ليتني مثلها الجزء الثالث والاخير
ليتني مثلها الجزء الثالث والاخير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بتمنى تكون هالقصة نالت اعجابكم وهي الجزء الاخير
أصيبت بالفتاة بهبوط حاد في الدورة الدموية، فذهب والدها لرؤيتها وعندما علم بما حدث لابنته أخذها معه إلى منزله، وتوعد زوجها أشد العقاب لما جرى لابنته وهي في حمايته؛ جاء زوجها ليأخذها من منزل أبيها، فاشترط عليه والدها أن يكفيها والدته، وعده ابن أخيه الراحل منذ زمن بعيد بما أراد.
عادت الفتاة لمنزلها والذي وجدته خربا، فقد تجاوزت والدة زوجها كل الحدود، لم تترك أي من أشياء الفتاة على حالها، أخذت ما أرادت وتركت ما أرادت، ولم تستطع الفتاة التفوه بكلمة واحدة، كما أنها لم تستطع إخبار زوجها بذلك حيث أن والدته قد زرعت في رأسه فكرة الزواج بثانية حتى تنجب له الأبناء، وخاصة أن أخيه الذي تزوج معه بيوم واحد لديه ابن وزوجته حامل بالثاني.
ومازالت الفتاة تعاني، تذهب إلى المدرسة تحكي همها وغمها لصديقاتها وتأخذ منهن النصح والإرشاد، تعود لمنزلها تقوم بواجباتها، ومن ثم تمكث كل الليل في رحاب خالقها تدعوه وترجوه وتتوسل إليه أن ينعم عليها بالذرية الصالحة.
وفي يوم من الأيام شاهدت لها أختها الكبرى رؤية ولا أروع منها، شاهدت في منامها أن والدتها الراحلة قد أعطتها هدية لتعطيها لأختها الصغرى، ومعها رسالة: “وما كان ربك نسيا”؛ وما هي إلا أيام قلائل وكانت الفتاة خلالها مطمئنة بوعد ربها سبحانه وتعالى وأصبحت حاملا، وتمر أيام حملها ومازالت والدة زوجها تهينها وتوبخها على الدوام حتى جاء اليوم الذي طردت فيه الفتاة من منزلها، فبعدما أصبحت حاملا لم تجدا شيئا سوى طردها والتخلص منها نهائيا.
ذهبت الفتاة إلى منزل والدها وعيناها مليئتان بالدموع، فأخبرها والدها مطمئنا: “ألم أقل لكِ يوما أن مالكِ سينقذكِ يوما؟!”، لم تفهم الفتاة ما يعينه والدها من هذه الجملة حينها، ولكن بعد يومين جاء والدها وأخبرها أن هناك قطعة أرض واسعة وفي مكان استراتيجي، والكل يرغب في شرائها.
وافقت الفتاة على شرائها وبناء منزل لها ولابنها الذي لم يبعث إلى الحياة بعد، قامت ببيع كل الذهب الذي تمتلكه ولم يتبق لها منه شيء، اشترت قطعة الأرض وقامت ببنائها، وبمشاركة زوجها تم بنائها بصورة عصرية للغاية، أصبح لديها منزلا كاملا ملك لها، منزلا تمنى مثله كل من رآه.
انتقلت للعيش فيه ولم تنس يوما ما لحق بها في منزلها الأول الذي لم تعده منزلا لها من البداية، لقد ذاقت فيه الأمرين؛ وجاء موعد وضع جنينها، من بداية الحمل كان يخبرها طبيبها بأنها سترزق بأنثى، فهيأت كل شيء لابنتها الجميلة التي انتظرت تشريفها للكون بكل صبر وإيمان لدرجة أنها اشترت لها ذهبا يزينها حالما وصولها للعالم، وكانت المفاجأة والضربة القاتلة بالنسبة لوالدة زوجها، لقد رزقها الله سبحانه وتعالى بابن ما أجمل هيئته، لقد صوره الله في أحسن صورة وأبهى خلقة، كل من يراه لا يستطيع تحويل ناظره من عليه، هكذا تكون ثمار الصبر وثمار الثقة فيما عند الله سبحانه وتعالى.
ومن بعدها بعام ونصف رزقها الله سبحانه وتعالى بابن آخر، ومن ثم بفتاة جملة ومشرقة للغاية، وهكذا استقرت حياتها ومن الله عليها بطيب العيش بعد كل المعاناة التي كانت تعانيها بسبب من حولها والذين على ما يبدو كانوا لا يحملون لها في قلوبهم إلا كل الحقد على ما آتاها الله من فضله العظيم.
أصبحت الفتاة الثانية تتمنى لو كانت مكانها، تتنعم في منزلها الخاص الذي يحوي كل شيء، ولا تنقصه مثقال ذرة؛ لقد خسرت هذه الفتاة نفسها وانجرفت في المشاكل مع والدة زوجها، وفي الحقد على غيرها من البشر ونسيت النعم التي حباها الله سبحانه وتعالى لها، فتوفي ابنها الأكبر من سوء اهتمام منها، ولم تتعظ بذلك بل تمادت في أخطائها ليمرض ابنها الثاني، فتتركه لجدته وترحل لمنزل والديها رافضة بشدة العودة من جديد، واضعة شروطا قاسية على زوجها الذي لا يجد عملا من الأساس، أنها تريد منزلا خاصا كابنة عمها وإلا لن تعود إليه.
استودعكم الله 😍😍😍😍