أماه شعر اخي

لو جاز تقديسُ العباد وجدتني

أبني لأمي وسط قلبي معبدا

أتلو به كتبَ الغرامِ تزلفاً

وأظلُّ فيه حين ترضى ساجدا

وجعلتُ فيه حين اخلو كعبةً

و احيطها طهراً نقياً سرمدا

وصنعتُ عيداً كلَّ يومٍ رائعا

وجعلتُ فيه كلَّ يومٍ مولدا

ورميتُ خلفي كلَّ همٍ حادثٍ

حتى تراني باسما و مغردا

لو مرَّ يوم دون رؤيتها انقضى

يوما مليئا بالكآبةِ أسودا

أماه ماذا أن أقول وقد جرتْ

أقدارُ ربي كيفَ أخفي ما بدا

ويفيضُ دمعي حين تخلو مقلتي

عن ناظريها و الفؤادُ تنهدا

كم كنتُ أحرصُ أن أراك سعيدةً

وترين فينا ما تكوني أسعدا

لو انّ عُمرا يُشترى لشريتُهُ

أو بالنفائسِ والذخائرِ يُفتدى

لوهبتُكِ الروحَ التي أغليتُها

لكنّهُ قدرٌ مضى و تحدّدا

يا جنةَ الدنيا التي قد خلّدتُها

سيظلُّ ذكرُك كالعبيرِ و كالندى

فلك الدعاءُ من الفؤادِ بذلتُهُ

ولك النعيمُ من الرحيمِ مخلدا

سأظل طفلا في رحابك باكيا

حتى أنادى قد أُجِبتَ محمدا

اللهم ارحم امي وابي وارزقهما الفردوس الأعلى من الجنة من غير حساب ولا سابق عذاب يارب

آللهم باعد بينهما وبين النار كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم اغسلهما بالماء والثلج والبرد ونقهما كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم حرمهما على النار يارب آمين آمين آمين يارب.