رواية شيطان العشق بقلم اسماء الاباصيري الجزء الحادي عشر

4 5٬184
 

رواية شيطان العشق بقلم اسماء الاباصيري الجزء الحادي عشر

رواية شيطان العشق بقلم اسماء الاباصيري الجزء الحادي عشر

رواية شيطان العشق بقلم اسماء الاباصيري الجزء الحادي عشر

رواية شيطان العشق بقلم اسماء الاباصيري الجزء الحادي عشر, معكم صديقة زاكي الشيف الموهوبة ,كريمة جزائرية

الفصل الثلاثون (دناءة)

انتهت من تنظيف ملابسها بمعاونة الخادمة لتستأذن منها بعدها للذهاب و استكمال عملها بالخارج

اومأت آيات لتتركها الاخرى وحيدة تعيد التعديل من زينتها لتنتهي بعدها و تتحرك متجهة الى الخارج

فور خروجها اصدمت بقوة بأحدهم لتتمتم بإعتذار و تعود عدة خطوات الى الخلف قبل النظر الى هوية هذا الشخص

سمعت صوت رجولي خشن يهتف بإعتذار

ميشيل : désolé (اسف)

رفعت انظارها نحوه بحدة لتفاجأ به يقف امامها بثبات و ترتسم ابتسامة ملتوية على ثغره …… شعرت برجفة تسري بأوصالها قبل ان تتمالك نفسها سريعاً و تهتف بثبات مصطنع

آيات : ça ne fait rien ( لاتهتم)

ازدادت ابتسامته اتساعاً قائلاً

ميشيل : و بتتكلمي فرنساوي كمان … Formidable (رائع)

آيات بإبتسامة مصطنعة : شغلي كسكرتيرة لطائف يلزم معرفتي و اتقاني لأكتر من لغة

اومأ بإعجاب واضعاً كفيه بجيوب بنطاله

ميشيل : بمناسبة طائف ….. مبروك الجواز

آيات : merci .. الله يبارك فيك

همت بالتحرك من امامه فمجرد الحديث معه بسطحية جعلها تشعر بإستنفاذ معظم طاقاتها لاستكمال باقي اليوم … لكنه اوقف طريقها هاتفاً بوقاحة

ميشيل بخبث : و ياترى بقى …. مبسوطة مع طائف ؟؟؟؟

طالعته بدهشة لفظاظته هاتفة بحدة

آيات : كوني مبسوطة او سعيدة معاه مظنش انه يهمك

ميشيل بسرعة : ارجوكي متفهميش سؤالي غلط كل الموضوع اني …. اني شايف واحدة ست جميلة و ذكية و… شرسة زيك تستحق دايماً الافضل

آيات بثقة : و طائف اكتر من اللى انا استحقه بمراحل

ميشيل : واضح ليا انه جواز عن حب !!!!

آيات : و واضح ليا انه شيء ميخصكش

ميشيل بإبتسامة صفراءة: مش قولتلك شرسة

ثم اقترب نحوها عدة خطوات لتعود هي الاخرى مثلها الى الخلف ليصطدم ظهرها اخيراً بالحائط … نظرت نحوه بخوف و قلق حاولت اخفاءهم و قد نجحت الى حد ما .. لينحني هو نحوها ماراً بأصابعه على احدى وجنتيها فتتحرك مبتعدة عنه تلقائياً

ميشيل : وانا بحب الست لما تكون شرسة … بيكونو زي القطط البرية كده ….بيبقو مثيرين جداً و مفيش راجل بيقدر يقاومهم .. بس فى نفس الوقت محتاجين ترويض و مش اى حد يقدر عليهم .. يمكن طائف سبقني بس ده ميمنعش انى لسة قدامي فرصة ولا ايه ؟؟؟

التفتت نحوه تحدق به بتقزز و استحقار لتدفعه عنها بقوة هاتفة بشراسة

آيات : حقير و واطي وفاكر كل البشر زيك ….. ده انت لسة قاعد مع جوزي و حاطط ايدك فى ايده ولا صحيح اللي زيك معندوش اصل ولا مروءة

ميشيل بإبتسامة : اللي زيي ….. متنسيش اني انا و طائف عينة واحدة

آيات بشراسة : اخرس … متجمعش طائف معاك فى نفس الجملة

ميشيل بإعجاب : و اخلاص كمان ….. انتي عارفة ان محدش كان يتجرأ يتكلم معايا كده …. بس انتي ….. ثم طالعها بنظرة شملتها من رأسها الى اخمص قدميها قائلاً بنبرة ذات معنى …. انتي غير …. و هتبقى غير الكل بس لو قبلتي نكون سوا .. و اوعدك هتكوني الtop و محدش هيقدر يقولك لأ

آيات بثبات و غرور : عرضك الحقير مرفوض سوري بس مقبلش اكون مع شخص عنده عقدة نقص و بيبص للي فى ايد غيره

نظر لها بإعجاب لتبادله هى النظرات بأخرى تحمل تحدي و تصميم …… و فجأة قاطع تلك النظرات صوته الجامد

طائف : آيات ؟؟؟؟ في مشكلة ؟

تحولت نظراتها الى احتياج و اطمئنان و همت بالاجابة ليسبقها صوته البغيض هاتفاً بثقة اغاظتها

ميشيل : مشكلة و انا موجود … معقول تشكك فى حسن ضيافتي !!!!!

طائف و قد ارتاب من نظرات زوجته نحوه ليتوجه نحوها محيطاً اياها بذراعه بإحتواء

طائف بتهديد خفي: لو في شيء ضايق آيات او داس لها على طرف فأنا ممكن اشكك فيك شخصياً… ثم اكمل بإبتسامة مصطنعة …. اعذرني بس كله الا آيات

ميشيل بوقاحة موجهاً نظره نحوها : عاذرك فعلاً دي تستحق تحرق الدنيا عشانها …… عن اذنكم

فور رحيله خانتها قدماها لتوشك على السقوط ارضاً لكن التقطتها يداه .. ينظر نحوها بقلق و توجس

طائف : آيات مالك ؟ تعبانة ؟ … عملك حاجة ؟ لمسك ؟

تشبثت بذراعه بكلتا يداها تنظر للأمام بإضطراب و خوف

آيات بهمس : الراجل ده مش سهل … مجرد الكلام معاه رعبني منه …. ثم وجهت انظارها نحوه برجاء …… طائف خلينا نمشي انا مبقتش مستحملة افضل هنا لحظة كمان

طائف بغضب : هنمشي بس فهميني عملك ايه ؟ حاسة بحاجة ؟ نروح مستشفى؟

حركت رأسها نفياً لتردف

آيات : معملش حاجة يا طائف انا اللى حسيت نفسي تعبانة و كلامه معايا خلاني اتوتر مش اكتر …. نروح بس و مع شوية راحة هكون احسن

نظر نحوها بشك و ريبة و اومأ بعدها ليتحركا معاً الى الخارج حيث يتواجد الجميع يإنتظارهم ….. اعتذر طائف منهم للرحيل لينهض آسر و لينا معه متجهين جميعاً كلاً الى منزله

فور خروجهم من القصر اوقف آسر آيات مطالباً بالحديث معها بأمر هام على انفراد توجهت بأنظارها نحو طائف لتظل ملامحه جامدة لفترة ثم اومأ لها على مضض فى حين اكفهرت ملامح لينا والتي لاحظ طائف تغيرها فور طلب آسر ليبتسم ابتسامة صغيرة سرعان ما اخفاها و فضل الانتظار بالسيارة فى حين كانت عيناه لا تحيدا عن مراقبتهم

تحرك كلا من آيات و آسر بعيداً عن الباقين حتى اصبحوا بمكان لا يستطيع الاخرين سماع حديثهم به

نظر آسر نحوها بتوتر و اضطراب فبرغم تحضيره لحديث طويل الا انه الان لا يذكر منه حرف واحد تنحنحت بهدوء لتبدأ هى بالحديث

آيات : احم … انا عارفة ان فى كلام كتير المفروض يتقال بس صدقنى اللى حصل الفترة اللي فاتت كان ملغبطني و ….. آآ بخصوص جوازى انا و طائف فكان المفروض الاول افهمك حقيقة اللي انا حساه بس مجتش فرصة لده فأنا اسفة

آسر : انا اللي آسف .. انا اللى المفروض اعتذر … الفترة الاخيرة بطلت افكر و كنت ماشي ورا مشاعري و مش عامل اي اعتبار للى انتي حساه … بس صدقيني ده كان نابع من حبي و خوفي عليكي ….. خفت عليكي تبقى فى الوضع اللى انتى فيه دلوقتى …. آيات انتي مينفعش تكوني هنا النهاردة .. كل ده غلط

آيات مقاطعة : بس انا ……

آسر : انا عارف انه اختيارك بس بحكم العشرة و اللى بينا انا بقولك وجودك هنا غلط … رغم انى عارف ان طائف هيحميكي بحياته لو لزم بس برضو ده ميمنعش انى اقلق عليكي …. ميشيل مش سهل

آيات : عارفة انه مش سهل

آسر : قصدك ايه ؟

نظرت حولها تتأكد من عدم سماع طائف لحديثهم لتردف

آيات : آسر انا مقدرتش اقول لطائف لانه ممكن يعمل مشكلة بس ميشيل اتعرضلي و عرض عليا اسيب طائف و ابقى معاه

آسر بدهشة : نعم ؟؟؟ يعني ايه ؟

آيات : يعنى اللي فهمته ….. وانا طبعاً رفضت بس مظنش انه هيسكت

آسر بقلق : لمسك ولا عملك حاجة ؟

آيات : ملحقش .. طائف جه فى الوقت المناسب … بس انا خايفة و قلقانة ليحط طائف فى دماغه و يأذيه

آسر : متقلقيش …. ميقدرش يعمل حاجة الا لو مسك غلطة عليه و ده صعب مع طائف

اومأت بهدوء لتسمعه يهتف بتردد

آسر : آيات … مفيش اي اخبار عن علا ؟؟

آيات : طائف قالي انها هنا مع طوني

آسر : طوني؟ طوني عارف انها عايشة ؟

حركت كتفاها لاعلى و لاسفل قائلة

آيات : هو عارف بس ازاي و ليه معرفش

آسر برجاء : آيات عايز اشوفها محتاج اشوفها … انتى بتطمنيني عليها بس عايز اتأكد بنفسي

اومأت بهدوء لتردف بإبتسامة

آيات : متقلقش هكلم طائف و هخليه يدبر الموضوع فى اقرب وقت

اومأ لها بإمتنان لتستأذن منه متجهة مرة اخرى نحو طائف تصعد السيارة بجانبه بصمت و يتحرك هو بعدها دون التفوه بكلمة

لينا بحدة غير مقصودة : خلصتو كلام ؟

نظر نحوها بدهشة لتتمالك نفسها قائلة بهدوء

لينا : نمشي بقى !!!

و تحركت نحو السيارة لتجده يمسك بذراعه موقفاً اياها التفتت نحوه متسائلة ليردف

آسر : ممكن افهم متضايقة ليه ؟

لينا : مين قال متضايقة

آسر : امال افهم اسلوبك ده ازاى

تنهدت بتعب لتردف

لينا : اسفة … ممكن نمشي بقى

اومأ بإبتسامة

آسر : هنمشي حاضر بس مش على الفندق

لينا بدهشة : اومال فين ؟

تحرك نحو سيارته ساحباً اياها معه

آسر : هتعرفي لما نوصل

ظل على صمته طوال فترة قيادته لسيارته برفقة آيات و التي كانت تراقبه بوجل و توتر من صمته المريب هذا … بقيا على هذا الوضع لفترة ليست بالقصيرة حتى ملت من صمته لتهتف بتساؤل

آيات : طائف ممكن افهم احنا رايحين فين … على ما اتذكر ده مش طريق الفيلا

لم يقابلها رد من طرفه سوى علو صوت تنفسه لتدرك ان هذا ليس الوقت المناسب للحديث … عادت للصمت مرة اخرى حتى وجدته يوقف السيارة امام بناء شاهق يتعدى الخمسين طابق … لم تتعرف على كينونته سوى بعد قراءة اسم العمري بالفرنسية اعلاه

وجدته يأمرها بالترجل لتمتثل لامره و يفعل هو المثل متوجهاً نحوها

امسك بذراعها بقوة يسحبها معه للداخل وسط تفاجؤ الجميع بحضوره و ترحيبهم به

تجاهل الجميع متحركاً بخطوات واسعة حاولت هى مجاراته بها حتى استقلا معاً المصعد لتجده يضغط على رقم الطابق الحادي و الخمسون ….. تنفست بعمق ظانة انه الطابق المخصص له ….. ظلت تراقبه بقلق حتى وصلا الى الطابق المطلوب لتجده يكمل سحبها معه الى الدرج المخصص للطواريء

آيات : يا طائف استني و قولى رايح على فين ؟

تجاهل هتافها به و اكمل سيره و هى وراءه متذمرة من طريقته الفظة

لحظات حتى وجدت نفسها معه على سطح البناية …. يوليها ظهره فى حين كانت هي يلفح جسدها بالكامل الهواء البارد لتنكمش على نفسها و تمد يدها والتى حررها اخيراً من اسر كفيه لتلفها حولها محاولة الحصول على بعض الدفيء

آيات : ممكن افهم احنا هنا بنعمل ايه ؟

قابلها الصمت لتذفر بنفاذ صبر و تهم بالحديث و التذمر مرة اخرى لكن وجدته يسبقها قائلاً بصوت جامد

طائف ببرود : كان عايز منك ايه ؟

تفاجأت من سؤاله الصادم قبل ان تتمالك نفسها و تجيب

آيات بحذر : كان بيتأسف عن اللى حصل منه قبل كده و طلب مني اكلمك عشان يشوف علا

التفت نحوها يطالعها بعيون جامدة ارتعشت فور رؤيتها لها

طائف : ميشيل ؟

آيات بغباء : افندم ؟

طائف : ميشيل كان عايز منك ايه ؟

زاغت بأنظارها إثر توترها و قلقها من سؤاله وحاولت التحلى بالقوة

آيات بتلعثم : ما آآنا قولتلك اتكلم عادي و كان بيرحب بينا و بيعتذر عن اللى حصل من الخدامة

تقدم نحوها عدة خطوات ليردف

طائف : انتى مقولتيش حاجة … كل اللى قولتيه انك تعبانة و هو خلاكي تتوتري … ممكن افهم ايه اللي وترك فى كلامه ؟

ابتعدت عنه قليلاً و اولته ظهرها لتهتف

آيات : يعنى .. انت عارف انى كنت قلقانة منه من قبل المقابلة دي و هو آآ……

توجه نحوها حتى اصبح امامها يمسك بذراعها بحدة هاتفاً

طائف بحدة : آيات انتي مشوفتيش وشي التاني … مشوفتنيش لما بتعصب بجد و اكتر حاجة بتعصبني هى الكدب عشان كده قولى اللى حصل بالظبط …. قالك ايه ؟

نظرت نحوه بتوتر لتبلتع ريقها فى خوف ثم نقلت انظارها ارضاً

آيات : كان … كان بيقول انه …. كان بيسألني اذا كنت سعيدة معاك و لو يعنى كنا اتجوزنا عن حب

اشتدت يداه القابضة على ذراعها و اسود وجهه من الغضب ليهتف بشراسة

طائف بصراخ : و هو ايه دخله بده … يخصه بأيه ؟…. و قال ايه تاني ؟ انطقي

آيات بإستسلام وصراخ : قال انه معجب بيا و عرض عليا اسيبك و ابقى معاه هو …ها ارتحت

لفظها من بين يده بقوة ليبتعد عنها نحو حافة السطح يقف بصمت و قد اشتعلت البراكين بداخله

طائف : كنت عارف …… ميشيل مستحيل يسيب حاجة تعدي من تحت ايده …….. ثم نظر نحوها ليهتف بغضب …….. عمل كده وانتى مراتي و ملكي فما بالك بقى لو كنتي ملكيش اي علاقة بيا

توجهت نحوه قلقاً من غضبه و عصبيته المفرطة لتردف بهدوء

آيات : وانت عارفني ….. فكرك سكت له يعنى و لا عديت كلامه ده

طائف بسخرية : وانتي فكرك كده خليتيه يصرف نظر عن اللى في باله ……. بالعكس انتي كده عجبيته اكتر …..ثم مرر يده على شعره بعصبية يشد عليه بغضب هاتفاً ……. مراتي عاجبة راجل غيري وانا بنطقها بلساني …… بس على جثتي يلمس شعرة منك ….. ثم اشتعلت عيناه فجأة و احمر وجهه غضباً ليمسك بها من كتفاها بقسوة هامساً بجنون ….. ولا يكون لمسك ولا جه جنبك ؟؟

تذكرت هى قربه المقزز منها و لمسه لوجهها لتومأ نفياً

تركها مرة اخرى ليسير بالمكان بجنون ليصرخ

طائف : هقتله و ديني لأقتله لو فكر يمس شعرة منك

هتفت هى بالمقابل

آيات : و انت متعرفش هو بيفكر فى ايه .. يمكن صرف نظر خالص عني لما هزقته

طائف: مستحيل …… انا فاهمه كويس و عارف هو بيفكر ازاى .. لانى .. ثم اكمل بمرارة …… لانى زيه … انا و هو شبه بعض

توجهت نحوه سريعاً تحيط وجنتيه بكفيها هامسة بحنان

آيات : اوعى اوعى فى لحظة تشبه نفسك بيه .. انت مش هو ….. طائف العمري مش شبه حد ولا فى حد شبه …. انت لا شبه ميشيل ولا شبه آسر ولا حتى مازن …. مش شبه اى راجل تاني لأن ده …. ثم اشارت على قلبها لتكمل …. عمره ما دق لأي راجل غيرك …… يمكن انا معرفش كل حاجة عنك … معرفش غير طائف مديري فى الشغل معرفش غير طائف العصبي المغرور …. وكمان معرفش انا حبيتك امتى … حبيتك لما كنا كل يوم بنبدأ يومنا بعراك و لا حبيتك لما انتقدت لبسي و اجبرتني اغيره ولا حبيتك لما لقيت نفسي فى يوم و ليلة فى حمايتك … حبيتك لما لقيتك سندي و اكتر حد بثق فيه … ولا يمكن حبيتك من اول لحظة شوفتك فيها متصاب فى الشارع و بين الحياة و الموت ….. معرفش حبيتك ليه و ازاى و فين و امتى ….. بس لو انت زي ميشيل تفتكر كان زمانى واقفة معاك دلوقتى و بقولك كل الكلام ده و لا كنت زمانى معاه و بيعتك فى لحظة زى ماهو كان عايز

ظل يحدق بها بذهول و دهشة …. رغم اعترافها بحبها له سابقاً و نطقها لها قبله الا انها لم تعبر عما بداخلها كما فعلت بتلك اللحظة ….. و الان فقط ادرك مدي عشقها نحوه … شعر ان كلمة ” بحبك ” لم تكن كافية لغرز الثقة بداخله كما فعل حديثها معه الان

مد يده ليضعها فوق يداها المحيطة بوحنتيه ليهتف بتساؤل هاديء

طائف : رغم معرفتك بالحقيقة و انى متورط فى كل ده

اجابته بإبتسامة بسيطة لتردف

آيات : لو حد من شهرين بالظبط كان قالى انك هتحبي مجرم …. و لو كان حرامي غسيل حتى .. كنت اتريقت عليه و قولت من عاشر المستحيلات انه يحصل … يمكن انت متعرفش انا امي و ابويا ماتو ازاى …… الاتنين اتقتلو عشان دخلو فى قضية اكبر منهم ….. ومن ساعتها وانا بيني و بين اى مجرم طار و مستحيل اتنازل عنه …. بس انت …… انت رغم كل اللى متورط فيه مقدرتش ابعد و استغنى عن وجودك فى حياتي … ثم اكملت بمرح للتخفيف من حدة حديثهم …… متعرفش بقى غباء .. هبل .. سوء حظ بس اهو قدري ومفقدرش اعترض عليه

بادلها ابتسامة و حب ليردف بجدية بعدها

طائف : آيات … فى حاجة مهمة لازم تعرفيها ؟

نظرت نحوه تحثه على الحديث ليردف مكملاً

طائف ببساطة و ابتسامة غامضة : انا شغال مع البوليس

لينا بدهشة : نععععععم

هتفت بها لينا بعد حديث ألقى به آسر بوجهها فور دلوفهم الى مطعم ما لتناول الغداء

آسر : بس بس يخربيتك هتفضحينا

لينا : يخربيتي و هفضحك …… ده انت مش هتتفضح .. انت هتروح فى داهية

آسر : الله يطمنك

لينا بجدية : اومال انت فاكر ايه …… عايز تسلم نفسك للبوليس …… انت اتجننت يا آسر

آسر : بالعكس انا عقلت ….. اوزنيها بعقلك كده … لو حصل و سلمت نفسي و زودت البوليس بكل المعلومات اللى اعرفها عنهم ده مش هيعفيني من العقوبة بس على الاقل ممكن يخففها و انا ارتاح

لينا : ترتاح ؟ طب سيبك من اللى هيحصلك … طائف و آيات …. متقنعنيش انك مش هامك اللى هيحصلهم

آسر : اكيد طبعا يهمني …. وانتي كمان

لينا : انا ؟

آسر : ايوة طبعاً انتي ….لينا انتي لازم تسيبي شغلك ده … و متقوليش انك مرتاحة و مبسوطة باللي بتعمليه

لينا بتوتر : اكيد طبعاً لا بس انى اسيب كل حاجة مش سهل زي ما انت متخيل

آسر : عارف و فاهم بس هنحاول نلاقي حل .. اكيد قبل ما اخد اى خطوة

لينا بحذر : طب و طائف ؟

آسر بتفكير : لازم اتكلم معاه .. انا واثق ان طائف عايز ده اكتر مني و متأكد انه ناوي ينفذ فى يوم من الايام

حدقت به بتفكير و قلق من اي خطوة قد يتخذها هذا المتهور و من شأنها افساد كل ما خططوا له طوال خمس سنوات

لينا : بس لازم لازم تبلغني قبلها باللى ناوي تعمله

اومأ لها بقوة ليردف بإبتسامة

آسر : اكيد يا لينا … انتى اكتر واحدة بثق فيها دلوقتى

بادلته الابتسامة بأخرى يشوبها بعض القلق و التوجس

فى فيلا طائف العمرى بباريس

طائف بدهشة : ممكن افهم انتى مقموصة ليه … ده بدل ما تفرحي و تطمني

آيات بغضب : افرح ؟ افرح انك كنت بتشتغلني طول الفترة دي و مخليني على اعصابي ان فى اى لحظة ممكن يتقبض عليك … ولا افرح انك مش واثق فيا لدرجة انك تقولى حاجة زي كده

طالعها بدهشة ليهتف بعصبية

طائف : آيات بلاش غباء ايه مش واثق فيكي دي ……. انتي مقدرة خطورة الشغل اللى بعمله … السرية كانت اهم عامل فيه …. الموضوع مش حكاية ثقة بس ممكن فى لحظة تسرع او ضعف تقعى بلسانك … فكرك ايه اللي هيحصل بعد كده … و بعدين بصراحة بعد اللى حصل و اعترافك لآسر ان علا عايشة انا اقتنعت اكتر انى مجبلكيش سيرة نهائي

آيات بتبرير : لانه كان هيقتلك …. دي كانت الطريقة الوحيدة اللى كنت اقدر اوقفه بيها

طائف : عارف و فاهم ده …. بس ان سر زي شغلى مع البوليس يتعرف .. ده ممكن يودينا كلنا ورا الشمس

هتف بها طائف بصراخ لتنظر آيات بصدمة الى نقطة ما خلفه و من ثم عادت بأنظارها نحوه تبتلع ريقها بخوف و توتر ليلتفت لما خلفه و تتسع عيناه قلقاً و خوفاً من رؤيته امامه و استماعه لحديثهم ليهتف دون وعي

طائف : آسر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الفصل الحادي والثلاثون (الجزء الأول)

طائف بذهول : آسر

ظل آسر على صمته و صدمته من سماع ما تفوه به طائف منذ لحظات ليتمالك الاخر نفسه و يعود لتماسكه قائلاً

طائف : آسر .. انت هنا من امتى .. ودخلت ازاي ؟

ابتلعت آيات ريقها بقلق و خوف و تحركت نحو طائف تتمسك بذراعه فى توتر لينظر لها بثبات ثم سرعان ما يعيد انظاره الى آسر والذي اخيراً تدارك نفسه ليقول

آسر : الخدامة فتحتلى و قالتلى انكم هنا

طائف بهمس غير مسموع : غبية

آسر : مش عايز تقول حاجة ؟

تحرك طائف برتابة حتى جلس بهدوء على احدى المقاعد فى حين ظلت آيات بمكانها تراقب الوضع بحذر

طائف : اقول ايه ؟

تحرك آسر مقترباً منه

آسر : مثلاً بخصوص اللي سمعته من شوية

اسودت عينا الاخر ليهتف بلامبالاة مصطنعة

طائف: مش فاهم

آسر بحدة : بلاش لف و دوران انا سمعت انت قولت ايه كويس …. شغلك مع البوليس؟؟؟؟

همت آيات بالحديث

آيات بتوتر : آسر … طائف كان يقصد انه آ………

طائف مقاطعاً بحدة انتفضت على اثرها

طائف : آياااااات …… ثم اردف بهدوء مفاجئ ……. ممكن تقوليلهم يعملولنا حاجة نشربها ….. وجه حديثه لآسر يسأله …. قهوة مظبوط زي ما انت صح ؟؟

نظر له آسر بغيظ من بروده ليومأ بنفاذ صبر و يتحرك ليجلس هو الاخر على مقعد مواجه له

اومأت هى بتوتر لتهرول للخارج هرباً من هذا الجو المشحون

ظل الصمت رفيقاً لهم بعد خروج آيات ليحيطهم جو من التوتر و الشد العصبي يقطعه آسر بنفاذ صبر

آسر : ممكن تفهمني بقى يعني ايه اللى سمعته ده ؟

اشعل طائف احدى سجائره بهدوء لينفخ الدخان بلا مبالاة قائلاً

طائف : يهمك ؟

انفجر آسر غيظاً من بروده

آسر : طائف بلاش اسلوب البرود ده معايا انا عارفك كويس و عارف انك لما تتوتر او تبقى قلقان بتخفيه ورا برودك و سيجارك

اطفأ سيجاره لينحنى للامام قائلاً بتركيز بعد فترة

طائف : مش عايز تنضف ؟

ارتسمت ابتسامة على محياه لتتسع شيئاً فشيئاً لتصبح ضحكات عالية …. نظر نحوه طائف بدهشة ليتوقف الاخر عن الضحك قائلاً بتهكم

آسر : عااايز انضف ؟ ثم حدق بطائف بسخرية ليكمل ……. انا مش عايز فى حياتى كلها غير ده

كانت تقف بالشرفة المخصصة لجناحهم بالفندق تنظر للامام بشرود و حزن .. لا تدري متى يمكنها التحرر من هذا الاسر .. ملت و استاءت من وضعها فلم تعد تحتمل نفيها بعيداً عن احبتها طوال هذه السنوات … اكتفت من اشتياقها لهم و حرمانها من حنانهم

شعرت بمن يقطع خلوتها و يقف بجانبها يطالعها ببسمة حانية اغرمت بها منذ خمس سنوات … تتذكر اتيانه مع طائف و مقابلتها له … حينها كانت بصدمة موت والدها و بعدها كان ضرورة ايهام الجميع بموتها و اخفاؤها بعيداً عن الاعين ….. تذكرت حديثه الجدي معها لكن رغم جديته شعرت بإنجذاب خفي نحوه …. كان يشرح لها حقيقة وضعها الجديد و ضرورة الالتزام بالاوامر حينها ظنت الامر بسيط و سيستمر لفترة قصيرة لكن خاب ظنها عندما كانت تمر السنة تلو الاخرى و هى بمنفاها وحيدة … فقط هو من كان يأتيها كل فترة للاطمئنان عليها و طمأنة طائف على حالها ….. لم تدرك من هو او ما عمله .. كل ما كانت على علم به هو انه يدعى طوني و يعمل برفقة طائف فتتدمر احلامها و تنهار ….. لتتضح الحقيقة مع قربهم و كثرة حديثهم ويفاجئها هذا بإعتراف بحبه لها …. صدمت و انهارت و نبذته بعنف فهو طوني وهي علا محمد الرفاعي ….. رفضته مرة تلي الاخرى و هو مازال على جهله لسبب رفضها له رغم عشقه و الذي يراه بعينيها طوال الوقت …. حتى نفذ صبره ليهتف بها

طوني بصراخ : بلاش جنان و فهميني ليه لأ انا بحبك … وانتى….. انتي بتعشقيني …… يبقى ليه لا

علا بصراخ : ليه لا ؟؟؟؟؟؟؟ اقولك انا ليه لا …. انت اسمك ايه …. طوني …. وانا انا اسمي ايه ….. علا محمد الرفاعي …….. طوني و محمد … فهمت

ظل يحدق بها بذهول بأعين متسعة و فم مفتوح ليدخل بعدها بنوبة من الضحك طالعته هي بدهشة على اثرها ليتوقف عن الضحك و يضطر اخيراً لشرح الامر بأكمله لها بعد تردد عدة مرات لكن اليوم لن يدع سره هذا يقف بطريق حبهم ….. و هكذا بدأت حكايتهم و التي ينتظران بفارغ الصبر لبدئها بطريقة صحيحة بالعلن

استيقظت من شرودها على يده تربت على كتفها بقلق

طوني : علا مالك ….. بكلمك من فنرة و مش بتردي ؟

نظرت نحوه بحب لتردف

علا : مفيش بس سرحت شوية

طوني بغموض : طب ممكن تدخلى تغيري هدومك فى ضيف مستنيه و لازم تقابليه

عقدت ما بين حاجبيها بقلق و دهشة

علا : ضيف واقابله …. انا ؟

اومأ مكملاً

طوني : ده هو جاي مخصوص عشانك

علا : مخصوص عشاني؟

نظر نحوها بمكر لتتسع عينيها فور ادراكها لهوية هذا الضيف لتهتف بتوجس

علا : قصدك انه …… ثم اردفت بصراخ و بكاء ….. آسر ؟؟

اومأ لها بفرح لتتحرك نحوه و بدون وعي احتضنته بسعادة مقبلة احدة وجنتيه فى حين تصلب جسده من المفاجأة و قبل ان يهم بلف ذراعيه حولها انطلقت هى نحو غرفتها مبتعدة عنه بسرعة ليهتف

طوني بوعيد و غيظ مضحك : بقى كده ….. مااااشي يا بنت الرفاعى ان مطلعتش كل ده على جتتك مبقاش ادهم التوهامي … صبرك عليا بس

تم اللقاء وسط فرح و بكاء و حنين لتظل داخل احضانه لفترة لم يعلمها احدهما ربما دقائق و ربما ساعات …. انسحب ادهم بهدوء فور حضور آسر ليترك لهم المساحة الكافية

ظل آسر بأحضان اخته الكبرى علا لتسمعه يهتف

آسر بحنين : مش قادر اصدق بعد كل ده انتى معايا و فى حضنك … متتخيليش ايه حصلي فى بعدك

مسدت شعره بحنان لتردف

علا بندم : عارفة يا آسر … اخبارك كانت بتوصلي اول بأول …. كنت بتقطع من اللى بيحصلك بس اللى كان مطمني ان طائف كان دايماً فى ضهرك

ابتعد بهدوء عن احضانها لينظر امامه بشرود

آسر بتنهيدة : طائف

علا : ايوة طائف يا آسر

آسر بوهن : طلعت غبي اوي ….. صدقت انه حرمني منك و نسيت انك روحه من قبل ماانا اوعى على الدنيا

علا : انسى يا آسر انسى و اعرف كويس مين عدوك ومين صديقك ……. انا متأكدة ان طائف مستحيل يكون شايل منك

ابتسم بسخرية

آسر : شايل مني …….. طائف وسخ نفسه عشانا يا علا … رضا بوضعه ده عشان يحمينا ……. عمي ابو طائف سلم نفسه و اعترف بكل حاجة وكان شغال مع البوليس قبل ما يموت … بس الاستاذ ابونا رفض ينضف زيه …. وبعد ما ماتو … بعد ما ماتو طائف كان برة الدايرة دي …… واحنا كنا وسط النار انا فى نار البوليس و انتى فى نار المافيا ….. قِبل يدخل الدايرة عشان عارف ثقة الكبار فيه و فى نفس الوقت كان مع البوليس مقابل خروجنا بأقل الخساير ……. ثم اردف بعيون دامعة …… تفتكري انا استحق اخ ذي طائف يا علا …. ندل زيي يستحق ؟؟

اعادته بقوة الى احضانها لتردف بثقة

علا : تستحق يا آسر ….. تستحق …. انت نضيف من جوة و طائف عارف ده …. طائف عارف انك اخوه الصغير الطايش المتهور اللي دايماً كان يعمل المصيبة و يستخبي ورا ضهره …… ولا نسيت

زاد من عناقه لها ليردف

آسر : منستش يا علا بس فوقت متأخر اوي

علا بحنان : لسة فيه وقت يا آسر … لسة فيه وقت تقف فى ضهره و تبقو سند لبعض ……. لو عايز تردله حاجة من اللي عاملها معانا

اومأ بهدوء ليشرد بأنظاره مردداً بإصرار

آسر : هيحصل … هيحصل يا علا … ولو كان التمن عمري .. هيحصل

آيات : انت كويس ؟

هتفت بها علا بعد مغادرة آسر لمنزلهم … فمن حينها جلس طائف شارداً بأمر ما و احتل الصمت المكان لتقطعه هى بسؤالها عن حاله

تنهد بتعب ليفاجئها فجأة واضعاً رأسه على قدميها و انحنى بباقى جسده على الاريكة … حركته اجفلتها لكن سرعان ما اعتادت الوضع ممررة يدها على شعره بهدوء ليتنهد بعمق

طائف : قلقان

آيات : ان آسر عرف ؟

حرك رأسه بنفى ليردف مغمضاً عيناه

طائف : بالعكس حاسس كأنه حمل و انزاح او على الاقل حد ساعدني فى شيله …….. بس الهدوء ده مش طبيعي

آيات : قصدك ايه ؟ … ثم تساءلت بحذر …. ميشيل؟

فتح عيناه فجأة يطالع السقف و يردف بغموض

طائف : سكوته مش طبيعي ……. اللي اعرفه عنه انه مش بيستسلم بسهولة

آيات : يعني هيعمل ايه ؟ انت مش قولت ميقدرش يعملنا حاجة بما ان فى ناس اكبر منه ممكن يقفو له

طائف : اللى اكبر منه ميعرفوش اي حاجة عن المشاكل اللى بتحصل … هما ميعرفوش غير بشغلنا معاهم

هتفت بعد صمت

آيات : طائف حبيبي ؟

نظر نحوها من الاسفل ليردف بحب

طائف بإبتسامة : عيونه ؟

بادلته ابتسامة قلقة لتردف

آيات بخجل : تسلم يا رب …..ثم اردفت بحذر …. هو انت بعد ما كل ده ما ينتهي … ناوي على ايه ؟

نهض جالساً ليطالعا بتساؤل فتكمل هى موضحة

آيات : اقصد شغلك و حياتك

تنهد بتفهم قائلاً

طائف : زي مانا

آيات : يعنى ايه ؟ …… طائف انا يمكن متكلمتش معاك فى ده قبل كده لكن انا مش هبدأ حياتى بفلوس و املاك كلها حرام فى حرام

طائف : حرام ؟

آيات بقوة : ايوة طبعاً حرام …. حتى لو شغلك كان مع البوليس متقدرش تنكر ان فى فلوس حرام دخلتلك و بطرق غير شرعية

طائف : انا مش مستغرب من كلمتك قد ما مستغرب من تفكيرك …. يعنى اقصد موضوع الحرام و الحلال

آيات بدهشة : ليه شايفنى ايه قدامك …. ممكن اه مكونش ملتزمة و متزمتة بس الحمد لله بعرف ربنا و مداومة على الصلاة ….. عارفة انه مش كفاية بس بإذن الله هحاول اغير من نفسي

راقبها بصمت و هدوء لتردف بقلق

آيات : طائف انا عارفة اني ممكن اكون ضايقتك بكلامي بس انا مش هتنازل عن رأيي ….. مينفعش تكمل حياتك زي زمان …. لازم وقفة ببداية جديدة

تحرك من جلسته متجهاً نحو غرفته الخاصة وسط مراقبتها له و غيظها من تجاهله و همت بالتذمر و البدء بالصراخ لكن قاطعها خروجه من الغرفة حاملاً صندوق فضي متجهاً نحوها

عاد لجلسته امامها و بيده الصندوق لتهتف بتساؤل

آيات : ايه الصندوق ده ؟

طائف بإبتسامة غامضة : صندوق الدنيا ….. هيكون صندوق ايه يعنى ….. افتحيه

مد لها الصندوق لتلتقطه فى وجل و تهم بفتحه لتطالعها عدة اوراق و مجلدات نظرت نحوه بتساؤل عن ماهية تلك الاوراق ليستمر فى صمته …. تنهدت بقلة حيره والتقطت احدى الاوراق تقرأها بتركيز لتجدها اوراق بحسابات بنكية تحوى الملايين … التقطت اخرى تلو الاخرى لتجدها كذلك ….. اخذت تتنقل بين الاوراق بجنون و صدمة لتلتقط اخيراً الملفات الاخري فتجدها تخص صفقات للاستيراد و التصدير مسجلة بإسم شركات العمري …. طالعته بدهشة

آيات : ايه دول ؟

طائف بإبتسامة : الحلال

آيات : نعم ؟

طائف موضحاً : دي حياتى و جهدي ….. دي بداية حياتنا الجديدة …. ثم اردف بسخرية و غرور ……. رغم اني مظنش انه ينفع تتقال عليها بداية

آيات : يعنى ايه ؟

طائف : دي كل الصفقات و الاملاك اللي كسبتها بشغلى النضيف ….. اكيد مكنش كل شغلى تبع المافيا و كان ليا شغل خاص بيا ….. رغم ان شركات العمري كانت ستار لحجات تانية بغض النظر عن شغلى مع البوليس بس برضو كانت ليها شغلها الخاص الطبيعي و الشغل الخاص ده فلوسه هي اللي بتعامل بيها

آيات بعيون باكية : يعنى مفيش فلوس حرام

ادخلها بأحضانه ليهتف بمرح و سخرية

طائف : يااااااه يا آيات بتفكيرك القديم ده انا شكلى اتخميت …… مفيش فلوس حرام …… او على الاقل الفلوس ده كانت بتروح للبوليس على دفعات … يعنى دخلت خزاين الدولة ….. واللى يدخل جيب الحكومة

صمت لتكمل هى ببكاء و مرح بنفس الوقت

آيات : ميخرجش حتى بالطبل البلدي

طائف : بالظبط كده يا يويو

آيات هامسة : فى داهية … مش عايزين منه مليم واحد

اومأ بهدوء لترتفع بإنظارها نحوه هامسة بحب

آيات : بحبك يا طائف …….. بحبك يا ابويا و يا امي …. بحبك يا سندي … بحبك يا اوسم و احلى و انضف راجل فى العالم

شد عليها بأحضانه ينظر نحوها بحب و لهفة ليقرب وجهها من وجهه شيئاً فشيئاً لتختلط انفاسهم معاً ….. حتى اتت اللحظة و التى فيها لم يعد بإستطاعته تمالك نفسه ليزيد من اقترابه منها ملتقطاً شفتيها بشوق و جوع …. فى حين تفاجئت هي فى باديء الامر من انتهاك احدهم لعذرية شفتيها ثم سرعان ما تجاوبت معه تبادله قبلته على استحياء …. ظلا هكذا لفترة ليست بالقصيرة لتشعر به يحملها فجأة متجهاً نحو غرفته استفاقت من غيبوبتها اللذيذة عليه يضعها بحنو فوق الفراش منحنياً نحوها محدقاً بها برغبة …… حاولت الاعتراض

آيات بهمس : طائف… احنا اتفقنا على ايه ؟

طائف بلهفة : سيبك من الاتفاقات دلوقتى و اقفلى بوقك ده

آيات بتذمر : لا مينفعش يا طائف … بعد الفرح

طائف بغياب عقل : هعملك احلى فرح بس بطلى كلام دلوقتى

انحنى نحوها ليلتقط قبلة قاطعتها هى بتذمرها

آيات : بس لازم اشهار

هتف بنفاذ صبر مكبلاً يدها التى استمرت بإبعاده

طائف : مازن و علا و آسر و ادهم … اشهار ده و لا مش اشهار … اتهدي بقى دوختيني معاكي

همت بإعتراض آخر لكن اماته هو بقبلة اخذتها لعالم اخر بعيداً عن اى اعتراضات او حواجز … ليسبحا معاً منعزلين عن واقعهم ذاك … محلقان بسماء العشق و الغرام …. ليصبحا اخيراً زوجان قولاً و فعلاً

و بمكان اخر بعيداً قليلا عن بطلانا

آسر : تفتكر الموضوع ده هيخيل عليهم ….. ميشيل مش سهل

طوني : مقدمناش حل غيره …. لازم البضاعة تتمسك بالجرم المشهود …. يعنى لازم طائف وانت تكونو موجودين فى المكان و يتقبض عليكم و بكده تقدرو توصلونا لاندريه و ميشيل

علا بقلق : يتقبض عليهم ؟ امال شغلهم معاكم لازمته ايه

نظر طوني نحوها بإبتسامة مطمئنة

طوني : ده جر رِجل بس …. احنا هنفضل متحفظين عليهم فترة لغاية ما نقدر نوصل لميشيل و اللى تحته و بعد كده هما بيقومو بالباقي

آسر بتفهم : قصدك يعترفو على بعض

طوني بتفكير : مش كلهم …. فى اللى بيعرف انه كده كده ميت و فى اللى بيخرج عن شعوره و دماغه بتقف … فأول حاجة بيتجهلها هو الاعتراف و تلبيس كل بلاويه لغيره

آسر : اندريه مش هيستحمل و هيجيب رِجل ميشيل

طوني بإيماءة : و ميشيل هو العاقل اللى هيكتفى بالصمت و للاسف مش هنعرف نوصل للى فوقيه

اومأ آسر و عم الصمت لفترة لتهتف علا بتساؤل

علا : بس بخصوص القبض عليهم ….. هيحصل ازاى و هما هنا و فى روما … يعنى برة حدود مصر

طوني بتوضيح : ده فعلاً فكرنا فيه و حاولنا ننزلهم مصر لأي سبب و للاسف اي تصرف مش مقنع من ناحيتنا ممكن يخليهم يشكو … بس الحمد لله عرفنا نتواصل مع الانتربول و هيساعدنا فى عملية تحويلهم هنا

اومأوا جميعاً بصمت ينتابهم القلق و التوتر من القادم لكن قطع صمتهم صوت طوني قائلاً بتردد

طوني : آسر معلش كنت عايزك فى موضوع كده

آسر بقلق : خير

طوني : لوحدنا

اتجهت الانظار نحو علا لتتنحنح بحرج متجهة الى الخارج متمتمة

علا : عن اذنكم

خرجت ليلتفت آسر نحو طوني بقلق

آسر : خير يا طوني

طوني : ادهم …. العقيد ادهم التوهامي

آسر بحرج : اعذرني لسة متعودتش…… خير يا ادهم

طوني بتوتر : الحقيقة يعنى و بدون اي مقدمات او لف و دوران … انا طالب القرب منك فى علا

صمت حل بالمكان تبعه خوف و قلق بداخل ادهم ليردف بعد لحظات

طوني : ساكت ليه …. بص يا آسر انا عارف انك مش بالع وجودى الكتير معاها و دماغك ممكن تروح لبعيد بس صدقنى انا بحب اختك و انا طبعى انى بحافظ على الحاجة اللي بحبها لغاية ما تبقى ملكى و تخصني …. واقسملك انى حافظت على الامانة … ثم اردف بحرج ….. رغم يعنى صعوبة ده عليا

طالعه آسر بصمت ليهم ادهم بالحديث لكن سرعان ما قاطعه الاخر قائلاً بسخرية

آسر : اخيراً نطقت

طوني بدهشة : يعنى ايه ؟ كنت عارف

آسر : اكيد يعنى هعرف بعد الهمزات و اللمزات دي ….. وبعدين طائف كان حاسس و لمحلي …. عارف لو كنت مشيت النهاردة من غير ما تنطق كنت علقتك و ذليتك عليها

طوني بتوجس : يعنى افهم من كده ايه …. موافق ولا لا ؟

آسر بتنهيدة : لو هى موافقة فأنا معنديش اي مانع …….. بس نخلص من الموضوع ده و كل حاجة هتبقى تمام

طوني بسعادة : هيخلص متقلقش … هيخلص و كل حاجة هتبقى تمام

انتهى اليوم بسلام ليأتي صباح جديد بأحداث جديدة

استيقظ على صوت هاتفه يرن بإلحاح ليلتقطه بعد تأفف و يجيب دون النظر لهوية المتصل

آسر بنعاس : الو

وصلها صوته الباكي تصرخ به و تسبه بمختلف الشتائم لينهض فجأة يجلس على فراشه و يبعد هاتفه لينظر الى هوية المتصل ثم يعيد الهاتف لاذنه هامساً بجدية

آسر : ممكن تهدي و تفهميني في ايه

لينا ببكاء : فى انك معندكش دم و لا بتحس بحد غير نفسك

آسر بغضب : الله ما تقولى فى ايه بقى بدل مانتى داخلة بزعابيبك كده و نازلة تهزيق فيا

لينا : كنت فين من امبارح يا استاذ … تليفونك مقفول و لما فتحته كلمتك كتير و مردتش عليا

آسر ببرود مفتعل : كنت نايم

لينا بصراخ : بطل برود و استفزاز

آسر بحدة : ليناااا

لينا بجمود : انت فين دلوقتى ؟

آسر : فى اوضتى و لسة صاحـ………..

قاطعته بإغلاقها الهاتف ليبعده عن اذنه ينظر اليه بصدمة …. و سرعان ما استيقظ من صدمته تلك على طرقات على باب غرفته ليتحرك بتكاسل لفتحه فيجدها تقف امامه بأعين حمراء منتفخة يحيطها السواد و الارهاق

نظر لها بصدمة و سحبها من كفها الى الداخل ….. اجلسها على احدى المقاعد قائلا ومازال كفها اسير يديه

آسر : ممكن افهم ايه حصل لكل ده

طالعته بعيون غاضبة متقدة ليردف بتحذير

آسر : و بهدوء عشان مش هسمحلك بأي تجاوز

نظرت نحوه بدهشة يتبعها بكاء حار ازعجه بل جعله يستشيط غضباً و اوجعه بداخله ليردف بحنو

آسر : اهدي عشان خاطري و بلاش عياط .. انا آسف

لينا ببكاء : قلقت عليك … خفت يعملو فيك حاجة ….. افتكرتك سلمت نفسك بجد

آسر بمكر : و فيها ايه لما اسلم نفسي …. يا حضرة المقدم نهي السيوفي

عرض التعليقات (4)