قصة في غابة الروعة
قصة في غابة الروعة
قصة رقم 2
ثانيا/ قصة في غاية الروعة:
كانت هناك في قديم الزمان امرأة اعتادت أن تصنع الخبز الطازج كل يوم وأن تضع رغيفا على نافذة دارها لأي جائع، فكان هناك رجلا مسكينا يأخذه يوميا ولا يقول في كل مرة إلا جملة واحدة: “الشر الذي تقدمه يبقى معك والخير الذي تقدمه يعود إليك”.
ومن كثرة تكراره لهذه الجملة كل يوم لعبت النفس الأمارة بالسوء دورها مع المرأة وأخبرتها بأن ذلك الرجل المسكين بدلا من إظهار بعض الامتنان لمعروفكِ إليه يقول جملته اليومية، وباليوم التالي قامت المرأة بوضع السم بالرغيف الذي ستضعه على النافذة ولكنها بآخر لحظة رجعت إلى ربها وتابت من ذنبها وألقت برغيف الخبز المسموم بالنار وصنعت للرجل المسكين غيره.
كان لتلك المرأة ابنا شابا سافر للبحث عن عمل من شدة الضيق ولكنه كانت أخباره منقطعة عن والدته من أعوام مضت، وبذلك اليوم دق بابها وعندما فتحته وجدت صغيرها واقفا أمامه بثياب ممزقة وقد علا وجهه ملامح التعب الشديد، أخذته في أحضانها والدموع تذرفها بحرارة عينيها، مسح بيديه دموع والدته وأخبرها بأن تحمد خالقها الذي بعث إليه برجل طيب القلب أعطاه رغيفا ليأكله بعدما أخبره أنه رجل مسكين لا يقوى على العمل وأن ذلك الرغيف هو قوت يومه إذ تصنعه له امرأة طيبة القلب كل يوم وتضعه له على نافذة منزلها، هنا علمت المرأة معنى جملة الرجل المسكين: ” الشر الذي تقدمه يبقى معك والخير الذي تقدمه يعود إليك”، وأنها لو لم تلقِ بالرغيف المسموم بالنار لكان أكله صغيرها (اصنع الخير حتى لو لم تجازى عليه ممن صنعته له)، قال تعالى في كتابه العزيز: “ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ” صدق الله العظيم.
….منقولة