ليتني مثلها 2
ليتني مثلها 2
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تكملت القصة الأولى
بسم الله
أما عن الفتاة الثانية فقد كانت يتيمة الأب ولكنه كان قد توفي منذ فترة قريبة للغاية، كان والدها رحمه الله مجد في تعليمها إلا أنها كانت أصغر إخوتها ومدللة للغاية، لم تفلح في تعليمها على الرغم من أن عقليتها تؤهلها لذلك، غادرت المدرسة ولم تتمم دراستها، والأغرب من ذلك لم تجد أحدا يردعها عن قرارها حتى إخوتها الصبيان لم يتجرؤا يوما على التحدث إليها بصوت مرتفع؛ وقد كانت هذه الفتاة من اختيار الأخ الثاني، لم يكن قرار زواجه منها بدافع حبه الشديد لها، ولكنه كان لأنه يريد ابنة عمه ليس إلا، لم يتقدم بعرض الزواج منها إلا مرة واحدة وقد قبل عرضه على الفور.
تزوجا بنفس اليوم ولم يعانيا من أي شيء ولا أي مصاعب، كانت والدته تحبها ولا تضمر لها أي سوء بقلبها، كما كانت والدتها تجلب الكثير من الهدايا لوالدة زوج ابنتها حتى يستقيم حالها مع ابنتها ولا تقع ابنتها في مشكلات بسببها؛ كما كان زوج هذه الفتاة عصبيا للغاية يخشاه الجميع من شدة عصبيته لذلك لم يكن أحدا يتجرأ لا عليه ولا على زوجته.
وبدأت حياتهما الزوجية وكل فتاة منهما تقوم بالأعمال المنزلية المطالبة بها، كانت الفتاة الأولى تعمل معلمة للغة الفرنسية بإحدى المدارس الإعدادية، وكان موعد الزفاف بنهاية العام الدراسي، لذلك أفنت هذه الفتاة نفسها في العمل حتى تعوض أيام تقصيرها بأيام ذهابها للمدرسة، و يا ليتها لقيت أي إحسان منهم، لم تلقى أي معاملة حسنة إلا من زوجها وبشقتهما، أما في المنزل الكبير فقد كان يخشى من والدته أن يعامل زوجته حسنا وتراهما.
وأول ما بدأت الأيام المدرسية والذهاب للمدرسة يوميا، قررت الأم (والدة زوج الفتاة الأول) أن تنفق الفتاة مرتبها الشهري كاملا في المنزل كما ينفق زوجها مرتبه كاملا من أعمال البناء، وبخصوص البقية فلم يكن أي منهم يعمل، وجدت الفتاة ظلما كبيرا واقعا عليها وعلى زوجها، في البداية كانت موافقة على المبدأ ولكن ليس بكل رضا، ولكن عندما سمع والدها بقرار أم زوجها ذهب إليها وحذرها من شرها، وأخبرها أنها ليست مضطرة لفعل ذلك، وعليها أن تفكر في اليوم الذي ستنقلب فيه والدة زوجها عليها نظرا لكرهها الشديد لها ولكل إخوتها ومن قبل لوالدتها المتوفاة، وأنها لن تصفو لها يوما مهما فعلت، ونصحها أن مالها الذي تكسبه بجدها وحلال ربها يوما ما سينقذها، لم تفهم الفتاة حينها ما قصده والدها ولكنها نفذت كل أوامره، ولم تجد أي اعتراض من زوجها الذي أعطاها كامل حريتها في هذا الموضوع.
وبالأيام الأوائل حملت الفتاة الثانية، أما عن الأولى فلم تحمل، ويا لصعوبة المواقف التي واجهتها من والدة زوجها حيث أنها وضعت في حساباتها أنها تمردت عليهم جميعا بمنعها أموالها عنهم لذلك عاقبها الله سبحانه وتعالى بمنع الأطفال عنها ومنعها من أن تصبح أما في يوم من الأيام، تذكرت الفتاة وقتها كلمة والدها عندما أخبرها أن أموالها ستنقذها يوما ما، كانت لا تجد مفرغا لهمها إلا مع صديقاتها المعلمات بالمدرسة، واللاتي أخبرنها بضرورة ذهابها إلى استشاري أمراض نساء وتوليد للاطمئنان على نفسها ومعالجتها إن لزم الأمر والأخذ بالأسباب كما أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالفعل تابعت الفتاة عند الطبيب وقد رزقها الله سبحانه وتعالى بالحمل، ولكن كان بعد مدة كانت حينها الفتاة الثانية سليطة اللسان التي لم يقدر أحد في كل المنزل ولا حتى زوجها عليها قد أنجبت ابنا، ويشاء الله سبحانه وتعالى أن تخسر الفتاة الأولى حملها الذي انتظرته طويلا وكانت تضع فيه كل أملها، حيث أن الجنين لم يدخل إليه نبض وقد تجاوزت أيامه هذا، رأى الطبيب أن يجري لها عملية جراحية من أجل إنزال جنينها، ولكنها كانت تضع أملها في ربها لآخر لحظة، وبدون أي إجراء عمليات جراحية سقط الجنين من رحمها، وفي ظروفها القاسية وكسرة نفسها وهم قلبها لم تتركها أم زوجها في شأنها كعادتها الدائمة، اتهمت الفتاة بأنها لم تكن حاملا من الأساس، وكحال زوجها لم يستطع بالتفوه بكلمة واحدة، انهارت الفتاة من شدة حزنها على صغيرها الذي انتظرته طويلا ولم تراه عينيها بعد وقد فارق الحياة، وعلى والدتها الراحلة التي لو كانت على قيد الحياة لم تكن والدة زوجها لتفعل بها كل تلك الأفعال، فسقطت على الأرض طريحة أخذ زوجها يقلبها يمينا ويسارا ولكن دون جدوى…
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــع