السيرة النبوية 18 و 19 من كتاب اللؤلؤ المكنون
السيرة النبوية 18 و 19 من كتاب اللؤلؤ المكنون
السيرة النبوية (الحلقة الثامنة عشرة)
٢٨٦- فلما رأى رسول الله ﷺ ذلك أرسل عثمان بن عفان إلى أبي سفيان سَيِّد مكة يُخبره أنهم لم يأتوا للقتال وإنما للعمرة.
٢٨٧- فلما وصل عثمان إلى أبي سفيان، رَحَّب به ، وقال له: امكث عندنا حتى نَرى رأينا، فوصل الخبر للنبي ﷺ أن عثمان قُتِل .
٢٨٨- فلما رأى رسول الله ﷺ ذلك أمر أصحابه بالبيعة ، وكان رسول الله ﷺ جالساً تحت شجرة ، وعُرفت هذه البيعة ” ببيعة الرضوان “.
٢٨٩- سُميت بذلك لأن الله سبحانه رضي عنهم ، فقال سبحانه : ” لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يُبايعونك تحت الشجرة “.
٢٩٠- عدد من شَهد ” بيعة الرضوان ” على أرجح الروايات (1400) من خيرة أصحاب رسول الله ﷺ من المهاجرين والأنصار .
٢٩١- بعضهم بايع رسول الله ﷺ على الموت ، وبعضهم بايعه على عدم الفرار من المعارك ، وهي أعظم بيعة وقعت في الإسلام .
يَكفي في فضل ” بيعة الرضوان ” أن الله رضي عن أصحابها .
٢٩٢- جاء في فضل من شهد بيعة الرضوان أحاديث ، منها قول رسول الله ﷺ:” ليدخُلنَّ الجنة من بايع تحت الشجرة “. رواه الترمذي.
٢٩٣- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” لا يدخل النار أحدٌ ممن بايع تحت الشجرة “. رواه الإمام أحمد في مسنده.
٢٩٤- قال رسول الله ﷺ:” لا يدخل النار إن شاء الله مِن أصحاب الشجرة أحدُ الذين بايعوا تحتها “. رواه الإمام مسلم.
٢٩٥- قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال لنا رسول الله ﷺ يوم الحديبية :” أنتم خير أهل الأرض “. متفق عليه .
٢٩٦- ثم بايع رسول الله ﷺ نفسه نيابة عن عثمان رضي الله عنه ، فضرب بيده اليُمنى على اليُسرى وقال :” هذه لعثمان “.
٢٩٧- وبهذا نال عثمان رضي الله عنه شَرف هذه البيعة العظيمة .قال أنس : فكانت يَد رسول الله لعثمان خيراً من أيدينا لأنفسنا .
٢٩٨- لما علمت قريش ببيعة أصحاب النبي ﷺ خافوا ، ورغبوا بالصلح ، فأرسلوا سُهيل بن عمرو يفاوض رسول الله ﷺ.
٢٩٩- تم الاتفاق على التالي: يَرجع المسلمون هذا العام فلا يَدخلون مكة ، ويَدخلونها العام القادم ، فَيُقيموا فيها 3 أيام.
٣٠٠- من أحب من القبائل أن يَدخل في حِلْف وعهد محمد -ﷺ فله ذلك ، ومن أحب أن يَدخل في حِلْف وعقد قريش فله ذلك.
٣٠١- من أتى محمدا ﷺ مسلما يُرد إلى قريش ، ومن أتى قريشا مُرتدا عن الإسلام لا يُرد إلى محمد ﷺ ، وهذا كان أشد بنودها على المسلمين.
٣٠٢- وضع الحرب بين الطرفين – المسلمين وقريش – 10 سنين ، يأمن فيهن الناس ، ويكف بعضهم عن بعض .
٣٠٣ – بعدما تم الصلح ، واتفق الطرفان عليه ، أمر رسول الله ﷺ أصحابه بالتحلل من إحرامهم بنحر هَديهم وحَلْقِ رؤوسهم .
٣٠٤ – فمن شدة غضب الصحابة على عدم دخولهم مكة لأداء العمرة لم يَقُم منهم أحد ، ولم يَتحلل منهم أحد .
٣٠٥- ثم دخل رسول الله ﷺ على أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها وأخبرها خبر الصحابة ، وكيف أنهم لم يأتمروا أمره .
٣٠٦- فقالت له رضي الله عنها : يارسول الله ٱخرج عليهم ثم ٱدعُ حالقك ، فليحلق لك ، فخرج رسول اللهﷺ عليهم ، فحلق رأسه الشريف خِراش بن أُمية رضي الله عنه ، فلما رأى الصحابة ذلك عرفوا أن الأمر انتهى ، فتحللوا رضي الله عنهم .
٣٠٧- ثم نحر رسول الله ﷺ هديه ، ونحر الصحابة رضي الله عنهم ، فهذه عمرة الحديبية الشهيرة ، والتي تم فيها الصلح مع قريش .
٣٠٨- ثم رجع رسول الله ﷺ ومن معه من جيشه البالغ 1400 مقاتل من أصحابه إلى المدينة ، فنزلت عليه سورة الفتح وهو في الطريق .
٣٠٩- ففرح بها النبي ﷺ فرحاً عظيماً ، وقال : ” لقد أُنزلت علي آية هي أحبُّ إليَّ من الدنيا جميعاً “. رواه الإمام مسلم .
٣١٠- قال الله تعالى :” إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما “
٣١١- قال الإمام الطحاوي : أجمع الناس أن الفتح المذكور في الآية ” إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ” هو صُلح الحُديبية .
يتبع في الحلقة التاسعة عشرة إن شاء الله
منقول بتصرف يسير
مقتبسة من كتاب اللؤلؤ المكنون لموسى العازمي
السيرة النبوية (الحلقة التاسعة عشرة)
٣١٢- لماذا صُلح الحُديبية هو الفتح العظيم للإسلام ؟
– من بعثته ﷺ إلى الحُديبية السنة السادسة للهجرة مدة ١٩ سنة عدد جيش النبي ﷺ ١٤٠٠ مقاتل، ومن الحُديبية إلى فتح مكة سنتان عدد جيش النبي ﷺ في فتح مكة ١٠ آلاف مقاتل.
٣١٣- جهد ١٩ سنة من الدعوة أثمرت ١٤٠٠ مقاتل، وجهد سنتين من صُلح الحُديبية إلى فتح مكة أثمرت ١٠ آلاف مقاتل ، فما الذي تغير ؟؟.
٣١٤- الذي تغير أن صُلح الحُديبية أوقف تشويه قريش للإسلام ، فانطلق الدُّعاة في كل مكان يدعون بدون مضايقات من قريش .
٣١٥- التشوية لصورة الاسلام والتضييق على اهله الذي كانت تمارسه قريش قبل صلح الحُديبية جعل الناس تخاف وتهاب من الدخول في الإسلام.
٣١٦- وبعد صُلح الحُديبية انطلق الدعاة بأمن وأمان يُبينون للناس عظمة هذا الدين ، ويُسره ورحمته ، فدخل الناس في دين الله أفواجاً .
٣١٧- صلح الحُديبية حَيَّد قريشاً فتفرغ رسول الله ﷺ لعدوه اللدود يهود خيبر الذين كانوا السبب الرئيسي في جمع الأحزاب يوم الخندق.
٣١٨- فقضى رسول الله ﷺ على يهود خيبر ، ولولا صُلح الحُديبية لساعدت قريش يهود خيبر بالمال والسلاح .
٣١٩- لما استقر الأمر بالرسول ﷺ بعد صُلح الحُديبية ، وجد رسول الله ﷺ أن الفُرصة مُواتية للدعوة خارج نطاق الجزيرة العربية .
٣٢٠- فأرسل رسول الله ﷺ إلى مُلوك العرب والعَجَم ، وكتب إليهم كُتُباً يدعوهم فيها إلى الإسلام.
٣٢١- قال أنس رضي الله عنه :كَتَب رسول الله ﷺ إلى كسرى وإلى قَيصر وإلى النجاشي ، وإلى كل جَبّار يدعوهم إلى الله. رواه مسلم.
٣٢٢- بعث رسول الله ﷺ عمرو بن أُمية الضمْري بكتاب إلى النجاشي ، فأسلم رضي الله عنه وأقرَّ بنُبُوة النبي ﷺ .
٣٢٣- وبعث رسول الله ﷺ دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه بكتاب إلى قيصر ملك الروم يدعوه إلى الإسلام ، فخاف واهتزَّ ولم يُسلم.
٣٢٤- وبعث رسول الله ﷺ عبدالله بن حُذافة رضي الله عنه بكتاب إلى كسرى ملك الفرس يدعوه إلى الإسلام ، فغضب ومزَّق كتاب النبي ﷺ.
٣٢٥- وبعث رسول الله ﷺ حاطب بن أبي بَلْتَعة رضي الله عنه بكتاب إلى المقوقس ملك القبط يدعوه فيه إلى الإسلام ، ولم يُسلم .
٣٢٦- وبعث رسول الله ﷺ سَلِيط بن عمرو العامري رضي الله عنه بكتاب إلى هَوْذَةَ بن علي ملك اليمامة ، فلم يُسلم .
٣٢٧- هذه هي الكتب الخمسة التي بعث بها رسول الله ﷺ رسله إلى الملوك خارج الجزيرة العربية ، وبعث كُتُباً غيرها في العام الثامن الهجري .
٣٢٨- أرسل النبي ﷺ هذه الكُتُب الخمسة في مُحرم من السنة السابعة للهجرة ، فكان أثرها عظيماً في نُفُوس من أرسلت إليهم من الملوك.
٣٢٩- قبل غزوة خيبر بثلاثة أيام وقعت غزوة ذي قَرَد ، وتسمى غزوة الغابة ، وكان بطل هذه الغزوة هو سلمة بن الأكوع رضي الله عنه .
٣٣٠- سبب هذه الغزوة أن عبدالرحمن بن عُيينة بن حصن هجم على أطراف المدينة ، وأخذ ٢٠ ناقة للنبي ﷺ ، وقتل أحد المسلمين وهرب .
٣٣١- لحقهم سلمة بن الأكوع رضي الله عنه ركضاً على قدميه ، ومعه نَبْله وقوسه يرميهم حتى استطاع أن يسترجع عددا من نوق النبي ﷺ .
٣٣٢- وصل الخبر إلى النبي ﷺ ، فصرخ في المدينة ” الفزع الفزع ” ، فترامت الخيول إليه ﷺ، فانطلق رسول الله ﷺ يتبعهم .
٣٣٣- خرج رسول الله ﷺ في ٥٠٠ رجل من أصحابه ، وإذا سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قد استرجع كل نوق النبي ﷺ .
٣٣٤- ولحق أبو قَتَادة الحارث بن رِبعي رضي الله عنه فارس النبي ﷺ بعبدالرحمن بن عُيينة بن حصن فأدركه فقتله .
٣٣٥- عند ذلك قال رسول الله ﷺ : ” خَيرُ فُرْسانِنا اليوم أبوقتادة ، وخَيرُ رَجَّالَتِنا سلمة “. رواه الإمام مسلم .
٣٣٦- وفي غزوة ذي قَرَد – وتُسمى غزوة الغابة – صلى رسول الله ﷺ بأصحابه صلاة الخوف. روى ذلك الإمام أحمد في مسنده بإسناد صحيح .
٣٣٧- ثم جلس رسول الله ﷺ مع أصحابه بذي قرد يُمازحهم ، ويُضاحكهم وقد نحر بلال رضي الله عنه ناقة ، فجعل يشوي من كبدها وسنامها .
٣٣٨- ثم رجع رسول الله ﷺ إلى المدينة ، منصوراً ، وقد استرجع نُوقه بأبي هو وأمي ، وأصحابه يحيطون به عليه الصلاة والسلام .
يتبع في الحلقة العشرين إن شاء الله
منقول بتصرف يسير
مقتبسة من كتاب اللؤلؤ المكنون لموسى العازمي