شاهد صور الشاعر محمود درويش بالبرغل

35 4٬163

شاهد صور الشاعر محمود درويش بالبرغل
تقوم صديقة زاكي المتميزة الفنانة  Mosheera Ismail Mansour باستخدام موهبتها في الرسم لتبدع فيه ولكن بأدوات المطبخ وهذه المرة رسمت لنا صورة شخصية فلسطينية مؤثرة جداً, شاهد هذه الصور معنا, واترك لنا أعزاءنا في #شلة_الأنس رأيكم في التعليقات.

شاهد صور الشاعر محمود درويش بالبرغل 11990694_745143012280502_4361584136303036635_n

شاهد صور الشاعر محمود درويش بالبرغل

«ولد محمود درويش في 13 شهر آذار (مارس) من عام 1941م في قرية صغيرة وادعة تقع علي مسافة 9 كيلومترات شرقي عكا، وتدعي «البروة»(2) القرية التي يكتب التاريخ عنها آنهاقاومت الاحتلال في بواكيره وبعدد سكانها الذي لا يتجاوز الفي نسمة»(3) «أما اسرته فأبوه سليم درويش الفلاح البسيط الذي لا يملك شيئاً»(4) ومحمود درويش يشير في ديوانه الي ذلك الموضوع في قصيدته «بطاقة هوية»:

سجّل أنا عربي..

وأبي.. من اسرة المحراث

لا من سادة نُجُب

وجدي كان فلاحاً

بلا حسبٍ.. ولا نسب.(5)

أما امه فهي من قرية «الدامون» قرب الناصرة وكان والدها أديب البقاعي عمدة الدامون فقد كانت سيدة فلسطينة لا تقرأ ولا تكتب».(6)

«وكان الشاعر من العائلة التي تتألف من ثمانية ابناء، صبيان وثلاث بنات وهو الابن الثاني في الأسرة التي نزحت الي لبنان».(7)

حياته الادبية: «تعلَّم محمود درويش العلوم والدراسات الابتدائية في مدرسة «الأونروا» في خيام «الدامور» في لبنان»(8).

بعد العودة الي وطنه، فلسطين، والقرية الجديدة، دير الأسد كان في الصف الثاني، يتحدث الشاعر أنه طالع الأدب العربي كثيراً وقلَّد الشعر الجاهلي في محاولاته الشعرية الأولي»(9).

وقد تحدث عن هذا الموضوع في مقابلة صحفية مع مجلة العالم:

«لقد تأثرت بعدد من الشعراء وانا اجاهر بذلك دائماً، انا ابن الشعر الجاهلي وابن أبي الطيب المتنبي وابن التطور الشعري علي مستوي القرن العشرين في العالم الغربي»(10).

«خلال وجوده في فلسطين عاش في منطقة الجليل وعمل لبعض الوقت في تحرير صحيفة (الاتحاد) اليومية التي يصدرها حزب راكاح. عام 1971 غادر محمود درويش فلسطين وذهب للعيش في بيروت حيث نال شهرة واسعة بوصفه شاعر المقاومة الأول مارس درويش الصحافة في عدد من الدول العربية. بعد خروجه من بيروت عام 1982م سافر الي باريس ثم قبرص ورأس خلال سنوات الثمانينات وبداية التسعينات تحرير مجلة «الكرمل» الأدبية الراقية التي توقفت ثم عادت الي الصدور ثانية من رام اللّه في فلسطين في أوائل عام 1997. ويعيش درويش في عمان الآن»(11).

حياته السياسية :

«عاش درويش لاجئاً في وطنه وشارك في الكفاح السياسي في مطلع شبابه وانضم الي الحزب الشيوعي الاسرائيلي، راكاح. وبسبب معتقداته السياسية تعرض درويش للمضايقة والقمع المتواصل علي أيدي السلطات الاسرائيلية»(12). وقد سجن عدة مرات. «كانت المرة الاولي سنة 1961 حين انتقل من قرية «الجديدة» ليعيش وحده في مدينة حيفا سنة 1960 وكان اعتقال البوليس الاسرائيلي له في مسكنه بدون بسبب»(13) يقول محمود درويش عن الحبسة الاولي في السجن: «ان السجن الأول مثل الحب لا ينسي».(14) سجن محمود درويش للمرة الثانية سنة 1965 بسبب سفره الي القدس من حيفا بدون تصريح حيث ينبغلي لكل عربي أن يحمل تصريحاً خاصاً اذا اراد ان ينتقل من مكان الي آخر، كما سجن مرة أخري عندما عقد الطلاب العرب في الجامعة العبرية امسية شعرية، حيث ذهب محمود من حيفا الي القدس للاشتراك في هذه الامسية وهناك القي قصيدته المعروفة «نشيد الرجال» التي نشرها بعد ذلك في ديوانه الثالث «عاشق من فلسطين».(15)

وهذا مطلعها:

لاجمل ضفة امشي

فلا تحزن علي قدمي

من الأشواك

ان خطاي مثل الشمس

ولا تقوي بدون دمي!

لاجمل ضفة أمشي

فلا تحزن علي قلبي

من القرصان…

ان فؤادي المعجون كالأرض

نسيم في يد الحب

وبارد علي البغض(16).

وهو يتحدث عن سجنة دائماً اذ يقول في قصيدة باسم «السجن»:

تغير عنوان بيتي

وموعد أكلي.(17)

مؤلفاته :

ألّف كتباً كثيرة في الشعر والنثر. اما آثاره الشعرية فتبلغ ستة وعشرين ديواناً. أهم هذه الدواوين هي: «عاشق من فلسطين 1966م، آخر الليل 1967 (ألفه بعد حرب حزيران 1967)، مديح الظل العالي 1983، أحد عشر كوكباً 1992)(18)، «حالة حصار 2002، لا تعتذر عما فعلت عام 2003 و…»(19).

أما اهم آثاره النثرية هي: «شيء عن الوطن 1971 ويوميات الحزن العادي 1973 و…»(20).

كفاحه وشعره :

محمود درويش شاعر الحب، شاعر الأم، شاعر الوطن، شاعر الأرض المحتلة وشاعر فلسطين. كان مجاهداً في طليعة المجاهدين، انا اعتقد ان الجهاد أنواع متعددة لا يكون الجهاد بحمل بندقية فحسب، بل قد يكون القلم والقول انفذ من الرماح المسددة والسيوف القاطعة واعظم من القنابل المدمرة، اذا يقول في مديح الظل العالي بصوت حار:

«كم مرة تتفتَّحُ الزهرة

كم مرة ستسافر الثورة

واللّه فينا وحدنا

واللّه فينا قد تجلي»(21)

لقد كان شعره صاعقة تنزل علي المستعمرين والغاصبين وشظايا من نار تلهب جلودهم وتحرق أحلامهم عندما يقول:

«وامريكا هي الطاعون

والطاعون امريكا

وامريكا لامريكا».(22)

الشعب الفلسطيني قد شرّد من أرض آبائه واجداده وهو يتذكر قضية شعبه وكان شعره يوقظ الشعب من سباته ونومه وغفلته ويدفعه الي الثورة علي الظلم والصهاينة والكفاح من اجل الحرية والوطن، اذ يقول:

«آه، يا جُرحي المكابر

وطني ليس حقيبة

وانا، ليس مسافر

انني العاشق والأرض حبيبة»(23)

وفي موضع آخر يقول:

«أموت اشتياقاً

اموت احتراقاً

وشنقاً اموت

وذبحاً أموت

ولكني لا اقول

مضي حبنا وانقضي،

حبنا لا يموت»(24)

لقد أحبَّ محمود درويش وطنه، فلسطين بكل مشاعره وعواطفه، من اجل ذلك كان شعره شعلة مضيئة يوقظ النائمين والغافلين من غفلتهم ويذكر بحقهم المغتصب. شعره الهب المشاعر والعواطف الانسانية واثار العقول وايضاً اثر في عقول الأحرار والمسلمين. وفي الواقع لقد اشاع الشاعر الكبير وطنه، فلسطين، في كل الفاظه ومعانيه وابياته.

الأمر الذي يبقي دوماً جزءاً من شعره هو تلك العداوة الشاملة علي المستويين الشخصي والجماعي. قال في مقابلة صحفية مع مجلة العالم: مهمتي حماية هوية شعبي. في كل بيت من أبيات شعره تعبير فني صادق عن مأساة الشاعر ومأساة اهله وجيله وبني قومه وهو تعبير يمس القلوب ويضر الجسم ويقل العقل حتي هؤلاء الذين لم يسمعوا شيئاً عن قضية فلسطين وكارثتها، عندما يقول: «… نحن الآن مصابون بازمة لا الوطن فقط ولا مكان اقامة، عندنا ازمة قبور. فعندما يموت الفلسطيني الآن لا نعرف أين ندفئه… الا يكفينا اننا لا نملك حق الحياة في وطن ولا نملك حق الحياة في منفي؟ وايضاً لا نملك عنواناً بجثتنا»(25).

يقول في «قصيدة الارض» كلمات يشق بها عنان السماء:

بلادي البعيدة علي.. كقلبي!

بلادي القريبة مني… كسجني!(26)

وأيضاً يقول:

«وطني حقيبة والحقيبة وطني

ليس لي منفي كي أقول لي وطن.(27)

انا اعترف بان محمود درويش يري كل شيء في فلسطين ويصف كل شيء فيها. حب فلسطين محفور في صدره وقلبه. ان فلسطين حبه الكبير الذي لا يضعف ولا يموت واذا كانت الظروف والاوضاع قد اجبرته علي فراقها فان حبها كامنٌ في صدره وباق معه اينما كان، وفلسطين معشوقته النهائية اذا يقول:

وميزاتي:

علي رأسي عقالٌ فوق كوفية

وكفي صلبة كالصخر…

تخمشُ من يلامسها

سجِّلْ!

أنا عربي

فلسطينية العينين والوشم

فلسطينية الاسم

فلسطينية المنديل والقدمين والجسم.(28)

اصبحت قصائد محمود درويش داخل الأرض المحتلة حجارة الانتفاضة والثورة علي ايدي الفلسطينيين، اجبرت العدو علي ان يبادر الي نفيه ونفوه الي خارج الوطن وكانت قصائده تلتهب بالنضال وتبشِّر بالثورة والعودة. يقول في «أوراق الزيتون» مخاطباً امه:

يا أمنا! انتظري امام الباب، انا عائدون!

ماذا طبخت لنا؟

فانا عائدون».(29)

من أجمل اشعاره التي ينهي الناس عن السفر ويحذّرهم ويدعوهم الي المقاومة والصمود ضد الصهاينة المحتلين علي لسان أبيه اذ يقول:

وأبي قال مرة

حين صلي علي حجر:

غضَّ طرفاً عن القمر

واخدر البحر… السفر!

وأبي قال مرة

الذي ماله وطن

ما له في الثري ضريح

… ونهاني عن السفر!(30)

خلاصة القول انه شاعر قضية، شاعر مأساة، شاعر نكبة وشاعر فاجعة، نحن نحس من قصائده ان الحبيبة والوطن شيئان توأمان وليست الحبيبة شيئاً والوطن شيئاً آخر. لذلك فالحب عنده يرتبط كل الارتباط بوطنه وقضيته ودرويش كثيراً ما يمزج بين الحبيبة والوطن، ويجعل منهما شيئاً واحداً.

هو يتحدث في بعض الاحيان عن الحبيبة والام والحب والبرتقال والزيتون و… في الواقع يعبّر عن وطنه، فلسطين وعندما يتحدث عن اللص والذئب والسرحان و… يعبر عن الغاصبين الظالمين الاسرائيليين. اشعاره ذات اثر بليغ في الانتفاضة وفي الواقع هو شاعر يوقظ الناس من غفلتهم ونومهم بشعره وفي شعره حديث عن الوطن والشعب الفلسطيني والصهاينة المحتلين اي شعره يدور حول فلسطين والانتفاضة والاحتلال وكما يقول الآخرون ان محمود درويش شاعر الارض المحتلة، شاعر المقاومة، شاعر الوطن وشاعر فلسطين.

عرض التعليقات (35)