خواطر امرأة
خواطر امرأة
قمت من نومي أسحب قدماي وشعرت أن يوماً كئيباً سأعيشه !! .. بكل ملل رتبت مفرش سريري أو بالأحرى شددته فقط ..
وبدأت أعيد شريط الأشياء التي تكدر خاطري أكثر .. زوجي ينتقدني .. طفلي عنيد .. جسمي سمين .. وجهي يعتليه الكلف والتجاعيد.
أخوتي لايقدرونني .. جسمي مُرهَق .. وآلام القُولُون تؤرقني ،، وبيتي يحتاج تنظيف وتعديل وترتيب ووووو قائمة متاعبي كثييييرة !!!! ..
نظرت إلى وجهي في المرآة ، سألت نفسي من أنا ؟؟، ومادوري في هذه الحياة ؟؟
أحسست أني أحتقر نفسي يوماً بعد يوم .. لماذا؟؟ هل لهذا خلقني الله ؟ لكي أرهق نفسي بالتفكير المسموم !!
وأرهق بذلك من حولي !!.. أيامنا معدودة في الدنيا ، وخلقت أنا وغيري لشيءٍ واحدٍ فقط هي العبادة،، إذا أتقنتها فزت في حياة الخلود .. إذاً لماذا أشقيت نفسي ..
لماذا لا أعبده حق عبادته ، لماذا لا أشكره في السراء ، وأصبر وأدعوه في الضراء ، وأدع الباقي له وحده سبحانه ،،
لماذا أفكر دائماً في ماينقصني فقط ولا أفكر بما لديّ ؟؟
بدأت أفكر حقاً !!! كم لديّ من النعم التي لا تحصى مثلي مثل غيري ؟
وكم من النعم التي أتميز بها عن غيري ، فكرت وفكرت ووجدت أن لديّ الكثير الكثير ..
تنفست بعمق عدد من المرات … شعرت بدوار وتثاؤوب .. أدخلت المزيد من الأكسجين للمخ جعلت كل أعضاءي تتنفس هواءً جديداً نظيفاً .. أخذت فوطتي وأسرعت للاستحمام ..
يا الله! ماألذ الماء .. وضعت الكثير من الشامبو والصابون على جسمي .. فتحت كل مسامات جسدي .. خرجت وارتديت أحب اللباس عندي .. وتخلصت من كل ملابسي البالية والباهتة ..
سرحت شعري للأعلى بطريقة مريحة ورائعة .. وضعت عطري اللذيذ والمفضل :
اكتشفت أني مجنونة لماذا احتفظت بهذا العطر المنعش فقط للمناسبات. يا لغباءي
! الا استحق أن استمتع برائحة هذا العطر و استنشق راءحتة دون أن يكون أحد؟
كحلت عيناي ووضعت ملمع للشفاه هادئ على شفتي ، أنا جميلة .. ابتسمت بكل جوارحي وحمدت الله ودعوته أن يجمل خلقي كما جمل خلقي. خرجت من غرفتي .. بدوت نشيطة .. صنعت لي كوبي المفضل ..
ارتشفته مع بضع تمرات، لقد تذوقت حلاوة التمر .. بدأت أذكر الله في كل خطوة ..
أجل فأنا أريد أن أفوز وأريد أن أقضي ساعات اختباري بكامل انتعاشي ولذتي ..
بدأت أمارس مهام بيتي .. لكني اليوم بدأت أمارسها بثقة بسعادة ونشاط فأنا أحتسب الأجر ..
قررت في ذاتي أن أكون مصدر سعادة لكل من حولي .. وأكثر من يستحق سعادتي هو نفسي وزوجي وأطفالي وعائلتي وجاراتي وصويحباتي ..
قررت أن أذهب للطبيب وقت ما أحتاج لذلك لأعالج نفسي ، من أجلي ،..
بدأت أحرص على قراءة القُرْءَان ومجالس الذكر وحرصت على السنن ، والأوراد والصوم وعيادة المريض وصلة الرحم وإصلاح ذات البين الى غير ذلك من العبادات.
بدأت سعادتي لأني سعيت لذلك أردت ان أكون الأقوى فأصبحت بكل معاني الكلمة.
تغيرت حياتي ،، أصبحت رائحتي مميزة وذوقي مميز .. أصبحت اُسعد من حولي بإيجابيتي .. ظهر أثر ضحكاتي على اهلي وبيتي ،،
لم أعد تلك الشاكية الباكية بل أصبحت الواثقة المعتزة بذاتها ودينها.
بدأت آخذ قسطا من الليل أناجي فيه ربي .. لعل الله يديم عليّ سعادتي وهنائي وأدعوه بكل ماأريد وبكل مايريده من حولي ..
ثم أضع رأسي على مخدتي الباردة وأذكر اللَّه .. وأفكر بأن كل يوم قادم سيكون أجمل بسهولته وصعوبته وفي كلٍ أجر .. ثم أستسلم لنوم هادئ ما أجمله …
في النِّهايه نصِيحَتي لَكِ عَزِيزَتِي:
(غيري تفكِيرك ؛تتغير حَيَّاتِك)…..
“إن اللَّه لايُغَيْر مَابِقَومٍ حَتَٰى يُغَيرُوا مَا بِأَنفُسْهِم “.