قـصـة موسى و هارون عليهما السلام سلسلة قصص الأنبياء -قصص مختصرة-

7 6٬634
 

قـصـة “مـوسـى”و”هارون” عليهما السلام سلسلة قصص الأنبياء “قصص مختصرة”

قـصـة "مـوسـى"و"هارون" عليهما السلام سلسلة قصص الأنبياء "قصص مختصرة"

قـصـة “مـوسـى”و”هارون” عليهما السلام سلسلة قصص الأنبياء “قصص مختصرة”

قـصـة “مـوسـى”و”هارون” عليهما السلام سلسلة قصص الأنبياء “قصص مختصرة”, معكم صديقة زاكي الشيف الموهوبة ,كريمة جزائرية

وُلد هارون أخو موسى الأكبر في عام المسامحة ولم يُقتل، وأما موسى عليه السلام فقد وُلد في عام القتل، فخافت عليه أمه من أن يأتي جنود فرعون ليقتلوه، فأوحى إليها ربها سبحانه وتعالى بأن تضعه في تابوتٍ من الخشب، وتلقيه في النهرِ إذا خشيت عليه من جنود فرعون، فكانت تضعه في هذا التَّابوت وتربطه بحبلٍ ومن ثم تلقيه في النهر، فإذا ذهب رجال فرعون أعادته وأرضعته ثمَّ تلقيه مرةً أخرى في النَّهر.

إنّ الأنبياء والرسل هم بشر اصطفاهم الله -تعالى- وفضّلهم على جميع العالمين، ثمّ فضّل الله بعض الأنبياء على بعض، كما فضّل الرسل على الأنبياء عليهم السّلام، حيث فرّق العلماء بين الرسول والنبي، فقالوا إنّ الرسول هو من أُرسل بشريعة لقوم كافرين، أمّا النبيّ فهو الذي بُعث إلى قومٍ يؤمنون بشريعة رسول أُرسل من قبله ليحكم بين الناس ويعلّمهم، كما فضّل الله -تعالى- أولي العزم من الرسل، وهم: محمد، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ونوح عليهم الصلاة والسلام، قال الله تعالى: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ)،[١] ويكون تفضيلهم بما آتاهم الله من الوسائل وأعطاهم من الفضائل، ففضّل موسى -عليه السلام- بكلامه، وفضّل نوحاً بأن جعله أول رسول للناس، وإبراهيم بأنّه خليل الله، وعيسى كلمة الله، وفضّل محمّد بأن جعله خاتم الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام.

• طـفـولـة مـوسـى :

موسى هو نبيّ من أنبياء بني إسرائيل أُرسل إلى فرعون وقومه، ويرجع نسبه إلى يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، وُلد موسى -عليه السلام- في وقتٍ تمادى فيه فرعون بظلمه وفساده وبالأخص ظلمه لبني إسرائيل، وقد زاد ظلمه عندما أخبره كاهن عن ولادة مولود في بني إسرائيل يُنهي ملك فرعون، ممّا أدّى إلى غضب فرعون وذبح أطفال بني إسرائيل واستحياء نسائهم، وفي ظل تلك المعانة جاء المخاض لأم موسى، فكتمت أمر ولادته خوفاً عليه من القتل، فألهمها الله أن تضع الرضيع في صندوق وتُلقيه في النهر عسى أن يقع في أيدٍ أمينة، فانتهى به المطاف إلى قصر فرعون، وما أن رأته زوجة فرعون حتى جعل الله محبته في قلبها، وقالت لا تقتلوه نريد أن نأخذه ولداً لنا، وأردت أنّ تُرضعه فأحضرت له المُرضعات، ولكنّ الله حرم عليه المراضع فلم يقبل بأي واحدةٍ منهنّ، حتى جاءت أخته فقالت لهم: (أنا أدلّكم على من يُرضعه لكم)، وطلبت من أمّه أن تأتي لترضعه، فردّه الله إلى أمّه وقرّت عينها به.

• خـروج مـوسـى مـن مـصـر و زواجـه :

نشأ موسى -عليه السلام- في قصر فرعون حتى بلغ أشدّه، وفي أحد الأيام وبينما هو يمشي في السوق، إذ بمشاجرة تقع بين رجل من بني إسرائيل ورجل من قوم فرعون، فاستغاثه الذي من بني اسرائيل، فأجابه موسى فضرب الفرعونيّ ضربة فقتله، ثمّ توارى موسى -عليه السلام- عن الأنظار وندم واستغفر على ما فعله، وفي تلك الأثناء بدأ البحث عن قاتل الفرعونيّ، فخاف موسى عليه السلام، وبعد بضعة أيّام جاء رجل من آل فرعون مسرعاً إلى موسى وأخبره أنّ فرعون وملأه يتآمرون لقتله، فما لبث أن خرج مسرعاً هارباً منهم حتى وصل إلى مدين، فجلس تحت شجرة ينظر إلى بئر قريب فرأى أنّ الرّعاة يسقون، وعلى مقربة من البئر تنتظر فتاتان حتى يفرغ الرعاة، فقام وسقى لهما ثمّ عاد وجلس تحت الشجرة، وبينما هو على تلك الحال جاءته إحداهما ويبدو عليها الحياء فقالت له إنّ أباها يدعوه، فأجاب موسى -عليه السلام- الدعوة، فلمّا جلس إلى أبيها الشيخ الكبير عرض عليه أن يستأجره ثمانية سنوات مقابل أن يزوّجه إحدى ابنتيه، فوافق موسى -عليه السلام- وتزوّج، فقضى عشر سنين عنده ثمّ مضى.

• الـعـودة بـالـرسـالـة الـى فـرعـون :

بينما كان موسى -عليه السلام- في الصحراء رأى ناراً فتوجّه نحوها ليأتي ببعضها، فناداه الله -تعالى- ليكلّمه، قال الله تعالى: (فَلَمّا أَتاها نودِيَ يا موسى*إِنّي أَنا رَبُّكَ فَاخلَع نَعلَيكَ إِنَّكَ بِالوادِ المُقَدَّسِ طُوًى*وَأَنَا اختَرتُكَ فَاستَمِع لِما يوحى)،[٥] ثم سأله الله عن الذي بيده، فأجاب بأمان وأُنس بالله -عزّ وجلّ- بأنّها عصاته ثمّ أضاف بأنّه يتوكأ عليها ويهش بها على غنمه، فأمره الله بإلقائها فتحوّلت العصا إلى أفعى، ثمّ أمره أن يأخذها فإذا هي عصا من جديد، وأمره الله -تعالى- أيضاً أن يضمّ يده إلى إبطه ثمّ يُخرجها لتخرج بيضاء من غير برص ولا بهاق، ثمّ أمره بالذهاب الى الطاغية فرعون ودعوته، وعرض المعجزات عليه، وقبل أن يذهب موسى -عليه السلام- طلب من الله أن يُرسل معه أخاه هارون ليُسانده في مواجهة فرعون.

• مـواجـهـة فـرعـون :

بعد أن كلّف الله -تعالى- موسى -عليه السلام- بالرسالة وأيّدهُ بالمعجزات وبأخيه هارون، ذهب إلى فرعون ودعاه للإيمان بالله وإخلاص العبادة له، فما كان من فرعون إلّا أنّ كذّبهم واتّهمهم بالسّحر، ثمّ دعاهم إلى المبارزة على أعين الناس يوم العيد، فوافق موسى عليه السلام، وبدأ فرعون بجمع قوّته وكيده فأرسل إلى السّحرة في جميع أنحاء مصر ليأتوه ويشاركوا في معركته، فما لبثوا حتى جاؤوه وقالوا له نُريد أجراً إن انتصرنا على موسى وهارون، فوعدهم بالمال والجاه إذا انتصروا، ثمّ جاء اليوم المُنتظر، فوقف موسى -عليه السلام- وسط الجموع الغفيرة ثمّ طلب من فرعون حجّته، فألقى السحرة حبالهم، وعصيهم وفعلوا سحراً عظيماً أرهب الحاضرين، ولكن سرعان ما تلاشى سحرهم وبطل كيدهم لمّا ألقى موسى -عليه السلام- عصاه التي تحوّلت إلى أفعى عظيمة تبتلع سحرهم بأمر الله تعالى، وعندها عَلِم السحرة أنّ ذلك ليس بسحر وإنّما هو الحقّ من عند الله -تعالى- فخرّوا سُجّداً وآمنوا بالله، فغضب فرعون لِما أصابه من الهزيمة ولم تبقى له حُجّة بعد إسلام السّحرة، فلجأ إلى القوّة والتهديد بقتل السّحرة الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية، والصبر في سبيل الحقّ.

• وفـاة مـوسـى :

بعد مسيرة طويلة قضاها رسول الله موسى في رحلته الروحانية الدعوية الجهادية، كبرت سنه، وشاخ، ودنا أجله، وجاءه ملك الموت ليقبض روحه فلطمه موسى، فعاد ملك الموت وقال: يا ربّ أرسلتني إلى من لا يحب الموت، فقال الله تعالى: ارجع وقل له أن يضع يده على ثور وسيُمنح بكل شعرة من شعرات الثور التي مرت يده عليه عاماً، وخيره بين الموت وبين أن يمدّ الله في أجله، فأخبر ملك الموت موسى -عليه السلام-، فقال موسى: وماذا بعد ذلك، فقال الملك: الموت، فقال موسى: الآن إذاً، وقبضت روحه الشريفة، وقد وردت هذه القصة في حديث رواه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

قـصـة هـارون :

عاش في قديم الزمان نبيٌ جليلٌ ، هو هارون بن عمران بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام ، وهو أخو نبي الله موسى عليه السلام ، وقد كان يعين نبي الله موسى عليه السلام في دعوته ، وخاصًة أنه كان أفصح لسانًا من موسى ، فقد دعا سيدنا موسى عليه السلام ربه أن يجعل من هارونَ نبيًا حتى يعينه في دعوته ويعينه في مواجهة فرعون وجنوده .

كما ورد في الآيات الكريمة { قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي *يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي  * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا * قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى} {سورة طه ، الآيات 25-36} .

فعندما أغرق الله فرعون ومن معه وانطلق بنو إسرائيل ناحية الطور الأيمن ، وتهيأ موسى للقاء ربه كي يتلقى تعليمات منه  ، بعد أن نصر الله بني إسرائيل على عدوهم ، وتكفل لهم برزقهم وطعامهم فأنزل عليهم المن وساق إليهم طيور السلوى ، وأصبح واجبًا عليهم أن يعبدوا الله مخلصين له الدين ، وأن يتلقوا تعليماته بعد أن نصرهم .

وعندما تهيأ سيدنا موسى عليه السلام للقاء ربه اجتمع بأخيه هارون ، وقال له يا هارون: إني أوصيك ببني إسرائيل أمكث معهم ولا تتركهم وحافظ عليهم ، ولا تسمح لهم بأن يتفرقوا أو يبدلوا في دين الله شيئًا ، فأجابه هارون : لبيك يا أخي .

ولما ذهب سيدنا موسى إلى جبل الطور وبقى هارون مع قومه يرشدهم للخير و الصواب ، جاء رجلٌ منهم ذات يوم يدعى السامري وقال : يا بني إسرائيل أتريدون أن تروا إلهكم ، فأجاب بني إسرائيل : بنعم ، فجمع بني إسرائيل ما معهم من الذهب ، وأخذ يصنع لهم عجلًا ولما أتم السامري العجل ، أخذ قبضة من التراب من أثر الملك جبريل وألقاها على العجل فأصبح يصدر منه خوار .

فظن بني إسرائيل أنه إلههم وأخذوا يعبدونه من دون الله ، فقال لهم نبي الله هارون عليه السلام : يا بني إسرائيل إن إلهكم الله وليس هذا العجل أتكفرون بعد أن هداكم ! ، قالوا : هذا إلهنا ولكن موسى ذهب إلى جبل الطور للقاء ربه ونسى أن الرب هنا ، فقال لهم هارون عليه السلام : إنكم بفعلكم هذا تغضبون الله عز وجل الذي أعزكم بعد أن كنتم أذلاء ، فردوا قائلين : سنظل نعبد العجل حتى يرجع إلينا موسى ، وإياك أن تنهانا عن ذلك وإلا قاتلناك يا هارون .

وأمر سيدنا موسى بحرق العجل وإذابته ، وألقاه في الماء ليقضي بذلك على فتنة بني إسرائيل ، وقد كان لهدوء سيدنا هارون عليه السلام الفضل في عدم تفرقة بني إسرائيل ، فقد انتظر مجيء أخيه موسى عليه السلام ، لأنه كان يعلم أن أخاه يستطيع رد بني إسرائيل عن ضلالهم ، حيث أنهم كانوا لا يردون لآخاه طلب ، وكان هارون يعلم علم اليقين أنه لو أجبرهم سينقسمون بين مؤيد ومعارض .

منقول

عرض التعليقات (7)