حرب الدماء..
حرب الدماء..
أتمنى أن تنال إعحابكم…بقلم فتاة ذات 17عام
فجأة سمعت صوتا قويا كاد يفقدني حاسة السمع، فاستيقظت من نومي ونظرتي حولي فكانت غرفتي ظلام بظلام، وفجأة سمعت صوت صراخ ونحيب وكان مصدره قريب ،نظرت من النافذة و رأيت السماء تلبس ألوانا من مختلفة من ازرق وأحخر واسود، تأكدت وقتها أن هناك مصيبة قد حلت بالقرب من منزلنا،فارتجفت خوفا، وذعبت ركضا حافية الأقدام باتجاه غرفة والدي فلم أجدهما هناك، سمعت صوتا من الأسفل فأدركت أن جميع عائلتي هناك،فأسرعت إليهم لأتلقى الصدمة بأن هناك قذيفة ما وقعت في الحي الذي نعيش فيه،ومن هول الصدمة خرجت لانظر إلى الآباء وهم يحملون أطفالهم بين أيديهم،وأجسادهم الصغيرة ممتلئة بالدماء،وملابسهم بدلت بأخرى صبغت لاحقا باللون الأحمر أثر بقايا القذائف التي اتخذت اجسامهم الضعيفة مسكنا لهم ،والخوف كان سيد الموقف إذ لم يترك صغيرا أو كبيرا إلا دخل أعماقه،والنساء لم تكن أفضل حالا إذ اصبحن يركضن وينادين بأعلى أصواتهن على أطفالهن، وكل أم تبكي خوفا وحزنا على أطفالها الذين هم جزء منها من حياتها ،وهب الجميع لمساعدة غيره في هذه المحنة الصعبة،وأنا كنت أنظر لعائلتي لأتفقدهم واطمئن بأنهم جميعا بخير،فلم أجد أبي وأصبحت أركض وأركض وانظر في وجوه جميع الرجال لعل وعسى ألقاه..فلم أجده و أصبحت أناديه بأعلى صوت أملكه، ولكن لا حياة لم تنادي !! لم يسمعني أحد ،و رجعت أمام منزلنا لأرى أمي فكانت شاحبة الوجه ،وأخواتي الصغيرات مذعورات من هول المشهد ومن هذه المناظر التي لا أتمنى لأحد أن يراها،فأدخلت أمي وأخواتي للمنزل وعدت للخارج أنتظر أبي ولأساعد أحدا ان لاستطعت ذلك ،فجأة رأيت طفلة صغيرة بعمر السبع سنوات وكأنها استنفذت كل طاقتها بالبكاء، فحملتها بين يدي وسألت النساء إن تعرفوا عليها،وبعد مدة طويلة رأت الطفلة امها،وأصبحت تنادي أمي …أمي، ابتسمت الطفلة لرؤية أمها، وغادرت برفقتها بعد أن شكرتني والدتها، وأنا كنت شاردة..صافتة فقط أريد الاطمئنان على أبي، ولكنني فقدت الأمل،ومع أول خطوة كدت أخطيها داخل منزلي،سمعت صوتا لطالما عشقت سماعه…كان صوت أبي !! عندما سمعته التفت إلى الوراء وذهبت بسرعة البرق واحتضنته بكل ما أملك من قوة.. وكأنني أقول له لا تتركني مجددا ….ودخلنا البيت سويا،وعندما رأتنا أمي وقتها فقط عرفت الابتسامة طريقها الى الى شفاه جنتي وابتسمت أجمل ابتسامة ❤ ولن انسى عيناها التين كانتا تحمل داخلهما اللون الأحمر،نعم…ذاك اللون الذي كان ملك الألوان تلك الليلة !!ولن أنسى صوت الصراخ بالخارج الذي بدأ ينخفض رويدا..رويدا …♡
بقلم ₩ ورود الشام