات : لا لا ……. عشان بحبه
تلونت وجنتاها اثر اعترافها لتنظر ارضاً خجلاً مما نطقت به .. تعض على شفتيها ندماً …. اما هو فكان يحدق بها في ذهول و صدمة …… الفتاة الوحيدة التي دق قلبه عشقاً لها تخبره بمشاعرها نحو رجلاً آخر ….. و ليس اي رجل بل آخر شخص يمكن ان يُسلم له او يخسر امامه
اكفهر وجهه و تحولت ملامحه من ذهول الي غضب و حقد ليهتف بها بصراخ لفت انتباه جميع من بالمطعم
آسر بغضب : انتي اكيد اتجننتي … انتي واعية للي بتقوليه ده ….. ملقيتيش غير طائف اللي تحبيه
رفعت انظارها نحوه تطالعه بذهول و احراج من صوته العالي
آيات بإمتعاض : آسر انت اتجننت وطي صوتك هتلم الناس علينا …. ثم اكملت بعناد ….. وماله طائف بقى ان شاء الله و ايه المشكلة فى اني احبه
آسر : ماله طائف ؟ انتي عارفة هو مين و شغال ايه ……. عرفتيه اد ايه عشان تحبيه
آيات بعناد : عرفته اد ايه فأنا بقالى شهرين معاه اما بخصوص شغله ….. نظرت له بعتاب و احتقار لتردف…….. فمظنش انه يختلف عن شغلك فى حاجة
آسر بصدمة : سيبك مني دلوقتى …. يعنى انتي عارفة انه مجرم و شغال فى المافيا ومع ذلك بتحبيه
آيات بإستسلام غريب : عارفة انه غلط و حياته كلها مشاكل بس …… بس انا بحبه و هو كمان هو كمان قالي انه بيحبني
نهض فجأة من مقعده و هتف بها بصراخ
آسر : انتي اكيد اتجننتي …. مستحيل تكوني آيات اللي انا اعرفها ….. تبقي عارفة كل ده عنه و ترضي ….. لا وتقوليلي هو كمان بيحبك ….. صدقتيه بالسهولة دي
نظرت حولها بحرج لتنهض هي الاخرى تجيب بحدة
آيات : انت الظاهر مش واعي لنفسك بتقول ايه ولا واعي اننا وسط ناس …… بص انا هقولهالك يا آسر لأول و لآخر مرة انت عزيز عليا اه و بعتبرك اخويا ممكن لكن تتدخل فى حياتي او في حياة الشخص اللي بحبه فأنا مش هسمحلك بده ……. ثم تناولت حقيبتها تستعد للرحيل ……. سلام و لما تهدى شوية و تعقل نبقى نكمل كلامنا
ثم تركته و غادرت المكان سريعاً بخطوات غاضبة ليقف يحدق بمكانها الفارغ بذهول أكانت تلك حقاً آيات صغيرته …….. منذ متى اصبحت بتلك الحدة و الشراسة ……. ثم همس لنفسه
آسر بحزن : مكفكش انك حرمتني من علا … كمان بتاخد مني الانسانة الوحيدة اللي حبيتها ……… و بعدهالك يا طائف …. بس انسى .. انسى اني استسلم بالسهولة دي … آيات بتاعتى انا … بتاعتي انا و بس
سارت بتوتر حتى اصبحت خارج المطعم لتتنفس الصعداء اخيراً و ترفع رأسها للسماء تهتف بعذاب
آيات : سامحني يارب و قويني على اللي جاي
ثم تحركت تُوقف سيارة اجرة لتأخذها الي المنزل
بفيلا العمري
وصل منزله ليدلف الي الداخل فيجد صديقه بإنتظاره حدق به بدهشة قبل ان يتحرك بهدوء … يفك ازرار قميصه بتعب ليسترخى بعدها على احدى المقاعد و يهتف بسخرية
طائف : انت مش كنت مقموص و على وشك انك تقطع علاقتك بيا …. ايه اللي جابك هنا
مازن بمرح : عيب عليك يا صاحبي مين ده اللي يقطع علاقته بيك هو انا اقدر برضو
رفع احد حاحبيه بسخرية قائلاً بلا مبالاة
طائف : اخلص و قول عايز ايه ؟
مازن : دايماً فاهمني كده …. بص يا سيدي واضح كده انك انت و المزة …… حدجه طائف بغضب ليتنحنح بحرج و يصحح …. اقصد آيات يعنى متغيرين و طبعاً انت ميرضكش ان ميزو حبيبك يبقى زي الاطرش فى الزفة
طائف ببرود : معاك سجاير ؟
همس مازن بغيظ : يخربيت برودك يا اخي … ثم اجابه بصوت عال و ابتسامة ….. معايا طبعاً يا كبير …. اتفضل
ثم اخرج احد سيجاره و الذي نظر له طائف بإزدراء ثم تناوله يشعله مرغماً ليردف قائلاً
طائف: نفسي افهم بتشرب القرف ده ازاى
مازن بغيظ : معلش اصلي مش وش السيجار الفخم بتاعك ……….ثم اكمل بفضول ……….. ها بقى مش هتقولي على الحوار اياه
طائف : هتعرف …. كل حاجة فى وقتها
هم مازن بالاعتراض ليقاطعه صوت رقيق ملقياً السلام …. حرك رأسه ببطأ نحو مصدر الصوت ليجدها امامه و قد اكتسى وجهها بالخجل فى حين طالعها هو بذهول من تواجدها بهذا المكان فى مثل تلك الساعة لتنظر نحو طائف برجاء
مازن : انتي …… انتي بتعملي ايه هنا ؟
تحرك طائف من مكانه متجهاً نحوها ليلف يده حول خصرها يشدها نحوه فى حين اتسعت عيناها بذعر و تصلب جسدها اثر فعلته تلك لكن حاولت التماسك قدر الامكان شهقة صدرت من مازن و اتسعت حدقتاه بذهول ليهتف
مازن بتلعثم : انتو آآآآ ……….
طتئف بهدوء : مش كنت عايز تعرف ايه اللي حصل
ثم شد على عناقها اكثر ليهتف بإبتسامة
طائف : ده اللي حصل
بفيلا الرفاعي
وصل منزله و مازالت الشياطين تتراقص امام عيناه و فور دلوفه للداخل صرخ بعلو صوته
آسر بغضب : مؤنس … مؤنس يا زفت
اسرع مؤنس بالذهاب لسيده ليصبح امامه بعد ثوان لا تُعد
مؤنس بأنفاس مقطوعة : اؤمر يا باشا
آسر بعصبية : عرفتلي ايه الاوامر الجديدة و لا برضو لسة نايم على ودانك
مؤنس بتوتر : اوامر ايه ياباشا ؟
آسر بصراخ : فوق معايا احسنلك يا زفت …. البشوات ازاى سابو طائف و آيات يرجعو
مؤنس : آآآ اصل ياباشا الاوامر اتلغت و فى اوامر جديدة
آسر بصراخ : نعععم …… ازاي يرجعو فى قرار زي ده …. دي عمرها ما حصلت
مؤنس : معرفش يا بوص بس هو مش ده اللي حضرتك كنت عايزه
آسر : هو فعلاً انا كنت عايز ده يحصل بس فى حاجة غلط …. مش بالسهولة دي الامر يتلغي و يصرفو نظر عن الموضوع ……….. مؤنس .. تابع الحوار ده و اعرفلى التفاصيل و كلم طوني خليه يكلمني ضروري
مؤنس : عيوني ياباشا
بفيلا العمري
استأذنت آيات للذهاب للاعلى بإحدى الغرف و التي جُهزت خصيصاً لها لينفرد مازن بصديقه يهتف به فى ذهول
مازن : يعني عايز تفهمني ان انت و آيات آآآ……..
طائف بهدوء : مالك مستغرب اوي كده مش ده اللي كنت بتلمح له من فترة
مازن : يعنى انتو دلوقتي اصحاب اقصد انكم مع بعض ….. يووووووه انت فاهم قصدي
اومأ طائف بهدوء ليكمل مازن قائلاً
مازن : و دلوقتى هى وافقت تعيشو سوا ….. كده من غير اي مسمى لعلاقتكم دي
طائف بلامبالاة: ايه المشكلة هى بتحبني و انا كذلك يبقى ليه لا؟
مازن بذهول : و آيات رضت بكده …… وانا اللي كنت فاكرها مختلفة و محترمة
طائف بغضب و صراخ : ما تحترم نفسك يا مازن
مازن بإعتذار : معلش اعذرني يا طائف طلعت غصب عني دي …… لم تتغير ملامح طائف الغاضبة حتى بعد اعتذار صديقه ليحاول مازن مراضاته قائلاً بمرح ……. خلاص بقى يا طيفة عديها … ده كله من الصدمة … الصراحة متوقعتش تقع كده على جدور رقبتك
نظر له بإشمئزاز من وقع نطقه ل ” طيفة ” ذاك ليهتف به
طائف بحنق : مين ده اللي وقع على جدور رقبته …. عيب عليك .. طائف العمري طول عمره يقع واقف
مازن بضحك و سخرية : ما خلاص بقى ده كان زماااان واللي كان كان ….. وبعدين معاك بقى مش هنتعشي فى الليلة الفل دي
نهض طائف من جلسته متجهاً الى الاعلى
طائف : طول عمرك همك على بطنك …. استنى هنا لما اشوفها اتأخرت ليه
مازن بضحك و صوت عالى : ماشي ماشي بس متطلعش و تنساني تحت احسن انا عارفك بتنسي الدنيا و اللي فيها فى المواضيع دي
تناول طائف احدى الوسائد ليلقيها نحو صديقه بحنق قائلاً
طائف: اخرس يلا
صعد الدرج المؤدي لغرفتها و هم بطرق الباب ليسمعها بعد لحظات تسمح له بالدخول
دلف الى داخل الغرفة ووجدها قد انتهت من تبديل ملابسها الى ملابس النوم .. و تجلس على الفراش بهدوء
عقد حاجبيه بدهشة ليردف
طائف: طالما خلصتى و غيرتي هدومك منزلتيش ليه
آيات : انزل فين ؟
تقدم طائف الي داخل الغرفة ليقف بمنتصفها قائلاً
طائف : انا و مازن مستنينك عشان نتعشى سوا
زمت شفتيها بضيق لتهتف بإعتراض
آيات : مش عايزة … ممكن تتعشوا انتو انا مش جعانة
طائف: نفسي تبطلى تعترضي على كل حاجة … مرة واحدة بس ريحيني و وافقي من غير اعتراض
آيات : انا نفذت كل حاجة قولتها لحد دلوقتى و كفاية اوي انى رضيت اجي اعيش هنا معاك
طتئف : يبقى كملى اتفاقنا للاخر
آيات : و ده اللي انا عملته … رجعت شغلى و حكيت لاسر اللي اتفقنا عليه و ووافقت اعيش هنا رغم اني مش مقتنعة بخطتك الجهنمية دي
طائف: و الخطة مش كلام و بس لازم تنفيذ … لازم الكل يفهم و يصدق اننا بنحب بعض و انك اخترتيني فوق اي شيء و اى حد تاني
نفخت فى ضيق لتهتف بتذمر
آيات بغيظ : و ده هيحصل لما اتعشي معاك انت ومازن
طائف ببرود : بالظبط كده …. يلا انا هنزل وهستناكي تحت متتأخريش
التفت يوليها ظهره و يتحرك بإتجاه الباب لتهبط من الفراش متجهة نحوه تتبعه
آيات : ملوش لزوم استني انا نازلة معاك
التفت نحوها مرة اخرى يتفحصها من رأسها الى اخمص قدميها ليهتف مشيراً لرداء نومها
طائف : انتي فاكرة نفسك رايحة فين بمنظرك ده
تخصرت بيدها لتهتف بإستنكار
آيات : و مالو بقى منظري ان شاء الله
طائف بخشونة : انتي مش شايفة نفسك لابسة ايه
آيات ببساطة : بيجامة … وحضرتك واقف من ربع ساعة ترغي معايا و معلقتش عليها يبقى ايه المشكلة انى انزل بيها
طائف بإعتراض : من غير رغي كتير اللى انا اشوفه عليكي غيري ميشوفهوش و خصوصاً لو كان بالمنظر ده …. ثم اشار نحوها بيديه من الاعلى للاسفل و اردف قائلاً …… يلا غيري اللي لابساه ده و حصليني على تحت
التفت مغادراً ليسمعها تهتف بغيظ
آيات : انت بتكدب الكدبة و تصدقها و لا ايه … بلاش تعيش الدور بزيادة .. ده كله تمثيل فى تمثيل
ابتسم بسخرية و هو موليها ظهره قبل ان يكمل طريقه لخارج الغرفة فى صمت
وفور ان خرج قامت بحركتها المعتادة عند الغضب … ضربت الارض بقدماها و زمت شفتيها بطفولية لتنفخ بعدها فى غيظ
آيات : ماشي يا ابن العمري بقى راسم الدور عليا و عاملي فيها سي السيد …. لما نشوف بقى انا ولا انت
هبط طائف للاسفل تبعته آيات بعدها بدقائق صغيرة فتجدهم ينتظرونها على المائدة
توجه بأنظاره نحوها ليفعل صديقه المثل …. ومن ثم تقدمت نحوهم بعفوية لتجلس بجانب مازن ليهتف هو بها قائلاً
طائف بإستفزاز : يويو حبيبي … تعالي اقعدى جنبي هنا
لو كانت النظرات تقتل لكان سقط قتيلاً من نظراتها نحوه بعد جملته تلك لكنها كبتت غضبها و توجهت نحوه بصمت تجلس بجانبه فى حين كان مازن يراقب ما يحدث بقلق لا يعلم مصدره لكن شيء ما بداخله يخبره ان الجو مشحون لسبب مجهول
اتت الخادمة ترص الطعام و بدؤا جميعاً بتناول الطعام لتهتف آيات فجأة
آيات بدهشة مصطنعة : معقول منى(الخادمة ) مخدتش بالها .. ازاى تحط الاومليت قدامك و هي عارفة انك مش بتحبه ….. طفطف حبيبي خد البيض بتاعي انا مليش تقل عليه
غص مازن بطعامه ليسرع بشرب الماء و ينظر نحو طائف بقلق فى حين حول هو نظراته نحوها ليجدها تنظر له بإستفزاز و قد ارتسمت على وجهها ابتسامة واسعة ليقابلها هو بإبتسامة مخيفة و نظرات مهددة يهمس لها وهو يجز على اسنانه
طائف : طفطف ؟
اومأت له و مازالت تلك الابتسامة المغيظة على محياها …. رافعة حاحبيها بإستفزاز
لم يستطع مازن كبت ضحكاته بعد الان لتخرج مجلجة بأرجاء الغرفة مما زاد من حنق طائف فى حين شاركته آيات الضحك على استحياء ليصرخ به طائف بعد فترة
طائف : مازن يا ابن تهاني خلص اكلك و من غير مطرود
مازن بصعوبة بين ضحكاته : الله انا مالي يا طائف بتجيب سيرة امي ليه دلوقتى كنت انا اللي ناديتك طفطف
نطق ب ” طفطف ” ليدخل بنوبة اخرى من الضحك الهستيري ليجد طائف قد نهض بغضب من مكانه متجهاً نحوه وامسك به من كتفيه يدفعه نحو خارج الغرفة ثم الي خارج المنزل بأكمله ثم عاد بأدراجه الى تلك الموجودة بالداخل
فى حين كانت هى تتناول طعامها بسرعة تثير الضحك لتشعر به يدخل الغرفة فتنتصب بوقفتها ومازال فمها ممتليء بالطعام … نظرت نحوه وجدته يشمر عن ساعديه و كأنه يستعد لتلقين احدهم درساً اتسعت حدقتاها و رفعت يديها تمنعه من الاقتراب ….. و في ثوان كانت قد فرت هاربة من امامه تصعد الدرج بسرعة و كأن وحش ضاري يطاردها فى حين وقف هو بمكانه يراقب افعالها الطفولة ليضع يداه بخصره و يحرك رأسه يميناً و يساراً قائلاً
طائف : طفلة يا ربي ….. وقعت فى طفلة …. ليه يا ربي كده ليييه
الفصل العشرون (تعب)
في صباح يوم جديد نجده يهبط الدرج بهدوء متجهاً نحو غرفة الطعام فيجد منى الخادمة توليه ظهرها و ترص الافطار بعملية شديدة …….. التفت يميناً و يساراً يبحث عنها بعيناه لكن لا اثر لها تنحنح بصوت عال لتنتبه منى لوجوده و تلتفت نحوه و قد رسمت ابتسامة على ثغرها
منى : صباح الخير يا بيه
طائف بجمود : صباح النور ….. فين آيات هانم .. لسة مصحتش ولا ايه ؟
منى : الحقيقة هى اتأخرت النهاردة فى النوم و حاولت اصحيها بس مفيش فايدة لسة نايمة برضو
عقد حاجبيه بتعجب فليس من طبعها النوم لوقت متأخر …… اومأ مشيراً لها بالانصراف قبل ان يعود ادراجه مرة اخرى الى الاعلى نحو غرفتها
وصل امام الغرفة ليطرق الباب بهدوء لكن لم يتلقى اي رد .. اعاد الطرق مرة اخرى لكن النتيجة نفسها … هم بفتح الباب و النظر بداخل الغرفة فوجدها ما زالت ترقد على الفراش دون حراك ……. تحرك نحوها حتى اصبح يشرف عليها من الاعلى و مد يده يهز كتفها بهدوء هاتفاً
طائف : انتي ……آيات …….. اصحي .. مش هنقضي اليوم كله نوم
لكن لا رد منها سوى همهمات ضعيفة ….. ساوره القلق من منظر وجهها الشاحب و انفاسها الغير منتظمة …. و بتلقائية شديدة مد يده يتحسس جبينها ليجده يشتعل
اقترب منها سريعاً و جلس بجانبها على طرف الفراش يتحسس باقي وجهها و جسدها ليجدها حقاً تعاني من حُمى شديدة ….. اضطرب للحظات يفكر فيها بما يتوجب فعله في مثل هذه الظروف ليتوصل الي اسهل الحلول بالنسبة اليه و هو اخذها للمشفى …. نظر لما ترتديه بغير رضى فمن غير اللائق اخذها بتلك الصورة الى خارج الغرفة حتى فما بال الخروج بها للمشفى …. تنهد بضيق قبل ان يعيد محاولة افاقتها لتبديل ملابسها
مرر يده على وجنتيها يصفعها برفق لتفتح عيناها بصعوبة و تبدو كالمغيبة عن الواقع
طائف : آيات فوقي معايا شوية انتى تعبانة ولازم اخدك المستشفى ساعديني و حاولى تقومي تغيري هدومك دي
همهت بضعف و عادت تغلق عيناها مرة اخرى لكن فهم من همهماتها انها ترفض فكرته
طائف : طب خلاص استنى ثوانى و هجيب منى تساعدك
هم بالنهوض من جانبها ليجدها تمسك بيده مرددة
آيات : مستشفى لا
طتئف بقوة : هو ايه اللي مستشفى لا انتي مش شايفة نفسك عاملة ازاى
آيات بضعف و بكاء : عشان خاطري المستشفى … بكرهها …. ثم اخذت تردد دون وعي …. مستشفي لا … مسشفى ل………….
نفخ بضيق قبل ان يتجه لخارج الغرفة ينادي على منى لتأتي نحوه ركضاً
منى : امرك يا بيه
طائف بعصبية : اتصلى بالدكتور وليد حالاً خليه يجي ….. يلاااااا اتحركي
منى بتوتر : حاضر يا بيه حاضر
ثم ركضت مبتعدة لتهاتف الطبيب فى حين عاد هو الى الداخل يجلس بجانبها مرة اخرى و ينظر نحوها بقلق و توتر …….و لاول مرة يجد نفسه في مثل هذا الوضع ….. سمعها تهمهم بأمر ما فأقترب بأذنيه نحوها ليسمعها تهتف بإسم آخر شخص توقع ذكره الان
آيات بهمس : آسر
اكفهر وجهه و نهض بعنف من جانبها يطالعها بملامح منزعجة غاضبة قبل ان يشق طريقه سريعاً الى الخارج
فى حين كانت تراودها عده مشاهد من حياتها السابقة حين كانت مريضة بإحدى الايام و التي صادف فيها وجود آسر بالبلاد
فلاش باك
كانت ترقد بالفراش بغرفتها تراودها حمى شديدة اعتادت عليها كلما تغير المناخ فى حين كانت والدتها تعد لها العصيدة بالمطبخ …. كانت بنصف وعيها حين سمعت رنين جرس باب منزلهم ليعقبه صوت محبب اليها
الام : آسر حبيبي اتفضل تعالى ادخل …… جيت امتى و ازاى مسيبتلناش خبر
آسر : ازيك يا طنط معلش حبيت اعملها مفاجأة ليويو ……. ثم دار بعينيه ارجاء المنزل ليهتف بلهفة ……. امال آيات فين مش شايفها يعنى ؟
الام بحنان : دي يا حبة عيني تعبانة وراقدة فى السرير من امبارح مانت عارف بقى الشتا داخل
آسر بقلق : طب هي كويسة ؟؟؟ ممكن ادخلها
نظرت الام نحوه بحنان و دفئ فهو رغم بلوغه سن السادسة عشر و عدم احقيته للدخول لغرفة فتاة تقاربه السن لكنها تجده اخ لها لذا نظرت نحوه بإبتسامة
الام : اكيد يابني استنى بس اشوفها و اديها خبر
اومأ لها بسرعة لتتحرك نحو غرفة ابنتها لترى انها بهيئة مناسبة ثم تسمح له بالدخول اليها
فور ان دلف الى الغرفة وجدها ترقد بالفراش ناظرة نحوه بشوق و فرح ليتوجه سريعاً نحوها يجلس بجانبها على طرف الفراش و يمد يده يتحسس وجنتيها بحنان
آسر : يويو الف سلامة عليكي ….. هو انتي دايماً كده حساسة زيادة عن اللزوم …نايتي خالص
آيات بحنق طفولي : بطل بقى تقول نايتي دي ومش ذنبي اني بتحسس من تغير الجو …. اعمل ايه يعنى ربنا خلاني كده
آسر بضحك : طب خلاص خلاص يا ستي متزعليش اوي كده … انتي مش نايتي انا غلطان و اديني يا ستي جيتلك النهاردة و هقضي اليوم كله معاكي
ابتسمت بإتساع لتحاول الاعتدال بجلستها بصعوبة قائلة
آيات : بجد يا آسر ….. و بكرة كمان ؟
آسر : و بكرة و بعده كمان … اي خدمة يا ستي
آيات بهتاف : هيييييييييه يعيش آسر يعيش آسر يعيش ……. أنا بحبك اوي يا آسر …. ثم همت بإحتضانه بعفويه ليصدم هو من فعلتها تلك و لكن سرعان ما بادلها العناق بتوتر و قد ارتسمت ابتسامة دافئة على محياه
نهاية الفلاش باك
ارتسمت ابتسامة هادئة على ثغرها اثناء تذكرها لمثل هذه الاحداث و هي ضائعة بين الماضي و الحاضر
فى ايطاليا
اندريه : طوني … عايز حراسة على الشحنة اللي نازلة مصر …. خلى الناس يتابعوها اول بأول
تعجب طونى من طلب رئيسه ليهتف متسائلاً
طوني : اعتبره تم يا بوص بس اشمعنى المرة دي ؟
اندريه : مش عارف بس مش مطمن الفترة دي و حاسس ان هيبقى فيه قلق …… و متنساش ان البوليس مركز الفترة دي اوي
طوني : عندك حق يا بوص خلاص انا هظبط الرجالة و هرسيهم على الحوار كله
اومأ اندريه برضا و مازال بداخله بعض القلق من شحنة الاسلحة و التي ستُنقل من روسيا الي مصر خلال ايام …….. ضرب بعصاه الارض ليردف بحذر
اندريه : و اخبار طائف و البت بتاعته ايه …. مفيش جديد ؟
طوني : واضح انها مش نزوة و السلام طائف باينله البت عجباه …. ده حتى اخدها تعيش معاه فى بيته
اندريه بدهشة : للدرجة دي ؟ واضح فعلاً ان الموضوع المرة دي جد ….. بس ده مش كويس لينا
طوني : ازاى يا بوص ماانت عارف الحكاية كلها و كون آسر ضامن البت دي فمفيش قلق بالعكس احنا كده فى الامان
حرك اندريه رأسه برفض ليردف
اندريه : واضح ان طائف واقع على الاخر و لو البت دي فكرت تلعب بديلها مظنش انه هيعرف يتعامل معها صح
طوني : ازاى بس يا بوص و هي هتلعب بديلها ليه دي باعت الدنيا عشانه …. انت ناسي هى رفضت تشتغل مع مين عشانا
اندريه مصححا : عشانه هو …. عشان طائف يا طوني مش عشانا احنا
طوني : واضح انك مش مآمن للبت دي فعلاً
اندريه : مش حكاية مش مآمن … بس في شغلنا ده لو مخونتش اخوك تبقى تستاهل اللي يجرالك
اومأ طوني بتفهم ليردف مطمئناً
طوني : متقلقش يا بوص هتفضل تحت عيني و كله هيبقى تحت السيطرة
اومأ له ليهتف بهمس بلغته الايطالية الام
اندريه : اتمنى ذلك
جاء الطبيب لفحصها و قد اخبر طائف بأمر اصابتها بحمى شديدة و حاجتها للراحة لعدة ايام …… ارجع هو سبب اصابتها لتغيير المناخ ما بين تركيا و مصر ليشكر الطبيب و يطلب من منى مرافقته للخارج و يتوجه هو مرة اخرى نحو غرفتها و يدلف فيجدها تجلس و قد استعادت قليلاً من وعيها …… تقدم نحوها حتى صار يقف امام الفراش مباشرة
وضع يداه بجيبوب بنطاله و اردف بجمود
طائف : حمد لله على السلامة
احابت بصوت ضعيف
آيات : الله يسلمك
طائف: الدكتور قال انك محتاجة راحة يومين فإعتبري نفسك فى اجازة و بمجرد ما تتحسني تقدري تنزلي الشغل
اومأت له بهدوء و تعب لتهمهم شاكرة ….. نظر لحالتها و قد استاء من هدوئها و تعبها الظاهر ليتنهد بضيق قبل ان يستأذن مغادراً الغرفة و يتركها لتنال قسطاً من الراحة
مضى يومان حاول فيهم آسر الوصول الي آيات لكن دون فائدة فهو لم يجدها بمنزلها و محاولاته بالحديث معها عبر الهاتف باءت بالفشل فهاتفها مغلق طوال تلك الفترة … لم يجد امامه سوى ان يذهب الى الشركة ليري ما بها
كان فى طريقه لمغادرة المنزل و الذهاب اليها ليقطع مؤنس طريقه قائلاً
مؤنس : باشا حضرتك امرتني اشوفلك الاوامر اتغيرت ليه
آسر بإهتمام : ها عرفت ؟
اومأ مؤنس بفخر ليردف قائلاً
مؤنس : طبعاً يا باشا ….. الموضوع كله خلص بكلمة من طائف
آسر بدهشة : يعني ايه ؟
مؤنس : يعنى هو بلغهم انها تخصه و فى حمايته
آسر : نعم؟ و هما بالسهولة دي صدقو
مؤنس : ده اللي وصلي يا باشا … الكل بيتكلم فى الموضوع ده و الرجالة بيوصلو الكلام لبعض …. البت تخص طائف فبقت فى حمايته
آسر بغضب و صراخ : طب مانا قايل قبليه انها تخصني … مفيش اوامر اتلغت ولا زفت
مؤنس : متآخذنيش يعني ياباشا بس طائف كلمته مسموعة
آسر بغضب : قصدك ايه يا زفت
مؤنس بخوف : مقصدش ياباشا مقصدش
آسر بغضب : اختفي من قدامي دلوقتى … غوووووور
ثم هتف مرة اخرى به
آسر : استنى هنا انا مش قولتلك تخلى طوني يكلمني
مؤنس بقلق : حصل يا باشا و بلغته بس اللى قاله انه مشغول بصفقة مهمة اليومين دول و هيكلمك اول ما يفضي
آسر بغظ : اهو ده اللي ناقص ….. آسر الرفاعي بقى يستنى اللى تحت منه عشان يفضو يكلموه …… غور غور جتك القرف
ثم اكمل طريقه الى الخارج وبداخله براكين مشتعلة من الغضب و الغيظ
فى شركة العمري
اليوم هو موعد عودتها للعمل بعد غياب ثلاثة ايام ….. صباحاً لم تقابله على الفطور لتخبرها الخادمة انه قد سبقها للشركة و طلب منها موافاته هناك و ها هي قد وصلت مكتبها تعد له البريد و بعض الاوراق التي تتطلب توقيعه عليها
طرقت على باب مكتبه لتسمعه يسمح لها بالدخول … دلفت للداخل فوجدته منهمك بتدقيق ملف ما … تنحنحت بهدوء ليرفع انظاره نحوها سريعاً و يردف بلامبالاة
طائف: وصلتي ؟ حمد لله على السلامة
نظرت له بغيظ من لامبالاته تلك و كأنه لم يكن نفسه من يتسلل كل ليلة للاطمئنان عليها ظناً منه انها نائمة
آيات : الله يسلمك
عاد بأنظاره نحو ما كان يدقق به لتضع امامه الاوراق التى بيدها و تهتف بعملية
آيات : فى شحنة هتوصل المينا النهاردة و لازم حد يشرف عليها فهروح بنفسي
لم يهتم بما قالته لتهتف بسخط
آيات بصوت عال : بكلمك انا على فكرة
رفع انظاره لها يحدق بها بغضب و عصبية قائلاً
طائف بصراخ : حاسبى على كلامك يا أستاذة و اتفضلي على مكتبك
تسمرت فى مكانها بعد صراخه عليها ليكمل بعصبية
طائف : انتي لسة واقفة ….. يلاااااااا
هرولت برعب نحو الخارج بعد صراخه لتغلق الباب خلفها تتنفس الصعداء قبل ان تتجه نحو مكتبها تحاول استعادة هدوءها فى خين كان هو بالداخل يصارع شياطينه حتى قاطعه صوت هاتفه ليجيب بحدة
طائف: ايوة مين ؟
طوني : ايه اللي مطلع زعابيبك كده ما براحة علينا شوية
نفخ طائف بنفاذ صبر
طائف : اخلص يا طوني عايز ايه ؟
طوني بتهكم : عايز سلامتك يا سيدي … مش كنت كلمتك انا من يومين قولتلك اني عايز تفاصيل الصفقة ….. ولا تعب المزة نساك
عقد طائف حاجبيه بتوجس
طائف : تعب ايه و مزة ايه؟
طوني : مش عليا يا طائف …… دبة النملة بتوصلي … المهم مش ده موضوعنا … ابعتلى الورق على الفاكس محتاجه ضروري
تنهد طائف بتعب
طائف : ماشي يا طوني دقايق و هيوصلك
طوني بضحك : تمام …. سلام يا …. يا طفطف
ثم اغلق الهاتف فى حين اتسعت حدقتا طائف دهشة ليبعد الهاتف عن اذنيه و ينظر له بذهول مردداً
طائف : هي وصلتلك كمان
مرت عدة ساعات لتجد هاتفها يرن برقم آسر تنهدت بقلق قبل ان تجيب
آيات : الو ؟
آسر : و اخيراً رديتي
آيات ببرود مصطنع : فى ايه يا آسر خير ؟
آسر : كنتي فين اليومين اللي فاتو يا آيات ؟
آيات بتهرب : تاني يا آسر … رجعنا لنظام التحقيق ده تاني
سمعت تنهده على الطرف الاخر
آسر : طب خلاص … ممكن نتقابل ولا ده كمان مش من حقي
تنهدت آيات بتعب لتردف
آيات : النهاردة صعب عندي شغل كتير و رايحة مشوار بعد ما اخلص …. ممكن بكرة بعد الشغل
آسر بإستسلام : ماشي اتفقنا
آيات : يلا سلام
آسر : سلام
فور ما انهت الاتصال جهزت نفسها للخروج و لم تعطى بالاً للاستئذان من طائف فما فعله اليوم و اهماله لها لا يغتفر
خرجت من الشركة متجهة نحو الميناء و المقرر وصول الشحنة له و فور وصولها وجدت حركة غير طبيعية بالمكان …. توجهت نحو احد الاشخاص تسأله عما يجري ليتساءل بوقاحة عن صفتها و سبب تواجدها
آيات بحدة : ما تتكلم عدل و اعرف مين اللي قدامك … انا الاستاذة آيات سكرتيرة مستر طائف … ممكن افهم بقى ايه اللى بيحصل هنا ؟
تبادل الرجل النظرات مع رفاقه فور تعريفها بنفسها ليعود الرجل بحديثه نحوها
الرجل : متآخذنيش يا هانم بس الجو متكهرب و لازم نعمل احتياطتنا
نظرت له دون فهم و جالت بإنظارها فى المكان
آيات : جو ايه اللي متكهرب و احتياطات ايه ….. ثم وجهت انظارها نحو رجل يقف بجوار آخر يبدو من عمال الميناء يتبادلا بعضاً من الاوراق المالية لتتسع حدقتاها و تتحرك متجهة نحوهم قائلة
آيات بحدة و صراخ : ايه اللي بيحصل هنا ده ؟ انت بتعمل ايه منك ليه
فزع العامل من صوتها فى حين تدخل الرجل الاخر بخشونة و حدة دافعاً اياها بحدة للخلف
الرجل : و انتي مال اهلك انتي …. ثم انتي دخلتى هنا ازاى …… ثم هتف ببعض من اصدقائه قائلاً ….. شوفو الكتكوتة دي تبع مين و ظبطوها
نظرت له بشراسة و تحدي قبل ان تجد من يكبل يداها بقسوة لتنظر خلفها فتجد رجلان كلاً منهما يمسكان بها من كتفاها يقيدان حركتها …… حاولت التملص منهم بقوة لكن دون فائدة …… ثم ما لبثت و ان سمعت اصوات سيارات الشرطة تداهم المكان لتنتشر حالة من الذعر التوتر و تجد الرجلان الممسكان بها يستلان اسلحتهم و يستعدان للهجوم ……….. ثم دقائق بعدها ووجدت المكان بأكمله يعج بأصوات الطلقات النارية اما هي فظلت بالوسط و قد دب الخوف و الذعر فى اوصالها