قصة الضرائر

16 5٬619
 

قصة الضرائر

قصة الضرائر

قصة الضرائر

قصة الضرائر , معكم صديقة زاكي الشيف الموهوبة ,

ﻣﻦ ﻧﻮﺍﺩﺭ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺮ

(ﻛﺎﻥ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ ﺭﺟﻞ ﺑﺰَّﺍﺯ [ﻳﺒﻴﻊ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ] ﻟﻪ ﺛﺮﻭﺓ… ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮﻓﻲ ﺣﺎﻧﻮﺗﻪ ﺃﻗﺒﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺻﺒﻴﺔ ﻓﺎﻟﺘﻤﺴﺖ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌًﺎ ﺗﺸﺘﺮﻳﻪ…

ﻓﺒﻴﻨﺎ ﻫﻲ ﺗﺤﺎﺩﺛﻪ ﻛﺸﻔﺖ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻓﻲ ﺧﻼﻝ….ﺫﻟﻚ، ﻓﺘﺤﻴَّﺮ، ﻭﻗﺎﻝ : ﻗﺪ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﺤﻴﺮﺕ ﻣﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ .

ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻣﺎ ﺟﺌﺖ ﻷﺷﺘﺮﻱ ﺷﻴﺌًﺎ، ﺇﻧﻤﺎ ﻟﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﺗﺮﺩﺩ ﺇﻟﻰﺍﻟﺴﻮﻕ ﻟﻴﻘﻊ ﺑﻘﻠﺒﻲ ﺭﺟﻞ ﺃﺗﺰﻭﺟﻪ…

ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻌﺖ ﺃﻧﺖ ﺑﻘﻠﺒﻲ، ﻭﻟﻲ ﻣﺎﻝٌ، ﻓﻬﻞ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﻭﺝ ﺑﻲ؟

ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻟﻲ ﺍﺑﻨﺔ ﻋﻢ ﻭﻫﻲ ﺯﻭﺟﺘﻲ، ﻭﻗﺪ ﻋﺎﻫﺪﺗﻬﺎ ﺃﻻ ﺃُﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭﻟﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻟﺪٌ .

ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻗﺪ ﺭﺿﻴﺖ ﺃﻥ ﺗﺠﻲﺀ ﺇﻟﻲَّ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﻧﻮﺑﺘﻴﻦ .

ﻓﺮﺿﻲ، ﻭﻗﺎﻡ ﻣﻌﻬﺎ، ﻓﻌﻘﺪ ﺍﻟﻌﻘﺪ، ﻭﻣﻀﻰ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ، ﻓﺪﺧﻞ ﺑﻬﺎ .

ﺛﻢ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ : ﺇﻥَّ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻗﺪ ﺳﺄﻟﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻋﻨﺪﻩ .

ﻭﻣﻀﻰ، ﻓﺒﺎﺕ ﻋﻨﺪﻫﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻤﻀﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ،ﻓﺒﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﺷﻬﺮ…

ﻓﺄﻧﻜﺮﺕ ﺍﺑﻨﺔ ﻋﻤﻪ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﻟﻬﺎ : ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺝ ﻓﺎﻧﻈﺮﻱ ﺃﻳﻦ ﻳﻤﻀﻲ؟

ﻓﺘﺒﻌﺘﻪ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ، ﻓﺠﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻛﺎﻥ، ﻓﻠﻤَّﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻈُّﻬﺮ ﻗﺎﻡ،. ﻭﺗﺒﻌﺘﻪ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ، ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺩﺧﻞ ﺑﻴﺖ ﺗﻠﻚ

ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻓﺴﺄﻟﺘﻬﻢ ﻟﻤﻦ ﻫﺬﻩ

ﺍﻟﺪﺍﺭ

ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻟﺼﺒﻴَّﺔ ﻗﺪ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺑﺮﺟﻞٍ ﺗﺎﺟﺮ ﺑﺰَّﺍﺯ .

ﻓﻌﺎﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺳﻴِّﺪﺗﻬﺎ، ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ : ﺇﻳﺎﻙ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﻬﺬﺍ ﺃﺣﺪٌ .

ﻭﻟﻢ ﺗُﻈﻬِﺮ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ ﺷﻴﺌًﺎ . ﻓﺄﻗﺎﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﺛﻢ ﻣﺮﺽ، ﻭﻣﺎﺕ، ﻭﺧﻠﻒ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺁﻻﻑ ﺩﻳﻨﺎﺭ…

ﻓﻌﻤﺪﺕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺍﺑﻨﺔ ﻋﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻛﺔ، ﻭﻫﻮ ﺳﺒﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻓﺄﻓﺮﺩﺗﻬﺎ

ﻭﻗﺴﻤﺖ ﺍﻷﻟﻒ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻧﺼﻔﻴﻦ، ﻭﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻓﻲ ﻛﻴﺲ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻠﺠﺎﺭﻳﺔ :

ﺧﺬﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﻭﺍﺫﻫﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﻭﺃﻋﻠﻤﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎﺕ،

ﻭﻗﺪ ﺧﻠﻒ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺁﻻﻑ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺬ ﺍﻻﺑﻦ ﺳﺒﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺑﺤﻘِّﻪ، ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺃﻟﻒ ﻓﻘﺴﻤﺘﻬﺎ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻚ، ﻭﻫﺬﺍ ﺣﻘُّﻚ، ﻭﺳﻠِّﻤﻴﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ،

ﻓﻤﻀﺖ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ، ﻓﻄﺮﻗﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺩﺧﻠﺖ، ﻭﺃﺧﺒﺮﺗﻬﺎ ﺧﺒﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ…

ﻭﺣﺪﺛﺘﻬﺎ ﺑﻤﻮﺗﻪ، ﻭﺃﻋﻠﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﻝ، ﻓﺒﻜﺖ، ﻭﻓﺘﺤﺖ ﺻﻨﺪﻭﻗﻬﺎ، ﻭﺃﺧﺮﺟﺖ ﻣﻨﻪ ﺭﻗﻌﺔ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻠﺠﺎﺭﻳﺔ :

ﻋﻮﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺳﻴﺪﺗﻚ، ﻭﺳﻠِّﻤﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻨِّﻲ، ﻭﺃﻋﻠﻤﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻃﻠﻘﻨﻲ ﻭﻛﺘﺐ ﻟﻲ ﺑﺮﺍﺀﺓ ..

ﻭﺭِّﺩﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﻝ، ﻓﺈﻧِّﻲ ﻣﺎ ﺃﺳﺘﺤﻖ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﺘﻪ ﺷﻴﺌًﺎ )

[ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺼﻔﻮﺓ، ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺠﻮﺯﻱ، ( 1/300 )]

ﻓﻼ ﻧﺪﺭﻱ ﺃﻧﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﻋﻘﻞ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺗﻘﻮﺍﻫﺎ ﻭﺣﻜﻤﺘﻬﺎ

ﻭﻋﺪﻟﻬﺎ ﺭﻏﻢ ﻣﺼﺎﺑﻬﺎ ﻭﻏﻴﺮﺗﻬﺎ…

ﺃﻡ ﻣﻦ ﺳﻌﺔ ﻋﻘﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺣﺴﻦ ﺗﺼﺮﻓﻬﺎ ﻭﻓﺮﺍﺩﺗﻪ؟ !

ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻄﻠﻘﻬﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺁﺛﺮﺕ ﺿﺮﺗﻬﺎ ﺑﻤﻴﺮﺍﺛﻬﺎ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﺜﻤﻦ …

ذهب الأتقياء وبقيت سيرهم الحسنة واعمالهم الخالصة لنحتذي بهم ونقتفي اثرهم …

اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى…

……….

لا أظن أنه يوجد مثلهن في هذا الزمان إلا من رحم ربي .

عرض التعليقات (16)