رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري الجزء الثامن

7 5٬169
 

رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري الجزء الثامن

رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري الجزء الحادي عشر

رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري الجزء الثامن

رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري الجزء الثامن , معكم صديقة زاكي الشيف الموهوبة ,كريمة جزائرية

الفصل الحادي والعشرون (استسلام)

قبل ساعة بشركة العِمري

كان يجلس بتعب و مازال مُنهمك بمتابعة عمله بتركيز قاطعة طرق على الباب ليتأفف بضيق ومازالت انظاره على الاوراق

طائف بصوت عال نسبياً : تعالي يا آيات

فُتح الباب لتدلف الى الداخل فى حين كان هو متجاهلاً النظر نحوها ….. شعر بها تتحرك بهدوء لتقف امام مكتبه و تتنحنح بتوتر

سهام : احم احم … مستر طائف ؟؟

رفع انظاره نحوها بحدة وقد ضاقت عيناه و حدق بها بدهشة

سهام بتوتر : احم …. آآآ…. آيات طلبت مني اتابع مع حضرتك و اشوف لو محتاج حاجة

طائف بضيق : و هي راحت فين ؟ ….. ايه سابت شغلها بدري و حضرتك بتغطي عليها و لا ايه

سهام بسرعة : لا لا يا افندم مفيش الكلام ده ….. دي قالت انه مشوار شغل و انها قايلة لحضرتك عليه

طائف بغضب و صراخ : محصلش ……. و كمان بتكدب و ياترى بقى فين مشوار الشغل ده

ابتلعت سهام ريقها بتوتر و خوف من صراخه و عصبيته لتهتف مدافعة

سهام : المينا …. قالت ان في شحنة هتوصل ولازم اشراف عليها فراحت بنفسها

اتسعت عيناه بذعر و انتفض واقفاً ليتحرك بسرعة نحوها يمسك بمرفقها بعنف

طائف : من امتى الكلام ده

سهام بذعر : مش عارفة …. آآآ تقريباً من ساعة كده

القى بها من بين يديه بعنف لتسقط ارضاً فى حين تحرك هو مسرعاً يلتقط سترته و شيئاً ما من درج مكتبه ثم انطلق خارج الشركة

بقيت سهام مكانها ارضاً تنظر فى اثره لتشهق بعنف واضعة احدي يديها على فمها هامسة برعب

سهام بذهول : ده …. ده اخد مسدس معاه

و على الجهة الاخرى نجدها تقف خلف احد الحاويات بالميناء و قد اتخذتها ساتراً لها من الطلقات النارية التى يعج بها المكان بعد ان كانت تحيطها الرصاصات من كل الجهات

تتنفس بصعوبة و ذعر …. تراقب بعضاً من الجثث تسقط هامدة امامها فى مشهد مأساوي لم ترى مثله من قبل ……. ينتفض جسدها من الخوف و تفكيرها ينحصر فقط فى انها ستكون واحدة من هذه الجثث الممددة ارضاً ليزيدها هذا رهبة و قلق و رعب …. حاولت التحرك عدة مرات متسللة الى خارج المكان كلما هدأ صوت الرصاص لتطالها طلقة مفاجئة اما خلفها او امامها او بحانبها ولا يفصل عنها سوى انشات قليلة او اقل لتتراجع عن فكرتها بالتحرك و تبقى مسمرة مكانها

مضى بعض الوقت على وضعها هذا حتى وجدت ان الاجواء هدأت لفترة لا بأس بها لتتشجع اخيراً و تنوي التحرك نحو حاوية اخرى مقابلة تماماً للتى تحتمي بها بل و تجعلها قريبة اكثر من بوابة الخروج ……. اخذت نفساً عميقاً و تحركت بالفعل لكن ما لبث وان عاد صوت الرصاص ينتشر بالمكان دب الخوف بداخلها لتقف بمكانها و تصبح مرة اخرى وسط هذا الجنون لكن وجدت فجأة من يجذبها بقوة نحوه وبعيداً عن مرمي النيران ….. حاولت التملص منه لكن قبضته كانت قوية شديدة تأبى تركها استمر بسحبها نحوه ظهرها يقابله صدره الواسع ….. حتى استقر كلاهما خلف تلك الحاوية التي ارادت الوصول لها ………. لحظات حتى سمعت صوته المألوف الغاضب

طائف : اهدي يخربيتك فرهدتيني خالص ……. اهدي ده انا ….. طائف …… ثم اردف بصراخ و غضب من حركاتها المجنونة والتى لم تهدأ حتى بعد طمأنتها …….. يخربيت جنانك اثبتي بقي

لم تهدأ او يسكن جسدها سوى بعد سماعها صراخه المعتاد لتقف امامه ساكنة و التفت نصف التفاته تطالعه بخوف و حذر و كأنها تتأكد من كونه هو طائف …….. ذفرت انفاسها براحة و قد تحررت دموعها اخيراً و بدأت بالهطول فتسمعه يهتف بها فى غضب

طائف: انتي اتجننتي ولا جرا لعقلك ايه …. ايه اللي جابك هنا …… انتي ايه غبية …. عايزة تموتي

نظرت له بغباء …. لا تستوعب صراخه عليها او سببه …. كل ما يفسره عقلها الان انها كانت على وشك الموت و هو أتى ….. أتى لانتشالها من وسط كل هذا الجنون و يوصلها لبر الامان …. لما واثقة بهذا لا تعلم

آيات بتلعثم : انت … انت … انا قولتل………..

طائف بصراخ وهو يطالع الاجواء حوله : انتي تخرسي خالص لغاية ما نشوف حل فى الورطة اللي وقعتينا فيها دي

راقب المكان بتركيز ليحاول ايجاد ثغرة ما يستطيعان من خلالها الخروج من المكان بأقل خسائر ممكنة حتى وجد احداها ….. طريق مخفي مليء بالحاويات المتراصة جنباً الى جنب يغطي تحركهم و يمهد لهم طريق الى الخارج

توجه نحوها بأنظاره ليجدها تطالعه بقلق و توتر فيردف قائلاً

طائف : اسمعيني كويس …. هتنفذي اللي هقوله من غير نقاش عشان نخرج من الورطة دي …… شايفة الطريق ده هنمشي فيه بسرعة لغاية المخرج اللى فى اخره هتكونى ورايا و انا هعاين الطريق …… بلاش تهور ولا اختراعات و افكار غريبة هتنفذي من غير تفكير ….. فاهمة ؟؟

اومأت له بقوة لينظر نحوها بقلق …. لا يثق بها و بأفكارها و تهورها ….. يشعر انها بلحظة ستقدم على شيء يُلقي بهم الي الجحيم لكن لا بديل له سوى المخاطرة و الثقة بها

اومأ لها ثم اشار لها ان تتبعه و بالفعل سارا معاً فى هذا الطريق بحذر و كلما انتقلا من خلف احدى الحاويات الى التالية لها يسمعان طلق ناري يوقفهم مكانهم ثم يعاودان التحرك مرة اخرى ….و حين قاربا الوصول الي المخرج وجدها قد تباطأت قليلاً ليهتف بها ان تسرع من حركتها ليشعر بها قد امتثلت لامره …….. وصلا اخيراً الي المخرج ليجدا من يعترض طريقهم و يشهر سلاحه بوجههم ليسارع طائف بإخراج سلاحه و اصابته بثبات ….. صرخت آيات بفزع و تسمرت بمكانها راقبها طائف بتأفف قبل ان يتوجه نحوها يحملها على كنفه مسرعاً الى الخارج ….. ظل يسير بها لبعض الوقت حتى ابتعدا اخيراً عن الميناء و قد وصلا لسيارته ليشعر اخيراً بالارتياح

شعر بها ساكنة فوق كتفيه ليساوره القلق ….. هم بإنزالها بهدوء و رفق ليجدها فاقدة الوعي فسارع بفتح باب السيارة الامامي ليضعها به وقد انحنى نحوها يفحصها بقلق … ظنها في باديء الامر قد فقدت وعيها مما رأته و مرت به منذ قليل لكن ما رآه بعد ذلك اكد له سوء ظنه ……… وجدها تنزف من خصرها بغزارة لتتسع عيناه فزعاً و اضطراباً فور ادراكه حقيقة اصابتها بطلق ناري …. مرر يداه على وجهها ليجده قد اصبح ابيض اللون بارد كالجليد

هتف بإسمها فى فزع و خوف

طائف دون وعي : آيات….. آيات …… حبيبتي ردي عليا ……… لالا مش دي النهاية … مش هتروحي مني .. مش بالسرعة دي

ثم استقام بوقفته ينظر نحوه بضياع ليجد ان ما حوله كالصحراء الجرداء نظر عالياً نحو السماء يهتف بتوسل واضعاً يداه فوق رأسه

طائف : يارب اعمل ايه ياااارب

ثوانٍ قليلة حتى استعاد عقله و تحرك يستقل سيارته و يتحرك بها سريعاً نحو المشفى

وصل المشفى ليهبط من سيارته يتجه نحوها يحملها بين يداه كالجثة الهامدة متجها داخل المستشفى يهتف بالجميع

طائف بصراخ : حد يجي هنا يلحقنا ………. هتموت مني ….. انتو يا حيواناااااات

فزع الجميع لصراخه فيتعرف الموجودين على شخصه و يتحرك الجميع كخلية نحل لانقاذ المصابة

فى ايطاليا

اندريه بغضب و صراخ : طوووووووني انت يا زفت

طوني بقلق و خوف : اوامرك يا بوص

اندريه بغضب : انت خليت فيها اوامر … ماخلاص كله راح و ضاع كل حاجة باظت … الشحنة ضاعت و وديتنا فى داهية

طوني : ياباشا و انا ذنبي ايه كنت اعرف منين ان البوليس هيطب علينا

اندريه : تعرف …. المفروض تعرف …. فى خاين وسطينا و المفروض تكون عرفت بده قبل ما تقع الفاس فى الراس …. بس بعد ايه ….. ضيعتنا كلنا

طوني : ياباشا الخاين هيتعرف و هيشوف ايام اسود من شعر راسه بس احنا ولا ضعنا ولا حاجة ….. شحنة و اتمسكت مش نهاية العالم و العيال اللي مسكوهم مستحيل يفتحو بوقهم دول حتى ميعرفوش ان الشحنة تخص طائف يبقى هيوصلولنا ازاى

اندريه بغيظ : لالا مش انا اللي اتضرب على قفايا مش انا اللي يتضحك عليا ………. الخاين يتجاب يا طوني هاتهولي وانا اللي هتعامل معاه بنفسي …… عايزه قدامي عشان ادوس عليه بجزمتي فااااااااهم

طوني : فاهم يا بوص بس انت هدي اعصابك وكله هيبقى تمام

اندريه و قد هدأ قليلاً : البشوات عرفو باللي حصل

طوني : لا ياباشا لسة وبعدين يعرفو ليه الشحنة دي تخص معاليك متخصهمش بحاجة

اندريه بمرارة : فعلاً تخصني انا و الخسارة كمان تخصني انا و بس

طوني بإبتسامة : تتعوض يا بوص … تتعوض

بالمشفى

يجلس امام غرفة العمليات و القلق يعصف به مضت ساعة و لم يخرج اى احد يطمئنه على حالها ….. وسط انتظاره ذاك وجد من يتقدم نحوه بهرولة و يقف امامه يهتف بأنفاس متقطعة

…………….. : طائف بيه ….. وانا اقول المستشفى نورت ليه

نظر له طائف ببرود ليقف قائلاً

طائف : مش وقت ترحيباتك دي ….. اكمل …. المريضة اللي جوة دي تخصني و لو حصلها اي حاجة و مبقتش سليمة زيي زيك كده قول على نفسك يا رحمن يا رحيم و ابقى انسي ان المكان ده يستمر

ابتلع أكمل مدير المستشفى ريقه بصعوبة و قد ادرك اهمية تلك المصابة لشخص مثل طائف العمري …. لذا فإن مستشفاه قد اصبح على حفى الهاوية بل هو شخصياً اصبح فى خطر

اكمل بقلق : اطمن يا طائف بيه انا بنفسي متابع الحالة واللي وصلي ان الانسة حالتها مش خطر و الاصابة سطحية

طائف بتهجم : امال حجزينها ساعة فى العمليات ليه

اكمل بإبتسامة صفراء : احتياطات يا باشا و زيادة تأكيد على سلامتها

نظر له طائف بتبرم قبل ان يتقدم نحو باب غرفة العمليات تاركاً هذا الاكمل خلفه فكل ما هو بحاجته الان هو رؤيتها امامه سليمة معافاة .. لا ينسي لحظات الرعب التي عشاها منذ اخبار سهام له عن وجودها وحدها بالميناء ثم تلى ذلك سماعه لتلك الطلقات النارية قبل دلوفه للداخل و سقوط قلبه بقدماه وهو يتخيل وجودها وحيدة بالداخل وسط كل هذا ………….. ثم شعوره والذي لا يستطيع وصفه بالكلمات عند رؤيته لها غائبة عن الوعي غارقة بدمائها …. ليتأكد اخيراً مما كان يقلق منامه منذ ايام …….. يحبها ….. نعم اخيراً يستطيع قولها بأريحية لا مكان للشك هو يحبها بل يعشقها … يعشق جنونها و عنادها …. يعشق اعتراضاتها الدائمة لكل ما يتفوه به ……. يدوب شوقاً لنظراتها الطفولية الغاضبة ……. و اخيراً … اخيراً استطاع ترجمة ما كان يخالجه من مشاعر و احاسيس غريبة لم يكن يجد لها اي تفسير

استيقظ من افكاره على صوت أكمل يخبره بنقلها الي غرفة خاصة و استقرار حالتها و ما هى سوى عدة ساعات لتستيقظ

اومأ طائف بهدوء قبل ان يردف

طائف بجدية : تمام و مش عايز شوشرة بوليس و الحوارات دي

أكمل بإعتراض : بس يا بيه مينف………..

طائف بتحذير : أكمل ….. كل عيش و اسكت

أكمل بخضوع : امرك يا باشا

طائف بلامبالاة : تمام روح انت دلوقتي

انصرف أكمل مغادراً فى حين تحرك هو سريعاً الي الغرفة والتي مُقرر نقل آيات لها

بشركة الرفاعي

يجلس آسر بمكتبه شارد بأمر ما ليقطع شروده ذاك مؤنس قائلاً

مؤنس : اسف يا باشا على ازعاجك

آسر بتأفف : خير يا مؤنس و احسنلك يبقى خير عشان انا استويت خلاص

مؤنس بتوتر : و الله يا باشا مش عارف … بس هو في واحدة طالبة تقابل حضرتك مستنية برة

زوي ما بين حاجبيه قائلاً

آسر : واحدة …. و دي تبقى مين ؟؟؟ ….. مقالتش؟؟

مؤنس : لا ياباشا بس قالت انها تبع البشوات

آسر بفضول : طب دخلها لما نشوف تبقى مين دي كمان

انصرف مؤنس ليسمح للضيفة بالدخول فى حين كان آسر يساوره الفضول لمعرفة من تكون تلك الضيفة

لحظات حتى وجد احدهم يدلف الي الغرفة ليرفع انظاره نحو القادم فيجدها فتاة اقل ما يقال عنها انها فاتنة ….. قامة متوسطة … قوام ممشوق … وجهها ذو ملامح صغيرة اكبر ما بها هي عيونها البنية الواسعة والتي اكتفت بتكحيلها فقط لابراز جمالها ……. اما ملابسها فكانت تشمل فستان انيق قصير لا يتعدى ركبتيها و حذاء ذو كعب عالٍ ربما هو ما ساعدها على الظهور بقامة متوسطة ….. شعرها غجري مموج طويل يماثل عيناها فى بنيته وقفت امامه تنتظر انتهائه من تحديقه الواضح بها قبل ان ينتبه هو لحاله و يتنحنح بحرج داعياً اياها للتقدم نحو الداخل اكثر

تقدمت نحوه حتى وصلت امام مكتبه فتميل نحوه تمد يدها للامام لمصافحته قائلة بصوت ناعم انثوي

……………… : إلينا الحناوي …… جاية من طرف اندريه

نهض ليلتقط يداها برسمية قائلاً

آسر : اهلاً آنسة إلينا انا …………………

إلينا بإبتسامة جانبية و ثقة : آسر الرفاعي غني عن التعريف ……. ثم جسلت تضع احدى قدماها فوق الاخري قائلة ……. و انا إلينا من غير القاب …. ثم اكملت بدلع ……. او “لينا” افضل

عاود الجلوس هو الاخر يطالعها هذه الشخصية بإعجاب واضح

آسر : طب ممكن اعرف ايه سر الزيارة دي يا …. لينا

امالت برأسها تنظر نحوه و مازالت تلك الابتسامة على فاها لتردف

لينا : سمعت انك طلبت من طوني انه يكلمك وهو اعتذر بسبب انشغاله بشوية امور تانية فأنا جيت بداله

آسر بسخرية : يعنى طوني مكلفش نفسه انه يعمل مكالمة واحدة بس فى مقابل ده بعتك عندي هنا

لينا بثقة و بساطة : الحقيقة هو مبعتنيش … كل الموضوع انه حكالى عن اللى حصل و انا شوفتها قلة ذوق انه آسر الرفاعي بنفسه يطلب من حد اقل منه انه يكلمه و الحد ده يعتذر فأنا لقيت انه اقل شيء ممكن اعمله كإعتذار هو اني اجي بنفسي من روما لحد هنا عشان اعرف حضرتك محتاج ايه

نظر لها يحاول تشفي سبب هذه الزيارة حقاً و صدق حديثها من عدمه

آسر : مفيش داعي لحضرتك دي بقا ……. واضح انك بتفهمي فى الاصول اكتر من سي طوني

لينا بلؤم : شهادة اعتز بيها ……. ها بقى ممكن اعرف كنت عايز طوني فى ايه

آسر بمكر : مش لما اعرف الاول انتي تبقى ايه و صفتك ايه فى شغلنا

لينا بحزن مصطنع : تؤتؤتؤ واضح ان مفيش ثقة خالص بينا بس و مالو مسيرنا نتعامل سوا و الثقة تيجي بعدين …… انا ابقى مساعدة اندريه زيي زي طوني بالظبط

آسر : غريبة اني مسمعتش عنك قبل كده

لينا : شغلى كله فى اميريكا يعني بظبط شغل اندريه هناك

آسر متفهماً : ممم يمكن عشان كده

لينا : فعلاً …. ها بقى ايه المطلوب مني اظن كده انت اتطمنت

اومأ بهدوء ليردف مباشرة

آسر : ايه اللي غير الاوامر بالنسبة لآيات

لينا بتساؤل : آيات ؟

آسر : سكرتيرة طائف …. اكيد عارفة طائف يبقى مين

لينا بإبتسامة : طبعاً عارفاه هو فى حدي ميعرفهوش ….. بخصوص السكرتيرة بتاعته فاللى عرفته انه ضمنها عند اندريه و قال انها تخصه

آسر بفضول: و اندريه عدى الموضوع بسهولة كده

لينا بجدية : مكدبش عليك اني انا كمان استغربت بس اهو اللي حصل بقى

آسر بغيظ : طب ماانا كمان قولت لاندريه كده ليه مغيرش رأيه بعدها

لينا : متزعلش من اللي هقوله بس طائف رصيده اكبر بكتير من رصيدك عند الكبار كلهم مش اندريه بس ….. و اظنك عارف السبب

آسر بغضب : لا الحقيقة معرفش ممكن تعرفيني

هزت كتفاها ببساطة قبل ان تردف

لينا : كلمة واحدة …… علا

اكفهر وجه آسر ليطالعها بوجه قد استحال للسواد

آسر بحقد : طب و مجاش فى دماغ اندريه انه يكون عامل كل التمثيلية دي حماية ليها مش اكتر

لينا : اكيد ده احتمال بس اللي اعرفه انك مصلحتك ان اندريه و البشوات ميشكوش فى كلام طائف …. لانى عرفت انها تهمك انت كمان ولا ايه

نظر لها بتفكير لتكمل قائلة

لينا : آسر متخدش الموضوع كأمر شخصي انا ببلغك باللي بيحصل و انت مفيش فى ايدك حاجة حالياً الا انك تهدى و توزن افعالك شوية

نظر لها آسر بغضب لتحرك رأسها يميناً و يساراً قبل ان تنهض لتستأذن بالذهاب فيقابلها رد منه بإماءة بسيطة

فور خروجها اقتحم مؤنس المكان بأنفاس متقطعة قائلاً

مؤنس : خبر بمليون جنيه يا بوص وليا الحلاوة

آسر : فى ايه يا زفت

كؤنس : طائف يا بوص

آسر بإهتمام : ماله طائف انطق

مؤنس : كان بيظبط شحنة لاندريه و البوليس طب عليهم فى المينا و عينك ماتشوف الا النور

آسر : و طائف ؟

مؤنس : لسة ياباشا النيابة بتحقق

آسر لنفسه : طائف مش هيقع بسهولة و لا رجالته هتنطق بإسمه …. ثم وجه حديثه لمؤنس …… مؤنس

مؤنس : عيوني يا بوص

آسر : اخلق اسم طائف فى التحقيقات …….. عايز العيون تتفتح عليه و من غير شوشرة

مؤنس بشر : اعتبره حصل يا باشا

فى المشفى

كان يجلس بجانبها يراقبها بإهتمام و مازالت لم تستعد وعيها بعد من المخدر …. للحظة حركة اصابعها تلتها حركة جفناها و كأنها تجاهد لفتحهما ……. تقدم نحوها حتى اصبح يرقد بجانبها على الفراش يمسك بيداها بلهفة قائلاً

طائف : آيات….. آيات سامعاني ؟ … حاسة بإيه؟

فتحت عيناها اخيراً ليطالعها وجه القلق المهتم والذي تراه لاول مرة اغمضت عيناها و فتحتها عدة مرات قبل ان تعي مكان وجودها و اصابتها لتهتف بتعب

آيات: انا فين ؟ هو ايه اللي حصل ؟

طائف بإبتسامة : انتي فى المستشفى ….. اتصابتي اصابة خفيفة كده … ربنا ستر

آيات بحنق : و مالك مبتسم كده ليه ايه فرحان فيا ؟؟؟

نظر لها بذهول احقاً تعاتبه على الابتسام فرحاً بسلامتها …….. أهي بوضع يسمح لها بالاعتراض …… حتى وهي بتلك الحالة …. لتزداد ابتسامته اتساعاً قائلاً

طائف : خدي نفسك و شدي حيلك الاول وبعد كده ابقي جري شكلي براحتك

آيات بغضب : قصدك ايه اني بخلق مشاكل يعني

طائف : يا ربي يابنتي ابلعي ريقك الاول و خلى يعدي كام ساعة على اللي حصلك واعملى اللى انتي عايزاه بعد كده

لم تستمع اليه بل حاولت الحركة بعصبية فتوجعت اثر فعلتها تلك ليتوجه هو نحوها يثبتها بمكانها صائحاً

طائف : اتهدي بقى يخربيتك انتي ايه مصممة تموتي نفسك

آيات بغضب : ملكش دعوة بيا … مش كفاية كل ده حصلي بسببك

طائف : يا سلام هو انا اللي كنت قولتلك تروحي المينا و تودي نفسك فى داهية

آيات : ناقص تنكر كمان اني بلغتك بأني رايحة قبلها

طائف بذهول : انتي كمان هتتبلي عليا

آيات بغضب : تصدق انك واحد معندو…………..

طائف بحدة : آياااااات …. الزمي حدودك احسنلك

انتفض جسدها بعد صراخه بها لتشعر بلسانها وكأنه رُبط و قد وقفت الكلمات بحلقها لتنظر لها بغضبها الطفولي المعتاد

لم يستطع كبت ضحكاته على منظر وجهها المحمر و نظراتها الحانقة لينفجر ضاحكاً فى حين نظرت نحوه بذهول فالأول مرة تراه بتلك الحالة. .. يضحك بحرية دون جديته الدائمة و عصبيته المفرطة

تجاهلت قلبها و الذي زادت دقاته جنوناً اثر رؤيتها له بتلك الحالة وهتفت بحنق

آيات : ممكن افهم ايه اللي يضحك اوي كده ؟

تماسك بصعوبة ليجيبها بجدية مصطنعة

طائف : لا مفيش …. بس مش ملاحظة حاجة ؟

آيات بإضطراب اثر تغيره : ايه ؟

طائف بجدية مصطنعة : انك ما شاء الله ومن غير حسد تطلعي من مشكلة تدخلى فى مصيبة

آيات بحقد : البركة فى حضرتك

طائف بضحك : مسمعتيهمش بيقولو ان المنحوس منحوس من يومه

آيات بغضب : قصدك ايه هاااا؟

طائف بمرح : مقصدش يا حبيبتي … كنت نطقت انا ولا قولت حاجة

تسمرت نظراتها و تجمدت ….. تنظر نحوه بذهول …. هل ما سمعته حقيقة ام خيالاتها من تؤثر بها و مازال تأثير المخدر بداخلها ……. لا هي سمعته يقولها بوضوع ……. حبيبتي …….. حقاً قالها … هتفت به بذهول

آيات : انت ….. انت قولت ايه دلوقتي ؟

نظر نحوها ببراءة ليحرك كتفاه لاعلى و لاسفل بهدوء و قد ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيه ليردف ببساطة

طائف : انا ؟؟؟؟؟؟؟ ده انا بقولك حمد الله على السلااااااامة

الفصل الثاني والعشرون (خطة)

فى اليوم التالي

طوني : ايه يا لينا فيه جديد؟؟؟؟؟؟

هتف بها طوني عبر الهاتف ليأتيه الرد بعد تنهيدة عميقة

لينا : زي ما كنا متوقعين مصدقش نص الحقيقة اللي قولناله عليها … انا مش فاهمة ليه اندريه مش عايز يعرف حد عن اللي حصل

طوني : هو مش عايز قلق و لا عايز حد من الكبار يحس ان البوليس وصلولنا

تحركت حافية الاقدام بفستانها البيتي القصير فى ارجاء منزلها البسيط و الذي يغلب عليه الطابع الحديث لتستقر اخيراً فوق السطح الرخامي لمطبخها تتناول بعضاً من الشيكولا السائلة بإستمتاع لتردف بتفكير

لينا : ممممم ممكن برضو …. طب و الحل مع آسر شكله مش مقتنع باللي اتقاله و مصمم يعرف الحقيقة ده غير ان عداوته مع طائف ممكن تخليه يتهور

تنهد طوني بضيق قائلاً

طوني : و طائف مش عايز يهدي اللعب شوية معاه و مصمم على التجاهل

لينا بمرح : طائف ده دماغ لوحده محدش يقدر يقوله تلت التلاتة كام

طوني : يا ستي براحته بس ميودناش انا و انتي فى داهية مقابل ده

آيات بغضب : ماهو انا همشي يعنى همشي ؟؟؟؟؟؟؟

تصلب جسده للحظات مولياً اياها ظهره ليلتفت نحوها ببطئ و ينظر الى طعامها امامها والذي لم تمسه بعد ليهتف ببرود و بإبتسامة مستفزة

طائف : كلي

ابعدت الطعام عنها قليلاً لتُكتف يداها امام صدرها تنظر نحوه بعناد

آيات : طالما انت مش هامك المصيبة اللي احنا فيها فلازم حد فينا يصحصح شوية والا هروح انا فى الرجلين

تقدم نحوها بملامح غامضة ليهتف بهدوء مستفز

طائف : و مصيية ايه بقي اللي احنا فيها؟

نظرت نحوه بذهول لا تصدق انه يسألها مثل هذا السؤال

آيات : مصيبة ايه ؟ شحنة امبارح اللي اتمسكت دي مش خايف البوليس يطب علينا هنا و يقبضو عليك

تحرك طائف نحو احد المقاعد الموضوعة بالغرفة ليجلس عليها بأريحية هاتفاً بثقة

طائف : اولاً محدش يعرف اننا موجودين هنا …. دخولك هنا كان فى منتهى السرية يعنى حتى متذكرش فى سجلات المستشفى … اما بقى موضوع الشحنة فمحدش هيفتح بقه و يجيب سيرتي فى حاجة …. اتطمني ….. و كملي اكلك

صمتت للحظات قبل ان تهتف فجأة قائلة

آيات : انت شغال مع البوليس؟؟؟؟؟؟

نظر لها بعيون جاحظة و قد تجمد جسده اثر سؤالها الغير متوقع قبل ان يتمالك نفسه و ينخرط بعدها بموجة ضحك لتكمل هي بحنق

آيات : ما هو ده التفسير الوحيد المنطقي ……. ثقتك الزيادة دي و اتفاقنا بتاع تركيا ……. كل ده ملهوش تفسير غير انك شغال معاهم

ثم عادت بأفكارها الى ما حدث بتركيا

فلاش باك فى تركيا بآخر ليلة لهم قبل العمودة الى مصر

بعد انتهاءها من الافطار والذي قد اعتذرت وقته الى طائف و بادلها برده السخيف و اعتذاره الصوري ….. توجهت الى غرفة مكتبه امتثالاً لامره لتدلف الى الداخل بعد سماحه لها بالدخول فتجده يجلس خلف مكتبه مشيراً لها بالجلوس …. لتجلس هي على مضض

آيات بحنق : افندم

حدق بها للحظات قبل ان يمسح وجهه بيداه ليردف مصطنعاً الهدوء

طائف بجمود : علا بلغتني انها حكتلك عن تفاصيل كتير تخصنى انا و علا و آسر و اظنك عرفتي حقيقة وضعها هنا و ……… وضعك

نظرت له بهدوء و لم تجيب لتحثه على اكمال ما يريد قوله

طائف : بس انتي ظروفك غير ظروف علا ……. ثم تحرك من مقعده ليدور حول المكتب و يجلس امامها قائلاً

طائف : علا اتسرعت بعد ما عرفت الحقيقة و اخدت قرار و مكنش فيه رجوع لكن انتي …… انتي عرفتي الحقيقة و بس

آيات بغيظ : صدقنى لو كان بأيدي اني اخد خطوة و اخلص من شركم كلكم كنت عملت كده

تجاهل حديثها ليكمل

طائف : كونك مأخدتيش اي خطوة ده اداني فرصة اني افكر فى حل لوضعك ….. قدامك تلات اختيارات. …… الاول انك تستسلمي للامر الواقع و انفذ المطلوب مني بقتلك …… نظرت نحوه برعب و ذعر ليكمل هو ببرود …… او تختاري انك تفضلي هنا طول حياتك لغاية ما يحصل اي جديد زيك زي علا …….. وجدت تلك الفترة اقل رعباً و اكثر اماناً بالنسبة لها لكن ما هو الاختيار الثالث ………… او انك توافقي على الخطة اللي فكرت فيها و اللى بيها تقدري ترجعى لحياتك الطبيعية تاني بس بعد شوية تغييرات بسيطة …. ها ايه رأيك ؟

آيات بتساؤل : خطة ؟

طائف بمكر : افهم من كده انك اخترتي الاختيار التالت

آيات : افهم الاول ايه الخطة دي

تنهد طائف بتملل قبل ان يومأ لها

طائف : الخطة تشمل اننا نضمن رضا الكبار عليكي

عقدت حاجبيها بدهشة

آيات : و ده يحصل ازاى بقى ان شاء الله دول عايزين يقتلوني

طائف بمكر : بس لو قولنا انك ليكي فضل عليهم فده يخليهم يتمنو رضاكي

نظرت نحوه بدهشة ليكمل مفسراً

طائف : ياريت تسمعيني من غير ما تقاطعيني …… اولاً لازم نمثل اننا بنحب بعض ….. همت بالاعتراض لكن اوقفها بإشارة من يده …. مفيش اي حل غير كده

آيات بعدم رضا : مش فاهمة

طائف : البوليس بقاله فترة مركز جداً مع تحركاتنا سواء انا او غيري من اعضاء مافيا روسيا و اللي ليهم ايادي فى مصر ….. و الكبار عارفين بده فكل اللي هنقولو انهم قدرو يوصلو ليا و بيحاولو يوقعوني ….. و انتي ضمن خطتهم …… نظرت نحوه بدهشة ………. هما تحرو عنك كويس جداً بس لحسن حظنا مقدروش يوصلو لمعلومة اننا فى علاقة و بكده مكنش عندهم اي مانع انهم يضموكي لصفهم

اكملت آيات بتفكير : وانا بلغتك بكل ده و اصبحت انت اللي بتتحكم فى اللي بيوصلهم عنك

اومأ نحوها بهدوء لتهب واقفة قائلة

آيات بإعتراض : ده فيلم عربي و مكشوف كمان …. انت مفكر انهم هيصدقو التخريف ده و لو افترضنا انهم صدقو .. ممكن بسهولة جداً يكشفو ان اساساً مفيش حد حاول يجندني لصالحه و حكاية البوليس دي كلها كدب فى كدب … انت اتجننت بتتبلا على البوليس كمان

طائف : مش شغلك … انا هتصرف و هغطي على الموضوع ….. انتي مش متخيلة قلقهم من تحركات البوليس الاخيرة اد ايه … ده هيخليهم ميفكروش بإتزان و هيشوفوكي كنز …….. وحتى لو كانو شاكين فى الحكاية فمستحيل يخاطرو انهم يقتلوكي و فيه احتمال ان البوليس عينه هتبقى عليكي

نظرت له آيات بقلق و حيرة ليهتف بها قائلاً

طائف: الاختيار ليكي بس عايزك تفهمي ان مفيش مخلوق هيعرف بالتفاصيل دي حتى علا و ….. وآسر

نهاية الفلاش باك

استيقظت من افكارها تلك على شيء بارد لامس شفتاها لتتسع عيناها من الصدمة فإذا به يجلس مباشرة امامها يمسك بملعقة الطعام موجهاً اياها ناحية فمها لتتراجع فوراً الى الخلف

آيات بتوتر : انت …. انت بتعمل ايه ؟

طائف ببراءة مصطنعة : بأكلك …….. عمال انادي عليكي و انتي ولا هنا … اللي واخد عقلك

آيات بتلقائية : سلامة عقلك

ترك ملعقة الطعام لينظر لها بدهشة

طائف : افندم؟

آيات : آآآ اصل بصراحة انت آآ……….

طائف : قولي …. عايزة تقولي ايه ؟

آيات بتوتر : بصراحة بقى انت متغير من امبارح وانا بدأت اقلق

ابتسم نصف ابتسامة لينظر لها متسائلاً

طائف : متغير ازاى بقى ؟

آيات : يعني چنتل كده و هادي و كيوت

نظر لها بإستنكار هاتفاً بحدة و خشونة

طائف : كيوت ؟؟؟؟؟

وهب واقفاً مبتعداً عن الفراش يهتف بها بجمود

طائف : طب خلصي بقى اكلك خلينا نخلص

آيات بدهشة : نخلص ؟

طائف : مش قارفة دماغى من ساعة ما فوقتي عايزة اروح عايزة اروح مبحبش المستشفيات ….. اهو عشان انا چنتل و هادي و كيوت هروحك البيت

ثم تركها وحيدة متجهاً للخارج فى حين همست هي لنفسها قائلة

آيات بدهشة : ده اتجنن ده ولا ايه

اما بالخارج فكان يستند بظهره على باب غرفتها يهتف بحنق

طائف : على اخر الزمن طائف العمري يتقاله كيوت ……… ثم ابتسم بسخرية …… شكلها هتطلع عليك القديم و الجديد يا طائف

بإحدى مراكز الشرطة

……………. : انت هتستهبل منك لبه يا روح امك ………… يعني ايه مش عارفين الشحنة تبع مين ؟

صرخ بها المقدم حازم نشأت للرجال المقبوض عليهم اثناء مداهمة الميناء بالليلة الماضية و الامساك بشحنة اسلحة كانت ستدخل البلاد من خلالهم

ظلو جميعاً على صمتهم ليهتف بهم مرة اخرى

حازم : ورق مفيش …. عُمال كلهم اتصفو … ايييييه ملكُمش كبير لا و مش كده و بس كمان بتضربو نار علينا ده ايه الجبروت ده فاكرينها سايبة.. ده انتو ليلتكم سودة معايا

هتف احد الرجال بضعف وخوف مصطنع

احد الرجال بخبث : انا هقول كل حاجة ياباشا بس ارحمني

نظر باقى الرجال ناحيته بترهيب و تحذير ليهتف بهم

حازم : اييه ما تضربوه احسن ……. ولا فاكرين كل الناس اغبية زيكم بتفدي ناس مش هتفكر فيهم للحظة …… ثم اتجه بأنظاره نحو الرجل ليردف بهدوء …….. ها بقى قولي تبع مين الشحنة دي

الرجل بخبث : هقول يا باشا ……… الشحنة تبقى تبع طائف بيه

حازم بحيرة : طائف بيه مين ؟

الرجل بلهفة : طائف بيه يا باشا …. طائف بيه العمري

اتسعت حدقتا حازم بدهشة ليتسمر مكانه محاولاً استيعاب خطورة ما تفوه به هذا الرجل

آيات بخجل يغلبه ضيق مصطنع : ممكن تنزلني بقى

هتفت آيات معترضة على حمل طائف لها والذي فاجأها بفعلته تلك فور استعدادها للرحيل ليضع يديه الاثنتان احداها تحت فخذيها و الاخري خلف ظهرها رافعاً اياها نحوه فى حين لفت هى يدها بتلقائية حول عنقه خوفاً من السقوط ارضاً

حاولت الاعتراض مراراً و تكراراً لكن تجاهلها تماماً و سار بها حتى اصبحا الان خارج المستشفى فى انتظار السائس لاحضار السيارة من موقف السيارات التابع للمشفى

سمعت زمجرته لتجده بعدها يهتف بضيق

طائف : اهدي بقى….. لو نزلتك و استنيت .. على مشيتك دي مكناش طلعنا من المستشفى الا بكرة

آيات بصراخ : بتتريق حضرتك ما هو كله بسببك

هم بالصراخ عليها لكن قاطعه وصول سيارته ليسلمه السائس المفاتيح ويتجه هو نحوها حاملاً آيات ثم يضعها بحذر فى الكرسي الامامي و يتجه هو بعد ذلك نحو مقعد السائق و يبدأ بالقيادة

ظلت تراقبه بعيون متقدة حتى لفت انتباهها صوت رنين هاتف ما يشبه رنين هاتفها انتبهت لما تسمعه حتى سمعته يتأفف بضيق لتعقد حاجبيها بدهشة

آيات : ده …. ده صوت موبايلي

التفت نحوها بنظره يحدث بها لثوان ثم عاد بكامل انتباهه للطريق متجاهلاً اياها

توقف الرنين ليعود مرة اخرى ليضع احدي يداه بداخل سترته مخرجاً هاتفها لتنظر نحوه بغيظ

آيات : ايه اللي جاب موبايلي معاك … هات

مدت يدها لتخطفه منه فى حين نظر هو سريعاً لهوية المتصل ليجده آسر اكفهرت ملامحه و شد على كفه الممسكة بالهاتف ثم ما لبث ان ألقاه من نافذة السيارة

وجدها لتصرخ به بشدة

آيات : انت …. انت اتجننت ؟ انت ازاى تعمل كده …….. وقف العربية قولت وقف العربية

طائف بصراخ اجفلها : اخرسي خالص دلوقتي مش عايز صداع

ربط لسانها و التزمت الصمت و قد شعرت بعودة طائف القديم

آيات بهمس : انا قولت انك مستحيل تتغير … هتفضل جلف زي ما انت

حدجها بنظرة مخيفة ليجعلها تبتلع كلماتها و تزم شفتيها بقوة لتوضح له نيتها للصمت

الفصل الثالث والعشرون (شك)

 

آسر بغضب : انت فين يا زفت مش بترد على تليفونك ليه

هتف بها آسر بإنزعاج اثناء قيادته للسيارة ….. لا يري امامه سوى الغضب و القلق ….. يهاتفها عدة مرات دون رد منها و في الاخير ينقطع الاتصال و بعده تغلق الهاتف نهائياً .. ينهشه القلق و الخوف من فكرة اصابتها بأي سوء ……… واخيراً جد مؤنس يجيبه بخوف

مؤنس : آسف يا باشا كنت بتكلم مع الرجالة و بشوف ايه اخر الاخبار

آسر : حسابك معايا بعدين يا مؤنس ………. ها عرفت هي فين دلوقتي ؟

مؤنس بتوتر : آآآه يا باشا

آسر بلهفة : ها إخلص …….. فى بيتها ؟؟؟

مؤنس : لا ياباشا هما طلعو من المستشفى على بيت طائف

ضغط فجأة على فرامل السيارة لتتوقف بقوة و يرتد جسده قليلاً الى الامام ……. اكفهر وجهه و شابه الغضب و الغيظ ليهتف قائلاً

آسر بصراخ : مستشفى ايه ؟ و ايه اللي يوديها بيت طائف ؟

مؤنس : معرفش يا بوص بس باين انها كانت محجوزة فى المستشفى من امبارح و بعدها راحو على فيلا العمري …. ثم اكمل بتوتر و حذر …… و بيتهيألي يعنى يا باشا انها كانت هناك الفترة اللي فاتت دي

آسر بصراخ و جنون : طائف طائف طائف ………….. ايييييه مش هخلص منك انا

ثم اغلق الهاتف ليلقيه على المقعد بجانبه و يشد بيده على عجلة القيادة ثم يعيد تشغيل السيارة .. يقودها بعصبية و وجهته معروفة …. يقسم ان يعيد كل شيء الى سابق عهده بأي وسيلة

بفيلا العمرى

وصلا الي المنزل ليهبط بعصبية من سيارته متجهاً نحوها و يفتح الباب المجاور لها فجأة حاملاً اياها مرة اخرى … همت بالاعتراض لكنه وجه اليها نظره الجمتها و جعلتها تبتلع كلماتها ….. دخل بها المنزل ثم توجه بها نحو غرفتها ليضعها بحذر على الفراش و يعتدل بوقفته ينظر اليها بصمت محاولاً استرجاع بعضاً من هدوئه … لا يريد حدوث شجارات بينهم لا طائل منها سوى افساد علاقتهم و تخريبها اكثر ……… يريد التقرب منها و معرفة حقيقة مشاعرها نحوه و فكرتها عنه لكن يخشى التسرع و انقلاب الامر عليه لذا يجب التريث و التفكير و تحسين الاوضاع بينهم … يكفى بتلك الفترة ان يُحسن من صورته امامها و الحصول على رضاها و بعده يكون لكل مقال مقام

طائف بهدوء : اسمعيني كويس حركة كتير مش عايز … منى موجودة اي حاجة تحتاجيها اطلبيها منها انا منبه عليها تاخد بالها منك

آيات بتوجس : طب و الشغل ؟

طائف بحدة غير مقصودة : شغل ايه فى الحالة اللي انتي فيها دي …… انا وافقت انك تطلعي من المستشفى عشان اعتراضك انك تفضلي هناك و اللي الظاهر كده انك عندك عقدة منها … بس الجرح لسة جديد و محتاج راحة فياريت تنفذي كلامي و الا هرجعك المستشفى و هما يتصرفو معاكي

نظرت له بخوف من حدته و عصبيته المبالغ بها لتبتلع ريقها بقلق و تومأ له بهدوء

ذفر بضيق …. لا يعجبه استسلامها و خوفها منه .. يريدها عنيدة مستفزة كما كانت من قبل …. لكن يبدو ان خوفها سيخدمه هذه الفترة فهو لا يريد منها معاندته بخصوص سلامتها و صحتها

قطع افكاره طرق على باب الغرفة ليسمح للطارق بالدخول

طائف : خير يا منى ؟

منى بتوتر : آسفة لمقاطعتكم يا باشا بس فى ناس تحت مستنيين حضرتك

عقد حاجييه بتعحب

طائف : ناس مين دول ؟

منى بتلعثم : ممم مش عارفة يا بيه بس باينلهم بو…. بوليس

حجظت عينا آيات لتنظر له بخوف و قلق فأسوأ كوابيسها مؤخراً يتحقق

نظر نحوها بصمت يدرك مخاوفها و هو الاخر يتعجب لحضور الشرطة الي منزله لكنه يعلم استحالة ان يشي احد رجاله به لذا ما سبب مجيء الشرطة … تنحنح بقوة قبل ان يسمح للخادمة بالذهاب فتتركهم سريعاً متجهة الي الاسفل

هم بالحديث لكنه وجدها سبقته لتهتف فى قلق

آيات بحدة : البوليس تحت ….. انا قولتلك اننا روحنا فى داهية مصدقتنيش … اشرب بقى

طائف بهدوء : انا مش فاهم انتي قلقانة اوي كده ليه انا واثق ان محدش يقدر يفتح بوقه و لا يجيب سيرتي و لنفرض انه حصل انتي ملكيش اي دخل …… انتي لا شوفتي حاجة ولا تعرفي بأي شيء حصل ….. ثم اتجه ناحية الباب يهم بالخروج قائلاً …… زي ما قلت تفضلي فى السرير ومش عايز عناد … هشوف ايه الحكاية و هرجعلك تاني

راقبته يخرج بهدوء من الغرفة و يغلق الباب خلفه لتنظر هي الي سقف الغرفة و تتنهد بعمق

آيات : نفسي يبقى عندي نص برودك ده يا أخي ….. انت اييييه تلاجة

هبط الدرج بهدوء و ثبات ليجد افراد الشرطة ينتظرونه بالاسفل ….. اتجه نحوهم يحدق بهم ببرود و غرور فيتقدم منه احدهم قائلاً بإحترام

العسكري : طائف بيه .. آسفين على ازعاج حضرتك بس معانا استدعاء لحضرتك من النيابة

لم تتغير ملامحه و بقى على صمته ليتنحنح الرجل بتوتر و ينظر الى رفاقه بحيرة ليتكرم هو اخيراً و يبدأ بالحديث

طائف : استدعاء ؟ ليا انا ؟ خير ان شاء الله

العسكري : و الله يا افندم انا معنديش اي معلومات ممكن افيد بيها حضرتك بس الواضح ان اسم سعادتك اتذكر فى تحقيق ما و حضرتك مطلوب عشان توضح سوء الفهم ده

طرق للحظات يحلل خلالها كلام الرجل ليرى ان ( افندم – حضرتك – سعادتك ) و اخيراً ( سوء فهم ) يوضح ان وضعه مطمئن فإن كانو قد كشفوه فحينها لن يكون لأي من تلك الكلمات وجود فى حديثهم … لذا نظر نحوهم بثبات قبل ان يومأ بهدوء مردفاً بإبتسامة دبلوماسية

طائف : و انا تحت امر الشرطة فى توضيح اي سوء فهم

انفرجت اسارير الرجل و رفاقه و عاد اليهم هدوئهم ليهتف نفس الرجل قائلاً

العسكري : طب لو تسمح يا باشا تتفضل معانا دلوقتى

طائف : اكيد مفيش مشكلة بس اظن ان معندكوش اي مانع انى اروح بعربيتي

العسكري بترحيب : لا يا افندم على راحتك خالص

اومأ له طائف ليشير لهم بالذهاب و يتجهو جميعاً خارج المنزل نحو مركز الشرطة

وصل اخيراً الى وجهته ليواجه رفض لدخوله من افراد الامن على البوابة الخارجية فيثير ضجة بالخارج و التي على اثارت انتباه تلك القابعة بغرفتها لتحاوب الهبوط من فراشها و الاتجاه للاسفل

نجحت بصعوبة فى الوصول الي اخر درجات السلم لتنتبه اليها الخادمة فتتجه نحوها سريعاً مساعدةً اياها فى الجلوس على احدى الارائك

منى : ايه اللي قومك بس من سريرك يا هانم

آيات بتوجس : فين طائف ؟ و ايه الدوشة اللي برا دي ؟

منى : طائف بيه خرج مع الناس اللي جم و الدوشة دي بسبب واحد عايز يدخل و الامن مانعينه

آيات : واحد …. واحد مين ده و ليه الامن يمنعوه ؟

منى : مش عارفة يا هانم و الله بس الظاهر هو واحد بينه و بين طائف بيه مشاكل

سارت بعض الشكوك بداخلها حول كينونة هذا الشخص لكنها نحتها جانباً و قررت عدم التدخل

آيات : طب قولوله ان طائف مش هنا ؟

منى بقلق : قالوله بس مفيش فايدة ده حتى قال انه مصمم يدخل عشان يقابلك

آيات بدهشة : نعم يقابلني انا ؟

اومات منى بأضطراب لتزداد الشكوك بداخل آيات و تقرر اخيراً قائلة

آيات : طب قوليلهم يدخلوه

اتسعت حدقتا مني بذهول

منى : بس يا هانم د………..

آيات بإصرار : ملكيش دعوة انتي خليهم يدخلوه …. انا اللي بقولك

نظرت لها الخادمة بحيرة قبل ان تومأ بتردد متجهة الى خارج الفيلا لتنفيذ اوامر سيدتها

بإحدى مراكز الشرطة نجده يجلس بثقة و غرور بمكتب لاحدهم فى انتظار حضوره ……. مرت عدة دقائق حتى وجد باب الغرفة يفتح و يطل منه شاب يقاربه السن يبدو مألوف بالنسبة له … يرتدى زيه الرسمي و الذي تعّرف منه على رتبته كعقيد

تقدم منه الشاب و مازال هو جالس بمقعده حتى وجده يتحرك ببطئ نحو مقعد خلف مكتبه يجلس عليه و على وجهه ابتسامة ملتوية …. شبك اصابعه ببعضها البعض و نظر نحو طائف بسخرية ليردف

حازم : ياااااااااه طائف بيه العمري قدامي دلوقتى ….. اد ايه الدنيا دوارة

عقد طائف حاجبيه بدهشة مصطنعة فقد تذكره بعد ثوان قليلة من التحديق به …….. حازم نشأت صديق قديم له .. كانا كالإخوة حتى اجبره والده على قطع اي صلة به لتجنب اية مشاكل بأعمالهم المشبوهة كون حازم قد التحق بالشرطة فى حين التحق طائف بعصابات المافيا …. لكن الطريقة التى انهت علاقتهم سوياً لم تكن من فِعل طائف على الاطلاق بل كان القدر له اليد العليا بها ….. فما ذنبه هو ان الفتاة الوحيدة التي وقع صديقه لها وقعت هى فى غرامه

تنحنح طائف ليردف بثبات

طائف: حازم نشأت …… دي ايه الصدف دي

حازم بتهكم: ربك لما يريد بقى

اومأ طائف بسخرية ليكمل

طائف : و ياترى بقى ايه سبب استدعاءك ليا يا ……. سيادة المقدم

تقدم حازم مستنداً بيداه على سطح مكتبه ليضيق عيناه بتركيز قائلاً

حازم : اسلحة يا طائف ……… طب طالما قلبك جامد كده ما تغطي بقى على شغلك كويس

ارتسمت ابتسامة صغيرة على ثغره قبل ان تزداد اتساعاً و بعدها تعالت ضحكاته منتشرة بأرجاء الغرفة لينظر نحوه حازم بدهشة …… و بعد ثوان قليلة هدأ فجأة ليردف بثقة

طائف : اسلحة ؟؟؟؟ اسلحة ايه يا سيادة المقدم … انا شغلى استيراد و تصدير يعنى اخرى اجيب هدوم ابعت جزم استلم اجهزة ….. لكن اسلحة …. ثم غمز قائلاً … صعبة دي

هب واقفاً يضرب بيداه على سطح مكتبه بعصبية ليردف بصراخ

حازم : طائف بيه انا مش جايبك تهزر هنا

طائف بهدوء : اعصابك يا حازم …… اه سوري اقصد يا سيادة المقدم …… ممكن اعرف ايه دليلك على اتهامك ده

حازم بثقة : واحد من رجالتك اعترف

طائف : مممم رجالتي ……. و هو اي حد يتبلى عليا هتجيبني هنا و تحقق معايا …….. ثم نظر نحوه بتهديد قائلاً ……….. ياريت متنساش انت بتكلم مين يا حازم بيه …. انا ابقى طائف العمري و مش كلمة من عيل صغير تخليني فى موضع اتهام

ثم هب واقفاً يعدل بدلته مستعداً للذهاب

طائف بغرور : و مرة تانية قبل ما تطلب مني اجي هنا ياريت تبقى محضر ادلة تديني فعلاً

حازم بوعيد : ساعتها مش هيبقى امر استدعى ….. ساعتها هيبقى امر بالقبض عليك

نظر طائف نحوه بسخرية غامزاً بإحدى عينيه

طائف : Buena suerte

ثم خرج من الغرفة تاركاً حازم ينظر فى اثره بغيظ و حنق

آيات : آسر ؟

هتفت بها آيات فور السماح للضيف بالدخول فتتأكد ظنونها فور دلوفه للداخل

وجدته يتقدم سريعاً نحوها يفحصها بعيناه قائلاً

آسر بقلق : آيات ؟ انتي كويسة ؟

آيات بدهشة : الحمد لله انا تمام …… مالك قلقان كده ليه و بعدين انت ايه اللي جابك لفيلا طائف …. و عرفت منين مكاني

آسر بغضب : و الله انا اللى المفروض اسألك انني بتعملي ايه هنا ؟

آيات بتوتر : تاني يا آسر هنرجع لاسئلتك دي تاني

آسر : تاني و تالت و عاشر …. من امتي يا آيات بتقبلي تقعدى فى مكان مش مكانك … من امتى تقبلي على نفسك يتقفل باب عليكي انتى و واحد غريب

آيات بدفاع : طائف مش غريب آآآ انا قولتلك اننا بنحب بعض

آسر : كدب كل ده كدب

اتسعت عيناها فور هجومه ذاك …. هل ادرك حقيقتهم و ان علاقتها ما هى سوى كذبة

آسر : مستحيل اصدق انك تربطك علاقة مع طائف …. ثم اتجه نحوها يمسك بيداها و يردف برجاء ….. صح يا آيات … كل ده كدب مش كده …….. انتى و هو قولتو كده عشان يحميكي صح ؟

نظرت نحوه و قد استعادت بعضاً من هدوئها عند ادراكها ان كلامه لا يستند الى اي دليل و ماهو الا تكهنات

آيات : انا مش فاهمة ايه مشكلتك فى اني اكون انا و طائف فى علاقة

آسر بصراخ و استسلام : عشان بحبك …. عشان كنت مستني الوقت المناسب اللى اقولك فيه عن مشاعري …. كنت مستني انضف و ابعد عن شغلى الزبالة …. كنت عايز حياة نضيفة و هادية …… عايز متتلوثيش بالقرف اللى انا فيه …. كنت عايز اعترف باللي جوايا من واحنا اطفال صغيرين…. عايز حياة معاكي ……. ثم اردف بشراسة …….. بس بعد كل ده و انتظاري السنين دي كلها الاقيكي بتحبي غيري و مستسلمة له …… لا وياريته شخص ممكن أئتمنه عليكي لا ده اخر شخص ممكن اخلى بينك و بينه اي علاقة ……. مستحيل فاااااهمة

انتهى من صراخه ليجدها ترتجف بين يداه من شده بكائها …….. كيف لم تدرك او تستشعر احسايسه و مشاعره نحوها أكانت غبية الي تلك الدرجة

نظر نحوها بحنو و حزن … يقتله بكائها و يفطر قلبه منظرها ذاك ليردف قائلاً

آسر : آيات انا مش بلومك ولا بعاتبك انا كنت براعي انى مبينش اي مشاعر جوايا ليكي الا لما يجي الوقت المناسب وقررت جوايا طالما مش عارف اطلع من المستنقع ده فأنا اللي هسلمك بنفسي للشخص المناسب اللي يستاهلك بس ….. بس صدقيني طائف مش هو الشخص المناسب … مش هو الشخص اللى تثقي فيه …. ده ممكن يبيع اقرب الناس ليه

تمالكت نفسها لتردف وسط بكائها

آيات : قصدك عليك انت و اختك ….. علا

فور نطقها بإسم شقيقته احتلت ملامح الحزن و الاسى وجهه ليكمل

آسر : عرفتي منين ؟

آيات بتوتر : هو …. هو قالي …… و قالي كمان ان كل اللي بيعمله ده لحمايتي

آسر برجاء : آيات عشان خاطري طاوعيني و امشي معايا من هنا مش عشان اعترافي ليكي و مش عشان عاوزك ليا … لا عشان انا و انتي عارفين ان ده مش مكانك ولا ده العالم اللي هتقدري تعيشي فيه

آيات بحيرة : بس بس انـ…………..

آسر : اوعدك يا آيات ان القرار هيكون ليكي سواء هتقبلي بمشاعري دي او لا ده غير انك هتكوني فى حمايتي و محدش هيقدر يقربلك بس انتي وافقى

نظرت نحوه بحيرة تفكر جدياً بحديثه …. فمن هو طائف ذاك الذي فضلته على صديق طفولتها و قررت وضع كل ثقتها به ……. لكن هو فعل الكثير لحمايتها و انقاذها ……… ليجيب عقلها قائلاً انه هو المتسبب الرئيسي لوضعك هذا و ربما اراد اشراكك بالفعل بأعمالهم القذرة حتى لا تستطيعي افشاء سره ….. ظلت تفكر كثيراً و تتخبط بأفكارها حتى نظرت نحو آسر بقوة و قد قررت اخيراً اي جانب ستختار

الفصل الرابع والعشرون (اختيار)

 

ظلت تفكر كثيراً و تتخبط بأفكارها حتى نظرت نحو آسر بقوة و قد قررت اخيراً اي جانب ستختار

آيات بإستسلام : حاضر يا آسر همشي من هنا بس …………

آسر مقاطعاً بلهفة : بس ايه ؟

آيات بحذر : لازم الاول ابلغ طائف بمشياني ده هو برضو مهما كان عمل كل ده لمصلحتى انا

نظر آسر نحوها بشك و عدم اقتناع لتلاحظ هي نظراته تلك فتهتف بقوة

آيات : بلاش تبصلي بالطريقة دي انا لو كنت بكدب او مش عايزة امشي من هنا فكنت هقولهالك صريحة .. مفيش حاجة تجبرني اني اوافق

تنحنح هو فى حرج ليردف

آسر : مش قصدي اللي فهمتيه بس بصراحة بقى كل ثانية بتعدي عليكي و انتي فى بيته انا ببقى هموت من القلق عليكي

آيات بتأفف : هنعيده تاني يا آسر …. ثم اكملت بجدية …. زي ما قولتلك هكلم طائف و لما اجي امشي من هنا هكلمك …. امشي بقى دلوقتى عشان لو طائف جه و لقاك هنا الدنيا هتولع اكتر

تنهد بنفاذ صبر قبل ان ينهض من جلسته يستعد للمغادرة لكن عاد بأنظاره نحوها مرة اخرى يسألها بإهتمام

آسر : مقولتليش صح …. كنتي فى المستشفى ليه و بعدين قعدتك غريبة مش مريحاني ….. فيه حاجة وجعاكي ؟؟؟؟؟؟؟

آيات بتوتر و كذب : لا ده انا اتعورت فى جنبي تعويرة بسيطة كده بس طائف اصر اننا نروح المستشفى

نظر نحوها بشك قبل ان يومأ لها دون اقتناع متوجهاً الى خارج الفيلا لتذفر هى انفاسها براحة و تنادي على منى لمعاونتها فى العودة الى الفراش قبل رجوع طائف للمنزل

فى حين كان هو يقود السيارة بعصبية ليتناول بعدها هاتفه يجري اتصال ما …… انتظر لحظات حتى جاءه الرد ليهتف بقوة و غضب

طائف : مازن ركز معايا شوية ……. فى واحد ** *** جاب سيرتي فى تحقيق تبع شحنة امبارح عايزه عندي فى خلال ساعات

مازن بدهشة : مين ده اللي اتجرأ و عملها و بعدين انت بتقول تحقيق و بوليس يعنى اكيد محجوز عندهم اجبهولك ازاى ده

طائف بعصبية : مااااااازن اقسم بالله لو الولا ده مبقاش قدامي النهاردة هيطلع كل اللي عمله عليك انت ….. ثم ضرب مقود السيارة بكفه ليكمل بصراخ و جنون ………… اتصرف احسنلك يا ماااازن انت فاااااااهم

ثم اغلق الهاتف دون سماع رد من صديقه ملقيا بهاتفه بجانبه

شعر بغضبه يسيطر عليه و يجعله غير قادر على مواصلة القيادة ليوقف السيارة الى جانب الطريق محاولاً استدعاء بعضاً من هدوءه فيجد هاتفه يعلن عن اتصال اخر ….. تجاهله ظاناً انه لابد ان يكون مازن محاولاً كسب بعض الوقت لكن معاودة الهاتف للرنين مرة اخرى اخرجه عن شعوره ليمسك الهاتف بعصبية و يجيب قائلاً

طائف بغضب : انا قولتك اللى عندي يا مازن بطل زن

احد رجاله : طائف بيه انا مصطفى من امن الفيلا

عقد حاجبيه بقلق و خوف من حدوث امر ما بمنزله يستدعي اتصال من الامن ……….. هل اصابها مكروه ؟؟؟؟

طائف بسرعة : خير يا مصطفى الهانم حصلها حاجة ؟؟؟؟

مصطفى بتوتر : لا يا بيه الهانم كويسة ….. على حد علمي … بس فى حاجة تانية حصلت و كان لازم ابلغ سعادتك بيها ضروري .. انا حاولت اكلمك من شوية بس تليفون حضرتك كان مقفول

طائف : مكنتش فاضي …. اخلص و قول فى ايه

مصطفى : أصل سعادتك يعنى ….. آسر بيه كان هنا من شوية

ضاقت عيناه ترقباً لما يقُال

طائف : مممم و بعدين بلغتوه انى مش موجود

مصطفي : بلغناه يا افندم بس هو اصر انه يدخل و يقابل الهانم

طائف بعصبية : و انهي حمار فيكم اللى بلغه انها موجودة فى الفيلا …… و اوعى تقولى انك اتهفيت فى عقلك و دخلته

مصطفى بخوف : محدش قاله ياباشا انها جوة الظاهر هو كان جي و عارف …. احنا منعناه كتير انه يدخل بس فى الاخر جالنا امر من الهانم اننا نسمحله يقابلها

طائف بترقب : و قابلها ؟

مصطفى : ايوة يا باشا حصل … قعد نص ساعة و مشي

طائف بقلق مخفي : مشي ؟ لوحده ؟

مصطفى : ايوة ياباشا لوحده

طائف بتوتر : و الهانم ؟

مصطفى : على حد علمي ياباشا هى جوة ….. محدش خرج غيره

طائف براحة و جدية : طب اسمعنى كويس بقى لو خايف على اكل عيشك ……. مفيش نملة تدخل ولا تخرج من الفيلا لحد ما اوصل … فاهمني ولا تحب افهمك بطريقتى

مصطفى بخوف : فاهم ياباشا فاهم

ثم وجد سيده يغلق الهاتف بوجهه دون اى كلمة اخرى

فى حين كان هو على الطرف الاخر يكاد يجن من توتره و عصبيته ليهتف بحدة

طائف : هلاقيها منك يا آسر ولا من حازم ………. و ياترى يا قطتى ناوية توديني على فين

ثم اعاد تشغيل سيارته مرة اخرى ليتجه مباشرة نحو منزله و يرى ما حدث بغيابه

بعد نصف ساعة من مغادرة آسر لفيلا العمري وجظت الخادمة منى تدلف بهدوء الى غرفتها قائلة

منى : آيات هانم فى تليفون عشان ساعدتك تحبي احولهولك على هنا

آيات بتعب : ياريت يا منى …. بس مين اللى على التليفون

منى : واحدة بتقول انها زميلة حضرتك

آيات بتخمين : دي تلاقيها سهام بس عرفت منين انى هنا

تنحنحت منى لتجذب انتباه سيدتها قائلة

آيات : خير يا منى في حاجة تاني

منى : اصل طائف بيه كان مقرر انى اجازة من اول بكرة و ان كل الخدم ممكن يرجعو بيوتهم فكنت بستأذن حضرتك اننا نروح

آيات : غريبة يعنى مقاليش …. ثم همست لنفسها … و انتي تبقى مين يعني عشان يقولك ….. اردفت بعدها بصوت عالٍ … بس مفيش مشكلة يا منى تقدرو تمشو

منى بإبتسامة : تسلمي يا هانم … ثوانى و هحولك المكالمة على الاوضة

ثم ذهبت سريعاً للخارج لتستقبل آيات الاتصال

آيات : الو ؟

علا : يويو حبيبتي وحشتيني جداً … عاملة ايه و طائف عامل ايه؟

آيات بدهشة و صوت عال : علا …… ثم اخفضت من نبرة صوتها لتكمل …… انتي ازاى بتتكلمي هنا .. ده مش خطر عليكي؟

علا بضحك : متقلقيش يا ستي فيلا العمري مش متراقبة لدرجة التليفونات …. قوليلي بس ايه اخبارك مع طائف ؟

آيات بتوتر : هيكون ايه يعنى .. زي ما احنا

علا : ناقر و نقير يعنى معقول طائف لسة مستحمل الوضع ده

آيات بنزق : زي ما انا مستحملاه ولا هو يعنى كان احسن مني

علا بضحك : مش قصدي والله بس كنت بحسبه نطق

آيات بتساؤل : نطق ؟

علا بمكر : لا متخديش فى بالك …المهم بقى …. انتي ايه اخبارك الامور تمام عندكم ؟

آيات : اه و خطة طائف ماشية تمام لغاية دلوقتى … بيتهيألي يعنى

علا : طب و آآ … و آسر عامل ايه ؟ بقى كويس من بعد الحادثة ؟

آيات بإبتسامة : اطمنى يا علا هو كويس جداً ده كان لسة معايا من دقايق

علا بدهشة : معاكي ؟ فين ؟ فى فيلا طائف ؟

آيات : ايوة كان جاي يقنعني انى اسيب طائف و ابقى فى حمايته هو

علا بقلق : و انتي قولتيله ايه ؟

صمتت للحظات تفكر ان كان من الجيد اخبارها بقرارها لتجد انها على اية حال ستخبر طائف به

آيات بتنهيدة : انا وافقت …… انا اعرف آسر من زمان لكن طتئف معرفتي بيه محدودة جداً

علا بذعر : يعني هتسيبي طائف يا آيات …. بعد كل ده هتسيبيه …. معقول محستيش بأي حاجة لغاية دلوقتى

آيات : حاجة زي ايه ؟

علا : يعنى عايزة تفهميني انك مش حاسة بتغير طائف معاكي … مش حاسة اد ايه انتي مهمة بالنسباله و وجودك اد ايه مهم

آيات : و لو…. ده مش هيغير حاجة

علا : متأكدة يا آيات …. متأكدة انه مش هيغير حاجة

آيات : قصدك ايه يا علا انتي بتلمحي لأيه فهميني

علا : مش بلمح لحاجة يا آيات بس مش كل حاجة لازم تفكري فيها بعقلك …… شاوري قلبك كمان و شوفي مين اللي يستاهل انك تفضلي جنبه

آيات : انتي غريبة فعلاً مش ملاحظة انك اخدة صف طائف اللى هو المفروض مش اقرب لك من آسر شقيقك

علا بثقة: عشان شايفة ان آسر مش الراجل اللى يكفيكي …. مش بقلل منه ولا حاجة بس انتو اللى الاتنين مش هتقدرو تكملو بعض

آيات : مش اخدة بالك برضو انك ودتينا فى منطقة تانية خالص

علا : هى دي المنطقة اللي انتي فيها دلوقتى يا آيات و اللي بتحاولى تهربي منها …. على العموم انا مش هقدر اطول معاكي اكتر من كده بس هقولهالك تاني شاوري قلبك بجانب عقلك يا آيات عشان متخسريش ….. سلام

آيات بتفكير : سلام

رن هاتفه برقم مجهول اثناء تناوله طعام الغداء ليجيب سريعاً ظناً منه انها آيات

آسر : الو

لينا : آسر ازيك ….. يا ترى فاكرني ولا لا ؟

آسر بدهشة : لينا ….. اكيد فاكرك طبعاً ….. بس غريبة يعنى الرقم مش دولي

لينا : و مين قال انه المفروض يبقى دولي انا فى مصر لسة و مسافرتش

آسر : و ايه سر مكالمتك دي يا ترى فيه جديد؟

لينا بدلع : و هو عشان اكلمك لازم يبقى فيه جديد ….. انا كنت حابة اعزمك مرة على العشا نتعرف اكتر على بعض ده لو مكنش عندك مانع يعنى

آسر بإبتسامة : ده شرف ليا ان ليدي جميلة زيك تحب تتعرف عليا …. اختاري المكان و الزمان وانا تحت امرك

لينا : تمام اتفقنا هظبط جدولي و اكلمك

آسر : تمام ….. سلام ؟

لينا بإبتسامة : سلام

ثم اغلق الهاتف ليردف هامساً

آسر : لما نشوف اخرتها ايه معاكي يا ست لينا

بفيلا العمرى

وصل الى منزله و توجه مباشرة الى غرفة منعزلة عن فيلته والتى يتواجد بها افراد الامن …. القي عليهم كلماته القاسية و التى تحمل الكثير من التأنيب و التحذير ليتركهم بعدها متجهاً الى الفيلا نفسها

دلف الى الداخل ينادي احد خدمه لكن لا رد …. توجه بعد ذلك الى المطبخ لكن وجده فارغاً تماماً .. دب الذعر بأوصاله ليتحرك مسرعاً الى الاعلى نحو غرفتها و يقتحمها بعنف فيجدها تجلس بهدوء على الفراش تنظر نحوه بصدمة و دهشة من دخوله بتلك الطريقة لتهتف به

آيات : في ايه ؟ داخل بزعابيبك كده ليه

تنفس الصعداء لرؤيتها سليمة تماماً تعاتبه على اقتحام غرفتها ….. تنحنح محاولاً استعادة هدوءه بل بروده ليردف

طائف : امال فين منى و الباقى

نظرت نحوه بدهشة لتهتف

آيات : الله … انت مش كنت مديهم اجازة …. هما استأذنو و مشيو

ضرب جبينه بيديه متذكراً ليردف

طائف : يووووه ده كان من شهر …… بس الظروف اتغيرت دلوقتى

رفعت كتفاها لاعلى و لاسفل بقلة حيلة لتجده يتجه نحو الاريكة الوحيدة الموجودة بالغرفة و يجلس فوقها بأريحية

آيات بحدة : أنت بتعمل ايه ؟

طائف بتعب : آيات و حياة ابوكي سيبينى فى حالى انا بقالي ليلتين منمتش

نظرت نحوه بحنق و صمتت للحظات قبل ان تهتف فجأة

آيات : عملت ايه مع الناس اللى جم الصبح ….. ثم اكملت بتوجس ….. عرفو حاجة ؟

طائف بلا مبالاة مصطنعة : ده موضوع اهبل و خلص خلاص متحطيش في بالك

وجهت نحوه نظراتها المليئة بالشك ليقابلها بأخرى مطمئنة

تنهد بقوة قبل ان يهتف بوجه متذمر

طائف : انا جعان

طالعته بدهشة و اعين متسعة قبل ان تجيب

آيات : جعان ….. انزل كل

طائف بحيرة : اكل ايه ؟ مفيش حد تحت يعمل اكل

آيات : و هو انت لازم حد يحضرلك اكل …. ليه .. طفل حضرتك

طائف بتهكم : و الله اللي زيي مش محتاجين يحضرو لنفسهم اي حاجة

آيات بحنق : اللي زيك ؟؟؟؟ طب شوفلك حل بقى بعيد عن اللي زيي انا

تحرك من مكانه متجهاً نحو فراشها بخطوات بطيئة ليصل بعدها اليها و يجلس بجانبها على طرف الفراش لتبتعد هى بتلقائية عن جلسته هاتفة بتوتر

آيات : ايه ؟ فى ايه ؟ مالك ؟

طائف بنبرة غريبة : بقى يرضيكي برضو يا يويو طفطف حبيبك يكون جعان و تسيبيه كده

حدقت به بذهول و دهشة و قد رُبط لسانها تماماً لتجده يهتف مرة اخرى بعيون متلاعبة

طائف : ده حتى مبقاش فى غيرنا فى الفيلا ….. يعنى انا و انتي و ….. الشيطان تالتنا

هتفت به فى ذهول

آيات : انت …. انت بتقول ايه ؟

هم بالاجابة عليها و مازالت نظراته تخترقها بعبث لتقاطعه دافعة اياه فجأة للخلف و تهب هى واقفة مبتعدة عن الفراش

آيات : ابقى خلى بقى الشيطان يحضرلك الاكل

ثم انطلقت مسرعة الى خارج الغرفة لترتسم ابتسامة واسعة على محياه و يرتمي بجسده بتعب على الفراش

طائف : البيت صفصف علينا يا آيات و هوقعك يعنى هوقعك ….. يا انا يا انتي

ثم تحرك بعدها مغادراً الغرفة هو الاخر ………. هبط الدرج بهدوء يبحث عنها بعيناه لكن لا اثر لها بأية غرفة من الغرف …… خمن وجودها بالمطبخ ليتوجه نحوه و يصدق ظنه …….. فها هى تقف امام الثلاجة تلتقط شيئاً ما منها و تضعه بفمها ثم تعيد الكرة مرة اخرة بسرعة و كأنها تخشى الامساك بها

طائف بحدة مصطنعة : آنسة آيات ….. بتعملي ايه عندك

اجفلها صوته لتسقط قطعة مما كانت بيديها ارضاً فتنظر نحوها كألاطفال بحسرة على ضياعها … و ارتفعت بأنظارها نحوه بغيظ

آيات : انت مش لوحدك اللي متغدتش ……. و بعدين شايف عملت ايه

ثم اشارت الى ما سقط منها لينظر هو الاخر اليه فيجده قطعة شيكولا دائرية الشكل

طائف بتهكم : شيكولاتة ….. بتتغدي شيكولاتة

آيات : الجيش قالك اتصرف … و بعدين انا مفييش حيل اني اقف اعمل اي اكل لنفسي … انا واحدة لسة مضروبة بالنار و جرحي جديد و محتاجة راحة …. مش ده كلامك

اتجه نحوها يمسك بها من مرفقها ليسير معها نحوه احد المقاعد و يجلسها عليه ليتحرك هو بحرية مشمراً عن ساعديه مرتدياً مريول المطبخ

آيات بدهشة : أنت .. أنت بتعمل ايه ؟

طائف بغرور : شايفة ايه ؟

آيات : لا متقولش انك هتتجن و تعملها

طائف بحنق : شايفة حل تاني ؟ الجيش قالك اتصرف ….. قال جملته تلك بغمزة لتردف هي

آيات : انت مش بتعرف حتى تحضر الاكل لنفسك .. عايز تطبخ ؟ طب اقولك خلينا نطلب اي اكل جاهز

طائف : واضح انك مخدتيش بالك الفيلا موجودة فى منطقة عاملة ازاى … مفيش حد هيكلف نفسه و يوصل اى اكل دليفري لحد هنا

آيات : يعنى خلاص مفيش حل تاني …. ربنا يستر بقى و بعد اكلك ده مرجعش للمستشفى تاني

طائف بفخر : عيب عليكي

بدأ بإعداد الطعام و قد ظهر اخفاقه فى خطواته الاولى لكن حاول تدارك الامر بصعوبة لتكتم هى ضحكاتها بداخلها على تصرفاته الخرقاء و التي تراه بها لاول مرة

و اخيراً يبدو انه قد انتهى تماماً من التحضير و حالياً ينتظر نضج الطعام … توجه نحوها ينظر اليها بغرور و تكبر

طائف : شوفتى

آيات بضحك : العبرة بالنهاية

اومأ هو بغرور ليجدها تنظر نحوه بإبتسامة غريبة ليسأل

طائف : ايه ؟

آيات بنفس الابتسامة : ايه انت ؟

طائف : بتبصيلي كده ليه ؟ هو انا عارف اني مز بس توقعتك لاحظتي ده من زمان

آيات : بصراحة ده سبب انى ببصلك فعلاً …….. من امتي بنقعد انا وانت كده

طائف: كده ؟

آيات : بهدوء …. لا و طائف بيه العمري بيهزر و يضحك براحته خالص …… كإنك شخص تاني

طائف بتفهم : مفيش انسان جد على طول

آيات : اتعودت انك تكون استثناء …. عمري ما توقعت رد فعلك

طائف بإبتسامة : ولا انا …. نظرت له بإستفهام ليوضح …. ولا انا توقعت رد فعلك

آيات فجأة : آسر كان هنا النهاردة

تجهمت ملامحه فجأة و لكن مازال متمسكاً بهدوءه

طائف : مش قولتلك عمري ما توقعت رد فعلك ….. ها و بعدين ؟

آية بتعجب : متفاجئتش يعني

طائف : مظنش انك متخيلة انى مش هعرف حاجة زي دي و خصوصاً انها حصلت فى بيتي

اومأت بهدوء لتكمل

آيات : طلب مني امشي معاه و اسيب هنا

طائف بهدوء مصطنع : و انتي ايه رأيك …. هتمشي

هدوءه اجفلها و تسبب فى توترها …. بهذه السهولة يسألها ان كانت ستقبل بالذهاب ام لا … وجدت نفسها تلقائياً تجيبه قائلة

آيات : قولتله يديني فرصة افكر

طائف : و فكرتي ؟؟

الى هنا و كفى …….. هتفت به بحدة

آيات بقوة : ايه عايزني اقبل و امشي … خلاص بقيت حمل تقيل على حضرتك .. طب ايه رأيك بقى اني مش رايحة فى حتة و هفضل على قلبك …. متنساش يا بيه انك انت السبب فى اللي انا فيه

اتسعت ابتسامته لينظر لها بخبث و مكر فتدرك هي تحقيقه لمراده فها هي قد اتخذت قرارها بالبقاء دون تفكير …….. اخذ كلاً منهما يتبادلا النظرات حتى اصبح استنشاق الهواء امراً صعباً ….. ظناه بسبب وضعهما و افكارهما و التى اتخذت منحنى اخر و لكن كانت هى اول من انتبه لما يحدث لتجد المكان قد امتلأ عن آخره بالدخان لتهتف بصراخ

آيات بصراخ : الاكل … الاكل اتحرق ………. هتولع فينا عشان ناكل

انتفض اثر صراخها ذاك ليتوجه نحو الموقد محاولاً انقاذ ما يمكن انقاذه لكن قد فات الاوان على ذلك

نجدهم بعد فترة يتناولان بعضاً من البيض المقلي و انواعاً مختلفة من الجبن

آيات : و ادي اخرتها …. كنا هنولع مع البيت و فى الآخر رست على بيض و جبنات

طائف بتذمر : كلى وانتى ساكتة

انتهيا من تناول الطعام ليطلب منها الانتظار للحظات …. توجه للخارج ليعود و بيده شيئاً ما مُغلف كهدية ليناولها اياه

آيات : ايه ده ؟؟

طائف: ده ليكي….. شوفيه بنفسك

تناولته منه بهدوء و بدأت فى فتحه لتجده هاتف احدث طراز

آيات : موبايل

طائف : بدل القديم

آيات بعتاب : قصدك بدل اللي رميته

طائف : انسي بقى …. ساعتها كنت متعصب

تنهدت بإستسلام و همهمت شاكرة قبل ان تستأذن منه لتستريح بغرفتها بعض الوقت ……. اومأ بهدوء ليخبرها انه هو الاخر سينعم ببعض النوم بعد تعب يومان دون راحة

و اتجها كلاً منهما نحو غرفته للراحة و النوم

دلفت الى غرفتها بهدوء و جلست على فراشها تفكر بحيرة …… هل تسرعت بإتخاذ قرارها بالبقاء و هل جاء كرد فعل على حديثه ام نتيجة لاقتناعها بداخلها ان بقائها معه هو الحل الامثل ….. ظلت فترة على حيرتها تلك لتردف بعدها

آيات : متكذبيش على نفسك يا آيات ده كان اختيارك فعلاً …. ده غير انك مكنتيش حاسة براحة لما قولتى لآسر انك هتمشي و حكاية انك هتفضلي لغاية ما تبلغي طائف ده كانت حجة …… طب و آسر ؟؟؟؟

ظلت تفكر بطريقة ما لاخباره بقرارها ذاك لتصل اخيراً الى انها ستبعث به كرسالة له …….. فعلت ما توصلت اليه لتغلق هاتفها بعدها و تخلد الى النوم بسلام

بفيلا الرفاعي

آسر بصراخ : مؤنسسسسس انت يا زفت

مؤنس بخوف : اوامرك يا باشا

آسر بوعيد : احسن رجالة عندنا تحضرهوملي عايزهم قدامى بسرعة ………. ورانا مشوار مهم ولازم يخلص

مؤنس بتوتر : عيوني يا باشا

آسر : غور من قدامى اتحرك ……. يلااا

انصرف مؤنس ليمسك آسر بهاتفه مرة اخرى يعيد قراءة تلك الرسالة والتى بعثت بها آيات منذ لحظات

” آسر انا آيات انا آسفة للي هقوله بس انا فكرت فى الموضوع مرة تانية و لقيت اني مرتاحة اكتر هنا ….. مع طائف ….. و بخصوص اللي بينا فأنت هتفضل اخويا و سندي اللى عمري م اقدر استغنى عنه آسفة ”

آسر بغضب : ليه يا آيات ليييييييييييه …….. بس يا ويلك مني يا طائف لو كان كل ده بسببك و كنت انت اللى اجبرتها على كده

شعر بهاتفه يهتز بين يداه ليجده اتصال من لينا …. قطع الاتصال بضيق ليهتف

آسر : مش وقتك انتى كمان دلوقتى

مرت عدة ساعات نعم فيها بنوم هانيء ليفتح عيناه بكسل … ينظر لسقف غرفته بشرود فيبتسم ابتسامة واسعة عند تذكره حديثها و اختيارها له للبقاء بجانبه ……… بعد لحظات تحرك من فراشه بهدوء متجهاً الى خارج الغرفة نحو غرفتها للاطمئنان عليها …… طرق الباب برفق لكن لا رد ….. توقع استغراقها فى النوم ليفتح الباب بهدوء و يدلف الى الداخل لكن لم يجدها بالفراش …. عقد حاجبيه بدهشة ليترك الغرفة باحثاً عنها بالاسفل

و بعد لحظات من البحث بجميع ارجاء الفيلا ….. لا وجود لها ….. ظل يهتف بإسمها بصراخ لكن لا رد ………. بدأ شعوره بالقلق يتفاقم ليتحول هدوءه الى سراب و يظل يهتف و ينادي كالمجنون…….. توجه من فوره الى غرفة الامن لعلهم قد رأوها اثناء خروجها من المنزل لشراء غرض ما لكنه تسمر بمكانه عند دلوفه لغرفتهم …… فلم يكن بإستطاعته سؤالهم اذ كانو جميعاً مدرجين بدماءهم ……. لم يصبحو سوى جثث هامدة و قد تيقن ان الامر جلل و احتمال كونها بخطر اصبح شئ مؤكد

نهش القلق و الذعر قلبه ليتوجه من فوره الى شاشات المراقبة المتواجدة بالغرفة و بدأ بإسترجاع اخر ساعات قد لقطتها الكاميرات ….. ظل يراقب و يراقب بتحفز … يشعر بجسده الذي يرتجف و لاول مرة قلقاً و خوفاً من اصابتها بمكروه ….. لكن لابد من تماسكه و محاولة استعادته لبعض من الهدوء و هو ما اصبح مستحيلاً فور رؤيته اقتحام بعضاً من رجال آسر منزله …. كان التعرف عليهم سهلاً فهم خيرة رجاله المعروفين ……….. ضرب بيداه شاشات المراقبة لتقع ارضاً مُحطمة تماماً ليذئر فى غضب

طائف : آسر عديتلك كتير اوي بس خلاص ده اخرك معايا بعد كده ملكش عندي دية

ثم انطلق خارج الغرفة متجهاً الى الفيلا مرة اخرى ليلتقط هاتفه و يجري اتصالاً بالشخص الوحيد القادر على رصد تحركات آسر و ادراك مكانه الحالي

طائف بوعيد : عايز مكان آسر دلوقتي ……. من غير كُتر كلام عايزه فى رسالة

ثم اغلق الهاتف دون سماع رد من الطرف الاخر

استيقظت من نومها لتفتح عيناها ببطئ و ترمش عدة لحظات تحاول التعرف على محيطها لتدرك خلال ثوان انها ليست بغرفتها بفيلا طائف …. انتفضت تجلس بمكانها تتفحص المكان حولها لتجد انها بغرفة ليست بالنظيفة ولا المتسخة لكن يمكن القول انها قابلة للعيش بها و ها هي ترقد على فراش ليس بوثير لكن مقبول ………. وباقي الغرفة فارغة ……. وجدت باب الغرفة يفتح ليطل منها هو بملامح جامدة سرعان ما لانت فور رؤيتها مستيقظة

آيات بدهشة و قلق : آسر ؟؟؟؟؟؟؟

آسر : مالك قلقانة كده ليه ؟ ايوة آسر يا آيات

آيات : أنا .. انا جيت هنا ازاى و امتى و انت بتعمل ايه هنا

آسر : اهدي يا يويو انا اللى جبتك هنا … كنت مستحيل اسيبه يأثر عليكي اكتر من كده

آيات بحدة : هو مين ده اللى بيأثر عليا ؟؟؟ طائف ؟؟؟؟

آسر بغضب : و هو فيه غيره ….. اكيد هددك بإنك لو مشيتي و سيبتيه مش هيسكت

آيات : محدش هددني يا آسر ده كان قراري انا

آسر و قد اقترب منها اكثر : آيات حبيبتي هو مش هنا مش هيقدر يعملك حاجة قوليلي الحقيقة متخافيش

نظرت نحوه بقلق و خوف و آثرت الصمت على مجاراته فى الحديث فهو يبدو بحالة غير طبيعية

آيات: آسر خلينا نمشي من هنا و رجعني مكان ما اخدتني …. صدقنى طائف مش هيسكت و كفاية اوي العداوة اللي بينكم متزودهاش

آسر بحدة : محدش هيمشي من هنا يا آيات لا انا و لا انتى و بخصوص العداوة فهي موجودة من زمان و هو اللي بدأ

ظلت تنظر نحوه بضعف و قلق … لأول مرة تهابه و تقلق فى وجوده .. لطالما كان الاخ و الصديق لطالما كان سندها و الان هو مصدر خوفها و قلقها …… ظلت تراقبه للحظات حتى تعلقت انظارها بشيء ما خلفه لتتسع عيناها ذعراً و قلقاً هاتفة بأسمه

آيات : طائف

التفت سريعاً للخلف ليجد طائف يقف بثبات مُشهراً سلاحه بوجهه و ينظر نحوه بغضب و كره رآه لاول مره بعينه

آسر بقلق : ازاى عرفت المكان … و ازاى قدرت تدخل هنا … و رجالتي ؟

طائف بتهكم : رجالتك فى خبر كان ……….. شكلك نسيت انت بتتعامل مع مين ….. غريبة يا آسر ده انت اكتر واحد عارفني و انت اللي ادتني لقبي ……. الشيطان فاكر؟؟؟ ……. فى شيطان بقى ميعرفش يوصل للشياطين الصغيرة

آسر : عايز ايه يا طائف عايز ايه مش كفاية اللي حصل زمان …. عايز تعيده تاني

طائف : اللى حصل زمان حصل و انتهى خلاص احنا فى دلوقتي

آسر : آيات تخصني يا طائف …. بتاعتي انا

اشتعلت النيران بداخله ليهتف بها

طائف بصراخ : آيات تعالي هنا جنبي

اجفلت من صوته لتتحرك بذعر متجهة نحوه لكن قاطع طريقها آسر ليسحبها نحوه يحيط عنقها بذراعه مُشهراً سلاحه نحو رأسها ليصرخ طائف به

طائف بتوتر و صراخ:انت اتجننت يا آسر … ايه خلاص عقلك طار … سيبها … سيبها بقولك

آسر بجنون : لو مبقتش ليا مش هتبقى لغيري

آيات ببكاء : طاااائف

طائف : آسر بلاش جنان سيبها و هنتفاهم انا و انت …… ثم اكمل بصراخ …….. متداريش ورا الستات متبقاش جبان و ***

استفزه كلامه ليضغط على الزناد بتسرع فتنطلق رصاصته و تستقر بصدر طائف فيسقط ارضاً غارقاً بدماؤه

جحظت عيناها بصدمة و ذهول لتصرخ بإسمه بجنون محاولة التخلص من ذراع آسر التى تكبلها فتشعر بها ترتخي عن عنقها اثر صدمته هو الاخر لما حدث

قفزت نحو طائف لتجلس بجانبه واضعة رأسه بأحضانها و تهتف بإسمه ببكاء

آيات : طائف لا يا طائف ابوس ايدك فوق متروحش مني ….. طااائف لالااااا متغمضش عينك عشان خاطري

حاول الحديث و طمأنتها لكن دون جدوى

فى حين كان الاخر يقف بذهول محدقاً فيما يحدث …. ليستيقظ على صوتها ترجوه بخوف و ذعر ان لا يتركها فيعود جنونه و يتجه نحوه و مازال مشهراً سلاحه نحو طائف

آسر دون وعي : خلاص خلصت الحكاية يا طائف خلاص جت نهايتك و هتدفع تمن كل اللى عملته

آيات برجاء باكي : آسر ابوس ايدك كفاية كفاااااية بقى حرام عليك

اخفض يداه الحاملة لمسدسه لينظر نحوها بصدمة صارخاً بها

آسر بصراح : حرام عليا و مكنش حرام عليه اللى عمله زمان … مكنش حرام عليه يحرمني من اختي … دي كانت اخر حاجة بقيالي …. بس خلاص مش هسمحله يكرر اللى عمله تاني مش هسمحله يخدك منى انتي كمان مستحيييييل

ثم اعاد رفع مسدسه و توجيهه نحو الملقى ارضاً لانهاء الامر فيقطعه صوتها تصرخ بإنهيار و انفعال

آيات بصراخ : لا لا لا مقتلهاش والله العظيم ما قتلها اختك عايشة .. عُلا عايشة …… ابوس ايدك كفاية كفاااااااية حرام عليك سيبنا فى حالنا بقي

عرض التعليقات (7)