قصة الغلام والمعلم
قصة الغلام والمعلم
في زمن بعيد كان هناك غلاما متقد الذكاء، أرسلاه والديه إلى بلاد بعيدة لطلب العلم والدراسة فيها، قضى دهرا طويلا من الزمن، وحينما عاد طلب من والديه أن يحضروا له معلما جيدا لكي يسأله ثلاثة أسئلة تحيره وتشتت انتباهه دوما…
وفي الصباح حضر المعلم، وبعدما ألقى كل منهما التحية على الآخر بدأ الغلام في سؤال معلمه…
الغلام: “من أنت؟، وهل ستتمكن من الإجابة على أسئلتي الثلاث التي لطالما حيرت الكثيرين من العلماء والفقهاء؟”
المعلم: “إني عبد من عباد الله، وإن وفقني الله سأجيب عن أسئلتك التي حيرتك وشتت انتباهك كما ذكر والدك”.
الطالب: “هل الله موجود بالحقيقة فعلا، وإذا كان موجودا صدقا فأرني شكله؟
وما تعريف القضاء والقدر؟
وإبليس خلق من نار، فكيف سيلقى فيها يوم العذاب وهي لن تؤثر فيه؟!”
المعلم صفعه صفعة قوية على وجهه دون أن يتفوه بكلمة واحدة…
الغلام ظهر عليه التألم الشديد: “لماذا صفعتني يا سيدي، هلى أغضبتك أسئلتي في شيء؟!”
المعلم: “لا، لم أغضب منك ولا من الأسئلة التي طرحتها علي، وإنما كانت الإجابة عليه”.
الغلام بإنكار: “ولكني لم أفهم منك شيء بعد”.
المعلم: “يا بني هل تشعر بألم الصفعة على وجهك؟”
الغلام: “نعم أشعر به”.
المعلم: “إذا هل تؤمن بوجود الألم؟”
الغلام: “نعم أؤمن بوجوده”.
المعلم: “إذا أرني شكل الألم”.
الغلام: “بالطبع لا أستطيع فعل ذلك”.
المعلم: “هذه هي إجابتي على سؤالك الأول، فكلنا نشعر بوجود الله سبحانه وتعالى ولكننا لا نستطيع رؤيته.
هل راودتك أحلام ليلة أمس عن أني سأصفعك على وجهك؟!”
الغلام: “لا بالطبع”.
المعلم: “هل راودتك أي فكرة حول أنني سأصفعك على وجهك؟!”
الغلام: “لا أيضا”.
المعلم: “هذا هو تعريف القضاء والقدر
يا بني يدي التي صفعتك على وجهك مما خلقت؟”
الغلام: “من طين”.
المعلم: “ووجهك مما خلق؟”
الغلام: “أيضا من طين”.
المعلم: “وبماذا شعرت بعدما صفعتك بيدي التي خلقت من طين على وجهك الذي خلق من طين مثلها؟”
الغلام: “شعرت بالألم”.
المعلم: “هذه إجابتي عن سؤالك الثالث، فالله سبحانه وتعالى إذا أراد أن يعذب الشيطان في النار التي خلقه منها فبالتأكيد ستكون عذابا مهينا له”.