المرضعة

49 8٬183

المرضعة

المرضعة

المرضعة

المرضعة , معكم صديقة زاكي الشيف الموهوبة ,

المرضعة..

بعد أن تأكدت من نوم طفلها الذي قارب الفطام؛ غادرت المنزل إلى بيت جارتها وتركته وحيداً، وبينما هي انشغلت بالحديث مع جارتها أفاق الطفل من نومه وبدأ بالبكاء والصراخ، لم يسمعه أحد فهو وحده في المنزل. تذكرت الأم رضيعها بعد مدة وعادت إلى البيت مسرعة، سمعت صراخه فأخذت تجري نحو غرفته، وقبل أن تدخل الغرفة كان الطفل قد توقف عن الصراخ فجأة. ومنذ ذلك اليوم والصغير لم يكن طبيعياً فقد ظهرت تغييرات في تصرفاته، بدأت عدوانيته بقضم ثديي أمه عند رضاعته وهذا لم يكن طبعه من قبل، كما أنه يحدق بشكل مريب في زوايا الغرفة، وأحياناً يضحك فجأة وبدون سبب ظاهر، والأغرب من ذلك عندما تنقله أمه من غرفته إلى غرفة أخرى بالمنزل يبكي بشكل هستيري ولا يتوقف عن الصراخ إلا عندما يعاد إلى غرفته.

بعد هذا السلوك المريب الذي ظهر على الصغير ذهبت به أمه إلى أحد المعالجين من ذوي الخبرة، وما أن رأى الطفل حتى أدخل إصبعه السبابة في فمه وأخذ شيئاً من لعابه ثم بدأ بلعقه، فتغيرت ملامح الرجل وسأل الأم: هل تركتِ طفلك وحيداً يبكي؟ فأجابت نعم. عندها نادى المعالج على أحد مساعديه وقال له: احضر لي لبن (ناقة تكون أول ولادة لها). بعد ساعة عاد الرجل ومعه اللبن، فأخذه المعالج وخلط معه قليلاً من العسل وزيت الزيتون ورشة ملح. وأسقاه الطفل، وما هي إلا لحظات حتى تقيأ الطفل اللبن، وكان مع القيء كتل سوداء لزجة، فقال المعالج للأم الآن طفلك بخير. فهذه الكتل السوداء هي لبن جنية يقال لها المرضعة، وهي من إناث الجن اللاتي يفقدن صغارهن الرضع، وعندما تجد إحداهن طفلاً وحيداً من أطفال الإنس يبكي تقوم بتلقيمه ثديها وترضعه ثم تبقى بجانبه ولا يراها إلا الطفل فقط، ولا تغادر إلا عندما يتقيأ الرضيع لبنها.

وفي الاخير يترك القاص هذه الوصية للامهات:

لا تتركن أطفالكن الرضع وحيدين، فالأرض ليست ملك البشر فقط، فهناك من يسكنها غيرنا.

عرض التعليقات (49)