قصة قصيرة من تأليفي
قصة قصيرة من تأليفي
لطالما كنت اعتب غياب أمي ورحيلها عنا، “مسافرة”، هذا ما قد قالوه لي، وأي سفر ذاك الذي تتركنا فيه لسنوات عديدة دونها!!
اقتربت من السادسة عشرة عاما ولا تزال مسافرة، انها حقا شخص بلا مشاعر ولا أحاسيس!! و لم يسبق لي أن رأيت أماً مثلها على الإطلاق!!
كعادتي كنت أرتب المنزل وأنظفه، وإذ بي أرى صندوقاً لطالما شدني الفضول لفتحه، حاولت بشتى الطرق ولكنني لم أفلح، لا أدري ما الذي حل بي وقتها إلا أن اصراري كان أكبر من أن أستسلم.
بقيت أحاول وأحاول إلى أن تمكنت من فتحه، كان به العديد من الأوراق والمجوهرات إلا أن تلك الورقة صفراء اللون والقديمة شدت انتباهي.
تناولت الورقة ثم فتحتها وإذ بي أصدم بها، “بعد موتي وبعد أن يتم إعطاء قلبي لصغيرتي وحبيبة قلبي، لا تخبروها بما جرى، لا أريدها أن تحزن أو أن تشعر بتأنيب الضمير، أخبروها أنني مسافرة، قد تكرهني ولكن هذا أفضل عندي بكثير من أن تعيش عمرها معتقدة أنها سبب رحيلي.”