قصة الليلة الغفران بقلم مال الشام

73 11٬836

قصة الليلة الغفران بقلم مال الشام
هذه القصة تأتيكم من قسم المنوعات في زاكي
#
الغفران_بقلم_مال_الشام

#واقعية

قصة الليلة الغفران بقلم مال الشام
قصة الليلة الغفران بقلم مال الشام

 

الجزء الأول – الثاني – الثالث #انتهت

يمكن انا اكتر انسان محظوظ بهي الدنيه .. اوقات بخاف كون بحلم والشي الي عم عيشو مو حقيقه .. يا ترى كل الي بيتزوجو بعيشو هالسعاده هي؟

نزلت هناء عيونها للأرض وابتسمت بخجل : ما بعرف .. وانا كمان كل يوم عم عيشو معك بحسو بيسوا كل ايام حياتي الي كانت قبلك .. هيك مرق على زواجنا سنة كاملة ..

مسك ايدها وباسها هو وعم يتطلع بعيونها : لك عقبال الألف سنه …

هناء : خليني روح جيب الكيك .. عملتلك ياه بأيدي

خالد : يا ريت ما عذبتي حالك كان جبت كل شي جاهز

هناء : معقول انت ؟ هاد يومي انا .. وليلتي انا .. وفرحتي انا .. محدا بيطلعلو يحط لمستو فيها الا انا ..

خالد : ولمستي انا ؟

نكشتو من كتفو وضحكت : رح جيب الكيك استنا ..

قامت تركض على المطبخ .. وقف خالد وفتح الشباك .. وبلشت حبات المطر تنزل على وشو وايديه .. ونسمة هوا باردة كتير محملة بريحة الرطوبة .. ريحة المطر الي متل المسك ..

غمض عيونو وهو مبتسم .. واجا صوت هناء من وراه (( حبيبي سكر الشباك هلأ بتاخود برد وبتمرض .. )) ..

التفت عليها وفتح عيونو ..

هناء : شبك ؟ ليه هيك عم تطلع فيني ؟ يمكن رعبتك ما ؟ يبعتلي حمى بس ..

ركضت هناء مسحتلو قطرات المي الي على وشو بطرف فستانها .. وسكرت الشباك .. وكان لسه عم يتطلع بالارض و عم يتذكر الماضي .. ماضي بعيد كتير .. سنين طويلة بتموت وبتعيش بين يوم والتاني ..

_____________________________________

– حبيبي سكر الشباك هلأ بتاخود برد وبتمرضى الله يرضى عليك يا أمي ..

خالد : ماما ليكي المطر شو حلو .. ما رح امرض

قربت لعندو مسكتو من خصرو وحطتو بحضنها مشان تدفيه : حبيبي بتمرض لانو بعدو جسمك صغير خليك بحضن امك واتدفى ..

خالد : مممممممم جوعان

ام خالد : ايه دقايق وبجي ابوك وجايب معو الأكل .. خلينا نسكر الشباك و احكيلك حكاية لوقت ما يوصل

خالد : بابا رح يجيب معو كهربا ؟

ام خالد : كيف بدو يجيبها معو ؟ بعدين في احلى من الشموع بهل جو الحلو ؟ .. حاجتك نق يلا تعال احكيلك حكاية ..

حملتو و حطتو بالفرشة .. سحبت اللحاف و تخبت هي وابنها تحتو وبلشت تهمس وتحكيلو حكاية ..

________________________________________

حطت هناء ايدها على كتفو بنعومة و سألتو بدلال : شو يعني قالب الكيك ما عجبك ؟

خالد : _ _ _

هناء : يا خااالد رد بئى اوووف

مسح جبينو و انتبه على حالو : شو حبيبتي ؟

هناء : خلص ولا شي بدي نام ..

خالد : لك تعي لهون شبك ؟

هناء : وين صافن ؟ بشو عم تفكر ؟

تغيرت ملامحو وابتسم هو وعم يتأمل حبيبة عمرو و شريكة حياتو .. مجرد يلمحها بنسى كل شي بهل دنيه .. ما بفكير غير كيف ممكن يسعدها وكيف يحافظ عليها ..

خالد : بتعرفي حبيبتي

هناء : لا ما بعرف قلي

خالد : لازم كل يوم احتفل .. وكل يوم جيبلك هدية .. وكل يوم نسهر سوا … لان كل يوم معك بالنسبه الي عيد

هناء : عنجد انت مبسوط معي ؟

خالد : مجنونة انتي ؟ … قال مبسوط قال .. تطلعي بعيوني بتشوفي كل شي سعاده بهل كون متجمعه فيني .. بحبك انا

هناء : انا كتير بحبك .. كتير كتير كتير ..

____________________________________

ام خالد : مشان الله يا امي تنتبه على حالك .. وكول السندويشة الي عملتلك ياها الله يرضى عليك

خالد : هههههههههه امي انا رايح على جامعه مو على مدرسه .. خلص ابنك رح يصير مهندس قد الدنيه ما في داعي تخافي علي

حطت ايدها على تمها وضحكت : ييي لك تؤبر البي … والله معك حق يا حبيبي بس شو بعمل ؟ انت شقفه مني … ازا انت ما اكلت انا بضل جوعانه .. ازا انت تعبت بحس حالي مرضانه
وازا زعلت .. لك .. لك بحس الدنيه كلها سكرت بوشي
لاني كتير بحبك…كتير كتير كتير

خالد : طيب طيب بسيطه .. ليكي شو انا مو راجع لهون اليوم .. رح روح على بيت ابي

ام خالد : بس .. بس انا طابختلك مجدرة مو بتحبا ؟ بدي اطبخلك ياها تعا تغدا معي ..

خالد : لا لا .. مرت ابي طابخة كبة وانا مشتهي عليها

ام خالد : كبة ؟ طيب.. بعملك ياها بكرا وعد .. اساساً اليوم جايه ام وليد تاخود التياب الي خيطتلها ياهن ورح تحاسبني .. وبدي جيبلك كل شي بتشتهيه

خالد : خلص بقى يا امي .. بروح بتغدا عندهن ما في داعي تنشفيلي قلبي وانتي تحسبي اديش بدك تدفعي حق الطبخه .. يلا سلام

ام خالد : خالد .. خااالد ؟؟ .. لك امي !!!!!!!!!!

______________________________________

الصبح صحيت هناء جهزت الفطور لخالد و جهزتلو تيابو بكل حب واهتمام .. وصحتو بحنيه

هناء : خلودتي .. حبيبي ..

خالد : اي ..أي

هناء : يلا بيبي .. وقت تروح على شغلك

خالد : يسعدلي هالصباح اي ؟

هناء : ههههههه اي

خالد : لك برد كتير الواحد ما الو نفس يقوم من الفرشة

هناء : بس لانو برد ؟

خالد : لا مو بس لانو برد … ولانو حابب ابقى اتفرج على هالوش الملائكي .. سبحان الذي حلقك ما احلاكي

هناء : يا الله شو بحب حكياتك … طيب بيبي رح جيب الأكل وطعميك بأيدي ..

خالد : تمام ياروحي بس خليني غسل وصحصح ..

_________________________________

ابو خالد : خالد ابني … صحيح انا تجوزت على امك واجاني غيرك بنتين وتلات صبيان..بس انت بتضلك البكر

خالد : ابي ما تحكي وتتعب حالك

ابو خالد : خليني كمل كلامي .. الورثة رح تتوزع بينك وبين اخواتك بالشرع .. امك ما بيطلعلها شي لاني طلقتها … انت بتعرف انو ما كان بدي طلقها بس هي الي طلبت الطلاق .. انا ما ظلمتها ولا قصرت بحقها ومرتي ما كانت تجرحها بشي

خالد : بعرف بعرف ابي

ابو خالد : بس انا ما بدي ياها تنرمي بالشارع … لهيك انا اشتريت بيت صغير .. بيت صغير يئويك انت وامك احسن من الأجار و البهدلة … وهيك بكون بريت ذمتي قبل ما روح وقابل رب العالمين
وقلها تسامحني .. قلها انو ما كنت رايد يصير بيناتنا هيك .. بس هاد قرارها

خالد : بيت ؟ باسمي انا ؟

ابو خالد : دير بالك على اخواتك و على مرتي .. وسامحوني يا ابي ..

_______________________________

هناء : خااااااااااالد ..

رجع خالد بسرعه : شو في حبيبتي ؟ بدك شي ؟

هناء : اي المسا بدنا نروح لعند اختي وفاء .. مشان نباركلها بولادتها مو تنسا ؟

خالد : لا طبعاً مو ناسي .. رح جيب معي بوكي ورد منيح ؟

هناء : اي اي منيح .. انا جبت حلق دهب للبنوته الصغيرة

خالد : ماشي حياتي فوتي لجوا لا تبردي … الله يجيب الخير المطر ما عم يوقف بنوب

هناء : اليوم رح اطبخلك كبة بدك شي تاني جنبهن ؟

تطلع فيها شوي والمطر عم ينزل على وشو بغزارة ..

هناء : شو ما عجبك ؟

خالد : كل شي من ايدك طيب .. بس اطبخيلنا مجدرة

هناء : مجدرة ؟

خالد : اي … مشتهي المجدرة .. مشتهيا كتير .. كتير ..

__________________________________

ام خالد : عنجد يامو بدك تتجوز ؟ ما عم سدء .. ابني صار رجال ورح يتجوز !

مسكت ايديه التنتين ونزلو الدموع من عيونها : بكرا بتجيبلي ولاد صغار هيك حلوين متلك ؟ وبيتفتلو حوالي وبيعبو البيت ضحك وبكي و اصوات .. ياربي الف الحمدلله الي عوضتني عن شقاي وتعبي
الف الحمدلله ..

خالد : ههههههههه اي يامو بدي جيبلك ولاد صغار كتير … واكيد رح تحبيها كتير للبنت الي اخترتها

ام خالد : شو اسمها ؟ شو اسم عيلتها ؟ .. بتحبها لك يا ضرسان ؟

ضحك وحك راسو : اي بحبها كتير .. اسمها هناء

ام خالد : لك يا فرحتي ويا هناي … مرت ابني اسمها هناء .. لك من اسمها مبينه قدمها خير علينا ..

خالد : ان شاء الله .. الله يتمم على خير .. انا اخدت موعد من اهلها بكرا المسا نروح .. بس ارجع بخبرك شو بيصير

ام خالد : ليش حبيبي ما بدي روح معك ؟

خالد : لا لا ما في داعي انا رايح لحالي ..

ام خالد : بس الأصول بتقول

خالد : امي هدول الجماعه من طبقة غير طبقتنا وما عندهن هي العادات ..خلص انا بروح بطلب لحالي و بخبرك بس ارجع .. ادعيلي ..

ام خالد ( بخيبة امل ) : الله يتمملك على خير يا ابن بطني يا خالد ..

______________________________

طلعو بالسيارة بعد ما تغدو سوا .. شغل خالد المسجلة على اغنية وائل كفوري ..

((كل ما بتشرق شمس نهار
بتاخد لعيونك صور
يجن الليل.. نجومه تغار
ما بدن غيرك قمر
حياتي.. حياتي

كل ما بتشرق شمس نهار
بتاخد لعيونك صور
يجن الليل، نجومه تغار
ما بدن غيرك قمر))

هناء : بيبي حاج تطلع فيني تطلع بالطريق قدامك

خالد : شو بعمل ازا انتي هالئد حلوة ؟

هناء : اي مو لهل درجة هههه

تطلع خالد قدامو : مو معقول المطر من امبارح ما وقف ابداً .. وعم ينزل بغزارة كتير .. في شوارع سكرت بالعاصمة

هناء : اي شفت على الأخبار .. بتعرف لو ما المشوار ضروري ما كنت طلعت .. بس لاني وعدت اختي

خالد : لا عادي حياتي بسيطة بعدين بيت اختك مو بعيد

سكتو شوي بعدين حكت هناء فجأة بتوتر : لك خالد .. ما جبت بوكي الورد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

خالد : لك جبتو جبتو طولي بالك .. ليكو كان هون ..

التفت خالد على الكرسي الخلفي و مد ايدو ليمسك الورد .. صرخت هناء بصوت عالي : خاااااااااااااااالد … خااااااااالد انتبه في شاحنة … خااااااااااااااااااااالددددددددد

التفت لقدام بسرعه و ضرب بعيونو ضو الشاحنة الكبيرة الي جايه باتجاهن .. وصوت صرخات هناء عم يرن بادنيه ..

#الغفران_بقلم_مال_الشام
#واقعيه

الجزء الثاني

من هداك الحادث .. وبهداك اليوم .. تغيرت كل حياتي ..

كنت صاحي وحاسس على كل شي هن وعم يسحبوني من السيارة .. بس ما كان في اي وجع .. دم مغطي عيوني و عم حاول احكي بس ما قدرت .. بعد ما رفعو السيارة وطلعوني حطوني على النقالة
وسمعت صوت سيارة الاسعاف ، و كمان ما كنت حاسس بأي وجع .. بعيوني بلشت دور على هناء بكل مكان وافكار كتيرة عم تروح وتجي براسي .. ابشع هي الأفكار انو هناء تكون ماتت !!

لوقت ما وصلت على المستشفى وسمعت الممرضين فوق راسي عم يقولو (( حالة خطيرة .. جهزو غرفة العمليات .. )) ما كنت مستوعب انو الحكي عني لاني فعلاً ما كنت حاسس بألم

بغرفة العمليات … كان الضو فوق راسي حط الدكتور اصابعو قدام عيوني و سألني بصوت عالي (( هدول كم ؟ )) .. حرك اصابعو يمين ويسار و انا عم تابعو .. بعدين رجع يحكي مع الطاقم الطبي الي معو
وانا رجعت اتطلع بالضو الي فوق راسي .. وما بعرف ليش شفت بالضو وحده حامل حاطه ايدها على ضهرها وعم تمشي .. ضيقت عيوني و حاولت اتطلع اكتر
ضلت عم تمشي هي المرا بعدين تمددت عالأرض و خلفت .. حملت الطفل الي بايدها وصارت تهدهدلو وتضحكلو .. وفجأة قامت و صار الولد يمشي جنبها وهي ماسكه ايدو
يوقع وتوقفو .. يوقع وتوقفو ..صار يكبر الولد وهي كمان تكبر .. هو ضهرو يستقيم وهي ضهرها ينحني .. اخر شي ترك ايدها وفل .. وهي قعدت بالأرض وصارت تبكي ..
ما عاد قدرت هدي حالي و صرت حاول اصرخ .. الي كنت عم شوفو مجرد شريع سريع لحياتي انا وامي .. وبعدها غبت عن الوعي ..

_____________________________

هناء : حبيبي .. خالد ؟

فتحت عيوني على صوتها وعلى لمسة ايدها ..

حطت ايدها على راسي وصارت تبكي : الحمدلله انك بخير .. خفت كتير عليك

خالد : انتي منيحه ؟

هناء : منيحة .. مابني شي ..

كانت ايدها ملفوفة و قاعده على كرسي متحرك ..: ليش هاد الكرسي ؟

جاوبتني الممرضه الي واقفه جنبها : ما تقلق زوجتك بخير بس في كسر بايدها وبرجلها ولازم تضل مرتاحه وهي اصرت تجي تشوفك لهيك جبتها على الكرسي المتحرك

ابتسمت و شديت اصابعي على ايدها : الحمدلله على سلامتك

هناء : الحمدلله على سلامتك انت ياعمري … لو تعرف شو خفت .. هاد الحادث ابشع شي صار بحياتي .. اهلي كلون خافو عليك .. كنا ناطرين لحظة بلحظة لتصحى ونطمن عليك

خالد : ليش اديه علي نايم ؟

هناء : تلات ايام ..

تطلعت حوالي على الغرفة الي انا فيها ..

هناء : بابا جابنا على هاد المشفى بعد ما طلعت من العملية .. هون بيهتمو فينا احسن

غمضت عيوني وكنت حاسس بتعب فظيع .. حتى عظامي كانت عم توجعني … والوجع بلش بالتدريج لبعد ساعة ونص بلشت اصرخ وهناء صارت تبكي من الخوف
اجا الدكتور و اعطاني مسكن الم خلاني ارتاح وارجع نام بهدوء ..
يومين اضافيات بالمستشفى على المسكنات وبعدين بلش الوجع يصير مقبول نوعاً ما .. كانت هناء كل الوقت جنبي ما تتحرك ولا ثانيه رغم وجعها والكسور الي بجسمها ..

تطعميني بايدها و تحاول تحكي معي بس كنت حاسس حالي داخل بصدمة ولسه ماني مستوعب الي صار معنا .. وكل ما اتطلع على هناء واتخيل انو كنت ممكن اخسرها تسود الدنيه بوشي

هناء : حبيبي .. جبتلك خبر حلو

خالد : ليش الحلو بجيب غير الاخبار الحلوة .. هاتي لشوف بدهن يخرجوني ؟

هناء : يا الله منك هيك حرقت المفاجئة ؟ ..

خالد : هههههههه خلص اسف رح اعمل حالي ما معي خبر وانتي ارجعي فوتي واحكيلي

هناء : حسابك بالبيت .. هلأ رح جهز اغراضك وبعدين منتفاهم

خالد : كيف بدك تجهزيهن اقعدي انتي وهلأ بتجي الممرضة بتضب كل شي

هناء : اوووف لك عنجد مليت حاسه حالي مربطه

خالد : ايه على الاقل انتي صرتي تمشي و عندك ايد تانيه تحركيها .. انا لهلأ مو قادر اتحرك اي حركة

هناء : _ _ _

خالد : بالله خليني شوف الدكتور هلأ لافهم اديش بدي ضل على هالحالة

هناء : بس بابا حكي معو وشرحلو حالتك كلها ..

خالد : اي وشو قال عمي ؟

هناء : قلي انو رح تتحسن بالتدريج بس هلأ ما فيك تمشي بنوب

خالد : اي يعني شو المشكلة بالضبط ؟

قربت وقعدت جنبي على التخت وحطت ايديها على وشي : ما تكتر اسئلة المهم نطلع من هون رح اختنئ

خالد : عيونك

هناء : عيوني ؟

خالد : اي

هناء : شبهن ؟

خالد : بشلو

______________________________

طلعنا على بيت عمي وبقينا هنيك شهر ونص .. لوقت ما رجعت هناء تتحرك بشكل طبيعي وصار فيها تدير بالها علي لحالها .. رجعنا على بيتنا .. وفتت على بيتي محمل وعمي وهناء عم يسندوني
بعد ما طلعت منو واقف على رجلي ..

حطني عمي بالفرشة و كان وشو مبين عليه الانزعاج ومانو مبسوط ابداً .. شكرتو مرتين وما رد علي.. بس طلع من البيت رجعت هناء وفتحت الشنته لتطلع تيابنا وتحطهن بالخزانة

خالد : هناء .. شبو ابوكي كأنو مو طايقني ؟

هناء : اه ؟ ليش عم تحكي هيك ابي كتير بحبك بس هو ما كان حابب نطلع من عندن

خالد : ليش حاسس انو في شي تاني ؟ اهلك كلهن اخر فترة كان واضح عليهن انو استتقلو قعدتنا .. بعدين هن مو مجبورين يتحملوني بفترة مرضي لارجع وقف على رجلي

تركت التياب من بين ايديها .. و هربت بعيونها عني

خالد : هناء شبك شو في ؟

هناء : ما .. ما في شي

خالد : عم تبكي ؟؟؟؟؟؟

سندت على ايدي ورفعت ضهري شوي : تطلعي فيني لك عم تبكي ؟

هناء : اسفه ..

قامت وركضت من الغرفة وصارت تبكي بصوت عالي … عيطت عليها اكتر من مره بس ما ردت
ضربت بايدي المزهرية الي جنب تختي .. وقعت وانكسرت واجت هناء عم تركض على الصوت

هناء : شو صااااار ؟

خالد بعصبية : عم احكي معك بتردي علي ..

مسكت رجلي وصرت ارفعها وارميها : ازا ما فيني قوم وراكي ما تتجاهليني

هناء : مو هيك القصه انا بس

خالد : انتي شوووووو؟؟؟؟؟؟؟؟

هناء : خالد الدكتور عم يقول … انك

فجأة ارتخت كل اعصابي .. كنت متوقع انو في شي مخبى بالنسبه لحالتي .. مرقت ايام كتيره ولهلأ ما في اي اشارة انو انا بخير .. حطت هناء ايدها على تمها ورجعت تبكي

خالد : انو شو ؟ احكي ؟

هناء : عم يقول يمكن ما بقى ترجع تمشي ابداً ..

قعدت على الأرض وحطت ايدها على راسها وكملت بكي ..

______________________________

خالد : دكتور فيك تكون صريح معي .. لازم يكون عندي فكرة عن حالتي لاعرف كيف بدي عيش ..

الدكتور : استاز خالد انا خبرت هالحكي لعمك اول ما خرجوك من عنا من المستشفى .. قلتلو احتمال قدرتك على المشي اقل من 20% بس هو اصر انو ما بقدر يحكي هالحكي لزوجتك لانها متعلقه فيك كتير
انا كنت بفضل لو خبروك من وقتها مشان تتقبل الموضوع .. بس للاسف كان خيار عائلتك .. الي هن زوجتك وحماك

تطلعت بهناء الي واقفه بالزواية و وشها اصفر

هناء : خالد هو قال في امل .. قال في امل وانا كنت متمسكة بهاد الامل وما بدي ياك تزعج حالك لهيك خبيت عليك

خالد : اي وهلأ شو الي اختلف ؟

الدكتور : الي اختلف انو بعد ما خضعت للعلاج الفيزيائي والاشعة والفحوصات … واضح انو حتى ال20% صار مشكوك فيهن .. الاعصاب بالجزء السفلي متضررة عندك
و في تفتت بالعظام .. وبالتالي ..

خالد : كمل ؟

الدكتور : شد حيلك ابني ..

طبطب على كتفي وطلع من الغرفة ..

بقيت انا وهناء … قربت لعندي وقعدت على ركبتها .. حطت راسها بحضني وصارت تبكي وتعتذر مني

الي ما بتعرفو هناء انو وقتها انا كمان بكيت كتير معها .. بس قبل ما ترفع راسها مسحت دموعي .. وبنفس الايد مسحتلها دموعها وبست جبينها

خالد : حاج تبكي

هناء : ما بتخيل انو ما عاد رح تتفتل حوالي .. ما عاد رح تحملني .. ما عاد فينا نتمشى بالشوارع ونلعب مع بعض ..

خالد : قربي لعندي شوي ..

قربت هناء اكتر .. ضميتها وشميت ريحتها كأني عم ودعها ..

بقينا اليوم كلو ساكتين وما عم نحكي .. كل واحد فينا عم يتطلع بالفراغ و يفكر ..

بالليل غفيت هناء بحضني .. وانا كل الليل ما نمت .. بقيت عم اتحسر على حالي وفكر كيف بدي عيش بالايام الجايه .. وكيف بالشهور الي مضو كانت هناء تقضيلي حاجتي وانا اخجل منها
كان مستحيل كمل حياتي بهي الطريقه .. ومستحيل هي كمان تكمل اكتر من هيك مع واحد عاجز ..

الصبح الساعه 11 بلشت الشمس تحمى اكتر .. كنت عم غطي وش هناء بايدي مشان الشمس ما تزعجها لان ما كان فيني قوم وسكر الشباك ..فتحت عيونها هي ومنزعجه : يا الله خالد قوم سكر الشباك

خالد : __ _ _

قلبت على الجهة التانيه .. وبعد ثواني قامت و جمعت شعراتها وتطلعت فيني و همست بخجل : انا اسفه

خالد : _ _ _

هناء : رح قوم اتحمم و حط فطور ماشي ؟

بعد ما قامت واول ما وصلت عند الباب … : هناء

هناء : اي ؟

خالد : انتي طالق ..

ضلت واقفه ومعطيتني ضهرها ..

خالد : طالق ..

التفتت علي و دموعها عم تنزل .. وقلتلها التالته .. : انتي طالق

ما كان في غير هالحل .. حتى هي مسحت دموعها بعد دقايق وانسحبت من الغرفة بهدوء .. تنيناتنا منعرف انو الحياة بيناتنا انتهت .. واي يوم زياده مع بعض هو مجرد تضيع وقت ..

بعد نص ساعه جابتلي الاكل وحطتو على رجلي و صارت تطعميني وهي ساكته .. اكلت بدون اعتراض ..

قامت اشتغلت بالبيت كنت عم اسمع صوت تكسير كتير كاسات هي وعم تجلي ..

عالعصر حطتلي الغدا جنبي كنت نايم (( او عامل حالي نايم .. )) .. فتحت خزانتها وطلعت تيابها وصارت تضبهن بالشنتاي ..

كان قلبي عم يخفق بسرعه والعرق عم يصب مني متل المي .. بس سمعتها سكرت باب الخزانة تطلعت عليها وابتسمت .. ابتسمتلي وسحبت شنتايتها ومشيت ..

خالد : هناء

هناء : اي ..

خالد : ممكن تعملي معي معروف ؟..

هناء : طبعاً .. قلي

خالد : ممكن تروحي وتجيبي امي من دار العجزة … جيبيلي ياها لهون .. لو سمحتي ..

#الغفران_بقلم_مال_الشام
#واقعية

تركت هناء اغراضها و اخدت اوراقي الرسمية و الثبوتيات و طلعت من البيت … خلال ساعه ونص بكيت متل ولد صغير مو متل رجال عمرو 32 .. بكيت لوقت ما حست صرت ابكي دم مو دموع ..
لوقت ما رجعت هناء … سمعت طقة المفتاح و حطيت راسي تحت الغطا ..

هناء : فوتي مرت عمي تفضلي ..

ام خالد : وينو ؟

هناء : جوا

فاتت امي لعندي وقعدت على التخت .. صارت تلمسني بايديها : خالد .. شو صايرلك يا امي .. شو صار فيك يا حبيبي

رفعت الغطا من على وشي و رمت حالها علي و صارت تحضني بقوة كبيرة وتبكي وانا ابكي بصوت عالي بحضنها .. ما بعرف ازا هناء شافتني بهاد الشكل بس لما وعيت على حالي ومسكت اعصابي لقيتها تاركه البيت ورايحه

رجعت امي ..

رجعت بكل معنى الكلمة .. رجعت كأنو امبارح تركتني .. ما عاتبتني بأي كلمة و لا حسستني انو زعلانه مني ..

كان العمر تعبها بس لسه صحتها معها .. تقوم تطبخ وتجي تطعميني
تنضفني و تمسحلي و تحكي معي وتطلعني من غنرفتي وتسندني على كتفها الي ما لقت حدا تسندو عليه وقت احتاجت

كنت كل ما اقعد معها خاف كتير ، قول اكيد هلأ بدا تفتح الموضوع .. اكيد هلأ بدا تعاتبني .. بس ولا مره عاتبتني ! ولا مره سألتني ليش هيك صار ..

ام خالد : يامو تفاحة ولا برتقالة ؟

خالد : لا ولاشي امي مو جاي على بالي

ام خالد : معناها موزه ههههه وانت صغير كنت تحب الموز اكتر شي شوي روح على المطبخ جيبلك موز

مسكتها من ايدها وشديتها ..

ام خالد : شو ما بدك ؟

خالد : بعدك متزكرة شو كنت حب انا وصغير ؟

ام خالد : ايه طبعاً .. انت ابني و وحيدي .. كل حياتي بتزكر كل شي بيتعلق فيك …

خالد : حتى بعد الي عملتو فيكي ؟

حسيت كأنو رجف قلبها .. فتحت عيونها فجأة وصارت انفاسها تتسارع … سحبت ايدها من ايدي وقامت بسرعه

ام خالد : لا تحكي بهل موضوع انا ما بدي احكي فيه ابداً

خالد : بس لازم نحكي فيه

ام خالد : رح جيبلك موزة من المطبخ ..

قامت بسرعه وضلت بالمطبخ وما رجعت وانا ضليت قاعد وحاطط ايدي التنتين على راسي وعم اتزكر الي عملتو ..

وقت رحت اخطب هناء اهلها شرطو يكون الها بيت ملك مستقل بمنطقة محترمة .. وقت حكيتلهن عن البيت الي اشترالي ياه ابي قبل ما يتوفى قلي عمي (( منيح لكن بتخلي فيه الست الوالدة وبتشتري بيت لهناء .. ))

احرجوني و ما رضيو يتنازلو ابداً عن هاد الطلب وانا كنت عم اشتغل جديد وما معي الا كم ليرة مفكرهن رح يجوزوني .. ما رجعت لعندهن وبعد شهرين خبرتني هناء انو جاين لعندن ضيوف ورح يخطبوها

ما لقيت حالي الا عرضت البيت الي قاعدين فيه للبيع … و رجعت خبرت ابو هناء انو رح جهزلها البيت بكم شهر وطلبت نقرأ الفاتحة ..

بعم ما بعت البيت الي كتبو ابي باسمي مشان عيش فيه انا وامي … بلشت دور على بيت منيح بمنطقة محترمة .. اخدت اسوارتين دهب من امي هي اعطتني ياهن مشان مشي امور الخطبة

و لقيت بيت على العظم بمنطقة محترمة كتير و بنفس المستوى الي متعوده هناء تعيش فيه …

لما خبرتها فرحت كتير وخبرت اهلها … وابوها تكفل انو يكسي البيت على حسابو ويفرشلنا ياه المهم بنتو تكون مبسوطة ومو ناقصها شي ..

كل شي انحل … الا مشكلة وحده الي هي امي .. والي ما قدرت قول لعمي انها رح تعيش معنا .. وهناء قالتلي انو ابوها رح يفركش الجوازة كلها ازا بيعرف انو امي رح تعيش معنا … ف طلعت بحل بشع كتير ..

_____________________________
(( قــــــــــــبــــــــــــل سنة ))

ام خالد : حبيبي خلصت انا ضبيت كل اغراضي

خالد : اكيد ما عاد ناقصك شي ؟

ام خالد : ايه ايه اكيد .. يلا خلينا نمشي .. بدي شوف بيتنا الجديد

خالد : ايه يلا امي اعطيني الشنتى عنك

ام خالد : لك ابني .. معقول مرتك تزعل لاني رح فوت البيت قبلها ؟ خلينا نستنى هون لبعد ما تتجوزو باسبوع بجي لعندكون ما تعتل همي !

خالد : لا ما بصير لازم نفرغ البيت ونسلمو .. الي اشتراه طلب مني سلمو هاليومين

ام خالد : ايوه .. طيب ليك خلص بروح بقعد عند مرت ابوك شهر زمان .. معليه بتحمل ما تعتل همي ، انت وعروستك لازم تاخدو راحتكون شوي ما بصير اكبس على نفسكون من اولها !

خالد : خلصنا بقى امي امشي معي بدون حكي

ام خالد : ليش زعلت مني ؟ انا امك وشايفه كيف حالتك الك ايام ما عم تاكول ولا عم تنام وعطول شارد .. واكيد هاد كلو لانك عم تفكر فيني .. ليك ابني افهم شغله
انا مستحيل نغص عليك حياتك انت ومرتك .. بالعكس والله ما بدي غير شوفكون مبسوطين وما رح ازعجكن بشي لا يكنلك فكرة .. رح ساعدها بكل شي وكون الها متل الام
ما تفكرني متل باقي الحموات …رح حطها بعيوني لان قيمتها من قيمتك يا روحي انته

خالد : لك خلصنا بقى فهمت .. امشي معي يلا

______________________________________

وقتها اخدت امي و دخلتها على دار العجزة ، خبرت هناء بهاد الشي وهي الي كانت تهون علي انو الي عملناه مشان مستقبلنا وبعد كم شهر منرجع نجيبها لعندنا وقتها ابو هناء ما رح يقدر يعترض

خبرتو هناء انو امي قعدت عند مرت ابي … وتم عرسنا وعشت بسعاده ما بتنوصف .. وكل ما كانت تجي صورة امي على بالي ويخطرلي قول لهناء مشان نرجعها .. أتردد .. وخاف انو فوتت امي
على البيت تنزع علينا الحياة الحلوة الي عايشينها انا وهناء ..

كانت حياتي روتينية كتير ، ما كنت اعمل شي وامي تعمل كل شي .. تعاملني متل طفل صغير .. و كل الليل تبقى قاعده عند رجلي عم تقرأ عليها قرآن و تعملي مساج وتنام جنبي مشان ازا احتجت شي تحس علي

ام خالد : خالد .. اصحى

خالد : اي امي اي

ام خالد : لك يلا قوم صارت الساعه 11

خالد : لك وتصير مية شو بدك فيني .. ليش لاصحى .. شو بدي اصحى اعمل خليني نايم ما بدي اصحى ما بدي اعمل شي ما بدي فيق كل يوم ولاقي حالي عاجز خلص اتركيني بحالي

صرخت فيها بصوت عالي وبكيت ، فعلاً كل يوم كنت بتمنى نام و ما اصحى ..

بعد ما صرخت فيها قربت مني ومسكتلي ايدي وصارت تمسح بايدها التانيه على وشي

ام خالد : طول بالك حبيبي .. اسفه ما عاد صحيك بكير خلص نام ئد ما بدك بس لاتعمل بحالك هيك
خالد:اسف .. انتي ما دخلك اسف
ام خالد : والله يامو قلبي عم يحترق عليك كل يوم … ما عم نام الليل وانا بدعيلك .. بس بتعرف شو يا حبيبي ؟ رح تمشي انا متاكده ..

تطلعت امي باتجاه الشباك ولمعو عيونها : كأني شايفتك قدام عيوني واقف على رجلي وعم تمشي … قلبي هيك عم يقلي .. وقلب الام ما بيكزب

خالد : الك علي ازا وقفت على رجلي عوضك عن كل شي .. رح شيلك على راسي من فوق مشان تسامحيني .. مسامحتيني انتي امي ؟ مسامحتيني ؟

طبطبت على ايدي وابتسمت : مسامحتك .. انا كنت بعرف انك رح تجي شي يوم وتاخدني .. كنت كل يوم انطرك لتجي تاخدني وتقلي انو اشتقتلي وما قدرت تعيش بدوني

خالد : تأخرت كتير ..

ام خالد : المهم جيت ! المهم انك اشتقتلي صح امي ؟

نزلت راسي وما قدرت رد .. حسيت حالي اختنقت …

ام خالد : خلص نام وارتاح انت وبس تقوم بتلاقي الفطور جاهز ايه ؟

هزيت راسي وفتلت وشي على الجهة التانيه ورجعت نمت ..

كنت فرغ طاقتي شوي بالكتابة … بلشت اكتوب مذكراتي وكل شي صار بحياتي على دفتر مع التواريخ .. و بعد اصرار امي راحت لعند مرت ابي وحكيت مع اخواتي مشان يشقو علي ويوقفو جنبي
اجا اخي سمير الي اصغر مني .. اكبر واحد باخواتي … كان مرتاح مادياً كتير .. قبل هيك كنا على قطيعه لان من البداية انا وامي كنا بحال و مرت ابي و اولادها لحال .. كأنو ما في بينا أي صلة دم.. بس تعاطفو مع وضعي وبلش سمير يزورني بشكل يومي
و ياخدني على المستشفى ليشوفو الدكاترة شو ممكن يعملولي ..

كانت امي على راسي بكل طلعه وما تخلي حدا يدفش الكرسي الا هي .. مع انو بلش التعب يظهر عليها وصحتها تراجعت كتير .. كانت تكابر على حالها .. وابتسامتها ما تفارق وشها ابداً

يا الله هالانسانة كأنها مخلوقه من نور .. قبل ما نطلع على المستشفى تعمل سندويشات زيت وزعتر وجبنة وتحطهن بكيس و تبلش توزع على الممرضين والأطباء ..
وين ما تروح الكل يحبها ويتعلق فيها ..

هـــــــــيــــــــــــــك لوقت ما وقعت امي وقعه وحده … مرضت مرضه قوية كتير ..

جابلها سمير دكتور و كتبلها شوية ادوية وقال ما فيها شي .. بس كان فيها كل شي ..

صار لازم يكون في حدا يخدمني انا وياها … حكيت مع ست بعمر التلاتين تجي تشق علينا كل يوم ساعتين … تحطلنا الدوا جنبنا و تحضرلنا لقمة اكل و تنظف البيت
وسمير يجي يقضيلي حاجتي ازا اضطريت .. وامي تقدر تقوم بحالها على الحمام بصعوبة ..

كانت تحط فرشتها بغرفتي جنب تختي ..

مرقو شهرين على هاد الوضع والحياة كانت صعبه كتير وقاسيه .. بس مع هيك ابتسامتها ما اختفت .. كل يوم مرق كانت تصحى من بكير مبتسمة وتضل عم تتساير معي وتحكيلي عن طفولتها
وكيف ابي حبها وتزوجو …وكيف جابتني و كانت تحبني .. ولا مره كملتلي حكي عن زواج ابي عليها .. كأنها ما بدها تعترف بهاد الشي او ما بدها تحتفظ فيه بذكرياتها

بهداك النهار على غير العاده كان حكيها قليل كتير … وانا بطبيعة الحال ما كان عندي حكي قولو ..

مضي نهارنا ونحنا ساكتين …

وبالليل الساعه 2 صحيت على صوت أنينها …

كنت شايفها كيف جسمها عم يرتعش تحت توبها الاسود السميك…انتفضت مرتين… و انا ما كنت قادر احكي ولا حرف.. كانت النار عم تاكلني اكل…. ضليت عم راقبها و العرق عم يتصبب مني… لوقت ما هديت… و وقفت حركتها… كنت اضعف مخلوق على وش هالارض… هالدقايق السريعه… مرت بلمح البصر….بس حسيت دهر كامل و سنين طويلة…

طلع صوتي و انا مخنوق…كأنو الحكي سكاكين عم تجرح حنجرتي… كنت خايف منها او عليها مابعرف… من حالي او على حالي والله كمان مابعرف… (( جميلة؟؟ )) …
_______________________________________

ماتت جميلة … ماتت امي …وتركتني لحالي ملحوش على هالتخت عم عد الساعات والدقايق والثواني .. عم موت على البطيئ من الذنب والعجز و الوحده .. ريحتها علقانه بكل مكان وبكل زاوية
وصوتها و ريحتها وضحكتها …

عيونها ونظراتها .. لمساتها و حنيتها … ماتت !! تركتني لحالي وراحت…قبل ما اعتذر منها … قبل ما اقدر عوضها عن الظلم والقهر الي عيشتها ياه

ما شافت مني غير الشقى والتعب .. وهيك ببساطة راحت قبل ما اطلب منها الغفران على كل شي عملتو .. على ندالتي و على عقوقي وعلى تقصيري معها

على همي الي رميتو عليها انا وكبير انا وصغير … على كل شي ..

كل يوم كنت فكر احكي معا .. قلها كل شي بقلبي وقديش ندمان .. بس كنت أجل الحديث لان عندي امل اقدر وقف على رجلي وعوضها

القدر كان اسرع و اقوى مني ..

راحت وضلت فرشتها فاضيه … مكانها فاضي … و صدري فاضي بدون قلب او مشاعر …

فتت بحالة اكتئاب حاد على وفاتها ، بعد تلات ايام العزا اخدني سمير ودخلني مستشفى خاص لاتعالج .. لحشني هنيك ودفع تكاليف علاجي وفل
وما عاد شفتو ولا شفت حدا غيرو .. كنت بس عم شوف وجوه الممرضين هن ذاتهن كل يوم ..
نفس الأكل .. نفس الريحة المزعجة تبع المرض والمشافي … نفس الغرفة .. الايام شبه بعض .. كيف امي عاشت سنة كاملة وحيده بدار العجزة و بعدا طلعت عم تضحك ! انا تقريباً نسيت كيف الناس بيضحكو
كانو الكل يتشائمو مني والممرضين يكرهوني بسبب اخلاقي الديقه وعصبيتي .. بلشت دخن رغم اني ما مسكت سيجارة بحياتي من قبل ..

وكنت كل ليلة احلم بجميلة ( امي ) … احلم انو عم اطلب منها تسامحني … اطلب منها الغفران واصحى عم ابكي واصرخ …. على شو بدها تسامحني ؟ يمكن الانسان بقدر يسامح بكل شي .. الا لما يحط كل ثقتو وايمانو بحدا ويخذلو .. وانها خذلتها وغدرت فيها …

#بعد_مرور_خمس_سنين

خالد : انا واقف على رجلي متل ما شايفتيني بالصورة .. بس بالصورة عندك مو مبين كيف مشيتي .. ومو مبين انو ما بقدر امشي اكتر من عشر دقايق

بالاحداث الي صارت بالبلد كنت بلشت اقدر امشي بشكل بسيط بعد ما عملولي تلات عمليات .. وطلعت لهون على السويد و كملولي علاج وتعلمت لغة واشتغلت وصار عندي حياة مستقرة يمكن احسن من حياتي الي كنت عايشها

تواصلت معي هناء اكتر من مرة .. طلعت هي واهلها برا البلد و وضعهن تغير وما بقي متل اول .. وطلبت مني نرجع لبعض

انا لهلأ بحبها على فكرة …بس مستحيل فكر ارجعلها … مستحيل الحياة ترجع تمشي بشكل طبيعي

انا هلأ عم دور على شي وما عم لاقيه .. عم دور على الغفران .. الراحة .. السعادة .. وما عم لاقيهن ابداً

انا اليوم ما فكرت احكي قصتي لانو عندي رسالة او هدف .. انا بس حكيت لارتاح .. لاني عم فتش على الحياة بأي زاوية وبأي مكان

مكسور ضهري … عم اشتقلها كتير .. يا الله شو ندمان على كل يوم كانت بعيده فيه عني .. على كل دمعة نزلت من عيونها بسببي

على رجلها الي ما بوستها وحطيتها على راسي..

عاشت وحيدة
وكبرت وحيده
وماتت وحيده

وعشمها بالحياة انو الها سند الي هو ابنها … وابنها الي كسرها …

طلبت مني كون جنبها … وانا خذلتها … وبكل وقاحة … طلبت منها الغفران …

نيال الي امو فوق راسو…. نيالو الي بيعرف قيمتها…

#انـــــــــتـــــــــــــهـــــــــــت

عرض التعليقات (73)