ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا

14 5٬490
 

ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا

ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا

ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا

ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا , معكم صديقة زاكي الشيف الموهوبة ,هدهد اليمن

قصة جميلة جداً وفيها عظة

يرويها الإمام ابن جرير الطبري صاحب التفسير المعروف

(تفسير ابن جرير ) رحمه الله :

ﻗﺎﻝ الإمام المفسر

ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮي رحمه الله :

ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻢ ﺍﻟﺤﺞ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺧﺮاﺳﺎﻥ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ، ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﺩﻱ ، ﻓﻘﺪﺕ ﻛﻴﺴﺎ ﻓﻴﻪ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻓﻤﻦ ﺭﺩﻩ ﺇلي ﺟﺰﺍﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍ ﻭﺃﻋﺘﻘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ، ﻭﻟﻪ ﺍﻷﺟﺮ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ..

ﻓﻘﺎﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺷﻴﺦ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻳﺎ ﺧﺮاﺳﺎﻧﻲ ﺑﻠﺪﻧﺎ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻭﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺤﺞ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ ﻭﻣﻮﺍﺳﻤﻪ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ، ﻭﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻣﺴﺪﻭﺩﺓ، ﻓﻠﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻳﺪ ﻣﺆﻣﻦ ﻓﻘﻴﺮ ﻭﺷﻴﺦ ﻛﺒﻴﺮ، ﻳﻄﻤﻊ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻋﻠﻴﻚ، ﻟﻮ ﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺇﻟﻴﻚ، ﺗﻤﻨﺤﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺴﻴﺮﺍ، ﻭﻣﺎﻻ ﺣﻼﻻ

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺨﺮاﺳﺎﻧﻲ: ﻓﻤﺎ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺣﻠﻮﺍﻧﻪ؟ ﻛﻢ ﻳﺮﻳﺪ ؟

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ: ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻌﺸﺮ، ﻣﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻋﺸﺮ ﺍﻷﻟﻒ ﻓﻠﻢ ﻳﺮﺽ ﺍﻟﺨﺮاﺳﺎﻧﻰﻭﻗﺎﻝ: ﻻ ﺃﻓﻌﻞ ﻭلكني ﺃﻓﻮﺽ ﺃﻣﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺷﻜﻮﻩ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﻮﻡ ﻧﻠﻘﺎﻩ ﻭﻫﻮ ﺣﺴﺒﻨﺎ ﻭﻧﻌﻢ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ..

ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻯ: ﻓﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺭﺟﻞ ﻓﻘﻴﺮ، ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪ ﻛﻴﺲ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ﻭﻳﻄﻤﻊ ﻓﻲ ﺟﺰﺀ ﻳﺴﻴﺮ، ﻓﺘﺒﻌﺘﻪ ﺣﺘﻰﻋﺎﺩﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪﻓﻜﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻇﻨﻨﺖ، ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻳﻨﺎﺩﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﻟﺒﺎﺑﺔ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ: ﻟﺒﻴﻚ ﺃﺑﺎ ﻏﻴﺎﺙ ﻗﺎﻝ: ﻭﺟﺪﺕ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻮﺍﺟﺪﻩ ﺷﻴﺌﺎ ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﺃﻋﻄﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﻣﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻓﺄﺑﻰ ﻭﻓﻮﺽﺃﻣﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ ﻳﺎ ﻟﺒﺎﺑﺔ ؟ ﻻ ﺑﺪلي ﻣﻦ ﺭﺩﻩ، ﺇني ﺃﺧﺎﻑ ﺭﺑﻰ ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﻀﺎﻋﻒ ﺫﻧﺒﻲﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ: ﻳﺎ ﺭﺟﻞ ﻧﺤﻦ ﻧﻘﺎﺳﻲ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻣﻌﻚ ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺳﻨﺔ، ﻭﻟﻚ ﺃﺭﺑﻊ ﺑﻨﺎﺕ ﻭﺃﺧﺘﺎﻥ ﻭﺃﻧﺎ ﻭﺃﻣﻲ، ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺎﺳﻌﻨﺎ، ﻻ ﺷﺎﺓ ﻟﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﺮﻋﻰ، ﺧﺬ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻛﻠﻪ، ﺃﺷﺒﻌﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺟﻮﻋﻲ، ﻭﺍﻛﺴﻨﺎ ﺑﻪ ﻓﺄﻧﺖ ﺑﺤﺎﻟﻨﺎ ﺃﻭﻋﻰ، ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻐﻨﻴﻚ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ، ﻓﺘﻌﻄﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﺇﻃﻌﺎﻣﻚ ﻟﻌﻴﺎﻟﻚ ﺃﻭ ﻳﻘﻀﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﻳﻨﻚ ﻳﻮﻡ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻟﻠﻤﺎﻟﻚ..ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻳﺎ ﻟﺒﺎﺑﺔ: ﺃﺁﻛﻞ ﺣﺮﺍﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺳﺖ ﻭﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﺑلغها ﻋﻤﺮﻱ، ﻭﺃﺣﺮﻕ ﺃﺣﺸﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺻﺒﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺮي، ﻭﺃﺳﺘﻮﺟﺐ ﻏﻀﺐ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ، ﻭﺃﻧﺎ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻗﺒري؟! ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺃﻓﻌﻞ..

ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ: ﻓﺎﻧﺼﺮﻓﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ﻫﻮ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ﻳﻨﺎﺩﻯ..

ﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ، ﻳﺎ ﻣﻌﺎﺷﺮ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ، ﻳﺎ ﻭﻓﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦاﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﺩﻱ، ﻣﻦ ﻭﺟﺪ ﻛﻴﺴﺎ ﻓﻴﻪ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻓﻠﻴﺮﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﻭﻟﻪ ﺍﻷﺟﺮ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ..

ﻓﻘﺎﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺧﺮاﺳﺎﻧﻲ ﻗﺪ ﻗﻠﺖ ﻟﻚﺑﺎﻷﻣﺲ

ﻭﻧﺼﺤﺘﻚ، ﻭﺑﻠﺪﻧﺎ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺰﺭﻉ ﻭﺍﻟﻀﺮﻉ، ﻓﺠﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺑﺸﺊ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻭﻗﺪ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺪﻓﻊ ﻟﻤﻦ ﻭﺟﺪﻩ ﻣﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻓﺄﺑﻴﺖ، ﻓﺈﻥ ﻭﻗﻊ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﻳﺪ ﺭﺟﻞ ﻳﺨﺎﻑ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻓﻬﻼ ﺃﻋﻄيته ﻋﺸﺮﺓ ﺩﻧﺎﻧﻴﺮ ﻓﻘﻂ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ، ﻳﻜﻮﻥﻟﻬﻢ ﻓﻬﺎ ﺳﺘﺮ ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ، ﻭﻛﻔﺎﻑ ﻭﺃﻣﺎﻧﺔ..ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﺮاﺳﺎﻧﻲ: ﻻ ﺃﻓﻌﻞﻭﺃﺣﺘﺴﺐ ﻣﺎﻟﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﺷﻜﻮﻩ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﻮﻡ ﻧﻠﻘﺎﻩ، ﻭﻫﻮ ﺣﺴﺒﻨﺎ ﻭﻧﻌﻢ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ..

ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ: ﺛﻢ ﺍﻓﺘﺮﻕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺫﻫﺒﻮﺍ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﺳﻤﻌﺖ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ﻳﻨﺎﺩﻱ ذﻟﻚ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﻣﻌﺎﺷﺮ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ، ﻳﺎ ﻭﻓﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﺩﻱ، ﻣﻦ ﻭﺟﺪ ﻛﻴﺴﺎ ﻓﻴﻪ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻓﺮﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﻟﻪ ﺍﻷﺟﺮ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ. ﻓﻘﺎﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺧﺮاﺳﺎﻧﻲ، ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺃﻭﻝ ﺃﻣﺲ اﻣﻨﺢ ﻣﻦ ﻭﺟﺪﻩ ﻣﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻓﺄﺑﻴﺖ، ﺛﻢ ﻋﺸﺮﺓ ﻓﺄﺑﻴﺖ، ﻓﻬﻼ ﻣﻨﺤﺖ ﻣﻦ ﻭﺟﺪﻩ (ﺩﻳﻨﺎﺭﺍ ﻭﺍﺣﺪﺍ) ! ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺑﻨﺼﻔﻪ ﺇﺭﺑﺔ ﻳﻄﻠﺒﻬﺎ، ﻭﺑﺎﻟﻨﺼﻒ ﺍﻵخر ﺷﺎﺓ ﻳﺤﻠﺒﻬﺎ، ﻓﻴﺴﻘﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﻜﺘﺴﺐ، ﻭﻳﻄﻌﻢ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻭﻳﺤﺘﺴﺐ..

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺨﺮﺳﺎﻧﻰ: ﻻ ﺃﻓﻌﻞ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺣﻴﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺷﻜﻮﻩ ﻟﺮﺑﻪ ﻳﻮﻡ ﻧﻠﻘﺎﻩ، ﻭﺣﺴﺒﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻧﻌﻢ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ. ﻓﺠﺬﺑﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺗﻌﺎﻝ ﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﻭﺧﺬ ﺩﻧﺎﻧﻴﺮﻙ ﻭﺩﻋﻨﻲ ﺃﻧﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﻓﻠﻢ ﻳﻬﻨﺄ ﻟﻲ ﺑﺎﻝ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻭﺟﺪﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﻝ..

ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ: ﻓﺬﻫﺐ ﻣﻊ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ، ﻭﺗﺒﻌﺘﻬﻤﺎ ، ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻨﺰﻟﻪ، ﻓﻨﺒﺶ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ﻭﻗﺎﻝ: ﺧﺬ ﻣﺎﻟﻚ، ﻭﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻔو ﻋﻨﻰ، ﻭﻳﺮﺯﻗﻨﻲ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ..

ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﺍﻟﺨﺮاﺳﺎﻧﻰ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ، ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺪﺍﺭ، ﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﻣﺎﺕ ﺃﺑﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﺮﻙ لي ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﺩﻳﻨﺎﺭ ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ: ﺃﺧﺮﺝ ﺛﻠﺜﻬﺎ ﻓﻔﺮﻗﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﺪﻙ، ﻓﺮﺑﻄﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺤﻖ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻨﺬ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺧﺮاﺳﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻫﻬﻨﺎ ﺭﺟﻼ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﻬﺎ ﻣﻨﻚ، ﻓﺨﺬها ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ ﻓﻴﻪ، ﻭﺟﺰﺍﻙ ﺧﻴﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺎﻧﺘﻚ ﻭﺻﺒﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺮﻙ. ﺛﻢ ﺫﻫﺐ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﺎﻝ..

ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻳﺒﻜﻰ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﺎﺣﺐ

ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ، ﻭﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻭﻟﺪﻩ..

ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ: ﻓﻮﻟﻴﺖ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺨﺮﺍﺳﺎﻧﻲ ﻓﻠﺤﻘﻨﻲ ﺃﺑﻮ ﻏﻴﺎﺙ ﻭﺭﺩﻧﻲ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ اﺟﻠﺲ ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻳﺘﻚ ﺗﺘﺒﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻳﻮﻡ ﻭﻋﺮﻓﺖ ﺧﺒﺮﻧﺎ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ، ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﺍﻟﻴﺮﺑﻮﻋﻲ ﻳﻘﻮﻝ : ﺳﻤﻌﺖ ﻣﺎﻟﻜﺎ ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﻧﺎﻓﻌﺎ ﻳﻘﻮﻝ: ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ

ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻌﻤﺮ ﻭﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ: ﺇﺫﺍ ﺃﺗﺎﻛﻤﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺪﻳﺔ ﺑﻼ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻭﻻ ﺍﺳﺘﺸﺮﺍﻑ ﻧﻔﺲ، ﻓﺎقبلها ﻭﻻ ﺗﺮﺩﻫﺎ، ﻓﺘﺮﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﻫﺬﻩ ﻫﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻬﺪﻳﺔ

ﻟﻤﻦ ﺣﻀﺮ..

ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﻟﺒﺎﺑﺔ، ﻳﺎ ﻓﻼﻧﺔ، ﻳﺎ ﻓﻼﻧﺔ، ﻭﺻﺎﺡ ﺑﺒﻨﺎﺗﻪ ﻭﺍﻷﺧﺘﻴﻦ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺃﻣﻬﺎ، ﻭﻗﻌﺪ ﻭﺃﻗﻌﺪﻧﻲ، ﻓﺼﺮﻧﺎ ﻋﺸﺮﺓ، ﻓﺤﻞ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﻭﻗﺎﻝ: اﺑﺴﻄﻮﺍ ﺣﺠﻮﺭﻛﻢ ﻓﺒﺴﻄﺖ ﺣﺠﺮﻱ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻦ ﻗﻤﻴﺺ

ﻟﻪ ﺣﺠﺮ ﻳﺒﺴﻄﻧﻪ، ﻓﻤﺪﻭﺍ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ، ﻭﺃﻗﺒﻞ ﻳﻌﺪ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍ، ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ:ﺑﻠﻎ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﺇﻟﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻟﻚ ﺩﻳﻨﺎﺭ ، ﺣﺘﻰ ﻓﺮﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻴﺲ، ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻓﺄﻋﻄﺎﻧﻰ ﻣﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ

ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻯ: ﻓﺪﺧﻞ ﻗﻠﺒﻲ ﻣﻦ ﺳﺮﻭﺭ ﻏﻨﺎﻫﻢ ﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﻓﺮﺣﻰ ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ: ﻳﺎ ﻓﺘﻰ ﺇﻧﻚ ﻟﻤﺒﺎﺭﻙ، ﻭﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻗﻂ ﻭﻻ ﺃﻣﻠﺘﻪ، ﻭﺇﻧﻲ ﻷﻧﺼﺤﻚ ﺃﻧﻪ

ﺣﻼﻝ ﻓﺎﺣﺘﻔﻆ ﺑﻪ، ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻮﻡ ﻓﺄﺻﻠﻲ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻤﻴﺺ ﺍﻟﺒﺎلي، ﺛﻢ ﺃﺧﻠﻌﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻠﻰ ﺑﻨﺎﺗﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﺛﻢ ﺃﺧﺮﺝ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻭﺍﻟﻌﺼﺮ، ﺛﻢ ﺃﻋﻮﺩ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ

ﺑﻤﺎ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﻤﺮ ﻭﻛﺴﻴﺮﺍﺕ ﺧﺒﺰ، ﺛﻢ ﺃﺧﻠﻊ ﺛﻴﺎﺑﻰ ﻟﺒﻨﺎﺗﻰ ﻓﻴﺼﻠﻴﻦ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻭﺍﻟﻌﺼﺮ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﺼﻮﺭ ﺃﻥ ﻧﺮﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ، ﻓﻨﻔﻌﻬﻦ

ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻤﺎ ﺃﺧﺬﻥ، ﻭﻧﻔﻌﻨﻲ ﻭﺇﻳﺎﻙ ﺑﻤﺎ ﺃﺧﺬﻧﺎ، ﻭﺭﺣﻢ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ، ﻭﺃﺿﻌﻒ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻟﻮﻟﺪه، ﻭﺷﻜﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ..

ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ: ﻓﻮﺩﻋﺘﻪ، ﻭﺃﺧﺬﺕ ﻣﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻛﺘﺒﺖ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﺳﻨﺘﻴﻦ، ﺃﺗﻘﻮﺕ ﺑﻬﺎ ﻭﺃﺷﺘﺮﻱ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻮﺭﻕ ﻭﺃﺳﺎﻓﺮ ﻭﺃﻋﻄﻲ ﺍﻷﺟﺮﺓ..

ﻭﺑﻌﺪ ﺳﺘﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ، ﻭﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﻓﻘﻴﻞ ﺇﻧﻪ ﻣﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺸﻬﻮﺭ، ﻭﻣﺎﺗﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺃﻣﻬﺎ ﻭﺍﻷﺧﺘﺎﻥ، ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺇﻻ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ، ﻓﺴﺄﻟﺖ ﻋﻨﻬﻦ ﻓﻮﺟﺪﺗﻬﻦ ﻗﺪ ﺗﺰﻭﺟﻦ ﺑﻤﻠﻮﻙ ﻭﺃﻣﺮﺍﺀ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﺧﺒﺮ ﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﺪﻫﻦ ﻓﻰ ﺍﻵﻓﺎﻕ، ﻓﻜﻨﺖ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ

ﺃﺯﻭﺍﺟﻬﻦ، ﻓﻴﺄﻧﺴﻮﻥ ﺑﻲ ﻭﻳﻜﺮﻣﻮﻧﻲ ﺣﺘﻰ ﺗﻮﻓﺎﻫﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ..

ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ :

{ ﺫﻟﻜﻢ ﻳﻮﻋﻆ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ، ﻭﻣﻦ ﻳﺘﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻪ ﻣﺨﺮﺟﺎ ﻭﻳﺮﺯﻗﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺤﺘﺴﺐ ﻭﻣﻦ ﻳﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﺣﺴﺒﻪ }

[تفسير سورة ﺍﻟﻄﻼﻕ(٣/٢)]

منقول

عرض التعليقات (14)