اسأل مجرب
اسأل مجرب
اسأل مجرب
تجربة أم تستحق البحث والتفكير والعمل بها
تقول :
كم أتمنى أن أعيد دور الأمومة في حياتي فقد مر سريعا وهو دور رغم صعوبته لكنه من أجمل فترات العمر..
لم أكن وقتها أعلم أنها فترة ذهبية في حياتي..
وأن أجمل دور نمارسه في الحياة هو أن نساهم في تكوين إنسان..
لا أدري لماذا لا نعرف قيمة الزمن حتى يصبح ماضيا..!
تثقفت عندما حملت أول مرة.. بكل شيء…
كيف أجهز اللباس ..الغذاء.. السرير .. الضيافة .. وجميع المظاهر التي تخصني وتخص المولود
وتركت الأهم وهو :
الثقافة التربوية.. والاستعداد نفسياً لتنشئة هذا القادم..
لم أكن وقتها أعلم أن تربية الطفل تبدأ قبل أن يوجد ..
وذلك “بالدعاء” :
(رب هب لي من الصالحين)
وطوال مدة الحمل :
(رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء)
(رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي)
وغيرها من الأدعية..
لم أكترث لتغذيتي .. ولو كنت في نضجي الآن لتغذيت أغذية صحية لكي أرضع أبنائي سنتين .. فلا يوجد أجمل ولا أغنى من حليب الأم الذي يحوي نكهة لا يوفرها أي منتج .. وهي نكهة “الحنان”..
لو كنت في نضجي الآن لأدركت أن الأمومة رسالة وأمانة عظيمة .. ولجعلتها في قائمة أولياتي .. ولقضيت مع أبنائي أوقاتا أكبر .. ولما خرجت من بيتي إلا للضرورة..
ولعرفت أن التربية والتعليم المبكر يبدأ من أول يوم يرى فيه المولود النور..
وأن التعلم بالقدوة العملية هو أقصر الطرق .. فالأطفال لا يحسنون الاستماع .. لكن لديهم براعة في التقليد..
ولو عادت تلك الفترة لكان اهتمامي بتوجيه أبنائي والحوار معهم أكثر من اهتمامي بملابسهم وأحذيتهم..
صحيح أن المظهر مطلوب ولكن ليس على حساب الجوهر..
ولأعطيتهم حرية التعبير والاكتشاف ولما استصغرت عقولهم .. ولاهتممت بأسئلتهم .. ولناقشتهم بهدوء وبدون صراخ حتى أعلمهم الحِلم..
ولما أغدقت عليهم الألعاب والهدايا، فكثرتها تفقد قيمتها.. وينشأ الطفل على الإسراف واحتقار الأشياء..
تعلمت أن أجمل هدية تقدمها لطفلك هو وجودك وتفاعلك معه..
ولكنت ربيتهم بعيدا عن الألعاب الالكترونية ووفرت لهم بيئة العاب تعليمية تحترم عقولهم وتنميها..
ولابتسمت دائما في وجوههم فالطفل لا يطلب أكثر من التفاتة وابتسامة..
كم أتمنى أن تعود مرحلة طفولة أبنائي الجميلة لأشاركهم ألعابهم ولأعطيهم من وقتي الكثير..
ولكنت فرغت رأسي من الهموم الخارجية التي تبدو لي اليوم تافهة .. وقد كنت في وقتها أعطيها أكبر من حجمها .. لأعيش معهم طفولتهم البريئة..
ولو عادت طفولة أبنائي .. لعاملتهم كالكبار وخففت من تدليلهم ولعلمتهم كيف يعتمدون على أنفسهم في كل شيء .. ويثقون بقدراتهم .. وكيف يهتم كل واحد منهم بشئونه الخاصة..
يرتب سريره .. و يجمع ملابسه المتسخة بل يغسلها بنفسه ويكويها .. ويغسل صحنه..
وعندما يدخل المدرسة يتعلم كيف يحل واجباته بنفسه ويرتب أغراضه..
كل ذلك بإشراف مني ولكن عن بعد..
لأن أهم ما تقدمه لأبنائك هو أن تدفعهم للعمل..
ولعلمتهم استغلال الوقت بما يفيد .. فلا يسافر أحدهم إلا ومعه كتاب..
ولعظمت من نجاحاتهم ولو كانت بسيطة .. ولأكثرت من مدحهم وتشجيعهم بشكل يدفعهم لحب التعلم والعمل..
فالطفل لديه قدرات وطاقات تخرج لمن يعرف كيف يستثمرها ويحولها إلى إبداع.. بشرط أن يكون الاستثمار في وقت مبكر جدا وبدون محاولة سيطرة وتحكم..
ولو عاد الزمن لتحدثت معهم باحترام حتى ينشئوا محترمين لأنفسكم بشكل يدفع الآخرين لاحترامهم.. ولينشئوا أقوياء محبين للضعفاء ومحبين لفعل الخير والحلال .. ومترفعين عن فعل الحرام والكذب والخيانة..
ولكنت تجنبت الاستهزاء بتصرف أحدهم أو مقارنتهم بغيرهم أو نقل أخبارهم للآخرين ..
ولحافظت على أسرارهم الصغيرة ولأخفيت ما استطيع اخفائه من أخطائهم حتى عن والدهم..
ولا التمست لهم الأعذار دائماً..
كنت لا أعلم أن أكثر الأبناء عنادا هو من يستحق المزيد من الحب وليس كما كنا نعتقد..!!
للأسف … نحن نعيش في مجتمع متصحر عاطفيا..
كل الأمهات من حولي كن يمارسن نفس الأسلوب إن لم يكن بعضهن أسوأ..!!
فترى من تصرخ على ابنها وتؤدبه في مجلس يمتلئ بالنساء .. ليشعر الطفل بحرج شديد ومع الوقت يتبلد حسياً وينشأ عدوانياً..!!
وهناك من تتشكى منهم أو تخرج أسرارهم أمام الناس..!!
كنت ألاحظ نظرات أبنائها البريئة وخجلهم الواضح من حديثها الذي يعتبرونه فضيحة كبرى وهي مسترسلة في الحديث.. ولا تعي ما تسببه من تدمير وأضرار نفسية تهز أعماقه..
وهناك من تنعت ابنها بصفات سيئة ليصدق الابن أمه بعد فترة .. فهي أعرف منه ، ويتوقف عن إصلاح نفسه ويعتقد أنه لا فائدة ترجى منه فهو كما وصفته أمه .. ولثقته بها ولتمجيده ما تقول دون شعور منه بذلك..
أيها الآباء والأمهات..
إن ثروتكم الحقيقية هي أبناؤكم ؛ فاعتنوا بها♡
قناة :
& الأسرة والأبناء