فما ظنكم برب العالمين ؟!

96 8٬590
 

فما ظنكم برب العالمين؟!

فما ظنكم برب العالمين؟!

فما ظنكم برب العالمين؟!

فما ظنكم برب العالمين؟!, معكم صديقة زاكي الشيف الموهوبة ,

تروي قصتها وتقول :

بعد مرور خمسة عشرة عاماً من الزواج والصبر والثبات على مرض زوجي إلى أن شفاه الله وعافاه ، مررت باختبارات صعبة من أم زوجي التي كانت تحملني فوق طاقتي وكنت أصبر لأكون نعمة الزوجة لرجل أحببته..

كان كلي يقين بأن الله سيشفيه، كان يتعجب ويقول انت تعيشين بالأمنيات!

وكنت أقول: إن الله على كل شيء قدير.

شاء الله وقدر له الشفاء وكلي فرحة.. كنت أرتب في داخلي كيف سأرد عليه وقت أن يطلب مني أن نسافر لقضاء شهر عسل! فأنا لم أفرح مثل باقي البنات.. فزوجي مرض وأصيب بحادث في يوم زفافنا!!

كنت أنتظر لهفته عليّ ، وكنت أقول: انا ما زلت عروساً..

نسيت أن أنظر إلى نفسي بالمرآة لـألاحظ أنني قد تقدمت بالعمر ، واهتممت به وبصحته ونسيت الإهتمام بنفسي..

كبرت ؛ ومن الهم والتعب ظهرت التجاعيد في وجهي.. ولم ألاحظ ذلك..!!

يالله….!!!

إن العمر قصير قصير…

بعد شفاء زوجى بشهرين ؛ وبمعنى أصح : -بعد أن اعتاد علي كخادمة له- ؛ كان يطلب مني كل شيء بالبيت ، كان لا يعطيني وقتا لأستريح ، وأجده يقول لي : (أنت مهملة) لأول مرة منذ خمسة عشر عاماً تُقال لي هذه الكلمة..!!

صُدمت وبكيت حد الوجع..

كنت أنام الساعة الثانية عشرة منتصف الليل واصحو في السابعة صباحاً ، بدون مبالغة لا أستريح إلا وقت الصلوات..

نحن في بلد ريفي وكثير منكم يعلمون نظام البيوت الريفية..

حتى لا اطيل عليكم.. بدأ زوجى يراني عجوزاً ولا يرغب بي حتى جاء يوماً وأمام الجميع وقال أنه سيتزوج بأخرى حتى يعوض سنين عمره التي قضاها بالمرض!!

أتعرفون إحساس الذل والقهر والوجع وحبس الدموع حتى لا ينهار الكبرياء؟!

كنت أشعر بأن روحي تسحب منى ببطىء شديد..

فات أسبوع كامل ، وبعد استخارة وأكثر طلبت الطلاق متنازلة عن كل شيء ، بما فيها قائمتي وجهازي الذي في بيته.. حتى ملابسي تركتها لأخواته..

خرجت من بيته مع أخي .. أبكي بحرقة .. كان الجيران يبكون لبكائي ويهينون زوجي بأبشع الكلمات..

حتى جاء إمام المسجد مع الجيران وقال لي:

“ماظنك برب العالمين؟!”

قلت: نعم الإله .. سيجبرني ولو بعد حين.

قال : «والله ستُجْبَرين قريبا».

رجعت إلي بيت أخي ، ووجد لي عملاً والحمد لله..

بدأت أستعيد شبابي من جديد .. بدأت أشعر أن لي حق في هذه الحياة..

مرت السنوات أو ما يقرب من العامين .. جاء زميل لي بالعمل لخطبتي ولم يسبق له الزواج من قبل بالرغم أنه تجاوز الأربعين عاماً .. تعجبت كثيراً ..

جلست معه في بيت أخي ، وقال بكل وضوح وصراحة وانكسار أنه لم يتزوج لأن لديه مشكلة بالإنجاب ، ولكنه يود الزواج من امرأة على خلق..

وقال : فكري وأخبريني بردك ، وأياً كان الرد أرجو عدم إخبار أحد بموضوع الإنجاب.

وهمّ ليخرج ، وإذا بي أقول له:

أنا موافقة!!

والله لا أعلم لماذا قلتها ، وكيف خرجت مني هذه الجملة بدون تفكير!!

لعلها إرادة الله عز وجل..

لو كنتم معي لتشاهدوا الفرحة في عيونه.. والله لم أرها من قبل.. حتى أنني بكيت من بكائه من فرحته..

مضى شهر ونحن مخطوبان.. وجاء وقت الزفاف.. وأصر أن يعمل لي فرح.. وكان الفرح إسلامياً.

وبعد الزواج بشهر يفاجئني بعمرة ، وكانت أمنية حياتي..

ذهبنا لبيت الله نرجوه، وبكل حب ندعوه، أن يرزقنا الذرية الصالحة..

بكى زوجي كثيراً .. وكنت احتضنه وأقول له: أنت عوض الله لي.. ولن يرد الله دعائنا..

رجعنا من العمره كأننا ولدنا من جديد .. والله يا أخوات؛ كأني تبدلت .. حتى شكلاً أصبحت جميلة بشكل عجيب…!! حتى أن زوجي بدأ يلاحظ! فقلت له أريد ارتداء النقاب..

فرح جداً .. وأنا بعقلي أقول: يا إلهي.. أي كرم هذا؟! زوج جميل يسر القلب ونقاب يزيد الستر، وحياة في طاعتك،

اللهم أدمها نعمة..

بعد ستة أشهر من رجوعنا من العمرة تعبت .. فذهبنا للطبيبة .. فإذا بها تبشرنا بأنني حامل شهران..!!

سجد زوجي أمام الطبيبة باكياً .. وأخذ يصرخ : ما أكرمك يا رب…!!!

بدأت الطبيبة تهدئنا وتسألنا عن قصتنا ، فرويناها لها .. فتعجبت وقالت : والله لقد سُر قلبي لكما.. بارك الله لكما ورزقكما طفلاً سليماً معافاً..

ومع تقدم الحمل عرفنا أنني حامل بتؤأم ، وازداد خجلنا من كرم رب العالمين..

فاللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا..

أرأيتن أخواتي عوض الله لي ولزوجي!!

اقتربوا لأسألكم سؤالا واحدا….:

ما ظنكم برب العالمين؟!

عرض التعليقات (96)