السيرة النبوية
السيرة النبوية
المقادير
- لا يوجد
الخطوات
السيرة النبوية (الحلقة التاسعة والعشرون)
٥٩٥- في ذي القعدة من السنة العاشرة للهجرة أُذِّن في الناس أن النبي ﷺ يريد الحج هذه السنة .
٥٩٦- فقدم المدينة بشرٌ كثير ، كلهم يلتمس أن يأتَمَّ بالنبي ﷺ .قال جابر : فلم يَبْقَ أحد يقدر على أن يأتي إلا قَدِمَ .
٥٩٧- سُمِّيت هذه الحجة باسم حجة الوداع لأن النبي ﷺ ودَّع الناس فيها ، ولم يحج بعدها .
٥٩٨- خرج مع النبي ﷺ في هذه الحجة المباركة خلق كثير، وخرج ﷺ بكل نسائه التسع رضي الله عنهن أجمعين.
٥٩٩- انطلق النبي ﷺ إلى ميقات ذي الحُليفة فاغتسل لإحرامه ، ثم طيَّبته عائشة رضي الله عنها ، ثم لبس ﷺ إحرامه بأبي هو وأمي .
٦٠٠- في ميقات ذي الحُليفة ولدت أسماء بنت عُميس زوجة أبي بكر الصديق ولدها محمد فأمرها النبي ﷺ أن تغتسل وتستثفر بثوب وتُحرم.
(تستثفر:أي ماتضعه الحائض والنفساء من قماش أو قطن مكان الحيض).
٦٠١- ثم لَبَّىٰ النبي ﷺ ، والناس معه يُلبون ، وجاء جبريل إلى النبي ﷺ ، وأمره أن يأمر أصحابه برفع أصواتهم بالتلبية .
٦٠٢- حجّ النبي ﷺ قارناً ، فلما وصل ﷺ إلى منطقة سَرِف حاضت عائشة رضي الله عنها فأمرها النبي ﷺ أن تعمل كل شيء إلا الطواف .
٦٠٣- وصل النبي ﷺ لمكة يوم الأحد لأربع ليال خلون من شهر ذي القعدة من السنة العاشرة للهجرة ، دخل ﷺ المسجد الحرام يوم الأحد ضُحى .
٦٠٤- ودخله ﷺ من باب عبد مناف وهو باب بني شيبة ، والمعروف اليوم بباب السلام ، ثم أدى العُمرة.
٦٠٥- فلما انتهى النبي ﷺ من عمرته نزل الأبْطح شرقي مكة ، فلما كان يوم ٨ من ذي الحجة ، وهو يوم التروية خرج النبي ﷺ إلى منى .
٦٠٦- صلى النبي ﷺ بِمِنَى الظهر والعصر والمغرب والعشاء من يوم الخميس ٨ ذي الحجة ، والفجر من يوم الجمعة ٩ ذي الحجة .
٦٠٧- فلما طلعت الشمس من يوم الجمعة ٩ ذي الحجة خرج النبي ﷺ إلى عرفة ، حتى إذا زالت الشمس سار حتى أتى بطن الوادي من أرض عرنة.
٦٠٨- هناك بأرض عُرنة خطب رسول الله ﷺ خطبته الشهيرة خطبة عرفة ، وهو على راحلته القصواء .
٦٠٩- خطب رسول الله ﷺ بعرفة خطبة عظيمة جامعة قرَّر فيها قواعد الإسلام ، وهدم فيها قواعد الشرك والجاهلية .
٦١٠- لا يتسع المقام لذكر خطبة النبي ﷺ يوم عرفة ومَن أرادها بالتفصيل ، فليرجع لكتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون .
٦١١- فلما فرغ رسول الله ﷺ مِن خطبته بعرفة ، صلى الظهر والعصر جمعاً وقصراً ولم يُصل بينهما شيئاً .
٦١٢- ثم ركب النبي ﷺ ناقته القصواء حتى أتى الموقف واستقبل القبلة ، فلم يزل واقفاً مشتغلا بالدعاء والتضرع حتى غربت الشمس .
٦١٣- وأخبر النبي ﷺ الناس أن أفضل الدعاء دُعاء يوم عرفة ، ونزل عليه ﷺ وهو بعرفة ، قوله تعالى : ” اليوم أكملت لكم دينكم “.
٦١٤- فلما غربت الشمس واستحكم غروبها ، أفاض رسول الله ﷺ من عرفة إلى مُزدلفة .
٦١٥- صلى النبي ﷺ المغرب والعشاء قصراًوجمعا ثم اضطجع حتى طلع الفجر ، ثم قام فصلى الفجر ، وذلك يوم النحر وهو يوم الحج الأكبر .
٦١٦- ثم ركب رسول الله ﷺ ناقته القصواء ، فاستقبل القبلة ، ودعى الله وكبَّره وهلّله ووحّده ، ولم يزل كذلك حتى أسفر جداً .
٦١٧- وأمر رسول الله ﷺ ابن عباس غداة يوم النحر أن يلتقط له حصى الجمار ، فالتقط له سبع حصيات مِن حصى الخذف .
٦١٨- ثم دفع رسول الله ﷺ من المشعر الحرام قبل أن تطلع الشمس ، مُخالفاً للمشركين الذين كانوا لا يُفيضون حتى تطلع الشمس .
٦١٩- فلما أتى النبي ﷺ جمرة العقبة الكبرى وقف في أسفل الوادي وجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه واستقبل الجمرة وهو على ناقته.
٦٢٠- وكان الوقت ضُحى ، فرماها رسول الله ﷺ من بطن الوادي بسبع حصيات ، يُكبر مع كل حصاة منها وهو يقول : ” خذوا عني مناسككم “.
٦٢١- ثم انصرف النبي ﷺ إلى المنحر بمنى ، فنحر بيده الشريفة ٦٣ ناقة ، وكانت النوق يتدافعن إليه ﷺ بأيتهن يبدأ.
٦٢٢- فلما فرغ رسول الله من نَحْرِ هَدْيِهِ دعا الحلاق فحلق رأسه الشريف .حلقه مَعْمَرُ بن عبدالله العدوي رضي الله عنه.
٦٢٣- قال أنس : لقد رأيت رسول الله والحلاق يَحْلقه وأطاف به أصحابه فما يُريدُون أن تقع شَعْرة إلا في يَدِ رجل .رواه مسلم.
٦٢٤- فلما فرغ النبي ﷺ من حلق رأسه الشريف لبس ﷺ القميص ، وأصاب الطيب ، طيبته عائشة رضي الله عنها .
٦٢٥- ثم ركب ﷺ فأفاض بالبيت قبل الظهر فطاف طواف الإفاضة على راحلته كي يراها الناس ، وليُشرف ، وليراه الناس .
٦٢٦- ثم أتى زمزم وشرب منها ، ثم رجع إلى منى مِن يومه ذلك ، وكان رسول الله ﷺ يرمي الجمار في أيام التشريق الثلاثة بعد الزوال.
٦٢٧- وختم رسول الله ﷺ حجته المباركة بطواف الوداع ، وقال للناس : ” لا يَنفرنَّ أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت “. متفق عليه .
٦٢٨- ثم رجع النبي ﷺ إلى المدينة وقد استصحب معه شيئا من ماء زمزم ،
فهذه حجة النبي ﷺ مختصرة جداً ، والتي عُرفت بحجة الوداع .
يتبع في الحلقة الثلاثين إن شاء الله
منقول بتصرف يسير
مقتبسة من كتاب اللؤلؤ المكنون لموسى العازمي
السيرة النبوية (الحلقة الثلاثون)
٦٢٩- في يوم الإثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة ١١ هـ أمر النبي ﷺ الصحابة للتجهز لغزو الروم ، وأمَّر عليهم أسامة بن زيد .
٦٣٠- كان عُمُر أسامة رضي الله عنه ١٨ سنة وفي جيشه كبار الصحابة كعمر بن الخطاب وسعد بن أبي وقاص وأبي عبيدة بن الجراح وغيرهم
٦٣١- وقد تكلم الناس في إمْرَة أسامة رضي الله عنه لحداثة سِنِّه ، فلما بلغ النبي ﷺ ذلك قام في الناس خطيباً كما سيأتي .
٦٣٢- ولما تكاملت الدعوة ، وسيطر الإسلام على كل الجزيرة العربية ، ودخل الناس في دين الله أفواجا ، أحس النبي ﷺ بدُنُوِّ أجله.
٦٣٣- علامات دُنُوِّ أجل النبي ﷺ :
1- نزول سورة النصر
2- مدارسته ﷺ القرآن
3- اجتهاده ﷺ في العبادة
4- مضاعفته ﷺ اعتكاف رمضان.
٦٣٤- بدأ مرض النبي ﷺ الذي قبضه الله فيه في أواخر ليالي صفر ، وكانت مدة مرضه ﷺ ١٣ يوم ، وأول ما بُدئ به ﷺ من مرضه الصُّداع.
٦٣٥- وكان النبي ﷺ عند عائشة رضي الله عنها لما بدأ معه الصداع في رأسه ، ثم إنه ﷺ أراد أن يطوف على أزواجه .
٦٣٦- فلما وصل ﷺ إلى بيت ميمونة رضي الله عنها اشتد به المرض ، فاستأذن رسول الله ﷺ أزواجه أن يُمرض في بيت عائشة ، فأذنَّ له.
٦٣٧- اشتدت وطأة المرض على رسول الله ﷺ وهو في بيت عائشة رضي الله عنها ، وبدأت الحُمَّى تشتد عليه ، وارتفعت حرارة جسمه ﷺ .
٦٣٨- قال أبوسعيد الخدري : يارسول الله ما أشدها عليك – أي الحمى – فقال ﷺ : ” إنا كذلك يُضعَّف لنا البلاء ويُضعف لنا الأجر ” .
٦٣٩- وكان رسول الله ﷺ يُصلي بالناس ، فلما اشتد عليه المرض لم يستطع الخروج إلى المسجد ، فأمر أبا بكر الصديق يُصلي بالناس .
٦٤٠- أحس النبي ﷺ بِخِفَّة ، فخرج إلى المسجد مُتوكأ على الفضل بن العباس ، وصعد المنبر ، وخطب الناس وهي آخر خطبة خطبها ﷺ .
٦٤١- فذكر ﷺ في خطبته فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وفضل الأنصار وأوصى بهم ، وفضل أسامة بن زيد وأنه أهْلٌ للإمارة .
٦٤٢- وحَذَّر النبي ﷺ أمته من أن يتخذوا قبره مسجداً ، وأخبرهم أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد .
٦٤٣- قال رسول الله ﷺ : ” اللهم لا تجعل قبري وثناً ، لعن الله قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم عيدا “. رواه أحمد .
٦٤٤- قال ابن القيم : هذا نَهْيٌ منه ﷺ لأمته أن يجعلوا قبره مجتمعاً كالأعياد التي يقصد الناس الاجتماع إليها للصلاة .
٦٤٥- ولم يزل النبي ﷺ حريصاً على أن يُصلي بالناس في المسجد مع ما به من شِدَّة الوجع حتى غلَبَهُ المرض ، وأعجزه عن الخروج .
٦٤٦- فعندها أمر النبي ﷺ أبا بكر الصديق رضي الله عنه أن يَؤُمّ الناس في الصلاة ، كما روى ذلك الشيخان في صحيحيهما .
٦٤٧- قبل وفاته ﷺ بثلاثة أيام أوصى النبي ﷺ أصحابه بحُسن الظن بالله ، فقال ﷺ : ” لا يموتن أحدكم إلا وهو يُحْسن الظن بالله “.
٦٤٨- قال النووي : في هذا الحديث تحذير من القُنُوط ، ومعنى حسن الظن بالله تعالى ، أن يظن أنه يرحمه ، ويعفو عنه .
٦٤٩- وقبل وفاته ﷺ بيومين ، وَجَدَ النبي ﷺ من نفسه خِفَّة ، فخرج يُهادى بين رجلين ، ورجلاه تخُطَّان في الأرض من شدة المرض .
٦٥٠- وإذا بأبي بكر يُصلي بالناس فلما أحس أبو بكر به أراد الرجوع فأشار إليه النبي ﷺ أن مكانك ، وجلس ﷺ عن يسار أبي بكر .
٦٥٢- أما صلاة عمر رضي الله عنه بالناس ، وقول النبي ﷺ : ” يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر “. فهو حديث ضعيف رواه أحمد وغيره .
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا وقدوتنا وشفيعنا محمد
يتبع في الحلقة الأخيرة إن شاء الله
منقول بتصرف يسير
مقتبسة من كتاب اللؤلؤ المكنون لموسى العازمي