نبي الهدى من إشعار اخي

25 3٬768

نبي الهدى من إشعار اخي

نبي الهدى من إشعار اخي

نبي الهدى من إشعار اخي

نبي الهدى من إشعار اخي , معكم صديقة زاكي الشيف الموهوبة ,هدهد اليمن

شمس قمر:

بسم الله الرحمن الرحيم

نبيَّ الهُدى

نبيَّ  الهدى قد ضاقتِ الأحوالُ

وتقاربتْ من ضيقِها الآجالُ

قد نآءتِ الشكوى ونآء أنينُها

وازدادتِ الأحمالُ والأثقالُ

لم يبق بينَ العالمينَ مُعوّلٌ

أو للتراحمِ و الإخاءِ مجالُ

نبيَّ  الهدى إن الدموعَ عصيةٌ

لكنها مما تَراهُ تسالُ

ومع الدماء تدفقتْ بجراحنا

يُنبيكَ عنها الوابلُ الهطالُ

نبيَّ  الهدى مالِلمودةُ أصبحتْ

بغضاً تذوقُ وبَالَهُ الأجيالُ

في كلِّ عينٍ دمعةٌ  و تأملٌ

و تحسرٌ و ترقبٌ و سؤالُ

عن أمةٍ مكلومة ٍ مجروحةٍ

مغدورة حكامُها أرذالُ

لم يبلغوا حد َالعدالةِ والتُقى

أو أنهم بينَ الرجالِ رجالُ

غُلَّت كرامتُهم بحرصِ بقائهم

فوقَ العروشِ وما بهم أغلالُ

نبيَّ  الهدى إن الشكايةَ جاوزت

حدا تحارُ أمامَهُ الأقوالُ

في عالمِ التغريبِ صرنا قصعةً

حتى تداعى حولنَا الأُكّالُ

وزمامُ أمتنا ينازعُه الهوى

ويقودُه السفهاءُ والجهالُ

والذلُ اقعدنا وأنهكَ عزمنَا

بؤسٌ و ظلمٌ واسعٌ وقتالُ

وتنافرٌ وتفرقٌ وتشرذمٌ

وغوايةٌ و سفاهةٌ وضلالُ

وبقيّةُ الإيمانِ والأخلاقِ من

هدي النبوةِ بينهم تُغتالُ

والناسُ كالموتى اذا غربلتَهم

لم يُبقِ منهم سالماً غربالُ

بين الخيانةِ والنفاقِ تقلبت

أهواءُهم حيثُ الخنا والمالُ

قد ألَّهوا الحكامَ حينَ تفرعنوا

وطغوا على أحلامِهم وتعالوا

فعلى القلوبِ غشاوةٌ و سحابةٌ

وعلى العقولِ وفهمِها أقفالُ

ما خسةٌ إلا و منها طابعٌ

فيهم فكيف سيخرجُ الأبطالُ

وهنا القليلُ من الرجالِ تميّزوا

صدقاً وفيهم تُعقدُ الآمالُ

حينَ استقاموا بعد ” قالوا ربُنا ”

لو مالتِ الدنيا بهم ما مالوا

لم يُثنهم عن عزمِهم و ثباتِهم

يوما رؤوسُ البغي و الأذيالُ

أَنَفٌ بهم يعلوا الجبالَ وعزةٌ

فيهم و فيها تُضرب الأمثالُ

عزفوا عن الدنيا وكلَّ دنيةِ

لا الخصبُ يُقعدُهمْ ولا الإمحال

بِهمُ الحياةُ كريمةٌ وعزيزةٌ

وبهمْ اذا قيلَ السجالُ فِصالُ

وبهمْ يعودُ الحقُ أعلى رايةً

وعلى البُغاةِ الخزيُ و الإذلالُ

نبيَّ  الهدى إنّ الشجونَ تزاحمتْ

والشوقُ في طياتِها أحمالُ

والنأيُ بعد النأي عنكَ ينوؤني

والقلبُ خلفَ ركابِها رحالُ

تهمي الدموعُ اذا ذكرتُك خاليا

و يطيُر بي شوقاً إليك خيالُ

كمْ زلةٍ كم عثرةٍ كم كبوةٍ

مني و تقصيرٍ فكيف أقالُ

يا رحمةَ اللهِ التي مُلِئتْ بها

كلُّ الحياةِ  و طابتِ الأحوالُ

والكونُ في أفلاكهِ وسمائهِ

ونجومهِ في عزةٍ يختالُ

الشمسُ ترجو منك قدَر ضيائِها

ويغارُ منك البدرُ وهو هلالُ

كمُلتْ بك الدنيا وزادتْ رفعةً

بلْ كلُّ نقصٍ انت فيه كمالُ

لو أن للكلماتِ فيك زمُامها

مدحاً لقالَ الميمُ أين الدالُ

وترى الحروفَ مُطأطِئاتٍ خلفهُ

خجلاً فكيفَ سيستقيمُ مقالُ

ما أدركَ الشعراءُ مدحكَ إنما

كان المديحُ لهم وفيكَ اختالوا

لن يبلغوا ما قد بلغتَ من العلا

مهما استطالوا او سعوا وأطالوا

اللهُ قد أضفى عليكَ جلالَهُ

أيكونُ بعد اللهِ ثَمَّ جلالُ

ولك الصلاةُ مع السلامِ مع الرضى

ولك الشفاعةُ  يومَ لا إمهالُ

كم نعمةٍ لله نعجزُ شكرَها

والنعمةُ الكبرى بك الإرسالُ

لمْ تعرفِ الأبصارُ قبلُ بصيرةً

كلا ولا عرفَ الهدى الضُلاّلُ

حتى بُعثتَ فكان بعثُكَ رحمةً

للعالمين وتمّتِ الأفضالُ

نبيَّ  الهدى هذا الحنينُ بثثْتُهُ

من بعدما انقطعتْ بنا الآمالُ

فيه سألتُ اللهَ عفواً للذي

قد خَطَّ أولَّهُ الأبُ المِفضَالُ

من كان حبُ الله يملأُ قلبَهُ

وكتابُه ورسولُه و الآلُ

والراحلونَ إلى رحابك كلُّهمْ

لك يا رحيمُ كما كتبتَ عيالُ

وإليكَ أشكو ربِ ما قد مسّنا

والفضلُ منك يزيدُهُ السُّؤآلُ

يا من لهُ كلُّ القلوبِ منيبةٌ

وإليه عند النائباتِ مآلُ

إن البلادَ مع العبادِ أصابَهمْ

مما يمرُّ الضرُّ و الإِقلالُ

يا من يُجيرُ ولا يُجارُ عليه أو

يُثنيهِ عن صُنع ِالمُحالِ مُحالُ

يا ربُ أنت وليُّنا و حسيبُنا

وعليكَ عندَ الشدةِ العُوّالُ

لا كاشفٌ إلاكَ فاكشفَ ما بنا

فالضرُّ زادَ و ضاقتِ الأحوالُ

محمد

ربيع أول 1440هـ

عرض التعليقات (25)