حكاية السبع فرحان باللهجة التونسية
حكاية السبع فرحان باللهجة التونسية
للأمانة القصة منقولة واتمنى ان تعجبكم رأيكم في التعليقات
حكاية سبعة فرحات ..
يحكيو على زوز أخوة معرسين واحد عندو سبعة أولاد والثاني عندو سبعة بنات .. توفات ام البنات وقعدوا البنيات حمل على كتاف بوهم …. خوه الكبير يسافر مع اولادو ويجيب السلع ويبيع ويشري وحالتو ميسورة ….لكن هو ما عرفش كيفاش يعمل ….لا صاب يهزهم معاه ويسافر مع التجار … ولا قدر يخليهم ويمشي يشوف رزقو مع خوه…. مالقاش حتى حل غير انو يخدم عند خوه على خاطر من بعد موت المرحومة قلت حركت و وتجارتو وولى ياكل في الربح وراس المال ….هوكة يحمل السلعة…. يهز ويجيب قضيات ….و يرد بالو على حوانت خوه كي يبدأ مسافر هو واولادو…. عايش على قد الحال ….ما يجوع ما يشبع…. ساعات كي يستحق يطلب من خوه ….يعطيه الحقيقة ما يشدش عليه ….لكن اللي يعطي يمل واللي يأخذ ما يملش كيما يقولوا….. وزيد الخو كان ديما يقلو “حتى هوما سبعة يا خويا ….اش يحب لهم مونة وكسوة!!!!
يجاوبو بو البنات “رزقهم على الله .. هاو انت زادة عندك سبعة ما شاء الله”
” أنا عندي سبعة فرحات …. يعاونوا ونلقاهم في الشدة…. أما انت عندك سبعة هموم ….قاعدينلك كالوعدة (النذر) في باب الرزق…. لا يرحمو لايخليو رحمة ربي تنزل عليك
يبكش مسكين وما يلقى ما يقول ….يولي يبدل الهدرة والا يعمل روحو يقضي في بعض الاشغال باش يخبي دموع القهر …..و يروح لبناتو ساهم …مهموم …. يكركر في سويقاتو …. وحتى الماكلة ما ياكلهاش كي ينبزو خوه ويعايرو ببناتو …..
حتى نهار قالتلو بنتو الصغيرة وهي اقرب وحدة ليه “شبيك يا بابا ديما مهموم ؟؟ ياخي عمي داهك عليك بالخدمة والا قاعد يلز لك بالكلام؟؟؟ كان ماكش مرتاح معاه بطل… والله يغنينا على لقمة الذل”
دمعت عينين البو وما نجم يقول حتى كلمة ….لكن بنتو قعدت تحكي معاه وتستدرج فيه بالحديث حتى فقع الدمالة حاشاكم وحكالها اللي ثمة…..
تنهدت الطفلة وقالت لبوها :” هذا الكل وانت مستحمل وساكت على خاطرنا …… برحمة امي في قبرها لا تعكسني ه المرة يا بابا …. وخليني ناخذ بثاري وثار اخواتي …. ونعلم عمي درس عمرو ما ينساه ….
سبعة فرحات الجزء الثاني
… قال لها بوها ” شنوة تقصد يا بنيتي؟؟؟ شنوة ناوية ؟؟ لا ثار لا شي ….شعندنا فيه ربي يهديه”
لكن الطفلة ركبت راسها وقالتلو ” علاش الحقرة يا بابا ؟ ياخي انت والا امي صورتونا وخلقتونا ؟ ماهو خلقنا ربي كيفنا كيف اولادو …لانا خير منهم ولاهم خير منا اللهم انت بيدك موافقو ومستعار بينا بالحق”
المهم كلمة منا وكلمة من غادي جابت بوها في القالب ووافقها على مخططها بعد ما عاهدتو ووعدتو ….
ايا بعد مديدة قرر التاجر يبعث ولدو الصغير يسافر لمدينة بعيدة شوية باش يجيب منها سلعة وهذي اول مرة باش يقصدها .. قال بو البنات لخوه
” ايا باهي ….حتى انا كنت عازم نبعث بنتي الصغيرة تجيب لي شوية سلعة قبل رمضان والعيد….. ندور الدولاب و نعاون روحي شوية….
بهت التاجر وقعد حال فمو في خوه ” كيفاش؟؟؟ تلصق أنثى في ولدي؟؟؟ الطفل ماهوش ناوي ع الماخذة و هي منين ليها التجارة ؟؟؟ ه الشغبة اللي باش تعملها للولد !!! باش يقعد يقاسي فيها ويقري ويوري والا باش يتلهى بخدمتو وامورو؟؟
فهم بو البنات قصد خوه …. لكن كتم داه في رداه و سكت…..الاخر يغلي ويهز ويصبط وخوه داز النح وعامل وذنين عروسة …. وفي الاخر مشى كلام الطفلة وشدت الثنية مع ولد عمها….
هو هز زادوا وزوادو وبرشة فلوس وفرس ومقرون …. وهي مسكينة عطاها بوها زوز صوردي مخبيهم لدواير الزمان خباتهم في شونها على ماياتي…. لكن عبات الشواري ( جمع شارية : قفتين كبار يتحطوا على اجناب الدابة) بالبسيسة والزيت وخبز الشعير والماء وشوية سمن وعسل وكعيبات دقلة وطمطومات وشوية غلة …تدور في الدار وتتفتف حتى دبرت مونة الطريق و بزايد زادة…. حطتهم على بهيمة بوها خاطر هذاك اش يكسبوا …وتوكلت على الله …..
شدوا الطريق العازب من قدام والطفلة من تالي ….الفرس مرة تركض مرة تهرول مرة تمشي ….. والبهيمة الشارفة تدبك بالشوية بالشوية …. والطفلة مرة تركب والاكثرية تسخف ع البكمة وتهبط تمشي على سويقاتها…. وولد العم مرة يسبقها وياقف يستناها ….ومرة يرجعلها وهو يصيح ويلعن في النهار الاغبر اللي لمهم على بعضهم….
وهي عاملة مولى الدار موش هوني….. و يمين البكوش في صدرو….. كي يجوعوا ياقفو في بلاصة ظل …..ويجبدوا مونتهم….. الطفلة ماو متعودة بالاقتصاد وقلة التبذير : تاكل قدمة وتخبي قدمة…. تشرب رشفة وتعطي رشفة للبكمة وتخبي القربة ……
اما الطفل ماو متعود ع الدلال والخيرات….. كل شوية يجبد الماكلة اللي حضرتهالو امو يضربها قد قد ويشرب الماء على كيف كيفو ويزيد يصب على رأسو ويبرد سويقاتو …. ما تعدات ثلاثة ايام حتى وفات المونة متاعو وبدأ ياكل فيه الجوع ….والطفلة تلاحظ في كل شيء وساكتة …..صبر المغبون صبر وقاللها ” جعت …..تعطيني ناكل معاك؟”
” والله ما نشدش عليك يا ولد عمي…. لكن احنا توا في طريق طويلة ….والمونة هذي لازمها تشدني حتى نوصل …. كان تحب ع الماكلة تفضل خوذ شطرها اما على شرط…. تعطيني هاك الصرة
مهمه شوية …. لكن الجوع ما يقدرش عليه…. اعطاها صرة الفلوس اللي عندو وخذا شطر المونة متاعها……. طاح ياكل في الدقلة ويلحس في العسل حتى لهب بالعطش وماعندوش ماء…..
“تعطيني شريبة يا بنت عمي؟”
“اش باش نقلك يا وليد عمي ….الماء ما يتشدش لكن هذا سفر …… اش قولك نعطيك قربة ماء كاملة وتعطيني الفرس و تاخذ بهيمتي …..
مهمه الولد شوية….. لكن العطش ذبحو ذبحان ولسانو لصق في لهاتو …. وفي الاخر اعطاها الفرس وركب ع البهيمة بعدما شرب وبرد جنونو….
ولات الطفلة من قدام ع الفرس وهو بعيد عليها مشي نهار يدبك ع البهيمة الشارفة وايامو تصعب ع الكافر….. كل ما يستحق حاجة يأخذها من عند بنت عمو بالمقابل ….حتى قعدولو كان سنونو… حتى صر الحوايج الجدد اللي هزهم معاه نحاتهملو عين تضحك وعين تبكي …..
قعدوا هكاكة يمشيو حتى وصلوا لمفرق طريق ….ثنية ع اليمين خضراء لكن ظلماء ….وثنية ع اليسار شايحة لايحة لكن ضاوية …. هي فكرت شوية و شدت اليمين وهو خلاها وشد اليسار ….قد ما ناداتو ما حبش يتلفتلها …..
خرافة “سبعة فرحات” الجزء الثالث
ايا سيدي تفارقت الطفلة هي وولد عمها وكل واحد منهم شد ثنية….. هو فنيان ويلوج ع الحاجة الساهلة اختار الثنية القاحلة والضاوية …وهي اختارت الثنية الخضراء رغم اللي ظلامها دامس….
سي وخينا قعد يمشي يمشي يمشي حتى وصل لقرية صغيرة في بابها راجل كبير يبيع في السفنج …. مصارنو بداو يغروطوا و ريقتو سالت ….قاللو
“يا عمي تعطيني كعيبتين سفنج ونعطيك ه البهيم؟”
من غير تفكير مدلو كعبتين سفنج سخان كلاهم و قاللو
“والله هايل ه السفنج يا عمي… اش قولك تعطيني كعيبتين اخرين ونقعد نخدم عندك ونعاونك”
قاللو الراجل ” ع الظالين آمين”
.
وأعطاه سكت جوعو…. وولى يخدم معاه الصباح سفناج ….والعشية بين الفلاحة والكوري حتى تنحات الجديدة متاعو بالخدمة …وفي المقابل يسكن في قربي حذا الكوري وماكل شارب مع اممالي الدار….
وفي الطرف الآخر بنت عمو شدت الثنية تمشي تمشي تمشي وتتلمس في الطريق حتى وصلت بلاد أخرى تلقى الناس شادين الصف قدام قصر السلطان ….سألتهم اش ثمة …قالوا لها باللي الوزير متاعهم توفى والسلطان عامل امتحان و اللي يجاوب على حجايتو هذاك اللي يولي ذراعو اليمين ….
من حينها شدت الصف معاهم …. كل مرة يدخل واحد ويخرج يصفق في يديه ويتحسر ع الفرصة اللي ضاعت منو ….حتى جاء دورها ….ربطت الفرس ودخلت …. حيات السلطان والحاشية متاعو …. استغرب السلطان على خاطرها اول مرا تتقدم للمسابقة …ايا سألها “قداش عمرك ؟” ش
قالتلو ” الله اعلم الاعمار عند الله…. ما نقولوش قداش عمرك يا سيدي …خاطر حد ما يعرف قداش عمرو في الدنيا ”
قاللها ” امالأ اش نقولو ؟؟”
قالتلو نقولو” قداش في عمرك ” …تبسم الملك وطلب منها تقرب و تقعد مقابلتو …. وسألها على اصلها وفصلها واش جابها لهالبلاد….
حكاتلو قصتها مع بوها وعمها …. والتحدي اللي عملتو مع ولد عمها….
اقترح عليها السلطان طليعة كان تطلعها تفوز بالمنهنصب وتولي مالاعيان …. وافقت من غير تردد على ه الفرصة اللي تجي في العمر مرة….
سألها السلطان ” زعمة اش يقول الماء وهو يغلي ع الحطب ”
فكرت شوية وقالتلو ” هذي ساهلة يا سيدي … الماء كي يبدأ يغلي يقول ” العود اللي سقيتو كواني …. و الجذع اللي بردتو شواني”
تبسم الملك و تعجب لذكاءها وفطنتها و اعطاها منصب الوزير وولات في ليلة ونهار مالاعيان ….
وبعد مدة توحشت امماليها بعثتلهم العسكر متاع السلطان وقلوبهم الأخبار السعيدة على بنتهم الوزيرة و جابوهم معززين مكرمين و خذاو دار كبيرة وراء القصر وعاشوا عيشة الرخاء بعد الشدة …. اما العم قعد وحدو لا هو لا بو …. نهار وهو قاعد في محلو و يدخل عليه ولدو يكركر في شلاكتو ….لا كسوة كالناس لا سلعة لا فلوس …الوسخ والمسخ والعراء والقرا حاشاكم ….. قاللو وين الفرس والسلعة …. اش جبت في يديك ؟؟؟
قاللو ما جبت شي …اما تعلمت كيفاش نقلي السفنج و ما يشربش الزيت
ولى بوه يضرب في وجهو ويسب في النهار اللي خمم باش يعمل عليه …. و قد ما حاول يتقرب لخوه و يقابلو ثماش ما يرضى يعطي وحدة من بناتو لولد من اولادو …البنات قالوا الف اعوذ بالله من ه النسب ….. والبو قاللو ” ما عادش عندي بنات للماخذة ….بناتي الكل سهل عليهم ربي ببخت الرضى و خطبوني فيهم جماعة القصر ….و بعد سنين الشقاء باش يفرح بو البنات”
وقتها فهم الخو المقصود….وندم على كل شي عملوا لكن اللي فات محال يعود…. و فهم اللي ما ثماش فرق بين طفلة وطفل … الفايدة في التربية الصالحة و رزانة العقل
وحكايتناطابة طابة والعام الجاي تجينا صابة
…….انتهت……
قصة منقولة