قصة الليلة مطلقة بائسة بقلم مال الشام

56 36٬361

قصة الليلة مطلقة بائسة بقلم مال الشام
هذه القصة تأتيكم من قسم المنوعات في زاكي

 

 

قصة الليلة مطلقة بائسة بقلم مال الشام
قصة الليلة مطلقة بائسة بقلم مال الشام

#مطلقة_بائسة_بقلم_مال_الشام
مقتبسة من أحداث واقعية

الجزء الاول – الثاني – الثالث – الرابع

تبعاً لمفهوم القطار الي أغلب الناس بتآمن فيه ، أنا لحقت القطار و طلعت فيه و قطعت مسافات طويلة .. بس قررت أوقف عند محطة معينة .
لأن حسيت بعد هالمحطة في الجحيم ، ضبضبت أغراضي و أخدت أثمن شي بالنسبة ألي و نزلت ..
كان في وجوه كتير عم تطلع علي و تقلي خليكي ، و وجوه ما عم تصدق انو انا نازلة .. و وجوه عم تتمنى لو ينزلو معي .. وكان في وجوه متل السم شمتانه فيني.
أنا و أولادي حازم و تالة .. رجعنا لبيت أخي بعد زواج أستمر 16 سنة .. هن أهم شي جبتو معي و تركت وراي كل شي .. تركت بيت فنيت عمري وانا اتعب فيه مشان عمرو .. تركت أوضتي وتختي و مطبخي الي بكل زاوية فيه ريحتي و أثري ..
تركت زوج يمكن غلط ويمكن ما غلط ما بعرف شو المعيار الي بحدد هالشي !
قطار الزواج اخترت انزل منو و امشي على رجلي ، اخترت طريقي و طارق طلقني بسهولة .. وبهيك انتهت رحلتي فيه .. بس اكيد ناطرتني رحلة جديده لأن الحياة بعدا ماشية .. وطول ما في شمس عم تشرق فأكيد في شي جديد ناطرنا ..
#النهاية
______________________________
#البداية
سوسن : لك ما بتخافي الله انتي شبك هيك عم تعيطي بوشها اعتبريها امك شوفي كيف عم تبكي لك شو ما عندك قلب انتي ؟
خلود : ايوه ايوه اطلعي على حقيقتك ، شيلي وش البنت الأدمية الي القط بياكول عشاها ولك من قليل جوزك طلقك ورماكي هالرمية اه ؟ لو فيكي خير كان ضل حاويكي بس ما بلومو … الك شهرين قاعده ببيتي ومتحملتك وعم قول خطي حرام تنزت بالشارع هي و اولادها بس احترمي حالك والتزمي حدودك انتي هون ضيفه لا اكتر ولا اقل .. وامك مجنونة ومو صاحيه على شي يعني ما تخافي على مشاعرها .. من شوي طعميتيها وهلأ رجعت اكلت اكل بنتي
ضميت راس امي لصدري و حسيت الدموع الي عم تنزل على وشي متل الحمم النارية عم تحرقني حرق .. لك امي عم تبكي قدام عيوني متل الطفلة الصغيرة .. عم شوف بعيوني كيف بتعاملها بظلم وبقرف وما فيني اعمل شي ! .. مجبورة اسكوت لأن اخي ما بيطلع عن شور مرتو وما عندي مكان تاني اقعد فيه انا وامي واولادي .. بس كتير هيك .. كتير انو شوف الست الي تعبت وربت وكبرت عم تتعامل بهي الطريقة ..
( خلص امي ما تبكي يا روحي انتي … جوعانه يا البي ؟ تعي انا رح بعملك سيريلاك وطعميكي ما تزعلي )
مسحتلها دموعها وهزتلي براسها انو أيه بدها تاكول .
( طيب قومي معي على المطبخ يلا )
خلود : سوسن .. مصاري جوزي مو ملاقيتهن بالشارع والراتب يا دوب عم يكفي لآخر الشهر بالذات بعد ما جيتي انتي و اولادك وزاد المصروف وهلأ ما بقدر اتقاسم علبة السيريلاك بين امك وبنتي !
حطيت ايدي التنتين على راسي و شديت اسناني على بعض : لك ما رح قرب على اكل بنتك ما رح قرب عليه ما تخافي خلص خلص
خلود : يوه لك ليش عم تحكي معي هيك ؟ ازا اخوكي مو هون بتستفردو فيني انتي وامك ؟ ما بكفي قاعده ببيتي وما حكيت معك شي
عضيت على شفافي و اخدت امي وطلعت من الغرفة انا وعم فكر ليش كل كلمة بتحكيها معي بتختمها وبتقلي ( ما بكفي مقعدتك ببيتي ؟ ! ) طيب زهير اخي الكبير وما الي غيرو وين كان لازم روح ! نحنا من دم واحد و من رحم واحد .. ربينا سوا و لعبنا سوا وبكينا سوا و اللقمة قبل ما حطها بتمي كنت حطها بتمو .. مو لازم يكون بيتي بيتو و ولادي متل ولادو !
فتت على المطبخ وسكرت الباب مشان ما ضل عم اسمع حكيها .. عملت حليب و غمست فيه خبز يابس .. و طعميتها و قعدنا نحكي انا وياها
أمي : اي بس هاد مو طيب هداك اطيب ما بدي
سوسن : لا مو صحيح هاد اطيب .. انا ما حبيتو لهداك بنوب طعمتو بتقرف
أمي : طعمتو بتقرف ؟ فيه صرصور ؟
سوسن بصوت واطي : ايه فيه صرصور بس ما تقولي لحدا !
حطت ايدها على تمها وضحكت : ايه خلص ما رح قول لحدا ..
طعميتها و اخدتها لغسللها وكمل شغل البيت ، كانت خلود عم تتفرج على التلفزيون و حاطه بنتها بحضنها وكل شوي تطلب مني طلب شي مي شي سندويشة وانا طنش واعمل حالي مو سامعه ..
قبل ما يرجعو ولادي من المدرسة فتت على غرفتي و سكرت الباب و اتصلت بعبير
سوسن : كيفك عبورة ؟ شو اخبارك حبيبتي ؟
عبير : اهلا وسهلا انا منيحه ؟ انتي كيفك ؟ و كيف الوضع عندك بالبيت ؟
سوسن : رح موت يا عبير رح موت .. الله لا يوفقها من وقت ما وصلت ما خلت كلمة بشع هالا وقالتها بحقي ، وانا جايه وشاده ضهري بأخي طلع أخي تشــتــ ــ … خلص انسي .. خليها لالله .. خبريني شو صار معك انتي ؟
عبير : اه ؟ .. انا .. بصراحه يعني
سوسن : خلص فهمت عليكي .. معك حق مو سهل تلاقي شغل لوحده ما معها إلا شهادة تاسع .. الله كريم .. بس خليني ببالك الله يحن عليكي
(( خلود : سوسن .. يا سوسسسسسسسن وينك شو عم تعملي جوا ؟؟ ))
سوسن : ليكي عبير خليني شوف شو بدها يلا منحكي ، بس اوعي تنسيني بشتغل اي شي وانتي بتعرفيني بتعلم بسرعه مخي مو سميك شو ما بدك بشتغل وبتعلم .. والله يجزيكي الخير سلفاً
عبير : ما توصيني وليه والله عم دورلك كأنو عم دور لحالي وكلي الله الا ما يلتقى شي وظيفه بهل بلد ..
(( فتحت خلود الباب متل الي فايت مداهمة وتطلعت فيني بنظرة حاده : مع مين عم تحكي ؟ ))
سوسن : ماشي عبير بتشكرك كمان مره ، مع السلامه
سكرت الخط واخدت نفس : اي مرت اخي شو في ؟
خلود : مع مين كنتي عم تحكي ؟
سوسن : رفيقتي عبير ليش شو فيه ؟
خلود : ايوه .. عبير قلتيلي ؟
تطلعت فيني بنظرة من فوق لتحت ما فهمت شو المعنى منها !
سوسن : شبك في شي ؟
خلود : اه ؟ لا خلص ولاشي .. المهم انتي شو عامله ؟
سوسن : شو عامله ؟ خير ؟
خلود : مجدرة ؟ حدا بيطبخ مجدرة ما بطيقها لهل أكله وما بقدر اكلها بنوب !
سوسن : اي انا سالتك شو بدنا نطبخ وقلتيلي اي شي من الموجود
خلود : هلأ اي لانو من وقت ما جيتي انتي و اولادك ما عاد ملحقين مصروف بس كمان انا ما بحب المجدره بنوب
سوسن : مرت اخي ليكي .. انا ماني قاعده ببيت اهلك بقى دخيل عينك ما تضلي عالرايحه والجايه تلطشي حكي لانو ماني لقيانه .. بالذات قدام اولادي هدول اطفال اعتبريهن متل ولادك واتقي الله .. ما حدا على راسو ريشه ومحدا معصوم عن العازة والحاجه
ضربت على صدرها وبحلقت فيني : ليش عم تحكي معي هيك ؟ هي جزاتي انو معتبرتك اختي الكبيرة وتاركتك تشتغلي بالبيت وتطبخي متل ما بدك ! و فوقها عم تتمني اتطلق من اخوكي و احتاج العالم متل حكايتك ؟ بدك ياني اتطلق الله لا يسامحك .. ازا لهل درجه بتكرهيني ما رح اقعود بهل بيت وخليه الك !
سحبت حالها وطلعت لبرا وكملت حكيها وانا مصدومة ( لك انا اخرتي تحكي معي هيك . .شو عملتلكون ما عم ازعجك بشي ولا بتدخل فيكي بشي هاد كلو لاني بحبو لاخوكي ومتعلقه فيه بدك تفرقينا عن بعض ! .. إزا انتي مطلقة لازم كل النسوان يتطلقو خلص رح اعملك الي بدك ياه مشان ترتاحي ! )
— لك خلود شو عم تعملي طولي بالك !
خلود : عم ضب اغراضي بدي روح على بيت اهلي .. بس يرجع اخوكي خبريه يبعتلي ورقة طلاقي و اولادي
سوسن : شو ؟؟؟ لك انا ما قصدي ليش هيك فهمتي الحكي بعدين هاد بيتك ما بصير تطلعي منو
التفتت علي و رمت التياب من ايدها : منيح الي بتعرفي انو بيتي .. من وقت ما جيتي ما اتهنيت يوم ولا ارتحت .. البيت صغير و ما بيوسعني انا و اولادي وامك واولادك .. دايماً المسكين حقو ضايع ، لاني بنت عالم وناس و فاتحتلكن بيتي بتستوطو حيطي ! .. ألي الله بس !
بقيت انا عم شيل التياب وهي تحطهن و بنت اخي الصغيره عم تبكي و اصواتنا طلعت .. على وصلة زهير قلت الحمدلله اجا هلأ بيتفاهم معها .. ركضت على الباب واستقبلتو
زهير : شبكن ليش اصواتكن طالعه !
سوسن : اخي فوت شوف مرتك شو صرلها بدها تروح على بيت اهلها وما عم تسمع مني
زهير : شو ؟ .. ليش شو عملتيلها !!
سوسن : انا ؟ شو بدي اعمللها ما عملت شي !
ترك الأكياس من ايدو وفات لعند مرتو بسرعه وانا رحت حملت البنت وحاولت سكتها .. ما كان صوتهن طالع وما عرفت شو صار معهن بس ارتحت انها ما طلعت من البيت .. وبعد شوي اجو ولادي من المدرسة دقو الباب وعرفت انو هن من دقتهن ..
سوسن : اهلا وسهلا بالحلوين !
حازم : ماما جوعاااان
سوسن : ييي ما عاش الجوع تؤبرني فوتو يلا بدلو تيابكون منستنا ولاد خالكن نبيل وجميل ومناكول مع بعض
تالة : لسه بدنا ننطرهن ؟ ما بيجو لبعد ساعة !
سوسن : اي حبيباتي هيك المدارس الخاصه بدنا نستناهن شو منعمل
حازم : امانه خلينا ناكول مشان نبلش نحل وظايفنا في كتير دراسه
تالة : اي وانا عندي وظيفة وبدك تساعديني فيها بس لازم اكول بالاول لانو بطني صار يطلع صوت من الجوع
نزلت على الأرض وحطيت ايدي على شعرهن : ليش ما اكلتو سندويشاتكون بالمدرسه ؟
تطلع حازم وتالة ببعضهن ورفعو اكتافهن : امبلى بس جوعانيييييين
فوتتهن لجوا و غيرو تيابهن وغسلو .. وقعدو بالغرفة وحطو ايديهن على خدهن مشان نستنا يجو ولادي أخي من مدرستهن ..
قعدت وصرت اسالهن عن المدرسه و رفقاتهن مشان اشغلهن .. بعدين اجا زهير وندهلي
زهير : سوسن تعي بدي ياكي كلمتين على جنب
سوسن : يلا بس شوي تالة عم تحكيلي شغله
زهير : هلأ حديث تالة اهم من حديثي ؟ تعي بدي احكي معك كلمتين !!
تركت اولادي مع امي وطلعت وسكرت الباب وراي .. تطلع اخي بالأرض وكان وشو ما بيتفسر
سوسن : خير صاير شي ؟

#مطلقة_بائسة_بقلم_مال_الشام

الجزء الثاني

زهير : ليش هيك حاكيه مع خلود ؟
سوسن : شو حاكيه .. ما حكيت شي بس هي فهمتني غلط
زهير : لك شو الي بدها تفهمو غلط بتقليلها ( روحي ان شاء الله بتطلقي متلي ) ! شو انا عدوك ولا اخوكي ليش هيك عم تعملي بدك تخربيلي بيتي ؟ ولادي وين بدي روح فيهن ! شو صايرلك من وقت ما فتي هاد البيت ما ارتحنا يوم واحد ما بكفيني امك و مشاكلها !

بلعت ريقي وما عرفت شو بدي احكي ..

زهير : طيب .. مو مشكلة .. انتي ايمت بدك ترجعي لعند جوزك ؟

نزلت راسي وهمست : انا ما جيت لهون مشان ارجع .. خلص انا تطلقت وكل شي انتهى وطارق كمان ما بدو ياني كل واحد فينا اختار طريقو

زهير بعصبية : ايه حقو … حقو يكون ما بدو ياكي

سوسن : زهـــــــيــــــــــــر …

تطلعت فيه وانا حاسة النار عم تطلع من عيوني .. هرب بعيونو مني وكمل حكيو : أيه لأنك انتي الي طلبتي الطلاق ، وانتي طلعتي من بيتك ما هو طلعك ولازم ترجعي لحالك متل ما طلعتي

سوسن : انا ما الي رجعة لعند جوزي خلي هاد الشي ببالك ، خلصت العده عندو واجيت لهون لبلش حياة جديده فيها شوية كرامه بس انت ومرتك ما عم تتركوني بحالي .. انا اول ما لاقي شغل رح اطلع من هون و اخود أمي معي .. تحملني كمان كم يوم وبعدها بترتاح مني ..

زهير : لا ما هيك قصدي معليش خليكي قاعده

رفعت ايدي بوشو : خلص ما تحكي شي ما بدي اسمع .. رح حط الأكل
___________________________________
كنت بالمطبخ عم اسكب الأكل وابكي ، وين بدي روح بحالي انا و اولادي
وليش هالمخلوقه هيك مو طايقتني من وقت ما جيت .. بس يمكن معها حق هي مو مجبورة تتحملنا كلنا ! .. بس كمان هاد بيت اخي مو بيتها ..

حازم : ماما .. يا ماما يلا اولاد خالو اجو

مسحت دموعي و شلت الأكل : يلا جيت حاضر ..

قعدنا و ما قربنا على الأكل لتجي خلود و زهير بس ما اجو .. رحت دقيت باب غرفتهن : زهير يلا تعو الاولاد نشف قلبهن من الجوع !

فتلت وشها عني كأنها قرفانه .. وجاوب زهير

زهير : خلص انتو كلو انا وصيت الي و لخلود من برا

سوسن : بالله ؟ ايه متل ما بدكن ..

فتلت ضهري وبدي سكر الباب

خلود : سكري الباب وانتي رايحه ..

التفتت تطلعت فيها ( استغفر الله العظيم بس .. ماشي )
سكرتو ورحت طعميت ولادي وما اكلت لانو ما ضللي نفس .

بالليل كانو الكل نايمين وانا ماسكه هالجريده و عم دور على شغل تعبو عيوني وما لقيت شي .. رميتها على جنب و حطيت راسي مشان نام .. وقبل ما تغمض عيوني رن الموبايل تحت وسادتي .. قمت بسرعه طلعتو قبل ما يصحو ولادي .. ورديت

سوسن : الو .. عبير شو في شي ؟
عبير : اسفه الوقت مو مناسب ؟
سوسن : لا ولا يهمك بس استغربت شوي ..
عبير : بصراحه ما قدرت استنا للصبح مشان خبرك

تفائلت كتير وابتسمت : شو احكي ؟
عبير : هلأ من شوي ابن خالي خبرني انو في وظيفه لسكرتيرة ومو مطلوب خبرة والمدير صاحبو رح يحكيلك معو

سوسن : عنجد عم تحكي ؟ الف الحمدلله والله حاسه حمل وانزاح عن اكتافي ، ما رح انسالك هالمعروف كل عمري

عبير : الله يسامحك مو بيناتنا ولو

سوسن : طيب ايمت بدي روح ؟ و كيف و وين وكم الراتب ؟ وساعات الدوام ؟ و شركة شو ؟

عبير : هههه طولي بالك ما بعرف كل هالتفاصيل بس حبيت بشرك بالأول ، بدك تروحي تعملي مقابله الأسبوع الجايه غير هيك ما بعرف بسأل وبردلك خبر بكرا

سوسن : ايه ماشي ولا يهمك .. تصبحي على خير

طار النوم من عيوني من الفرحة ، ضليت قاعده وعم اتخيل شغلي الجديد والراتب والبيت الي رح استأجرو الي ولاولادي و حياتي المستقله كيف رح تكون و صرت احسب اديش فيني ادفع اجار و شو بضل معي .
قمت على الحمام شوي شوي بدون صوت .. فتت ولما طلعت سمعت اصوات اخي ومرتو عم يتناقرو .. تطلعت على الساعه لقيتها 12:30
سبحان الذي خلقها هالمخلوقه لا بتتعب لا ليل ولا نهار .. ازا ما لقت حدا تتخانق معو بتتخانق مع حالها !
. . . . . . .

الصبح على بكير اجت اختي عايده تشرب معي فنجان قهوة ضبيت على بكير وطعميت امي و حممتها .. اجت عايده وقلبت خلود وشها فيها

عايده : شو وينها سوسن ؟
خلود : ما بعرف شو شايفتيني مديرة اعمالها !

طلعت امي من الحمام انا وسانديتها : اهلين عايده اجيتي ؟ حطي ركوة القهوة عالنار بس لنشف لأمي ولبسها

عايده : يووه ريتو حمام الهنا يامو رجعتي عروس

خجلت امي وصارت تضحك .. فوتتها و لبستها تيابها وحطيتها بالتخت وطلعت على المطبخ لعند عايده ..

سوسن : شو ليش فنجانين ما حسبتي حساب خلود ؟
عايده : قال ما بدها
سوسن : ايوه .. احسن بتوفر بن
عايده : لا وبتوفر علينا شوفة وشها هههه
سوسن : ههههههههههه

حطت ايدي على تمي وتطلعت بطرف عيني : ولي عليها ما بتتحرك من مكانها من وقت ما بتصحى لرجعت زهير وهي متمدده على الصوفايه وعم تقلب بهل قنوات .. ما بتتروك مسلسل يعتب عليها

عايده : كأنها حاطه على مسلسل هندي ؟

سوسن : لك ايه هاد ارناف وكوشي ما بتحضريه ؟ صرت احضرو انا واولادي من تحت راسها

عايده : لا ما بعرفو .. ما علينا كيفك انتي ؟

سوسن : لك غير شكل والله قاعده كأنو بأوتيل سبع نجوم

عايده : يعلي عليكي .. ولادك كيف نفسيتهن ؟

تنهدت وحطيت فنجان القهوة من ايدي : والله ما بعرف يا اختي .. ما بعرف .. طارق بيضل ابوهن كيف ما كان الشغله مو سهلة و حازم كتير عم يعذبني .. عنيد وعصبي كتير بس تالة رايقه وبتسمع الكلمة

ابتسمت عايده ونزلت عيونها : شو ما كان احسن من العيشه مع بني ادم ما بتحبيه ولا بيحبك ، بتحسي حالك محكومة وعم تقضي عقوبتك

سوسن : اي الحمدلله انا مو ندمانه ورح اتحمل مسؤولية قراري .. بعدين خلود هي هيك معدنها تنك ما كنت متوقعه منها توقف بجنبي او تتحملني
بس احزري شو .. يمكن يمشي الحال و اتوظف !

عايده : عنجد ؟ وين ؟ اديش الراتب ؟

سوسن : ممم لسه ما بعرف بس المهم وظيفه ..

وطيت صوتي وقربت من عايده : بدي استأجر بيت الي و لاولادي .. وبطلع المصريات الي مخبيتهن لادفع لاول شهر

عايده : ما تتسرعي جربي شهرين زمان وبعدها اطلعي .. يمكن ما تكملي بالوظيفه !

سوسن : ما رح استنا ولا يوم .. اول ما استلم وظيفتي بدي اجي ضب اغراضي واخود امي معي

عايده : نيالك ..
فكرت حالي سمعتها غلط : كيف ما فهمت ؟
عايده : انو ليكك رح تبلشي حياتك متل ما بدك .. مو متلي انا !
سوسن : ليش شبك انتي ؟
عايده : لك ااااخ شو بدي احكي لاحكي .. خلص انسي الموضوع

قبل ما نكمل حديثنا نطت خلود بالمطبخ .. فتلت حوالينا وفتحت البراد اخدت تفاحة وطلعت بدون ما تطلع علينا ..

سوسن : فهميني شو صاير ؟ رجعتي تخانقتي انتي و احمد ؟
عايده : ليش نحنا ايمت تصالحنا لنرجع نتخانق ؟ حاسه حالي عايشه مع حيط .. مع قطعة تلج .. رح يجنني .. ما عم افهمو .. ازا مابحبني ليش عايش معي ؟ وازا بحب وحده تانيه ليش عم يعذبني و جاب مني خمس ولاد ! لك بحسسني انو هدول جايبتهن من الشارع مو اولادو .. ما بيتحمل مسؤولية شي بالبيت كل شي فوق راسي .. انا الكهربي و الدكنجي و المواسرجي و الام و الاب و اللفاية .. تعبت تعبت تعببببت .. خلال هال8 سنين صرت حس حالي عمري 80 سنة !

حطيت ايدي على كتفها : طولي بالك .. طيب شو ناوية تعملي ؟

شبكت ايديها ببعض وضغطت على شفايفها : بصراحه سوسن .. انا عم فكر اتطلق ..

سوسن : انتي عم تمزحي صح ؟ اكيد جنيتي !

عقدت حواجبها و غيرت نبرة صوتها : لك نحنا لو منعيش مليون سنه ما منتغير .. كنت متوقعه منك هيك ردة فعل .. ازا انتي الي تطلقتي ما عجبك الحكي لكن اخوكي شو بدو يعمل فيني ..

سوسن : طولي بالك انا ما حكيت شي بس انتي حكيك مو مقبول

عايده : ليش ! انتي عادي بطلعلك تطلقي وتعيشي حياتي وانا محرم علي ؟ لازم ضل عايشه مع بني ادم ما يجمعني فيه الا السرير .. لازم ضل اتحسر و احلم عيش متل كل النسوان ؟ ما بصير اخود قراري متل ما انتي عملتي ؟

قمت من مكاني .. شربت كاسة مي و رفعت شعري لفوق واخدت نفس .. ورجعت قعدت جنبها

سوسن : بتعرفي انو لهلا ما في اي حدا بيعرف سبب طلاقي الحقيقي ؟
عايدة : كيف بئى ؟
سوسن : انا ما ردت خبر حدا و خليت هاد الشي سر بس انتي بالذات لازم تعرفي
عايدة : طيب هاتي عرفيني لنشوف
سوسن : لا مو هون لان مصيبه ازا سمعت خلود حكينا … قومي معي لجوا

#مطلقة_بائسة_بقلم_مال_الشام

الجزء الثالث

قمنا على الغرفة لعند امي وقفلت الباب وراي ..

عايدة : اي احكي يلا .. تحرقصت !

تلبكت كتير وكنت متوترة .. نزلت الستاير على الشبابيك و تطلعت بامي وابتسمتلها .. بعدين تطلعت شوي بعايده وحسيت انفاسي صارت تتسارع

عايده : ماشي وبعدين ؟

فتلت ضهري و رفعت تيابي من على جسمي .. لما سمعت شهقت عايده غمضت عيوني بقوة مشان حاول احبس دموعي بس ما قدرت ..

عايده : ليش .. ليش هيك جسمك شو هاد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

نزلت تيابي ومسحت دموعي بس كانو عم ينزلو بغزارة ..

سوسن : انا .. انا لهاد السبب تطلقت ..

عايده : كم مره ؟ .. كم .. كم مره ضربك ؟

رديت وشفافي عم يرجفو : اول مره كانت بعد ما جبت حازم .. تخانقنا مره ما بتزكر على شو كان سبب تافه ، بس هو ضربني اول مره وبكيت كتير بعدين اعتذر مني وانا كتير انوجعت ، مو جسمي الي وجعني بس حسيت شي جواتي انكسر

عايده : الله يكسر ايديه الهي .. الله يكسر ايديه !!

سوسن : بعد اقل من شهر اكلت قتلة تانيه ، و انا كنت بغربة وهنيك بقطر ما كنت بعرف الجيران حوالي اول فترة .. عيط وابكي و ضب غراضي و ارجع اسكوت .. صار على اصغر كلمة يضربني غير الحكي الوسخ الي يسمعني ياه ..

عايده : لك بس وقت كنتو تنزلو لهون ما كنتي تجيبي سيرة هالشي ! ليش سكتي وليش ما خليتي اخي يتصرف معو !

سوسن : هلأ بالعمر الي انا تجوزت فيه وبسبب الضرب الي اكلتو صرت اتعود .. شكيت كتير لحماتي ودايماً تقلي انو الرجال اعصابو بتفور وما صار شي ازا ضربني كفين بضلو جوزي وابو ولادي .. وانا عنجد صرت اقتنع يعني مره عن مره تصير القتلة عاديه .. بحملي بتالة انضربت كتير و اسعفني مرتين بالمستشفى قلهن انو وقعت من على الدرج .. ما بتتخيلي الخوف الي كنت حس فيه كل مره فكر انو بنتي ماتت ببطني ..بس الله حماها واجت بالسلامة .. وبعدها قررت ما عاد احمل واقترحت عليه ما نجيب ولاد بس لسنه وحده واخدني على دكتورة ومشي الحال .. بس انا كنت مقرره ما احمل بنوب ليبطل يمد ايدو علي و صرت هددو بهاد الشي لاني كنت مفكرة رح جيب نتيجة .. بس للأسف .. مضيت 16 سنة عم انضرب متل الحيوانات ..
تطلعت بعايده لقيتها عم تبكي وحاطه ايدها على تمها .. التفتت على امي لقيتها منكمشة على حالها ومبحلقة فينا ..

مسحت دموعي وابتسمت : الأيام بتخلي الانسان يفهم ويتعلم ، و انا وصلت لمرحلة وقفت ورديتلو الضربة … هههه ضربتو بالقشاطة على ضهرو و لميت عليه الجيران كان عندنا جيران من فلسطين و اجو بعدو بيناتنا ..
بعدها قلتلو انا انسانة وما بسمحلك تمد ايدك علي ولا بكسرلك ياها .. وصار يهددني يقتلني ويقول عني حكي بشع كتير انو انا ماني مربايه و ما عندي اخلاق .. بس انا عنجد للحظة حسيت انو خلص بكفي مستحيل اسمحلو يلمسني مره تانيه .. ولادي كبرو ورغم كل محاولاتي انو ما يشوفوني عم انضرب بس طارق ما كان يهمو ..

عايده : هاد حيوان مو بني ادم !

سوسن : بالضبط ، الرجال الي بيمد ايدو على مره هو حيوان .. والانسان ما بصير يتجوز حيوان ويعيش معو صح ؟

ميلت راسي وغمزتلها : لهيك انا تطلقت

قربت لعندي وضمتني .. شديت عليها بقوة وصرت اشهق : ما كان بدي احكي لحدا لان بحس هاد الشي بيهين كرامتي ، انا نفسي ما بعرف ليش تحملت كل هالوقت هي المعاملة وكيف سمحتلو يستغل ضعفي كــ مرا
ما بحب اتذكر هاد الشي ولا احكي فيه و عم طلع كتير أعذار وتبريرات ليش تطلقت بس هاد السبب الرئيسي الي ماني حابه حدا يعرفو

عايده : منيح الي تركتيه وجيتي لهون ما تخافي كل شي رح يتحسن والله ما رح ينساكي

سوسن : الله ما بينساني بس بدي العباد ينسوني .. اخي الي من لحمي ودمي مو متحملني .. العالم صارت تحكي اشكال الوان وكل واحد يفسر طلاقي متل ما بدو لدرجة حكيو باخلاقي .. كأنو هن ما عندهن بنات وما عندهن شرف يخافو عليه ..

رجعت راسي لورا وتطلعت بعيونها : انا مو زعلانه ولا ندمانه لاني تطلقت بكفي ولادي معي .. بس اوقات بتعب .. بس بدي عيش بكرامة و حس حالي انسانة الي قيمة واحترام ما بدي اكتر من هيك .. فهمتي علي ؟

عايده : فهمتك يا عيوني والله فهمتك ..

سوسن : هاد الحكي عم قلك ياه مشان تفهمي انا ليش تطلقت ، انا ما تطلقت لانو ماني عايشه قصة حب مع جوزي .. ولا تطلقت لانو خاني .. بس تطلقت لان اقل حق للانسان هو الكرامة .. وتعبت كتير من الضرب .. جسمي صار متل الخريطة ..

عايده : بس يا سوسن ما لازم الطلاق بس يكون بسبب الضرب .. انا ما عاد قادرة عيش معو .. كتير لحظات ببكي دم بدل الدموع .. بدي حياة حلوة
بدي رجال يحبني .. تطلعي فيني ناقصني شي؟ ما بستاهل كلمة حلوة ؟ ما بستاهل اهتمام وحب ؟ .. ليش ما بيحبني ليش ؟ جبتلو خمس ولاد متل الورد والناس كلهن بيشهدو اني اخت رجال و حاملتلو بيتو على كتافي .. ليش ما بحسسني انو مقدر هاد الشي ؟ .. انتي تعرضتي لضرب جسدي بس انا عم اتعرض لضرب نفسي

سوسن : انا تحملت 16 سنة ! حاولت كتير صلح واستخدمت كل الحلول ما ضلت وسيلة ما حاولت اعملها قبل ما الجئ للطلاق

عايده : وهي غلطتك التانيه انك استنيتي كل هالوقت .. وصار عمرك 32 سنة ما عندك بيت ولا شغل ولا شهاده ومعك ولدين ابوهن ما عم يبعتلن الليرة .. انتي بس كنتي عم تأجلي شي ما منو مهرب .. ما تعتبري الي عملتيه صح ..

سوسن : لا انا رضيانه عن الي عملتو وعن عمري الي ضيعتو على الأقل مشان ما حس بالذنب وحس انو عملت كل شي بيطلع بايدي ، وانتي بس تعملي كل شي عليكي وما يضل بايدك ولا حل وقتها بس بدك تطلقي رح كون اول حدا بيوقف معك .. بس مو بهل بساطة .. لان الطلاق كمان مو سهل .. مو سهل بعد ما كان عندك بيت ومسؤولة عن حالك تصيري تحت سلطة الرايح والجاي والكل يتحكم فيكي .. وحكي الناس مو سهل .. قد ما سكرنا ادنينا عنو بس بيجرح

عايده : يبعتلهن قطع لساهن .. هن بيحكو ونحنا منتحمل ومنحط عالجرح ملح مشان يرضو علينا ..

(( خلود : لك ليش مسكرين الباب ؟ .. ياربي دخيلك قاعده ببيتي والابواب بتتسكر بوشي !! ))

عايده : كنا ناقصينها .. مشتهية من كل قلبي امسكها من شعرها وامسح فيها ارض بيتها الي صرعتنا فيه !

وقفت وزبطت تيابي و رتبت شعري : طولي بالك بدنا نسكوت ليفرجها الله ، رح افتحلها الباب وقلها كنت عم بدل تياب امي ..

اليوم الصبح صحيت مزاجي متعكر كتير وطلعت مع حازم على مدرستو لان المدير طلب ولي أمرو .. ما رضي حازم يحكيلي شو صاير وكان ساكت كل الوقت ..
ما حبيت عاتبو لافهم بالأول شو الي صاير ..

كل الطريق و انا عم حط احتمالات يا ترى شو صاير !

وصلنا متأخرين عن الطابور المدرسي .. ركضو كل واحد منهن على طابور صفهن و وقفت انا على جنب لخلص النشيد الوطني .. وفاتو كل الطلاب على صفوفهن ..

قربت لعند الأذنه وطلبت منها تاخدني على مكتب المدير ..
فتنا لجوا وصرت اتلفت حوالي وابتسم .. ريحة المدرسة و صوت الطلاب و ضحكهن وعياطهن .. ااخ على هالايام .. يمكن هي كانت احلى ايام عمري من بعدهن ما شفت يوم حلو !

الأذنة : هاد مكتب المدير هون

سوسن : شكرا كتير عذبتك معي ..

دقيت باب المكتب وبعدين فتحت الباب : مرحبا !

كان المدير حاطط ابريق الشاي على (( الببور )) وفي على مكتبو صحن فول و خبز . . جاوبني هو ومعطيني ضهرو و واقف عن ابريق الشاي : اهلا اهلا تفضلي

سوسن : انا امو لحازم .. طالب عندكن هون بالصف التامن

المدير : تفضلي هلأ بشوف شو قصتك بس خليني ضيفك كاسة شاي

فتت وانا متوترة وقعدت على الكرسي الي جنب المكتب : خير حازم عامل شي ؟

سحب ايدو وصاير يطيرها بالهوا وينفخ عليها : احترف اصبعي .. احترق اصبعي .. العمى على هالصباح مبين من اولو

بحلقت فيه وتنحنحت : احم احم .. لو سمحت ممكن تقعد لنتفاهم او تقلي مع مين بدي اتفاهم ازا حضرتك مو فاضي ؟

التفت علي بعصبيه : لك عم قلك اصبعي احترق طولي بالك يا اختي .. وهي طفينا تحت الشاي بالناقص بلا ما افطر .. العمر بيخلص والشغل ما بيخلص ..

اجا وقعد على المكتب ومسح ايديه ببعضهن : يلا تفضلي شو المشكلة ؟

سوسن : ما بعرف انا جايه اسألكن شو المشكلة .. انا امو لحازم .. هو بالصف التامن وابني كتير ذكي و بيكتوب كل وظايفو بس ما بعرف ليش بعتولي معو امبارح انو لازم اجي معو على المدرسه مشان تدخلوه .. شو القصه ؟

هط ايدو على دقنو وضيق عيونو : حازم .. حازم .. حازم ( ضرب ايدو على المكتب فجأة ) اي اي عرفتو .. هاد تخانق هو و رفيقو بالصف امبارح .. كسرلو نظارتو للولد .. بدك تدفعيلو حق نظارة و بدك تنبهي على ابنك ما يعمللنا مشاكل

سوسن : ابني ؟ .. بس حازم كتير مسالم .. هلأ اي هو عصبي بس ما بيضرب حدا اكيد الولد استفزو او عملو شي .. شو سبب المشكلة ممكن افهم ؟

صفن فيني المدير شوي بعدين نزل النظارة عن عيونو وضل يتأملني

سوسن : عفواً في شي ؟

المدير : لك !!

سوسن : شو ؟؟؟

المدير : انتي ؟ .. انتي ؟ ام شبرا حمرا ؟؟!!

#مطلقة_بائسة_بقلم_مال_الشام

الجزء الرابع

سوسن : ام شبرا حمراااااا ؟؟ عفواً ؟
قام من ورا المكتب و اجا قعد على كرسي قدامي : مو انتي سوسن ؟

تطلعت فيه منيح وبلشت اتذكرو : سعيد ؟

سعيد : بشحمو ولحمو !! لك كيفك يا بنت شو اخبارك !

ما عرفت ابتسم ولا عصب ولا شو اعمل ..
سعيد : كيفها خالتي ام زهير وكيف صارت صحتها ؟

سوسن : منيحه الحمدلله .. وكيفها خالة ام سعيد ان شاء الله منيحه ؟ و البنات كيفهن ؟

سعيد : والله الحمدلله ، الشهر الماضي جوزنا ميس اخر العنقود لو بعرف انك بالبلد كنا عزمناكون .. هلأ هالولد الازعر ابنك ؟ اي بس لمين بدو يطلع غير شقي لأمو !

سوسن :عفواً ؟

سعيد : هههه ما تواخذيني .. شوفتك ذكرتني بأيام زمان وقت كنتي صغيرة عطول حاطة الشبرا الحمرا و بتلعبي مع ولاد الحارة .. ما بشوفك غير طفلة !

تطلعنا ببعض نحنا وساكتين ..

سعيد كان ابن الجيران ، ومتل حكاية كل البنات بكون اول حب هو ابن الجيران وانا قال كنت حبو وغار عليه وهو كان يحبني و ما يخلي ولاد الحارة يضربوني .. طبعاً كان هاد كلو طفولة و جنان ولما و عينا شوي راحت هي المشاعر .. بعد ما تجوزت بفترة قصيرة توفى أبي .. و أخي باع بيت اهلي بعد ما تنازلت انا وعايده عن حصتنا واشترى بيتو الجديد وتجوز فيه واخد امي .. و من وقتها ما عاد عرفت كتير عنو ..

كان متغير كتير .. شعرو رمادي .. و ملامحو متغيره .. بس طريقة كلامو بعدا متل ما كانت !

سعيد : استقريتي انتي وجوزك هون ؟

سوسن : لا .. استقريت انا و اولادي

سعيد : ايه ضروري يضل هو هنيك و يبعتلكن مصاري وضع البلد يوم عن يوم عم يروح للاسوء

سوسن : نحنا انفصلنا …

سعيد : بالله ؟ تطلقتو يعني ؟

سوسن : ايه عم قلك انفصلنا يعني اتطلقنا ..

سعيد : والله وانا كمان الي شهرين مفصول

سوسن : كيف ؟

سعيد : مطلق يعني ..

سوسن : ان شاء الله يكون في مجال للصلح

ابتسم وقام رجع شغل تحت الشاي : لا والله ما في مجال .. كل واحد راح بطريقو الله ييسرلها

سوسن : شو عندك ولاد ؟

سعيد : فطرتي ولا بتفطري معي ؟

سوسن : لا .. بتعرف اصلا انا لازم امشي ! بس جيت شوف شو القصه مشان حازم .. هو من امبارح مو على بعضو وساكت و مزعوج وما اكل كمان

سعيد : هلأ بجيبو لعندي بفطرو وبراضيه تكرم عينك

سوسن : هههه لا ما هيك قصدي

سعيد : لك لا والله بحكي عنجد .. خلص حازم عندي وبأمانتي لا تعتلي همو

وقفت وابتسمت براحة : شكراً كتير سعيد .. هلأ شو بطلع علي مشان نظارات الولد ؟

سعيد : خلص انسي

سوسن : لا ازا بتريد انا بدي ادفع لاهلو .. مابعرف شو وضعهن ولازم يجيبو للولد نظارة ليعرف يدرس ..

سعيد : 650 ليرة

انخطف لوني وهزيت براسي : ايه ماشي ..

فتحت الجزدان و دعيت ربي يكملو المصاري معي بس كانو 400 وفي شوية فراطة .. ضليت عم بحبش وفكر شو بدي احكي ..

سعيد : ليكي .. خلص مو ضروري

سوسن :شكلي ناسيه احمل مصاري .. خلص بكرا ببعتهن مع حازم .. يلا عن اذنك

سعيد : اذنك معك مع السلامه ..

طلعت مزعوجه من الموقف الي صار .. رجعت على البيت وقلت لخلود انو بعتو وراي مشاني تشكروني على ترباية حازم وتالة .. ما كانت حاببتها تعرف شي عن اولادي مشان ما تئذيهن بكلامها ..

بس خلصت شغلي اتصلت بعبير لاستفهم منها مشان الوظيفه .. اعطتني عنوان الشركة الي بدي روح عليها ورقم التليفون و الوقت .. كنت متفائلة كتير ومو مسدئة اطلع من هالبيت ويصير عندي بيت لحالي وربي ولادي متل ما بدي وما حدا يزعجني ويزعجهن .. وبنفس الوقت حامله هم كيف رح خبر زهير انو بدي اطلع وعيش لحالي !

لما رجعو ولادي من المدرسه كان حازم لسه زعلان وما عم يحكي ، حاولت اتحركشو و اتفاهم معو .. اخدتو على جنب لاحكي معو

سوسن : حبيبي خلص ما تزعل انت انا بكرا بعطيك المصاري تعطيهن للمدير وبينحل كل شي .. بس احكيلي ليش تخانقت انت والولد ؟

حازم : _ _ _

سوسن : طيب هلأ ليه ما عم تحكي معي ؟
حازم : انتي من وين بتعرفيه للمدير ؟
سوسن باستغراب : انا ؟ ما بعرفو ! .. يعني هو كان ابن الجيران ببيت اهلي ليش شو في ؟
حازم : ايه هو دفع حق النظارات وقلي سلم عليكي !! وانا سكتت وما حكيت شي بس ما ترجعي تجي على المدرسه ابداً ولا رح بعملو مشكلة

سوسن : طول بالك امي ، ما صار شي هو بس عمل هيك من باب الجيرة بعدين هاد مديرك لازم تحترمو شوه الحكي !

حازم : ايه لأ ما بدي احترمو لان هو مو محترم حالو .. وانا ما عاد بدي اطلع معك ولا امشي معك بأي مشوار ..

طلع من الغرفة و ما رد علي ..

سوسن : يا سلام كملت معي ..
…………………………………………………….

اجا يوم المقابلة مشان الشغل وكنت كتير متحمسه لان الوضع بالبيت عم يصير اسوء ، التقيت بعبير قبل ما روح على الشركة وقعدنا فطرنا سوا وحكينا شوي ..

عبير : هلأ انتي ما تتوتري .. وشو ما سألك احكيلو انو انا ما بعرف بس عندي استعداد اتعلم كل شي بسرعه

سوسن : ايه و كيف بدي اسألو عن الراتب ؟

عبير : المفروض هو يقلك وازا كان قليل كتير ما تخليه يضحك عليكي ، هلأ اقل وظيفه راتبها 6000 ليرة يعني اقل من هيك ما تقبلي حتى لو ما بتعرفي كم يوم وبتتعلمي

سوسن : طيب ازا بدي استأجر بيت كيف الاسعار ؟

عبير : طولي بالك خلينا نشتغل وحده وحده .. موضوع البيت بدون صفنه وبدو ندور منيح لنلاقي بيت نظيف وبسعر مناسب

سوسن : معك حق ..

سكتت شوي وتطلعت لبرا عم راقب الشارع

عبير : سوسو .. شو بدي قلك

سوسن : ايه احكيلي

عبير : ما عم تفكري بالارتباط مره تانيه ؟

سوسن : اه ؟

عبير : ايه شو ؟ بعدك صغيرة و حلوة كتير الله يحميكي من عيني .. يعني الي بشوفك بحطلك عمر 26 .. 27 .. هيك شي

سوسن : هههههههههههههه عندك عريس يعني ؟

ابتسمت وحركت حواجبها : بصراحه ؟ ايه فيه ..
………………………………………………

نزلت من التكسي مستعجله لانو تأخرت بالأزمة على الموعد .. فتت على الشركة وقعدت بصالة الاستقبال .. كان في موظفة شقرا .. او صابغه اشقر ما بعرف .. وما كان في حدا غيري .. رحت لعندها و قلتلها انو جايه مشان الوظيفه ..
تطلعت فيني من فوق لتحت و ردت هي وعم تعلك : اي استني شوي لاحكي مع المدير

قعدت وصرت رتب الحكي براسي وكيف بدي اقنعو يشغلني عندو .. وفجأة اشرتلي البنت مشان فوت على المكتب ..

زبطت تيابي وبلعت ريقي .. دقيت الباب و فتت ..
كان رجال طولو متوسط و سمين كتير اسمو عدنان ابتسملي و بلش بالحديث و الاسئلة و انا كنت متوترة كتير لان اول مره بحياتي بعمل مقابلة شغل ..كترت الاسئلة وتحولت لاسئلة شخصيه عن حياتي الخاصه حاولت جاةب عليهن بسطحيه

عدنان : تدخني ؟
سوسن : لا عفوا بس انا مابدخن ..

اخد نفس طويل من السيكارة و طلعو بوشي … حركت ايدي لابعد الدخان و صرت اسعل

عدنان : صحة صحة …. مابدك تحكيلي سبب طلاقك ؟ عندي فضول اعرف العيب منك ولا من جوزك ؟ بس شكلو منو ( وغمزلي !! )

#يتبع

#مطلقة_بائسة_بقلم_مال_الشام

الجزء الخامس + السادس + السابع

فتلت الشوارع كلها على رجلي وانا راجعه على البيت ، مو بس لأني حزينة ومحبطة ومشان اعمل جو دراما .. بس كمان ما كنت بدي اصرف المصاري الي معي كيف ما كان .. وصلت ودقيت باب البيت كان لوني مخطوف وتعبانه كتير .. فتحتلي خلود وحطت ايدها على الباب ..

خلود : شرفتي سوسن خانوم ؟ وين لهلأ ؟
سوسن : طيب خليني فوت واشلح تيابي ما بقى قادره وقف على رجلي
خلود : بتفوتي ليش ما بتفوتي .. بس قبل ما خليكي تفوتي بدك تعرفي انو هاد البيت الو سمعتو وانا عندي بنت بخاف عليها بكرا تكبر ويطلع عليها حكي لانو عمتها مطلقة ، قلتي هاد قرارك وما حدا دخلو متل ما بدك بس فوته وطلعه وتليفونات ما بعرف مع مين ما بيمشي الحال ..

قبل ما افتح تمي ورد عليها وقعت عيني على ابني حازم واقف جوا وعم يتطلع فيني نظرة هزتني من جوا ما بعرف ليش .. ابتسمت وتطلعت بالساعه بايدي : شو جايين بكير ماما ؟

ضل عم يتطلع فيني بدون ما يرد..

سوسن : خلود خلص منحكي بعدين خليني فوت شوف امي .. طعميتيها ؟

نزلت ايدها عن الباب وتكتفت : لا بنتي مريضه وما معي وقت لامك ولاولادي ولاولادك وللبيت .. وما كان معي وقت اعمل غدا

سوسن : بس انا ضبضبت البيت كلو قبل ما اطلع !

خلود بصوت عالي : لك ما عم لحق والله هلكتيني انتي و ولادك و امك حاجه ياه شو هالحياة

وفاتت وتركت الباب مفتوح .. وتركتني انا وابني واقفين لحالنا .. شلحت من رجلي وسألتو : كيف كانت مدرستك حبيبي ؟ هلأ بحطلكن شي تاكلوه على السريع ..

رفعت عيني فيه فتل ضهرو وراح بدون ما يرد علي ..

مسحت وشي وتنهدت ( يا رب ما الي غيرك .. يارب .. )

ما اجا الليل الا وجسمي مهدود .. بين رعاية امي و ولادي و مسايرة خلود واخي .. غير الأذى النفسي بسبب صاحب الشغل التافه الي قابلتو الصبح ..

تمدد كل واحد منا بفرشة و التفت حازم للحيط وشو ما احكيه ما يرد رغم انو هالغرفه الصغيره جامعتني بولاظي بس عم حسهن بعاد عني ، هاد اكتر شي كان مخوفني لما قررت اتطلق .. عاهدت حالي كون الاب و الام بوقت واحد بس صرت شك انو رح انجح بهل شي .. ضليت عم حاكي امي وسايرها لتعبت وبلشت بدها تنام و رن موبايلي .. قبل ما مد ايدي ورد سبقني حازم واخد الموبايل وتطلع على الاسم ..

سوسن : شبك شو في ؟
حازم : عبير ؟
سوسن : اعطيني لشوف ..
اعطاني الموبايل ورديت انا وعم اتطلع فيه : مسا الخير عبير ..

عبير : كم مره اتصلت عليكي ليش ما بتردي ؟

سوسن : والله ما عم انتبه للموبايل انتي بتعرفي الوضع .. مع انو كنت بدي احكي معك ضروري ..

قمت طلعت من الغرفة ورحت على المطبخ

سوسن : ما زبط الشغل
عبير : ليييش !!!!!
سوسن : ما ارتحت بنوب للمدير ، صار يسألني اسئلة خاصه و يلمح لشغلات مو منيحه ما عرفت كيف سحبت حالي وطلعت من المكتب ، قلتلو انا بدي راتب 30 ألف غير هيك ما بشتغل .. ما لقيت الا هالطريقه لانسحب بسرعه
عبير : طيب حكى شي غلط تصرف شي غلط ! ما بصير تكوني حساسه من كل شي ومو ببساطة لقينا هالشغل !
سوسن : خلص يا عبير افهمي علي قلتلك حكى بطريقة مو منيحه
عبير : طيب خلص .. ما تزعلي منلاقي شي تاني
سوسن : ايه منلاقي .. على هالمؤهلات الرائعة الي عندي .. اااخ بس .. لك والله البنت بلا شهاده ما بتسوا شي !
عبير : شايفتك فوراً يئستي ، بعدك باول الطريق
سوسن : ما يئست ولا شي بس لو عايشه بالجو الي انا عايشه فيه كان حسيتي بالاحباط ومع هيك مستحيل استسلم .. ما ضل الا كون مطلقة و بائسة كمان .. خليني مطلقة متفائلة احسن
عبير : هههههههه رح نلاقي شغل بوعدك .. فكرتي شي بموضوع العريس ؟
سوسن : بربي انتي فاضيه ورايقه ، انا كرهانه جنس ادم وخلص بدي عيش حره ما بدي حدا !
عبير : مممممممم طيب .. رح قول هالحكي للشب ..
……………………………………………………………

بعد محاولات متواصله خلال شهرين كاملين جربت قدم على اكتر من شغله بس ما كانت تكمل معي ، واجهت كتير صعوبات والكل كانو واقفين بوشي .. ما حدا عندو استعداد يقدم مساعده لوجه الله .. وما بيعرفو انو هالوظيفه هي رح تنقذ عيلة كامله من حياة متل الجحيم ..

كنا طالعين من اخر وظيفة قدمت عليها انا وعبير و الدمعه بعيوني ..
حطت ايدها على كتفي وطبطبت علي : طولي بالك .. الله كريم ..

كتو دموعي بالشارع وصرت امسحهن : شو اعمل ازا ما معي شهاده .. شو اعمل ازا ماني متعلمه وما بعرف انجليزي وما بعرف اشتغل على الكمبيوتر .. خلص ادفن حالي واعتبر انو مدة صلاحيتي انتهت ؟ شو طالع بايدي .. كل هالسنين كنت بين اربع حيطان عم ربي ولادي و اتحمل طارق و اتسلى بماكينة الخياطه .. بعرف اطبخ و نظف و خيط .. شكلو ما رح لاقي وظيفة الا لفاية .. ودخيلك الشغل مو عيب اصلا انا عم اشتغل لفاية عند خلود .. خلص شوفي ازا شي عيلة بدهن لفاية انا رح اشتغل .. انا بحاجة مصاري كل شي معي عم يطير بالهوا ولما ما يصفي معي شي اكيد زهير ما رح يصرف علي..

مسكت عبير ايدي وسحبتني على طرف الطريق : هلأ هيك ؟ ما بعرفك ضعيفه ؟ ..

سوسن : حاجه تقليلي ما بعرفك ضعيفه انا ماني حجر والمجتمع بحسسك انك ازا كنتي انثى هاد الشي بنتقص منك .. وفوقها مطلقه ! يا لطيف ما عدتي تنفعي لشي والنفس محسوب عليكي .. الاسبوع الماضي خلود جابتلي عمها الي عمرو 62 سنة مشان اتجوزو ما بتتخيلي اديش حسيت بالإهانة و اخي وقف معها كمان .. ولسه حازم رح يجنني ما بعرف شو صرلو هالولد من وقت ما جينا لهون ولا كأنو ابني الي بعرفو ..

ضمتني عبير وصرت ابكي والعالم تمرق وتطلع علينا ..

عبير: سوسن .. كأنك من شوي قلتي كنتي تقضي وقتك على ماكينة الخياطه ؟

مسحت دموعي وطلعت محرمة مسحت وشي : ايه كان عندي ماكينة و خيط تياب ولادي و كنت خيط للجارات تيابهن .. كتير كنت بحب الخياطه انا .. بس اخر مره كسرلي ياها طارق يكسر ايديه ..

عبير : يعني كنتي تشتغلي عليها ؟

سوسن : ايه كنت فصل عبايات لجاراتي و يعطوني مصاري بس كنت خبيهن عن طارق ..

عبير : والك خمس شهور عم تشحطيني وراكي من شركة لشركة وما حكيتي ؟

تطلعت فيها باستغراب : شو بدي احكي ؟

دفشتني على كتفي : تضرسي ايه .. الله يصبرني عليكي بس ..
……………………………………………………….

بعد اسبوعين بالضبط كنت موقعه عقد ، تعاقدت مع مخيطة لشغل العبايات الخليجية طبعاً بعد ما عملتلي صاحبة المخيطة اختبار سريع وشافت ذوقي بالتفصيل و الموديلات ..
ما كنت مسدئة اديش سهل الموضوع واديش انا صعبتو على حالي بس ما توقعت اقدر لاقي شغل بهي الطريقة ، احياناً الموهبة بتعوض عن الشهادة وبتحل محلها ! ..

الخبر عجب خلود وما عجبها ، لان صحيح رح جيب مصاري بس رح يبقى شغل البيت و مسؤوليتو عليها ..
كنت خايفه كتير ومتوترة اول اسبوع دوام بس بعد ما تعرفت على البنات الي بشتغلو بالمشغل ارتحت شوي .

المشكلة بدوامي انو كان بيخلص الساعه 7 المسا ، يعني بوقت متأخر .. وما كنت اسلم من لسان خلود و اخي و من نظرات حازم الي يوم عن يوم عم يصير التعامل معو اصعب ..

كنت اخود اجرتي على القطعه ، و كان عندي فكرة عن عبايات الخليج و الموديلات الجديده و شغلي متقن كتير وهالشي كان مجرد موهبة مو تعلم لاني ما تعلمت من حدا .. كنت دايماً اقعد بالبيت و فك العباية وارجع خيطها مره تانيه و بعدين صرت اعمل موديلات خاصه فيني وبهي الطريقه تعلمت هالشغله وصارو الجارات يطلبو مني بشكل خاص وبالأجرة ..

بيوم من الأيام رن علي رقم غريب ، تجاهلت الموضوع وقررت ما رد ..
بس رجع رن مره تانيه وتالته ورابعه .. و استمرت الاتصالات كل النهار لدرجه لما فتت البيت حطيت موبايلي صامت مشان ما ينتبه ابني على الموضوع ..
قبل ما نام تفقدت الموبايل ولقيت 7 مكالمات من نفس الرقم ..
اخدت الموبايل و فتت على الحمام وقفلت الباب .. و رجعت اتصلت على الرقم انا ومتوترة ..
فتح الخط و رد صوت رجال : ( ألو ؟ )
ارتعبت وسكرت الخط فوراً ..
رجع اتصل .. رديت وايدي عم ترجف

– — الو ؟
سوسن:مين ؟ .. مين معي ؟

#مطلقة_بائسة_بقلم_مال_الشام

الجزء السادس

سعيد : أم شبرا حمرا ؟
سوسن : _ _ _
سعيد : مسا الخير ؟
سوسن : هاد انت ؟
_______ _ _ _ __ _

عبير : هههههههههههههههههههههه ام شبرا حمرا
سوسن : حاجتك ولو ما شبعتي ضحك الحق علي الي حكيتلك !
عبير : ههههه طيب خلص خلص سكتت .. اي وبس حكيتو عن حازم وسكرتو ؟ ومن وين جاب رقمك ؟
سوسن : قال من سجلات الطلب ، مرة أنسة تالة طلبت ارقام اولاياء الأمور وبعتت رقمي معها .. قلي انو هو صار يهتم بحازم بعد ما عرف انو ابني بس وضعو مو عاجبو .. دايماً قاعد لحالو وانطوائي
عبير : يا البي انا .. وشو بدك تعملي ؟
سوسن : والله ما بعرف .. رح جرب ارجع احكي معو مره تانيه وشوف شو مشكلتو بلكي منوصل لحل ..
عبير : هلأ حازم كان هيك قبل ما تطلقي ؟
سوسن : لك لا .. مو هاد الي مجنني .. بالعكس كان دايماً يضحك و ما يتحرك من حضني و عطول العب انا وياه وتالة هن الي صبريني على حياتي مع طارق ، بس كل شي فيه تغير حتى ما عم حسو حنون متل قبل
بحس انو بخاف منو اكتر من خلود ، بخاف اعمل شي ما يعجبو و بخاف على مشاعرو من اصغر كلمة بتنحكى ..
عبير : بسيطة بتنحل ، مو سهل عليه يستوعب الي صار بعدو صغير ..بس قلك شي . انا ماني مقتنعه بمبرر سعيد انو متصل يحكي معك بخصوص حازم
سوسن : كيف يعني ؟
عبير : يعني ديري بالك منو ليكون طمعان فيكي متل غيرو ، وخلي ببالك موضوع العريس الي قلتلك عنو لان بعد ما وصلتلو رغضك طلب مني حاول معك مره تانيه ..
سوسن : اوف ! شو سر هالاصرار هاد ؟
عبير : والله عندي فضول اعرف اكتر منك ، شفتي وقت جيتي لعندي على الشغل وشربتك فنجان قهوة ؟ هو بشتغل بالمكتب الي جنبي وشافك انتي وطالعه وحكي معي مشانك ..
سوسن : يا سلام بهل بساطة ؟
عبير : لك اي هو اصلا عم يدور على عروس من زمان وعجبتيه ، بعدين الشب كتير مثقف و راكز .. هو اصغر منك بسنه بس ما عندو مشكلة بنوب
سوسن : والله هالعريس قصتو قصه .. شيليني منو وخلينا نرجع نفكر مشان طلعتي من البيت .. كل شي مخبيتون بطلعو 25 ألف ليرة ، وراتبي عم يطلعلي بالاسبوع شي 600 ليرة .. بعيشوني انا و اولادي وامي احسن عيشه .. بدي اطلع بقى رح اختنئ .. تحملت وسايرت وهلأ الله فرجها علي صار لازم ارتاح
عبير : طيب .. انا الي بقدر اعملو انو حطلك خبر بمكاتبك العقارات عن بيت بأجرة معقولة .. و الطلعه من بيت اخوكي هي ما حدا بقدر يحلها غيرك ..
سوسن : قصدك غير رب العالمين .. الله يفرجها علي بس ..
______________ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
ما بعرف كيف اقتنعت و شو الي عم بعملو ! بعد اصرار عبير انو شوف شب وهو رح يقنعني تجاوبت .. يمكن مشان حس حالي انثى ولسه في رجال بيرغبو فيني وانا برفضهن ! ما بعرف ..

كان موعدنا بكفتيريا جنب شغل عبير .. قعدت على الطاولة جنب البلور استنا و قلبي عم يخفق بسرعه من الخوف و الخجل .. ما بعرف شي عن الشب الا انو اسمو نضال ..
كل ما يفوت شب ارتعب وفكرو هو .. تأخر عن الموعد المحدد ساعه كامله و قررت حاسب على فنجان القهوة الي طلبتو وامشي .. حملت شنتي وقبل ما اتحرك فات شب أبيض ضويل ولابس تياب رسميه … تلفوت حواليه كأنو عم يدور على حدا وبس وقعت عينو علي ابتسم و اجا باتجاهي ..
صرت اتطلع حوالي وفكر وين بدي اهروب وشو جابني لهون ! دعيت على عبير الي لعبت بعقلي و فوتتني هالفوته .. ابتسمتلو وسلمت ببرود ورجعت قعدت و شبكت ايدي ببعضهن ..

نضال : انا جداً اسف على التأخير بس صار في ازمة بالشغل وما عرفت اطلع بنوب
سوسن : حصل خير
نضال : شو اطلبلك ؟
سوسن : شربت قهوة مو مشكلة ..
نضال : لا ما بصير .. رح اطلبلك عصير ..
سوسن : _ _ _
بعد ما طلبلنا تنيناتنا عصير برتقال .. بلشنا نحكي بشكل سطحي وانا جاوب باختصار .. ما كان باين عليه انو اصغر مني بالعكس هو اطول مني بكتير وملامحو جديه و حاده ..
نضال : انسة سوسن فيكي تاخدي راحتك وجاوبي ببساطة وعفوية ، بصراحه انا شدتني فيكي عفويتك وبساطتك .. بساطتك بكل شي بلبسك وبمشيتك و بملامح وشك وبضحكتك .. ما بخفي عليكي وقت زيارتك لعبير كنت عم راقب كل قعدتكن و معجب كتير بطريقة كلامك و حركة وشك وايديكي .. انا شب بختلف كتير عن كل الشباب .. ولدت بأمريكا و تفكيري منفتح و عم دور على شي مميز بالبنت الي بدي ياها تصير شريكة حياتي ، ما بهمني العمر و لا الشكل ولا الحالة الاجتماعي المهم الكيميا الي بيني وبينها ، هلأ بعرف بكير على كل هالحكي بس نحنا معنا وقت نتعرف اكتر ونتأكد ازا كنا مناسبين لبعض و الشاعر بتجي بعدين .. اهم شي نتفق فكرياً و كل القشور التانيه ما بتهمني .. وبعتقد انو نحنا التنين في كتير شغلات مشتركيه بيناتنا و انتي كمان متلي لهلأ ناطره الشخص الي بناسبك و عندك طلبات معينه ومميزة ..

ضغطت ايدي على بعضهن وبلعت ريقي : اها .. طيب ..

نضال :هههههههههههه .. طيب مو مشكلة انا رح اسأل .. احكيلي شوي عن حياتك .. عيلتك .. انا ما عرفت من عبير الا شغلات بسيطه جداً حبيت اسمع منك انتي .. تفضلي احكيلي ..

سوسن : مابعرف شو بدي احكيلك استاذ نضال ، هلأ انا عايشه مع ولادي وامي عند اخي بس صار عندي شغلي الخاص وعم فكر استقل لحالي باقرب فرصه ، و بالنسبة لــ ـ ـ

نضال : عفوا مافهمت كيف .. يعني انتي متجوزة ولا شو؟
سوسن : شو هالسؤال ؟ … كيف يعني متجوزة … انا مطلقة
نضال: مطلقة !!
سوسن : يمكن في سوء تفاهم … عبير ما حكتلك ؟
نضال : عن اذنك انا عندي شغل لازم امشي فورا
سوسن : تمشي ؟ بس انت الك شهور عم تحاول تتواصل معي !
نضال: اي نعم هاد الحكي صحيح … بس انا ما كنت بعرف انك مطلقه
سوسن : لك ليش هيك عم تحكي بقرف كأنك اكتشفت عني شي عاطل انا مو عامله شي غلط و سبب طلاقي انا و جوزي هو
نضال : اختي مابهمني سبب الطلاق هاد الشي ما بناسبني خلص الله يبعتلك ابن الحلال انا مابمشي معي هالوضع … سلام

لملم اغراضو وقام وانا مبحلقه فيه وما عم اقدر ارمش بعيوني ! …
ضليت متابعتو بعيوني هو وطالع من المكان بدون ما يلتفت وراه ..
حطيت ايدي التنتين على راسي و صفنت بالشي الي صار ! .. لك انا شو جابني لهون … وليش هيك عبير عملت ! العمى .. شو الي صار هلأ ما عم سدء ! ..

رحت مباشرة على دوامي و كان شغلي سيء كتير بهداك اليوم .. ما جاوبت على اتصالات عبير و ما كنت عم بسمع الناس شو عم يحكو معي .. كنت شاردة و مصدومة ..
وانا طالعه من شغلي لقيت عبير واقفه برا عم تستناني .. ما كان بدي شوفها مشان ما اجرحها بالحكي و اعلق معها .. بس ضلت تركض وراي و وقفتني غصب عني ..

عبير: لك خلص وقفي انقطع نفسي مشان الله
التفتت عليها بعصبية : عبير روحي من هون ما بدي زعلك مني لو سمحتي
عبير: طيب لحظة بس خليني قلك .. الله لا يعطيه العافيه صرع راسي وهو يقلي انا تربيت باميركا و منفتح و اوبن مايند وكل ما اجي قلو خليني اشرحلك عن وضع سوسن وماضيها يقلي انا ما بهمني الماضي .. وهلأ اجا يقلي ليش ما خبرتيني انو مطلقه ! .. لك انا شو ذنبي هو ما سأل و فكرت ما عندو مشكلة لان ما كان عندو اي اعتراض على العمر وقلي انو مبين عليكي اصغر بكتير وهو بدو وحده واعيه وفهمانه .. يخرب بيتو من حالو

سوسن : هاد مو مبرر .. بتعرفي انا شو حسيت ؟ لك انا اصلا شو اخدني ما بعرف انا ما بدي اتجوز بس انا بستاهل الي صار عنجد بستاهل .. بعدين معو حق هو عزابي ليش يرضى بمطلقه ما بطلعلنا نلومو

عبير : حقك علي انا الغلطانه لا انتي ولا هو بس انا ما عم افهم ليش هيك ردة فعلو تفاجئت كتير وقت اجا وقلي ابداً ما توقعت هيك يصير بالعكس توقعت يعجب فيكي وبحديثك و ما يهتم بقصة الطلاق .. بس ..

سوسن : بس الناس مو لو كانو عايشين بامريكا .. لو كانو عايشين على القمر ما رح يتغير فيهن شي .. حسبي الله ونعو الوكيل ..

قربت وسحبتني من ايدي : خلص ما تزعلي انا والله اسفه .. تعي خليني راضيكي واعزمك على كنافه ؟

سوسن : ما فيني عبير لازم ارجع بسرعه ما بقدر اتأخر ولا دقيقه

عبير : ليش خايفه من خلود ؟

سوسن : خلود ؟ ياريت .. خايفه من حازم !!

…………………………………………

بالدوام صرت انا والبنات رفقات ونحكي ونشكي لبعض ، رغم انو الشغل متعب بس دايماً نضحك ونكون مبسوطين بس هاد الشي ما خلى خلود تعرف ترتاح و لا تهدا ، كل ما تشوفني راجعه مبسوطه او عم احكي لاولادي عن رفقاتي بالشغل يبلش زت الحكي و الإهانة .. كل شي كنت اصبر عليه الا اهانتها لأمي ومعاملتها بقسوة كنت حس قلبي عم يتقطع ..
مرق شهر وانا على قعدتي و أصباع حازم عم تصير اصعب بسبب الحكي الي يسمعو من خلود .. لوقت ما رنتلي عبير لانزل شوف انا وياه كم بيت ..

شفنا أول شي استوديو ( مخزن ) من غرفتين وصالة .. و شفنا بيت ارضي تلات غرف و صالة .. و آخر شي شقة طابق رابع غرفة وصالة ..

مشيت لعند الشباك وفتحتو : هالشقه مشمسه كتير وانشرحلها صدري
عبير : ممم بس ما بعرف كم اجرتها ..
التفتنا على السمسار وسألناه . .

السمسار : هي الكون هاد و بعد المراعاة ومن الآخر بالشهر 8000 ليرة
عبير: هلأ هي غرفة وصالة و المطبخ متر بمتر و 8000 ! حتى المنطقة عشوائية شو هالحكي !

سوسن : يعني هاد اخر شي عندك ؟

السمسار : اي هيك اخر شي .. بعدين كل ما ورجيكون بيت ما بيعجبكون السعر يبدو ما معكون مصاري و انا عم ضيع وقتي على الفاضي ..

عبير : اي ليش هيك عم تحكي هلأ منعطيك اجرتك يا عيب الشوم !

سوسن : عبير خلص روقي .. انا حبيتو للبيت وبدي اخدو ..

عبير : لك بلا جدبه امشي هلأ منفتل على غير بيوت يلا

سمسار : ايه الله معكون

سوسن :صلو على النبي يا جماعه خلص انا بدي ياه للبيت !
……………………………………………………..

كانت هالشقه الصغيرة بالنسبة الي متل بيت الأحلام ، عش صغير رح اتخبى فيه انا وعصافيري الصغار .. قررت اتشجع واخدو واتروك الامور على رب العالمين ، كان بس بيهمني اطلع واخود ابني بعيد عن خلود قبل ما تسمم كل افكارو ويصير يكرهني .
ما عرفت كيف بدي افتح الموضوع مع زهير ، ضبيت اغراضي واغراض امي و الاولاد وخبيتهن بالخزانة للاقي طريقة مناسبه خبرو فيها ..

كنا سهرانين كلنا والاولاد عم يلعبو هن وامي بالنص وانا قاعده وعم فكر و احسب المصاريف ، قامت خلود شوي و رجعت همست شي لزهير بادنو وفاتو على غرفتهن .. اخدت جهاز التلفزيون و صرت غير بالمحطات … بعد عشر دقايق طلع زهير و وقف قدامي وحكى بعصبية

زهير : شو وين يا خانوم ؟ ما بدك تعطينا خبر لوين ماشيه ؟
سوسن : شو لوين ماشيه شبك ؟
طلعت خلود و وقفت وراه و كتفت ايديها : هدول الشناتي الي جوا ما الك ؟ لك هاد كلو بيطلع منك يا مرباية يا بنت الأصول ؟ مع مين بدك تهربي ؟ لهيك تطلقتي وتركتي جوزك ابو ولادك ؟

وقفت وتطلعت فيهن تنيناتهن : طيب طولو بالكون خليني قلكن شو القصه

زهير : شو القصه اه ؟ لوين بدك تروحي متل الحراميه بدون ما تحكيلي ؟ ما بكفي سكتت واكلت هوا على طلاقك .. حطيتا راسنا بالأرض وما سألتي عن حدا .. ضابه شناتي السفر الي جيتي فيهن من عند جوزك على اساس مطلقة ومكسورة .. طلع كلو محسوب ومخطط ..

حازم :شو في خالي ؟ .. شو في امي ؟ شو القصه !

زهير : متل ما سمعت خالي امك ضابه اغراضكن وما منعرف لوين بدها تروح ما حكت لحدا ..

تطلع فيني حازم : اكيد بدنا نرجع لعند بابا صح ؟

تطلع زهير و خلود ببعض شوي بعدين سألتني خلود : معقول ؟ بدك ترجعي لعند جوزك ؟

سوسن : انا .. القصه انو

ركض حازم لعندي و حاوطني بايديه وضمني : انتي وبابا تصالحتو ؟

#مطلقة_بائسة_بقلم_مال_الشام

الجزء السابع

ما قدرت اعمل شي .. ضليت ساكته و فتت على غرفتي حطيت ايدي على خدي و قعدت .. لما تطلقت قلي طارق ( رح تلفي تلفي وترجعي لعندي تطلبي السماح ) قلت هاد اكيد مجنون او مخو ضارب ، بس هلأ فهمت شو كان قصدو وشو معنى حكيو ..
ما ضل قدامي كتير خيارات .. يا بتحدا الكل وبختار كمل حياتي متل ما بدي ومن ضمن هالكل ابني ، او برجع لعند طارق لكمل حياتي متل ما كنت… وانا عم فكر هيك فاتت امي لعندي على الغرفة و قعدت جنبي .. تطلعت فيها ورجفو شفافي : امي انا كتير بحبك ..
أمي : ايه وانا بحبك أمي
سوسن : شو بدي اعمل هلأ .. شكلي راجعه
امي : لا لا لا لا لاتروحي .. لا تروحي اوعي اوعي
تطلعت فيها باستغراب : ليش !
أمي : هيك خلص لا تروحي لانو انا بحبك ..
ضليت اطلع بعيونها شوي ، بعدين رجعت طلعت على الصالون كانو الكل قاعدين وصافنين ببعض ..

سوسن : انا ماني راجعه لعند طارق ..
خلود : شفت قلتلك مو رايحه لعند جوزها مشان تسدئني بس
زهير : انتي شو في ببالك احكي خلصيني ؟
سوسن : انا استأجرت بيت وبدي اطلع انا و اولادي ورح اخود امي معي .. مشان اتركك انت و مرتك على راحتكون وما نزعجكن اكتر .. بدي ربي ولادي بهدوء و اهتم بأمي بدون ما حدا يجرحها .. لهيك استأجرت بيت
زهير : مجنونة انتي ؟ جاوبيني مجنونة ؟
صرخ بوشي وحاولت ما خليه يلاحظ خوفي ..
سوسن : هلأ ازا هاد صار اسمو جنون اي انا مجنونة ، المهم عيش بهدوء بعد كل هالتعتير والتعب ..
زهير : تعيشي بهدوء ولا تفلتي على راحتك ؟ بدك تسكني لحالك انتي و ولدين صغار و تمشي المي من تحتهن .. لك انتي مطلقه اصحي على حالك الناس ما رح ترحمك ولا ترحمني اقعدي وانضبي
سوسن : زهير انا ما بسمحلك تحكي معي هيك ، سكت كتير مو لاني مو قادره رد بس لانك أخي و غالي على قلبي .. بس ما رح خليك تهين كرامتي الي هربت فيها لهون .. لو بدي ارضى عيش بذل كنت ضليت عند طارق
زهير : لو بتختصري كل هالشرشحه وبترجعي لجوزك بيكون احسن الك و لولادك والنا
سوسن : انا بعرف شو الاحسن الي و لاولادي .. شكراً على نصيحتك ، انا آخر الاسبوع طالعه من هون ورح استلم شقتي ..
فتلت ضهري لامشي ما حسيت الا شي مسكني من شعري وصار يشدني لورا بقوة ويوجعني .. صرت اصرخ و حاول خلص شعري من ايدو بس كان في كمية غل و غضب كبيرة بايدو .. تدخلت خلود و حاولت تخلصني منو وبعدتنا عن بعض ..
رجعت لورا انا وعم ابكي : برافو هيك صرت رجال يعني .. ارتحت هيك وقت ضربتني ؟ انت من اليوم ما عدت رجال بعيوني .. وتذكر انو عندك بنت صغيرة رح يجي يوم ويستغل حدا ضعفها و يفرض قوتو عليها بس لأنو ( ذكر ) … كتر خيرك يا اخي .. كتر خيرك ..
……………………………………………………

تالة : ماما هي تقيلة ما فيني شيلها
سوسن : طيب اعطيني ياها ..
حازم : انا بشيلها اعطيني ..
اعطيت الشنته لحازم و رحت مسكت امي من ايدها و مشيتها معنا .. طلعنا من بيت اخي وهو قاعد ومنزل راسو وما رضي يتطلع فينا ..

بس وصلنا على الباب حكى مع خلود بصوت عالي لنسمع : احكيلها ازا طلعت من هالبيت ما عاد الي اي علاقه فيها وما الها رجعه لهون

طلعت ولادي و طلعت وسكرت الباب وراي ..
نزلنا اخدنا تكسي و رحنا على بيت عايده ..
كانت الساعه 11 بالليل وما دقيتلها قبل ما اجي .. دقينا على الجرس اكتر من مره .. فتح جوزها و تفاجئ بس شافنا كان صاحي من النوم وشاف انو حاملين اغراضنا بايدنا فوتنا لجوا .. وبعد دقايق اجت عايده اول ما شفتها ركضت لعندا و ضميتها وصرت ابكي ..

عايده : بسم الله الرحمن الرحيم .. لك شو في شو صاير ؟
سوسن : ما في شي بس ما لقيت مكان تاني روح عليه انا اسفه كتير
عايده : تخانقتي مع زهير ؟ فهميني !
أحمد : طيب اهلا وسهلا فيكون يا جماعه البيت بيتكون انا فايت نام ..

عنجد معها حق اختي مو معقول اديش قلبو بارد ! .. فوتت حازم و تالة على غرفة ولاد اختي وفرشتلهن بالارض و فرشت لامي بالصالة و قعدت انا و عايده و حكيتلها كل شي صار وانو مضطرة اقعد عندها اسبوع لاستلم الشقه ..
………………………………………………………………
بعد مرور تلات ايام صحيت على رنة موبايلي .. فتحت الخط ورديت وانا نايمة : الو ؟
سعيد : صباح الخير سوسن
سوسن : صباح النور .. اهلين
سعيد : كيفك ؟ وكيف الاولاد ؟
سوسن : نحنا مبسوطين انتو كيفكون ؟
سعيد : عفواً ؟
هزيت راسي مشان صحصح و شديت صوتي : عفواً .. استاز سعيد ؟
سعيد : اي انا .. بعتذر بس الاولاد الهن تلات ايام ما اجو خير صاير شي ؟
سوسن : لا ابدا ما في شي بس شوية ظروف
سعيد : رح ترجعي تبعتيهن ؟
سوسن : يمكن انقلهن على مدرسه تانيه ازا ما لقيت باص ياخدهن ويجيبهن ، لان غيرت مكان سكني وصارت المدرسه بعيده عنهن ..
سعيد : والله ؟ ليش وين انتقلتو ؟
بلشت احكيلو عن سكني الجديد و ظروف شغلي و وضعنا الجديد بس بدون ما ادخل بالتفاصيل ، كان بدي ينصحني بالأفضل للاولاد وقلي انو رح يحاول يلاقي حل للموضوع ويخبرني و سكرنا الخط .. رميت الموبايل و رجعت لكمل نومتي ..

حازم : مع مين كنت تحكي ؟
سوسن : يا فتاح يا عليم ، شو مصحيك ماما ؟
حازم : مين هاد الي كنتي تحكي معو ؟
سوسن : هاد ؟ .. ايه هاد شو اسمو ..
حازم : انتي ليش هيك عم تعملي فينا ليش ليشششششششش؟ نحنا مو ولادك ؟ ليش عم تعذبينا هيك !! مبسوطه بحالتنا هلأ ؟

سوسن : كل شي رح يمر و رح تعيشو احسن حياة بوعدك .. انا اسفه بعرف انو من حقكن تعيشو بشكل طبيعي بس والله مو ذنبي يا امي وانت بتعرف

حازم : كنتي بتقدري تتحملي ، كنا منلاقي حل تاني بس انتي ما فكرتي فينا فكرتي بحالك وبس

سوسن : هلأ هيك يا حازم ؟

حازم : ايه هيك .. وانا بدي ارجع لعند أبي ما بدي ضل عايش معك لانو كل شي عم تعمليه غلط وبدي اخود اختي معي ..

سوسن : بس ابوكن ما بقدر يتحمل مسؤوليتكن .. وانا ما فيني اتركون لان روحي معلقه فيكون !

حازم : لكن تعالي معنا وخلينا نرتاح كلنا

سوسن : لا مستحيل ما فيني .. انت هلأ ما رح تفهم لانك صغير بس تكبر رح تعذرني و تفهم انا ليش هيك عم بعمل !

حازم : انا ما بدي افهم شي .. بدي ارجع لعند ابي ما بدي ضل معك
خبيت راسي تحت الغطا وما رديت عليها ..
حازم : رح اتصل بأبي وقلو انو بدي روح لعندو ..

حطيت ايدي على تمي وبلشو ينزلو دموعي .. : اعمل الي بدك ياه ..
……………………………………………………..

سوسن : واخيراً !! توفقنا بهل بيت مو ماما ؟
تطلعت بحازم وتالة وسالتهن ..
تالة : ايه حلو البيت بس صغيرررر
سوسن : لا مو صغير .. هي الغرفة الك انتي واخوكي رح جبلكن العاب وكل شي بدكن ياه
و الصالة الي و لــ ستك .. نحنا عيله صغيره ما بدنا اكتر من هيك مو حازم ؟

رفع اكتفاو بعدم اهتمام ( ما بعرف .. )

بشوية مساعده بفرش البيت من عبير من جهة و من عايده من جهة و انا اشتريت كم غرض سعرهن معقول .. صار البيت مريح و منيح كتير .. ضلت مشكلة مدارس الاولاد الي كانت شاغله بالي ، اتصلت بسعيد و اعطاني رقم شوفير باص بيطلع من منطقتنا و بيمرق بالمدرسه و قلي اتفق معو على مبلغ شهري مشان ياخود الاولاد كل يوم وانو هو حكي معو مشاني .. وهيك انحلت مشكلة مدارس ولادي ..
و بلشت بتأسيس حياتي الجديدة الي اخترتها بايدي و الي كلها صعوبات وعقبات ، بس مع هيك رضيانه وعندي امل ..

صارت اتصالات سعيد تتكرر بشكل يومي ، كل يوم يتصل يحكي معي و يطمن علينا وعلى وضعنا و يسألني ازا محتاجه شي .. كنت اتلبك كتير وانزعج بس انحرج منو وما حب اجرحو .. بنفس الوقت خايفه يكون الو اهداف تانيه سيئة .

وضعي بالمشغل كان يتحسن يوم عن يوم لان شغلي نظيف و العبايات الي بفصلهن مميزين كتير و عجبو الزباين .. لهيك تمسكت فيني صاحبة المشغل و حطت تحت ايدي بنات يساعدوني لنشتغل كميات أكبر . بس اشترطت خلص الشغل الي علي و اطلع بدون ما اتقيد بموعد انتهاء الدوام الساعه 7 .. كنت خلي امي عند عايده لوقت ما ارجع ، واعطيت ولادي نسخه من مفتاح الشقه لينطروني اذا وصلو قبلي لان ما بضمن ازا بلحق اسبقهن او لأ .. مع كل نهار جديد كانت المسؤوليات تزيد على كتافي .. وكملت معي لما عرف طارق انو طلعت على بيت لحالي واتصل فيني و هو مو شايف قدامو وعم يخبص بالحكي ويهددني ياخود الاولاد مني . .

سوسن : ما فيك تاخدون مني انا تنازلتلك عن كل حقوقي واعطيتك دهباتي وكل شي وما طلبت الا اولادي
طارق : ازا انا سكتلك اهلي لما يعرفو بعملتك ما رح يسكتو .. واضح انو اخوكي مو رجال وما قدر يضبك
سوسن : لا والله طلع مو رجال .. لان مد ايدو علي متلك .. و ولادي مدا بياخدون مني وانا ما عم اعمل شي غلط عمري فوق ال30 ومسؤولة عن تصرفاتي ..
طارق : ليكي .. انا رح انزل لعندك و وقتها بعرف شغلي معك
سوسن : ماشي تعال .. بس ما تفكر ابداً انو بطلعلك تمد ايدك علي .. لان بشتكي عليك وبزتك بالحبس ..

سكرت الخط وايدي عم ترجف .. فتت عالمطبخ شربت وفتحت الشباك لاتنفس .. معقول ياخود ولادي مني ! ما فيني بموت .. بتحمل كل شي الا هي ما رح اقدر .. بس انا ما عاد بدي عيش معو بكرهو ما بطيقو بكره صوتو و ريحتو و حكيو .. ما بقدر اتخيل عيش يوم واحد زياده معو .. شو اعمل ! .. بدهن ياخدو ولادي مني ! ..

حياتنا صارت اهدى واحلى ، حاولت ما احرمهن من اي شي و جيب كل شي بقدر عليه .. بعد اسبوعين اشتريتلهن تلفزيون مشان يتسلو وقلت كل فترة والتانيه بجيب غرض لازم للبيت ليصير بيتنا كامل مكمل ..

بيوم بعد ما فاتو ولادي ونامو .. قعدت انا وامي سهرانين على التلفزيون اتصلت علي عايده وكان صوتها غريب كتير وشغلتلي بالي… قالتلي انزل لتحت بسرعه لانها بدها تحكي معي ضروري .. كانت الساعه تسعه … قمت فورا غيرت تيابي و اخدت المفاتيح والموبايل .. وفتحت الباب
حازم : شو وين رايحه بهاد الوقت ؟
سوسن : حبيبي انت صاحي ؟ .. نازله شوف خالتك عايده ناطرتني تحت
حازم : اي سكري الباب وفوتي مافي طلعه
سوسن : هههه ابني شكلك مو مصحصح … خلص فوت انت رح جيبها و نجي
حازم : ليش عم تضحكي شو مفكرتيني ولد !!! ما تنسي انو انتي مطلقه لسه فايته طالعه على كيفك !!
سوسن : شو قلت ؟؟!!!!!

حازم : ما في تطلعي هلأ بهاد الوقت ..
قربت لعندو وتطلعت فيه : انا امك حازم .. احكي معي باحترام
حازم : طيب هلأ فوتي ما في طلعه
سوسن : بدي انزل شوف خالتك .. فوت نام او اقعد مع ستك
حازم : انا قلت ما في طلعه
صرخت فيه بصوت عالي : حازم فوت على غرفتك
رد علي بصوت اعلى : ما في تطلعي من البيت هلأ قلتلك ما في طلعه

حسيت انو اصواتنا رح تعلى اكتر بدون نتيجه ، يمكن ضعف او تعب او قلة حيلة رفعت ايدي وضربتو على وشو .. : مو انت الي بتقرر .. انا مسؤولة عنك مو انت مسؤول عني .. فوت على غرفتك ..

يمكن كان لازم هالكف من الأول .. يمكن اجا متأخر… او يمكن اجا بكير .. طلعت ورديت باب القصه وراي وعيوني غرقانين بالدموع .. وانا نازلة على الدرج فقدت توازني و لوت رجلي وما حسيت على حالي الا صرت عم اتدحرج على الدرجات من الطابق الرابع وضربت بحديد درابزين الدرج وصرخت ..

#مطلقة_بائسة_بقلم_مال_الشام

الجزء الثامن

اجا حازم على صوتي وركض لعندي هو وخايف وانا عم اصرخ من الوجع ، كانت ايدي ورجلي عم يوجعوني بشكل فظيع .. قلتلو ينزل يندهلي عايده لتجي تساعدني قوم .. بالفعل نزل بسرعه وجابها وكان عم يبكي ، ساعدوني لوقف وضليت ابكي واتوجع و حازم يبكي معي .. نزلتني عايده و وقفنا تكسي . .رحنا على المستشفى وفتنا على الطوارئ .. فحص الدكتور المناوب ايدي وقال انو بدنا صورة ولازم انطر للصبح .. اعطاني مسكنات و حاول يضمدلي الرضوض .. وقعدنا بالممر بالمستشفى على كرسي نستنا طلوع الضو لصور ايدي .. رغم وجعي بس لاحظت خوف حازم و تمسكو فيني وكيف كل شوي يسألني ازا وجوعه ، هاد الشي كان تأثيرو علي اكبر من المسكن .. تركتنا عايده بالمستشفى وراحت هي على بيتي نامت عند تالة وامي والي فهمتو انها جايه لعندي حردانه من جوزها ..
………………………………………………………

حازم : فيكي تطلعي امي ؟ استندي علي ؟
سوسن : لا حبيبي رجلي ما فيها شي الحمدلله
حازم : طيب معليش استندي علي مشان نطلع يلا ..
سوسن : طيب ..

حطيت ايدي على كتفو انا و مبتسمة .. طلعت ايدي مكسورة فعلاً و جبروها و رجلي كانت ملتوية وفيها رضوض ..
طلعنا و دقينا الباب … فتحت عايده وفوتتنا و كانت مجهزة الفطور .. خليت حازم يفوت ينام و صحيت تالة لتروح على مدرستها و تطلب اذن لحازم من الأنسة انو ما رح يقدر يداوم ..

سوسن : حفظتي شو بدك تقولي للانسة ؟
تالة : بقلها ماما انكسرت ايدها بالليل ؟
سوسن : لك لااااا .. بس احكيلها انو حازم تعبان وما فيه يداوم اليوم
تالة : طيب خلص ماشي .. يلا باااي رح اتاخر على الباص
سوسن : مع السلامه امي باي ..

عايده : هههه لذيذه هالبنت
سوسن : فضولية كتير وبتسأل كتير
عايده : متل امها ..

سكرت الباب والتفتت عليها : متل امها اه ؟ طيب لكن تفضلي جاوبيني على اسئلتي .. شو صاير معك انتي ؟
عايده : هلأ انتي مو تعبانه ؟ فوتي نامي واتركيني بحالي خليني دخن سيكارة و صفي بالي
فتحت عيوني باستغراب : تدخنييييييييي؟؟؟
عايده : لك انو بس تنفيخ هيك فشت خلق
سوسن : ليش يا بعدي الي بسمعك بفكرك عايشه مأساة .. ليش بتحبي الدراما اه ؟
عايده : انا عنجد عايشة مأساة .. حتى لو ما حدا حاسس فيني بس انا عم بدبل من جوا ..

فاتت قعدت بالصالة و طلعت من جيبتها باكيت دخان فيه سيجارتين لحقتها وانا بالي مشغول ..

عايده : ما عاد قدرت اسكوت ، انفجرت فيه وقلتلو انو واحد بارد و ما عندو مشاعر واني ما بئى متحملتو وعم اكرهو شوي شوي .. قال انو هو الي ما عاد متحملني وانو ما بشوفني مرا .. تخيلي ؟ بعد كل شي هي اخرتها .. بعد كل الصبر و طولة البال والمسايرة بطلع انا الي عامله حياتو جحيم وهو الي متحملني .. تركتلو البيت والاولاد وطلعت .. حسيت ازا ببقى ثانية وحده رح موت من القهر ..

قربت منها واخدت الباكيت من ايدها : طيب كل شي بينحل بس لا تعملي بحالك هيك

ضمت رجليها لصدرها و تجمعت الدموع بعيونها : ما في شي بينحل سوسن .. انا في برقبتي خمس اولاد ما فيني اعمل متلك واتطلق .. وكمان ما عم اقدر عيش معو .. عم اشتهي الكلمة الحلوة .. عم اتمنى حس بدفا العيلة والاهتمام .. انا انسانة قد ما كبرت ولو صار عندي 100 ولد بضل محتاجه جوزي يحن علي و يطبطب علي ويقدر تعبي

سوسن : عايده ازا لهل درجه تعبانه خلص اتطلقي وانا رح وقف معك بوعدك .. بس ما تعملي بحالك هيك اختي ..

عايده : و ولادي وين بروح فيهن ؟ ما فيني عيش بلاهن وما فيني عيشهن لحالي هي ازا اعطاني ياهن ..

حطت ايدها على جبينها وتنهدت : خليها لالله احسن شي .. بس تهدا اعصابي برجع على بيتي كأنو ما في شي .. رح اعتبر حالي مطلقة بس عايشه فوق راس ولادي و ببيتي و اسمي ( متزوجه ) … هاد احسن حل الي .. رح اعتبرو مو موجود كأنو ممسوح من حياتي ، معقول نحنا النسوان ما منقدر نعيش بدون زوج ؟

سوسن : لا مو مزبوط اكيد منقدر .. في كتير بنات ما بيجي نصيبهن وما بيتزوجو وعادي بكملو حياتهن بشكل طبيعي .. وكتير الي بموتو ازواجهن او بتطلقو وما برجعو يرتبطو .. وانا هيك ناوية اعمل

عايده : ليش طيب ؟ مو عم تظلمي حالك بهي الطريقه ؟

سوسن : لا ابداً .. الزواج مو معيار للسعاده خلص انا مبسوطة انو ولادي بحضني واني عايشه بكرامه وما في حدا عم يهيني لا طارق ولا خلود .. ما بدي اكتر من هيك عنجد مبسوطه ورضيانه .

كملنا قعدتنا ونحنا ساكتين ، كل وحده صافنه بالحيط وعم تفكر بالأيام الي رح تجيها .
فتت تمددت جنب حازم كان نايم ومو حاسس على شي من التعب وانا كمان كنت تعبانه كتير ، غفيت لوقت ما اجت عايده صحتني مشان رد على جوالي

#مطلقة_بائسة_بقلم_مال_الشام

الجزء الثامن + التاسع + العاشر + 11+ 12 #انتهت

اجا حازم على صوتي وركض لعندي هو وخايف وانا عم اصرخ من الوجع ، كانت ايدي ورجلي عم يوجعوني بشكل فظيع .. قلتلو ينزل يندهلي عايده لتجي تساعدني قوم .. بالفعل نزل بسرعه وجابها وكان عم يبكي ، ساعدوني لوقف وضليت ابكي واتوجع و حازم يبكي معي .. نزلتني عايده و وقفنا تكسي . .رحنا على المستشفى وفتنا على الطوارئ .. فحص الدكتور المناوب ايدي وقال انو بدنا صورة ولازم انطر للصبح .. اعطاني مسكنات و حاول يضمدلي الرضوض .. وقعدنا بالممر بالمستشفى على كرسي نستنا طلوع الضو لصور ايدي .. رغم وجعي بس لاحظت خوف حازم و تمسكو فيني وكيف كل شوي يسألني ازا موجوعه ، هاد الشي كان تأثيرو علي اكبر من المسكن .. تركتنا عايده بالمستشفى وراحت هي على بيتي نامت عند تالة وامي والي فهمتو انها جايه لعندي حردانه من جوزها ..
……………………..……………………..………..

حازم : فيكي تطلعي امي ؟ استندي علي ؟
سوسن : لا حبيبي رجلي ما فيها شي الحمدلله
حازم : طيب معليش استندي علي مشان نطلع يلا ..
سوسن : طيب ..

حطيت ايدي على كتفو انا و مبتسمة .. طلعت ايدي مكسورة فعلاً و جبروها و رجلي كانت ملتوية وفيها رضوض ..
طلعنا و دقينا الباب … فتحت عايده وفوتتنا و كانت مجهزة الفطور .. خليت حازم يفوت ينام و صحيت تالة لتروح على مدرستها و تطلب اذن لحازم من الأنسة انو ما رح يقدر يداوم ..

سوسن : حفظتي شو بدك تقولي للانسة ؟
تالة : بقلها ماما انكسرت ايدها بالليل ؟
سوسن : لك لااااا .. بس احكيلها انو حازم تعبان وما فيه يداوم اليوم
تالة : طيب خلص ماشي .. يلا باااي رح اتاخر على الباص
سوسن : مع السلامه امي باي ..

عايده : هههه لذيذه هالبنت
سوسن : فضولية كتير وبتسأل كتير
عايده : متل امها ..

سكرت الباب والتفتت عليها : متل امها اه ؟ طيب لكن تفضلي جاوبيني على اسئلتي .. شو صاير معك انتي ؟
عايده : هلأ انتي مو تعبانه ؟ فوتي نامي واتركيني بحالي خليني دخن سيكارة و صفي بالي
فتحت عيوني باستغراب : تدخنييييييييي؟؟؟
عايده : لك انو بس تنفيخ هيك فشت خلق
سوسن : ليش يا بعدي الي بسمعك بفكرك عايشه مأساة .. ليش بتحبي الدراما اه ؟
عايده : انا عنجد عايشة مأساة .. حتى لو ما حدا حاسس فيني بس انا عم بدبل من جوا ..

فاتت قعدت بالصالة و طلعت من جيبتها باكيت دخان فيه سيجارتين لحقتها وانا بالي مشغول ..

عايده : ما عاد قدرت اسكوت ، انفجرت فيه وقلتلو انو واحد بارد و ما عندو مشاعر واني ما بئى متحملتو وعم اكرهو شوي شوي .. قال انو هو الي ما عاد متحملني وانو ما بشوفني مرا .. تخيلي ؟ بعد كل شي هي اخرتها .. بعد كل الصبر و طولة البال والمسايرة بطلع انا الي عامله حياتو جحيم وهو الي متحملني .. تركتلو البيت والاولاد وطلعت .. حسيت ازا ببقى ثانية وحده رح موت من القهر ..

قربت منها واخدت الباكيت من ايدها : طيب كل شي بينحل بس لا تعملي بحالك هيك

ضمت رجليها لصدرها و تجمعت الدموع بعيونها : ما في شي بينحل سوسن .. انا في برقبتي خمس اولاد ما فيني اعمل متلك واتطلق .. وكمان ما عم اقدر عيش معو .. عم اشتهي الكلمة الحلوة .. عم اتمنى حس بدفا العيلة والاهتمام .. انا انسانة قد ما كبرت ولو صار عندي 100 ولد بضل محتاجه جوزي يحن علي و يطبطب علي ويقدر تعبي

سوسن : عايده ازا لهل درجه تعبانه خلص اتطلقي وانا رح وقف معك بوعدك .. بس ما تعملي بحالك هيك اختي ..

عايده : و ولادي وين بروح فيهن ؟ ما فيني عيش بلاهن وما فيني عيشهن لحالي هي ازا اعطاني ياهن ..

حطت ايدها على جبينها وتنهدت : خليها لالله احسن شي .. بس تهدا اعصابي برجع على بيتي كأنو ما في شي .. رح اعتبر حالي مطلقة بس عايشه فوق راس ولادي و ببيتي و اسمي ( متزوجه ) … هاد احسن حل الي .. رح اعتبرو مو موجود كأنو ممسوح من حياتي ، معقول نحنا النسوان ما منقدر نعيش بدون زوج ؟

سوسن : لا مو مزبوط اكيد منقدر .. في كتير بنات ما بيجي نصيبهن وما بيتزوجو وعادي بكملو حياتهن بشكل طبيعي .. وكتير الي بموتو ازواجهن او بتطلقو وما برجعو يرتبطو .. وانا هيك ناوية اعمل

عايده : ليش طيب ؟ مو عم تظلمي حالك بهي الطريقه ؟

سوسن : لا ابداً .. الزواج مو معيار للسعاده خلص انا مبسوطة انو ولادي بحضني واني عايشه بكرامه وما في حدا عم يهيني لا طارق ولا خلود .. ما بدي اكتر من هيك عنجد مبسوطه ورضيانه .

كملنا قعدتنا ونحنا ساكتين ، كل وحده صافنه بالحيط وعم تفكر بالأيام الي رح تجيها .
فتت تمددت جنب حازم كان نايم ومو حاسس على شي من التعب وانا كمان كنت تعبانه كتير ، غفيت لوقت ما اجت عايده صحتني مشان رد على جوالي

عايده بهمس : هاد سعيد عم يتصل قومي ردي ..
سوسن : مين سعيد ؟
عايده : مين سعيد ؟ قومي ردي يلا
اخدت الجوال ورديت انا وعم اتوجع من ايدي
سوسن : الو ؟
سعيد : مرحبا
سوسن : اهــ ـ ..
نزلت الجوال وتطلعت بعايده : الله لا يوفقك ..

قمت من فرشتي وطلعت برا الغرفه

سعيد : الو .. الو .. الو سوسن ؟
سوسن : الو اي .. معك .. بعتذر
سعيد : وين رحتي ؟
سوسن : لا عفواً بس هلأ صحيت من النوم .. خير استاز في شي ؟
سعيد : لا ابداً .. بس أنسة حازم اجت عم تشتكيلي بسبب غيابات حازم المتكررة و قلتلها تبعتلي تالة .. و تالة خبرتني انو كنتو بالمستشفى و ايدك مكسورة ورجلك مكسورة وما بعرف ما فهمت عليها منيح ؟
سوسن : اااخ بس من تالة
سعيد : يعني مزبوط الحكي ؟
سوسن :لا مو بالضبط هيك ، بس كسر بسيط بايدي و رحت على المستشفى ما في شي ، بس حازم كان معي طول الليل و هلأ نايم وموحاسس على شي
سعيد : سلامات سلامات .. شو القصه ؟
سوسن : قصه طويله بس ما في شي مهم
سعيد : طيب لكن بعزمك على فنجان قهوة وبتحكيلي ما وراي شي فاضي لاسمع
سوسن : لا بعتذر منك ما فيني
سعيد : خليني شوفك لنحكي كمان بخصوص حازم
سوسن : ليه شبو حازم ؟
سعيد : ولا شي نحكي عن وضعو بشكل عام ، انا حاسس انك مو عرفانه تتصرفي معو بالذات بظل ظروفك الصعبه حالياً ، بس انا مدير مدرسه من خمس سنين ومتعامل مع كل الطلاب .. خليني ساعدك وفهمك كيف تتعاملي معو
سوسن : عفواً ما فهمت .. هلأ انت بدك تعلمني كيف عامل ابني ؟
سعيد : اكيد لأ مو هيك .. بس ما تنكري انك عم تواجهي صعوبة التفاهم معو .. مو فاهم ليش ماخده الموضوع بهل تعصب هاد .. انا بس حابب ساعد ..
سوسن : _ _ _
سعيد : انا بعتذر اذا تصرفت بشي غلط ، اي شي بتحتاجيه انا بالخدمه .. منضل جيران و ولاد حارة وحده . .
سوسن : بعتذر منك استاذ سعيد بس انا وضعي صعب .. خلص خلينا نلتقي يمكن انا عنجد بحاجة مساعده لاعرف اتعامل مع حازم وما بدي تطلع الأمور عن السيطرة
سعيد : ما في داعي تحرجي حالك يمكن انا انفهمت غلط
سوسن : خلص انا اعتذرت منك انت ما غلطت .. بس بفضل نحكي بالمدرسه عندك ما بناسبني نلتقي بأي مكان ..
سعيد : مو مشكلة .. تفضلي بكرا ومنحكي
سوسن : ان شاء الله مع السلامه
……………………..……………………
باليوم التاني رحت انا و الاولاد و عايده بتكسي .. فوتتهن على الصف وفتت لعند سعيد وفهمت حازم انو جايه مشان احكي مع الأنسة مشان غياباتو ..

كان سعيد مهذب كتير و فعلا كان محور حديثنا عن حازم و انو لازم اتعامل معو بجديه .. لما حسيت انو سعيد فعلا قادر يساعدني .. فتحتلو قلبي و شرحتلو الوضع بالتفصيل مع اني كنت محرجه كتير بس بديت مصلحة ابني على حالي ، كانت عايده بس عم تسمع بدون ما تشارك بالحديث .. اخدنا الوقت لمدة ساعتين بعدين طلعنا نتمشى سوا بالطريق

سوسن : كتير حبيت حكيو واقتنعت .. رح اعمل متل ما قلي
عايده : اي ..
سوسن : شبك ؟ كل الوقت كنتي ساكته .. ليكون ما عجبك الحديث ؟
عايده : لا بالعكس كتير عجبني .. بس اشتقت لولادي كتير وحسيت انو غلطت لما طلعت من البيت وتركتهن ، هن ما ذنبهن اذا انا وابوهن ما عم نعرف نحل مشاكلنا
سوسن : مزبوط .. دايما الاولاد هن ضحية أب أو أم ما عندهم احساس بالمسؤولية
عايده : طيب انا رح استعجل و روح اخود امي من البيت وارجع على بيتي .. بتجي بتاخديها من عندي متل العاده
سوسن : اوف بهل سرعه .. خليكي شوي عندي اعمليلو فركة ادن لاحمد
عايده : قصدك فركة ادن لولادي لانو احمد مو سائل .. يلا بدي روح ما بعرف ازا راحو على مدارسهن او لا .. سلام

مشت بسرعه كأنها عم تركض

سوسن : سلام ديري بالك على حالك يا مجنونة ههه

بالشغل بس كنت عم اشرف على البنات واعطيهن التعليمات لان ما فيني اشتغل بس كل شوي كنت اصفن وفكر بحكي سعيد ، انو لازم ما استخف بعمر ابني واحكي معو وناقشو كأنو شخص واعي وكبير .. وما خلي المحيط يأثر عليه لان نبهني انو حكي خلود ممكن يكون اكتر سبب أثر فيه وخلاه يصير عدواني تجاهي وانزرعت براسو فكرة انو المطلقة هي انسانه سيئة متل ما كان يعكسلو حكي خلود ..

خلصت شغلي على التلاته و طلعت جبت فروج مشوي و عصير و كيس اكلات طيبه من شيبس و شوكلا .. و رحت جبت امي و رجعت على البيت لقيت حازم وتالة واصلين وعاملين سندويشات ..

حطيت الاكل و ندهتلهن و اكلنا مع بعض و قعدنا وقلتلهن يقربو لعندي .. ضميتهن لحضني وصرت العب بشعراتهن .. اعتذرت منهن لان عم يعيشو ايام صعبه وحاولت اشرحلهن انو انا وابوهن بس انفصلنا كــ زوجين بس اكيد نحنا ما منكره بعض

حازم : طيب انا بعرف انو بابا كان يضربك وكنت ازعل منو كتير بس هو ما عاد رح يعيدها
سوسن : انتو اذا بتحبوني انا وابوكن لازم تخلونا نعيش متل ما بدنا .. انت هلأ رجال البيت وحبيبي و عمري .. ورح نعيش احلى حياة مع بعض و كل ما يجي بابا اجازات بتروحو وبتشوفوه

تالة : طيب لا بئى تشتغلي نحنا بدنا نرجع نلاقيكي بالبيت عم نجي جوعانين كتيرررر

سوسن : اسفه رح صير حضرلكن الاكل قبل ما اطلع او اجي قبلكن بس لانو الوضع لسه جديد علي ما عم بعرف شو اعمل .. انتو لازم تساعدوني كمان مو هيك ماما ؟

سكتو تنيناتهن و حازم منزل عيونو و زعلان

سوسن : مو هيك يا بطلي الحلو ؟

دغدغتو ليضحك .. بلش يبتسم ويبعد ايدي : لا تدغدغيني لا لا .. لا ماااما .. ييي ماما

سوسن : توته .. هجوم على حازم يلا
تالة : هجوووووووووووم

بعد مرور اسبوعين كانت حياتي فيهن ما احلاها .. ولادي وضعهن صار اهدى شوي وحياتي بلشت تستقر نوعاً ما .. صرت اعرف شو اعمل وكيف اتصرف بس لازم اعترف انو المسؤولية كبيرة كتير ومتعبه ورغم انو عم كابر على تعبي وخبيه بس جسمي ما عم يقدر يخبي الارهاق ..

اخدت موعد مشان فك الجبيرة ، كان وجع كبير كتير واخدت حازم معي وعنجد للحظة حسيتو رجال كبير واقف جنبي وما الي غيرو استند عليه ، حسيت عم اظلمو لان عم حملو مسؤولية اكبر من عمرو ..
خلال هالفترة كان سعيد يتصل ويتطمن على الوضع ، حاولت كون سطحيه جداً معو لأن لهلأ عندي خوف كبير بسبب اني ( مطلقة ) والي بحق لغيري ما بحق الي .. وحتى لو نيتي صافيه 100% رح يجي حدا ويظلمني لهيك ما كنت بدي اوقع بأي مشكلة او اسمح لاي حدا يحط نقطة علي .

لوقت ما اجا اليوم الي رجع خربطلي كل حساباتي وافقدني التوازن من جديد .. كان صباح متلو متل غيرو .. مبين عادي و روتيني .. بس ورا هالهدوء مخبى شي رح يهز هالبيت الصغير الي هلكت لعمرو ..

#مطلقة_بائسة_بقلم_مال_الشام

الجزء التاسع

بعد ما عملت ساندويش للولاد و لبسو تيابهن و ودعتهن ، فتت لجوا مشان صحي امي و حممها و اخدها لعند عايده .. بس هالمرة امي ما كانت تصحى
حاولت معها كتير و بستلها ايديها و جبينها و مزحت معا و رحت جبتلها كاسة الحليب مشان تشم ريحتها و تصحى بس ما كانت ترد علي ..
سوسن : يعني هيك ام زهير بدك تعذبيني على الصبح ؟
تركت كاسة الحليب و قعدت جنبها و حطيت راسي على كتفها : بتعرفي انو انا مشتائتلك كتير ؟ بس شوفة عينك عم اركض اركض وما بلحق .. بس انتي مبسوطة معي صح ؟ بعرف انو خلود كانت تزعلك كتير بس نحنا كلنا منحبك هون وما رح اسمح لأي حدا يزعلك او يقهرك يا عمري

رفعت راسي و اخدت نفس وابتسمت : يلا بقى قومي حاجه دلال ما معنا وقت ..

استنيت شوي وما تحركت .. شديتها وقلبتها لعندي .. وقعت ايدها جنبها و ارتخت على الارض ..
تطلعت بايدها ومسكتها .. رفعتها وحطيتها على صدرها وقلبي عم يخفق بسرعه .. بلش ينمل جسمي ويديق نفسي ..

سوسن : امي ؟ ..

حطيت ايدي على وشها شوي شوي و هزيتها : تعبانه فيكي شي ؟

حطيت ايدي تحت انفها لحس بانفاسها ويرتاح قلبي .. بس ما حسيت بشي .. تطلعت على صدرها لشوفو عم يتحرك .. بس لا .. ما عم تتنفس ..
مسكتها من اكتافها و هزيتها بقوة ورفعتها لعندي و شديتها لصدري وصرخت .. ما بدي ياها تتركني انا عم اقوى فيها حسها و وجودها بيناتنا بحسسني بالقوة والأمان .. مستحيل تتركنا وتروح .. نحنا عيله وحده .. ما بصير نفترق .. ما بصير تروح هلأ وتتركني .. ما بصير تروح ..

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

خلود : سوسن .. اشربي كاسة هالعصير ما بصير تضلي هيك ..
سوسن : _ _ _
خلود : عايده .. وانتي ؟
عايده : مابدي ..

خلود : طيب انا راجعه على بيتي .. ازا احتجتو شي اتصلو فيني ..

سوسن : _ _
عايده : _ _

خلود : رح تبقو زعلانين مني ؟

مسحت دمعتي الي ما نشفت على خدي من تلات ايام وتطلعت فيها بحقد : زعلانين ؟ مفكرة الموضوع سهل هيك ؟ بعد كل شي عملتيه مفكرة سهل نقدر نسامحك ؟

خلود : انا .. انا ..

عايده : انتي شو اه ؟ انتي شو ؟ اديش عذبيتها لأمي قبل ما تموت واستغليتي انو انا ما فيني خليها تعيش عندي بسبب وضع جوزي المادي .. اديش هنتيني انا واختي و لعبتي بمشاعرنا واستغليتي حاجتنا لأخونا .. الي صار بابنك مو ذنبو .. الي صار فيه بسبب ذنوبك .. اشارة من ربنا لتصحي على حالك وتعرفي انك ظلمتي كتير ناس وتدوقي من نفس الكاس

رديت على عايده بصوت واطي : خلص عايده اسكتي

خلود : خلص بكفي .. بكفي .. ابني مرمي بالفرشة مشلول وما عاد يقدر يمشي بحياتو بسبب حادث سيارة ، وكل واحد بيحكي معي بقلي انو انا السبب … انا ما عملت شي كنت بدي استقر انا وجوزي و اولادي معقول شايفيني ظالمه كل هالقد ؟

سوسن : الي صار بابنك ما الو علاقه فيكي لان ربنا ما بحاسب مخلوق بذنوب مخلوق تاني ، وابنك بكون ابن اخونا و محروق قلبنا عليه متلك بس مو معناتها ننسى معاملتك النا .. لا تحاولي تتقربي منا لان ما في شي بيربطنا

خلود : لا تحكي هيك ، اخوكي بحاجتكون كتير هو تعبان ومهموم وما عم اقدر افهم شبو .. الي صار بابني جميل و وفاة امك كل شي اجا مع بعضو و زهير مو قدران يستوعب هي الصدمات وما عم يحكي معي ابداً رح جن لا تعملو فيني هيك

عايده : طبيعي الي صار فيه ، هلأ بعد ما ماتت صحي على حالو كيف كان يعاملها .. بس هالشي ما رح يفيد امي لانها خلص ماتت .. لما كانت بحاجتو وبحاجة حنيتو ما حس فيها .. هلأ ما عاد شي ينفع

خلود : انتو بتضلكون اخوه وما الكون غير بعض

سوسن : هه ! عنجد خلود ؟ ما كنتي عرفانه هالحكي لما خليتيني انا واخي نعلق من تحت راسك ؟ ما كنتي عرفانه لما بكل موقف وبكل لحظة ما وفرتي الفرصه لتهينيني ..

تطلعت فينا .. ضغطت على ايدها و نزلت دمعتها .. طلعت من الغرفة وبعدين سمعنا صوت باب البيت تسكر ..

عايده : روحه بلا رجعه
سوسن : ما بصير تحكيلها انو الي صار بابنها بسببها حرام عليكي ، الله يعينها على مصيبتها عم يتقطع قلبي على هالولد .. كان حرك كتير ويحب يلعب وينطوط ..

عايده : بتعرفي انو مو من قلبي هالحكي ، بس خليها تحس شوي بالعذاب الي عيشتنا ياه ..

سوسن : آآآآخ يا اختي .. هي وقفت على خلود ؟ مين ولا مين بدنا نحاسب .. النا الله احسن شي ..

عايده : ونعم بالله ..

كانت فترة صعبه كتير علي لاتعود على غياب امي ، كنت اتذكرها بكل زاوية وبكل مطرح .. حكياتها وتصرفاتها و ضحكتها .. كانت متل طفل صغير بسبب عمرها .. كبرت كبرت كبرت و رجعت بريئة متل الطفل .. دايماً كنت فكر .. يا ترى قمت بواجبي تجاها بالشكل الصحيح ؟! مابعرف ..

بأزمتي هي سعيد وقف جنبي وقفه ما بتنتسى .. بعتلي اختو وردة توقف معي وتشق علي وضلت تطبخلنا فترة اسبوع كامل و احياناً سعيد يبعت اكل جاهز وتبقى عندي لوقت متأخر رغم انها متزوجه ، غير اتصالاتو بكل وقت واهتمامو بالاولاد بالمدرسه .. بسبب وقفتو هي انكسر حاجز خوفي منو او تفكيرو انو غرضو تجاهي سيئ .. ارتحتلو كتير وصرت حس بالأمان بسبب وجودو ..

بعرف هاد الشي غلط ، بس سعيد ما تركلي اي فرصه مشان صدو او اتهرب منو .. شخصيتو وتصرفاتو خلتني فكر ألف مره ( ليش ! ) ليش مرتو اتطلقت منو ؟ شو السبب ؟
ضليت فكرة لوقت ما غلبتني حشريتي و تجرأت وسألتو لما اتصل علي متل عادتو ..

سوسن : سعيد ، عندي سؤال بس متردده كتير
سعيد : تفضلي شو في ؟
سوسن : هلأ انت ومرتك ليش انفصلتو ؟
سعيد : _ _ _
سوسن : اسفه على السؤال ، بس ما بتخيل في وحده بتقبل تخرب بيتها وتطلق إلا ازا كان في سبب قوي كتييييير .. بس انا عم شوفك حدا منيح وما عم اقدر اعرف سبب انفصال زوجتك عنك ..
سعيد : هلأ الطلاق ما لازم يكون صار لان حدا من الطرفين سيء ! ممكن بس يكونو ما تفاهمو وما قدرو يحبو بعض ..
سوسن : مممم معك حق ، بالذات انو ما عندكون أولاد منيح اخدتو قراركن من هلأ
سعيد : _ _
سوسن : اسفه على التدخل
سعيد : ولا يهمك

بعد مرور تلات اسابيع على وفاة امي رجعت كمل حياتي لان كان لازم اشتغل ، صدفت مرتين وانا نازله شوف زهير واقف بالشارع عند البناية مره ما انتبه علي وانا نازلة ومره شافني واتطلعنا ببعض بعدين فتلت ضهري وتركتو ومشيت ..

بيوم انا وعم اشتغل اتصل فيني سعيد وخبرني انو تالة وقعت من على الدرج بالمدرسة و اخدوها على المستشفى … اعطاني اسم المستشفى وطلعت متل المجنونة مو شايفه قدامي ورجلي مو حامليني ..

اول ما وصلت لقيت سعيد على باب المستشفى الرئيسي .. ركضت لجوا انا وعم اصرخ : وينها تالة وينها ؟ صرلها شي ؟

مسكني من ايدي وسحبنا لبرا .. سحبت ايدي بعصبيه : شو في صرلها شي ؟ خدني لعندها .. وينها ؟

سعيد : انا اسف جبتك بهي الطريقه بس

سوسن : شو قال الدكتور ؟ كيف وقعت ؟ مشان الله بنتي كيفها مشان الله

سعيد : سوسن اهدي عنجد بعتذر .. تالة بالمدرسة و منيحه وما فيها شي بس انا كنت حابب شوفك وانتي رافضه .. بس كان ضروري كتير شوفك ..

بلشت القط نفسي و جمع الحكي : يعني تالة ما فيها شي ؟

سعيد : عنجد بعتذر كانت فكرة مجنونة بس

فتلت ضهري قبل ما يكمل كلامو ومشيت بسرعه

سعيد : سوسن اذا بتريدي لحظة .. خليني احكي معك شوي
ضليت ماشيه و وقفت تكسي .. فتحت الباب لاطلع .. سكرو بايدو ومنعني

سعيد : نحنا بالشارع و العالم عم تتفرج علينا خلص ! بدي احكي معك كلمتين ..

رجعت خطوة لورا و اخدت نفس طويل ومسحت وشي : جيبلي مي لانو رح يغط على قلبي ..

سعيد : طيب .. تفضلي شربك مي و فنجان قهوة كمان ..

هزيت راسي بتوتر : ماشي ..

قعدنا بمحل قريب من المستشفى كانت اعصابي تلفانه. . بس المكان كتير هادي و حلو فيه موسيقى رايقه و ريحة طيبه و ورود بكل مكان .. عجبني كتير المحل وهدا اعصابي ..

سعيد : بما انو قبلتي اعتذاري فيني هلأ احكي ؟
سوسن : تفضل بس بسرعه ، بدي ارجع على شغلي
سعيد : طيب ..
شرب مي و كان ملبك كتير

سعيد : انا جبتك اليوم مشان اسألك شو رأيك فيني ؟
سعلت فوراً و اخدت كاسة المي و شربت منها ..

سعيد : شكلو بدنا نشرب مي كتير لان الحديث بنشف الريق ..

سوسن : كيف شو رأيي فيك ما فهمت ؟
سعيد : سؤالي بسيط ..
سوسن : بالنسبة الك بسيط ، بالنسبة الي ما الو داعي و غريب
سعيد : قبل ما احكي بالموضوع خليني قلك شي .. انتي سبق وسألتيني عن سبب طلاقي وانا ما جاوبتك بصراحه لان ما كنت متاكد من قراري بشكل قطعي بس هلأ تأكدت .. لهيك رح خبرك سبب انفصالي انا و طليقتي ..
سوسن : _ _
سعيد : بصراحه ، أنا عقيم .. يعني انا .. ما بجيب ولاد ..
فتحت تمي باستغراب ..
ضحك و اخد فنجان القهوة و شرب منو بهدوء
سعيد : انا و طليقتي ضلينا سنتين ننتظر طفل بس ما صار حمل و قلنا منستنا يمكن لسه الله ما راد .. فضلنا ما نشوف اطباء .. وكانت حالتها النفسيه عم تتراجع وكتير نفسها بولد ودايما تعتذر مني لانو مو قادرة تجيبلي ولد .. بس انا يشهد الله علي انو وقفت جنبها وقلتلها كلو من رب العالمين ولا تزعلي حالك .. والحكي اهلها قبل اهلي بيشهدو فيه .. طول السنتين ما رميت عليها اللوم بشي وما فكرت اجبرها على شي ..
بعدين هي طلبت نراجع طبيب وبالفعل رحنا مع بعض و عملنا الفحوصات والتحاليل ..

رفع اكتافو ورجع ضحك : و طلعت انا عقيم والمشكلة من عندي .. ما بجيب ولاد .. او صعب كتير جيب اطفال وبدي علاج طويل و ممكن اتجاوب للعلاج وممكن لأ ..

انحرجت كتير من الحديث و ضليت ساكته

سعيد : بعد ما استلمنا النتيجه رجعنا على بيتنا ، فاتت ضبت تيابها .. وراحت على بيت اهلها

سألت بعفوية وانفعال : شووو ؟؟ بهي السرعه ؟؟؟

سعيد : حقها .. ما زعلت .. بس كان ممكن تاخود قرارها هاد بطريقه الطف .. على الاقل احتراماً للعشرة الي بيناتنا ..

سوسن : الله يعوضك كل خير ..

سعيد : ان شاء الله .. انا طمعان انو الله يعوضني ..

تطلعت فيه بخجل : اي الله كريم ..

سعيد : بظن اعجابي فيكي شي مو جديد او غريب ، انا معجب فيكي ك سيدة طموحه وقوية .. قادرة تربي ولادها وتشتغل وتصرف على حالها وتواجه حكي المجتمع بثقة و صبر .. الي بدي تعرفيه انو انا لما التقيت فيكي اول مره عنجد ما شفتك الا البنت ام الشبرا الحمرا .. بس مع الأيام والمواقف كبرتي كتير بعيني .. ليكي قبل ما تحكي شي .. انا بعرفك انك كتيرة علي ! .. اكتر مما بستاهل .. و طلبي فيه نوع من الجرأة .. بس ما قدرت ما احكي .. ومو قادر خبي اعجابي فيكي ..

وقفت وايدي عم يرجفو : استاز سعيد لو سمحت

سعيد : اقعدي من بعد اذنك .. انا مو قصدي التجاوز ابداً .. انا بدي اخطبك! شرع ربنا يا بنت الحلال .. ما بدك قوليلي الله معك .. ما بدها انفعال القصه ..

سوسن : انا ابداً ما عم فكر بالارتباط ..

#مطلقة_بائسة_بقلم_مال_الشام
الجزء العاشر

سعيد : ليش ؟

سوسن : بدون ليش ..

سعيد : برأيك هاد الشي صح ؟

سوسن : اكيد صح وانا بعرف مصلحتي ..

سعيد : ومصلحتك انو بسبب تجربة فاشلة تحكمي على كل الرجال ؟

سوسن : بس انت ما بتعرف سبب طلاقي لتحكم اذا زوجي او انا السبب

سعيد : قلتلك انا بتفهم انو الطلاق مو لازم يكون بسبب طرف واحد .. ممكن الطرفين ما قدرو يتفاهمو !

سوسن : لا مو صحيح .. كل شي بايد الزوج .. اذا هو بدو يحافظ على زوجتو ما بيسمح لحالو يخسرها او يجرحها .. بس انتو كلكن هيك . .

سعيد : انتو ؟ .. طيب يا ستي الله يسامحك ..

سوسن : عن اذنك ..

سعيد : سوسن لحظة خلينا نحكي

سوسن : ما في شي نحكيه .. انا لازم امشي ..

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ __ _
انا متأكده من قراري لكن ليش كل الوقت بفكر فيه وبكلامو ؟ اديش الانثى مشاعرها رقيقه وبتتأثر بأي كلمة و بأقل اهتمام ! .. بس انا ما تأثرت باهتمامو .. تأثرت فيه وبشخصيتو .. خلص يا بنت بكفي

حازم : أمي ..
سوسن : _ _ _
حازم : ماماااااااااااااا
سوسن : اي اي .. شبك ؟
حازم : وين صافنه ؟
سوسن : معك .. شو في ؟
اجا قعد جنبي وابتسم : اليوم لما اتصل بابا مشان يحكي معنا سألني عنك .
سوسن : اه بالله ؟ شو سأل ؟
حازم : سألني ازا انتي منيحه و ازا بعدك زعلانه منو .. و سألني ليش مو انتي رديتي على الموبايل
سوسن : اي خير ان شاء الله
حازم : وقال بدو يبعتلنا مصروف اول الشهر الجاي
سوسن : يا لطيف شو هالتغير المفاجئ ؟
عقد حواجبو و مد شفايفو بزعل
سوسن : طيب كيف مدرستك انت ؟
حازم : منيحه ..
سوسن : اي شد حالك الامتحانات قربو ..
حازم : ماشي

الحياة بتمشي ، ناس جديده بدخلو حياتك .. وناس بيروحو .. أفكارك بتتغيرك .. ونظرتك للحياة بتتغير .. كل شي قابل للتغير .. إلا المبادئ الي ترسخت فيك وصارت جزء منك .. وانا كانت مبادئي هي الثقة بالنفس لمواجهة هالمجتمع بأكملو .. ما كانت تهزني اي نظرة او اي موقف مع اني كنت حساسه جداً بالبداية او حتى خجلانه بحالي لاني مطلقة ، بس انا هلأ فخورة بحالي كتير .. بيتي من أحلى البيوت .. عملت البرنده جنينة مليانه ورود وزريعه وفيها عصافير الحب و مرجوحه مريحه كتير ..
و جبت لولادي غرفة نوم كتير حلوة للاطفال و رتبت الصالون وجبت طقم كنبايات أنيق و تلفزيون ملون ..
تطورت بشغل وبلشت اشتغل بفساتين السهرة ، كنت حذرة بخطواتي وما اشتغل الموديل الا الي مقتنعه فيه وحاسستو بعبر عن جزء مني ، تصاميمي كان فيها نوع من التمرد او الثورة .. فيهن غضب كبير .. و انوثة كبيرة .. مزيج صعب جداً يجتمع قدرت اجمعو بقطعة قماش ليصير اسمي ينطلب طلب و لترتفع اجرتي لمستوى أفضل الخياطات بالبلد .

كان سعيد لسه عم يلاحقني باستمرار . . وانا عم اهرب منو ..
اتصل فيني زهير وطلب يشوفني .. كنت زعلانه منو بس حنيتلو .. بضل اخي الوحيد و سندي .. اتفقنا يجي لعندي .. رجعت بكير على بيتي و جهزتلو كيك متل ما بحبو من تحت ايدي .. كنت ناوية بس يفوت قابلو ببروده لعتذر مني بس ما قدرت .. اول ما شفتو رميت حالي بحضنو وشديتو .. حتى ولادي صارو يتفرجو علينا باستغراب .. باسني على جبيني و اعتذر مني ..

فتنا لجوا وحكينا وصار يقلي عن حالة ابنو وانو ممكن يلاقولو علاج برا بس مكلف كتير .. و حكالي عن وضع و نفسية خلود انها تعبانه كتير وهو وياها ما عم ينامو بغرفة وحده كل واحد منهن عايش بدنيه لحال .. زعلت على وضعو كتير .. وكان كل شوي والتانيه يعتذر مني ..

زهير : طيب ممكن احكي معك بموضوع تاني ؟
سوسن : خير اخي قلي ؟
زهير بتردد : بصراحه .. انا الي شجعني احكي معك بعد كل هالفترة هو
سوسن : ايوووه يعني مو جاي لحالك اه ؟
زهير : لك امبلى لحالي بس في حدا شجعني و أصر علي اجي ..
سوسن : مين ؟
زهير : سعيد ..

حكالي زهير انو سعيد اتصل فيه والتقو وطلب ايدي منو .. وشرحلو انو هو بحترمني كتير و معجب باخلاقي و شخصيتي وحابب يرتبط فيني .. وزهير حكالو انو نحنا ما منحكي و سعيد أصر عليه انو نتصالح لان لازم يوقف جنبي بما اني ست وحدانيه هلأ ..

سكتت وما حكيت شي ..

زهير : شو رأيك انتي ؟ ..
سوسن : انت شو رأيك ؟حاسه انو الموضوع عاجبك ؟
زهير : بصراحه سعيد شب محترم كتير ومنعرفو من سنين .. بس هو مشكلتو انو ما بجيب ولاد يعني ما بعرف
سوسن : ما بعرف ما عم فكر بهل موضوع حالياً
زهير : برأيي مو غلط .. صرلك فترة منيحه متطلقة .. و الرجال رايدك ازا انتي ما عندك مشكلة بوضعو فكري بالموضوع ..
ابتسمت بخجل : انت هيك رأيك ؟
زهير : بصراحه .. اي هيك رأيي .. بعدك صغيرة و ما لازم توقفي حياتك .. وازا ما عجبك طلقيه وما رح احكي معك شي
سوسن : هههههههه لا هيك كتير ما عرفتك لك اخي
زهير : اي عم بمزح اختي ما تسدئي !

___ __ _ __ _ _ _ _ _ _ _ __

حسيت حالي متل المراهقة ، كنت مبسوطة كتير و خجلانه كتير .. وكل الوقت سرحانة وعم فكر بسعيد ..

الساعه 1 بنفس الليلة .. يمكن زهير خبر سعيد انو حكي معي .. فــ بعتلي رسالة

رسالة سعيد (( بما انك ما قلتي لأ معناها في أمل ؟ ))

ضحكت وما رديت .. رجعت وصلتني رسالة

رسالة سعيد (( نقرأ الفاتحه ؟ .. خلينا نحكي بالتفاصيل فوراً … بدنا نتفاصل على المهر 😜))

رسالة سوسن (( ليش مستعجل انت خلينا ناخود وقت ونفكر على مهلنا ))

رسالة سعيد (( انتي شكلو بالك طويل كتير .. بس انا بصلتي محروقة .. بعدين الي كتير ناطرك و عم حوص لاعرف احكي معك سوسن خانوم ))

رسالة سوسن (( طيب .. ان شاء الله خير ))

رسالة سعيد (( ضل المرحلة الأخيرة اخطبك من الأستاز حازم .. ))

انخطف لوني وتوترت بس قرأت الرسالة … هاد اكتر شي مخوفني حازم .. ما بعرف شو بدي اعمل بخصوصو وكيف بدي احكي معو .. رجع بعتلي سعيد رسالة

رسالة سعيد (( قومي تطلعي من الشباك وشوفي السما شو حلوة .. صافية وما فيها الا القمر .. متل حياتي بالضبط .. ما رح يكون فيها غيرك انتي .. ))
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

حكيت مع زهير و خبرتو انو موافقة بس بدي افتح الموضوع مع حازم وتالة ، كنت ملبكة كتير و خايفه من ردة فعل حازم ..

قررت خبرهن اليوم بس ارجع من الدوام .. من اول ما رجعت كسرت كاستين و صحن و اخلاقي طالعه و مزعوجه .. الساعه 9 المسا شفتهن قاعدين عم يتفرجو على التلفزيون ..
جيت قعدت عندهن وبلشت جهز حالي لافتح الموضوع .. وقبل ما افتح تمي رن جرس البيت ..

نفخت نفخه طويلة ( هاد وقتك ! مين بدو يكون !! )

رحت على الباب وفتحتو بعصبية ، شقيت شق صغير وسألت من ورا الباب : مين ؟

*** مسا الخير ..

العمى !! انا بعرفو لهاد الصوت .. طلعت راسي و تطلعت .. بعدين فتحت الباب على اخرو و جمدت بمطرحي بدون ولا نفس ..

طارق : كيفك سوسن ؟ ..

#يتبع
#مطلقة_بائسة_بقلم_مال_الشام
الجزء الحادي عشر
سوسن : طارق !

اجا حازم من وراي و ركض لحضنو هو وعم يعيط : بابا انت جييييت انت جييييت

طارق :شو ما بدك تفوتيني سوسن ؟

شدو ازم من ايدو : فوت بابا فوت .. تالة تعي شوفي مين اجا تعييي

رجعت خطوتين لورا وفتحتلو مجال يفوت لجوا .. ضليت واقفه على الباب وانا سامعه صوتهن جوا ..

سكرت الباب و سندت راسي عليه .. حاولت نظم انفاسي و اهدا شوي وفتت وراهن …
طارققاعد بالنص و تالة و حازم بحضنو ..واول ما شافني ابتسم

طارق : شوه البيت الحلو ؟
سوسن : عجبك ؟
طارق : عجبني بس مستغرب كتير .. معقول هاد كلو بيطلع منك ؟
سوسن : ليش شبني مو معبيه عينك ؟

ضحك وما رد ..

سوسن : حطلك عشا ؟ .. ايمت وصلت ؟
طارق : هي وصلتي .. غراضي بعدن بالسيارة تحت ..
حازم : انزلي جيبهن بابا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

سوسن : حازم. .

التفت علي باستغراب : شو ؟
طارق : شبك على الولد ؟ مبسوط بابوه حقو ..
سوسن : اي ينبسط ما حكينا شي
طارق : ما في الحمدلله على السلامه ؟

الأبشع من انو يكون الانسان سيء .. هو انو ما يقدر يعترف بغلطو . . ويتصرف بشكل طبيعي ما كأنو مرقت علي ايام نزفت دم بين ايديه .. يتصرف ولا كأنو وصلت للحظات بوسا يدو وقلو مشان الله اتركني .. لأيام كنت استخدم المكياج لخبي اثار الكدمات الي على وجهي …

سوسن : انا رح فوت نام بغرفتي عندي شغل بكرا
طارق : بدي روح معك على شغلك بكرا لشوف الوضع
سوسن : عفواً ؟ أنو وضع ؟
طارق : يعني الوضع بشكل عام .. يمكن ما بناسبنا الشغل .. اساسا انا ما بعرف مين الي عم يلعب براسك ويقويكي .. ما عم سدء انو هالحكي كلو هاد بيطلع منك انتي .. كنتي من البيت تخافي تطلعي ازا ما كنت معك

سوسن : ايه كنت جدبه ..

طارق : والله ؟ حلو كتير

سوسن : تصبحو على خير

حازم : ماما خليكي سهرانه معنا حبابه !

سوسن : عندي شغل بكرا على بكير ما فيني اسهر .. انتو اسهرو مع ابوكن وانبسطو وما تروحو على المدرسه بكرا خليكون معو

تالة : ايه مامي احكي مع استاز سعيد مشان يقول للانسة ماشي ؟
تطلع طارق بتالة : مين الاستاز سعيد ؟

تالة : ممممم هاد استاز كبير كتير .. واصلع ما عندو شعرات ههههههه
حازم : هاد مدير المدرسه بابا

التفت علي طارق و تطلع علي بنظرة حاده كتير .. نزلت عيوني وحكيت بصوت واطي : تصبحو على خير

فتت بسرعه على غرفتي وقفلت الباب وراي .. ركضت على الشباك وفتحتو وحطيت ايدي على تمي وصرت ابكي ..

ضليت صاحيه وعم اتطلع على السما .. ما عاد سمعت صوتهن برا و توقعت انو نامو .. بس بعد نص ساعه من الهدوء اجا حدا و حاول يفتح باب الغرفة بس كنت قافلتها ..

سوسن : مين ؟
طارق بهمس : هاد انا افتحي الباب ليش قافله ؟
سوسن : روح نام ومنحكي الصبح .. نحنا مطلقين و ما بصير نختلي ببعض
طارق : شو نختلي ببعض بلا جنان بدي بطانية مشان اتغطى بردت كتير .. الجو عندكن مو متل هنيك وماني متعود على البرد ..

سكتت شوي وفكرت … حتى ولادي بدون غطا لازم اطلع غطيهن وزبطلهن نومتهن ..

سوسن : ماشي لحظة ..

رجعت لبست على حالي و طلعت تلات بطانيات و فتحت الباب .. و اول ما سمع طارق طقة القفل دفش الباب وفات و رجع قفل الباب وانا لسه مو مستوعبه

سوسن : لك شو هاد شبك شو بدك !!

طارق : بدي اعرف اتفاهم معك .. وكمان اشتقتلك ..

سوسن : اشتقتلي ؟؟؟؟؟؟ جنيت انت ؟ 16 سنة وانا بوشك ما اشتقتلي بيوم .. وما حبيتني بيوم .. وما عاملتني متل زوجه بيوم ..

طارق : اي انا بدي حل الموضوع هلأ .. عاجبتك قعدتك هيك ؟ العالم عم تخبص عليكي حكي طالع نازل وانا بدي ارجع استر عليكي من حكي الناس مع انو الي سمعتو لازم يخليني ما عاد ارضى فيكي … بس مشان ولادنا مو مشكلة

سوسن : شووو ؟ مين العالم الي عم يحكو ؟؟؟ مين بيسترجي يجيب سيرتي اصلا ! الي عندو كلمة يضبها بتمو وما بهمني هن شو بفكرو رب العالمين شايف وعارف

قرب لعندي وكل ما يقرب خطوة انا ارجع خطوة لورا ..

سوسن بصوت مهزوز : خلص طارق اطلع ومنحكي الصبح ..
طارق : اي بس انا اشتقتلك ..
سوسن : ازا ما بتطلع من هون رح عيط بصوت عالي وافضحك
طارق : تفضحيني ؟ انا جوزك وابو ولادك .. انتي ما عاد ميزتي شو الفضيحة .. الفضحية هي الي انتي فيه .. وبعمرها ما كانت الفضيحة على الرجال كل عمرنا منعرف الفضيحة بتلحق المرا ..
شديت على اسناني بقوة : طارق اطلاع من هون بعمرك ما رح تصير بني ادم.. لزقت بالحيط و حاصرني بايديه
طارق : توقعتك اول ما توصلي لهون تتصلي تترجيني سامحك و رجعك بس كبرتي راس كتير وقلت انا بجي برجعك مشان العشرة و الاولاد ..
بلش يقرب لعندي وحس بانفاسو .. دفشتو وما بعد ..

طارق : آآآآآآآخ لك حيوااااااااااانة

بعد ما عضيتو على ايدو بكل قوتي و قدرت خليه يبعد عني شوي .. ركضت على الباب وفتحتو

سوسن : احكي متل الخلق فهمان ..
طارق : والله لربيكي من اول وجديد يا سوسن .. ما بكون انا طارق ازا ما بخليكي تجي تبوسي رجلي لسامحك على كل شي عملتيه ..
سوسن : ازا برجع لعندك بكون بستاهل تخليني بوس رجلك .. لاني بكون بلا كرامة ..

هجم علي ومسكني من شعري ورجع سحبني للغرفة ليضربني .. صرت ادفشو وبعدو عني و صرخ بكل صوتي ، مع انو وقت كان يضربني زمان كنت اكتم صوتي مشان ولادي ما يسمعو ويخافو .. بس مو هلأ .. مستحيل اسكوت هلأ ..

كان صوتي عالي كتير لانو الدنيه ليل وهدوء .. حاول يسكرلي تمي بس صرخت قد ما فيني لاجو حازم وتالة على صوتنا و صارت تبكي تالة وتبعدو عني و حازم واقف بعيد عم يتفرج بدون ما يعمل شي ..

وقف وبعد عني ..

زحفت لورا انا وعم ابكي و ركضت تالة لحضني وكانت خايفه كتير ..شديتها لصدري وتطلعت فيه بكره : بكرا الصبح رح جيبلك الشرطة مين مفكر حالك لتضربني

رفع اصبعو وصار يهددني : انا بورجيكي يا سوسن .. رح اكسرلك عينك وذلك واخرتك تجي تترجيني

حازم : بابا .. ماما ..

مديت ايدي لحازم : تعا لعندي امي تعال ..

مشي خطوتين لعندي بس مسكو طارق من كتفو وشدو لورا

طارق : وين رايح ولك .. خليك رجال وما تسدء دموع التماسيح تبع النسوان .. ما عملتلها شي هي الي طولت لسانها علي ..

سوسن : طارق اتروك الولد بحالو وخاف ربك

طارق : امك ما بدها ترجعلي .. بدها تضل فايته طالعه على كيفها .. طق عرق الحيا عندها وما عاد سائلة عن شي

غمضت عيوني بقوة وشديت تالة اكتر ..

طارق : امشي معي بابا خلينا نروح من هالبيت النجس

استندت على الارض وقمت بسرعه : وين ماخدو ؟

طارق : ماخدو معي .. و منبقى منتفاهم سوسن خانوم

سوسن : كيف يعني ماخدو معك مو على كيفك !

طارق : ابني وانا حر فيه ..وانتي تالة تعالي لهون بابا
رفعت تالة وشها من حضني وتطلعت فيه وبعيونها نظرة خوف
طارق : تعي ما تخافي
رجعت دفنت راسها بحضني ومسكت فيني بقوة ..
طارق : لمين بدك تطلعي غير لامك ..
سوسن : حازم حبيبي ما ترد عليه ما بصير تترك امك وتروح .. مو نحنا اتفقنا انو نحنا التلاته دايماً رح نضل مع بعض وما بصير نتروك بعض ؟
حازم : _ _ _
طارق : يلا امشي ابني ..
طلعو من الغرفة و انا ركضت متل المجنونة لحقتهن و صرت حاولت فك ايد طارق من ايد حازم .. ضربتو على ايدو كتير وصرخت : اتركو .. اتركو ما رح تاخدو انت جو رجعك على حياتي اتركووووو هاد ابني انا اتركو
دفشني بايدو التانيه و سحب حازم وطلعو .. وما قدرت امنعو او وقفو .. واخدلي ابني وراح ..
………………………………………………………………………..
زهير : لك خلص بكفي بكي
سوسن : شو بكفي بكي اخدلي ابنيييييييي اخدووو .. خايفه يحرمني منو
مشان الله يا اخي كل شي الا ابني الله يخليك
زهير : طيب وكلي الله .. هلأ رح روح على بيت اخوه وبشوف شو القصه اكيد بيكون هنيك
سوسن : ايه الله يوفقك .. واتصل فيني وطمني .. ما تتأخر علي ..
طلع زهير وضليت انا وخلود وعايده .. حاولو يهدوني بس قلبي كان رح ينفجر ..
غاب زهير ساعتين واتصل فيني قلي انو حازم معو وليكهن جاين على البيت ..
ما ارتاح قلبي لشفتو بعيوني و ضميتو لحضني وبوستو ..
قلو زهير يفوت جوا يقعد مع الاولاد لانو بدنا نحكي بموضوع .. راح حازم وانا ما كنت مرتاحه
سوسن : شو في ؟
زهير : طارق بدو الاولاد
سوسن : انو اولاد الي بدو ياهن ؟ ولادي الي حملت فيهن وربيتهن و سهرت عليهن ؟ ولادي الي ما دحا بيقدر ياخدهن مني
زهير : في حل تاني ..
سوسن : الي هو ؟
زهير : انك ترجعيلو .. وهيك بضلو ولادك معك .. هاد حكيو هو ..
سوسن : هه ! يعني ماسكني من الايد الي عم توجعني ؟ هاد كلو حب يا ترى ولا ما عم يقدر يستوعب انو المرا الي كانت عندو وليل نهار يطبها قتله صارت قد جالها ومانها بحاجتو ؟
زهير : ما بعرف … ما بعرف شو بدي قلك ..
وقفت وندهت لحازم وتالة بصوت عالي واجو لعندي
سوسن : حازم .. تالة .. انتو بدكن تضلو معي صح ماما ؟
تالة : _ _
حازم : _ _
قربت لعندهن و بوستهن : اوعو تتركوني لان انا كتير بحبكن
نزل حازم عيونو بالارض : خلينا كلنا نعيش سوا انا وانتي وبابا وتالة .. وبابا قال ما عاد يضربك ابدا
سوسن : بابا بيقدر يجي يشوفكون ايمت ما بدو
حازم : لأ . .. ازا ما رح ترجعو لبعض انا بدي روح مع بابا
سوسن : كيف ؟
رفع وشو فيني وحكى هو وخايف : ايه بدي سافر مع بابا .. ازا بتحبيني بتجي بتسافري معنا ..
مسك ايد اختو تالة : وبدي اخود اختي معي ..
مسكت تالة فيني بايدها التانيه : انا بدي ضل مع امي ..
تطلعت فيهن و لدقايق مرق شريط حياتي كلو قدامي ..
طفلة صغيرة تجوزت وحملت مسؤولية كبيرة ..
جابت اولاد وربتهن وهي بعدها بدها مين يربيها
حياة كلها ضرب واهانة وخوف ..
طلاق و حكي العالم وام مريضة و ضغط خلود واخي
كيف دورت على شغل وتعبو رجلي وتعب قلبي من الاهانة ومن الرفض
كيف انجرحت اكتر من مره وظلموني الناس ..
وسعيد !! …
بعدت ايد تالة عني و وقفت وابتسمت ..
سوسن : ماشي ماما حبيبي .. خلص روح مع ابوك ..
فتح عيونو وتمو كأنو متفاجئ
زهير : شو صارلك سوسن ؟
عايده : سوسن !!
سوسن : ما تدخلو لو سمحتو .. خلص ابني رجال كبير و بيعرف ياخود قرارو وبدو يروح مع ابوه ..
تالة : انا ما بدي روح
سوسن : لا روحي حبيبتي اخوكي بدو ياكي ، هو رح يدير بالو عليكي منيح ويتحمل مسؤوليتك ..
حازم : يعني ما رح تجي معنا ؟
سوسن : لا امي ما رح اجي .. لما توصل الأم لمرحلة يطلبو منها ولادها تضحي بحياتها وبسعادتها مشان تفكيرهن الغلط .. للازم تدافع عن حالها .. حتى لو ضد ولادها ..
حازم : يعني انتي ما بتحبينا صح ؟
مسحتلو دمعتو وبوستو على خدو : انا ما بحبكن يا حازم ؟ الله يسامحك يا امي ..
فتلت ضهري ومشيت : رح ضبلكن غراضكن و طلع اوراقكن .. زهير خبر طارق انو الاولاد جاهزين للسفر ..
#مطلقة_بائسة_بقلم_مال_الشام
الجزء الثاني عشر #الأخير
………………………………………………………..
ضلينا اربع ايام عم نستنى موعد السفر وانا عم ببكي دم بدل الدموع ، حاول سعيد يتصل فيني كتير بس ما كان الوقت مناسب لاحكي معو بأي شي .. بالعكس ممكن يزيد الطين بلة هلأ !
كانو الكل مصدومين ومو مسدئين الي عم اعملو .. حتى طارق كان رح ينفلج وكل شوي يتصل يتاكد انو انا فعلا رح اخدلو الاولاد على المطار !
كان موعد السفر عال11 الصبح … طلعنا من البيت على ال7 و وصلنا المطار 8:30 وقعدنا ننطر موعد الطيارة .. بعد عشر دقايق اجا طارق وقعد جنبنا على الكراسي .. كلنا ساكتين وعم نتفرج على الناس
تكملة الجزء الأخير

طارق : خلص اخدتي قرارك ؟
سوسن : ايه .. كل واحد فينا اخد قرارو ..
طارق : بس انتي عم تتخلي عن اولادك بايدك
سوسن : مو مزبوط .. انا عملت كل شي لاسعد ولادي ودير بالي عليهن بس هن ما بحبوني متل ما انا بحبن
حازم : لا نحنا منحبك
سوسن : لو بتحبوني ما كنتو تركتوني لحالي .. مين بدو ينام معي بالبيت ؟ ومين بدو يدير بالو علي ؟ ومين بدو ياكول معي ؟ .. انت يا ماما ما عك تفكر بامك ولابمشاعرها وانا كتير زعلانه منك .. بس بحبك كتير شو ما عملت .. وان شاء الله تكون مبسوط بقرارك ..
حازم : _ _
مسكت فيني تالة وصارت تبكي … وجعني قلبي عليها وبلشت خاف لانو الوقت عم يقرب اكتر ..
كان طارق متلبك كتير وانا عرفانه انو مو قد يشيل مسؤولية الاولاد لحالو .. ومتاكده انو بلش يخاف اكتر مني ..
وقفت وحملت شنتايتي : يلا انا خليني امشي ما في داعي لوجودي
حازم : بدك تروحي ؟
سوسن : اي لازم تتعود انو ما عاد رح كون معكون .. خلص هلأ حياتكون بدها تبلش بدوني
بستو على راسو وبوست تالة ..
سوسن : دير بالك على الاولاد ..
اعطيتهن ضهري ومشيت بخطوات بطيئة كتير و نزلو دموعي فورا وصار قلبي يبكي مع دموعي … مشيت اربع خطوات .. وصرخ حازم بصوت عالي : ماما استنييييييييييي ما تروحييييييييييييي
صرت ابكي واضحك و وقفت مكاني مسحت دموعي و التفتت عليه
حازم : ما تروحي ما تروووووووووحييييي ماتروووحي
_ _ _ _ _ _ _ _ __ _ _ _ _ _ _
#بعد مرور شهر
عايده : شو قوية انتي يا بنت
سوسن : الحياة بتعلم يا اختي .. وهاد كان احسن حل .. الحمدلله مشي الحال لانو كان مخاطرة كبيرة
عايده : اي الحمدلله بس ما خفتي انو ابنك ما يتراجع ويسافر عنجد ؟
سوسن : هلأ اكيد خفت .. بس اعتمدت على دموع تالة انها تخليه يخاف و كمان دعيت ربي كتير و خليت ثقتي بربي انو ما رح يفجعني باولادي
ومين قلك لو هو ما رجع كان انا ما رجعت واخدتهن غصب عنهن ؟ بس كنت بدي هن يتراجعو
عايده : وكيف حاسستيه لحازم ؟
سوسن : لا الحمدلله بعد الي صار حسيتو وعي كتير وما عاد عم يعذبني متل اول .. بس طارق هلكني وهو يتصل بدو نرجع … هلأ عم يهددني انو بدو يتجوز هههههه
عايده : ييي يبعتلو حمى .. مانك زعلانه ؟
سوسن : اي زعلانه .. زعلانه على المسكينة الي رح تبتلي فيه الله يعينها ..
كان لازم قوي قلبي ، لأن الي تعلمتو انو احياناً الاولاد بس يشوفو محبتك الكبيرة الهن وحنيتك عليهن ما بعودو يفكرو بسعادتك و بحياتك انتي .. حبيت خليهن يحسو بشوية خوف وانو ما فيهن يتحكمو فيني بهي الطريقه .. زعجني كتير انو حازم قرر يضغط علي بهي الطريقه الأنانية وكان لازم عاقبو … كانت تجربة قاسية علينا كلنا بس اهم شي هلأ انو ولادي بحضني وما بسمح لشي يبعدهن عني ..
بعد يومين من سفر طارق حكيت مع سعيد ورفضت الزواج وشرحتلو انو خايفه اخسر ولادي وظروفي ابداً مو مناسبه .. كان ردو انو رح يستنا ظروفي تصير مناسبه .. بس طلبت منو يشوف حياتو وما يفكر فيني لان وضعي كتير معقد ..
سعيد كان مرافقني بكتير من مراحل حياتي الجايه .. بامتحانات ولادي بعتلي انسة من المدرسه تساعد اولادي بالتحضير لامتحاناتهن و ساعدتني كتير بتدريسهن .. و اختو وردة صارت رفيقه مقربه كتير الي متل عبير واكتر و كنا نجتمع كل يوم جمعه و نحكي سوا وننبسط ..
براس السنه الجديده ( 2017 )
سهرت انا واولادي و عملنا حلويات واكل و عزمت عايده و جوزها و اولادها و زهير و خلود و اولادهم … كنا جمعه كبيرة وعيلة كبيرة ..
بلشنا السهرة من الساعه 9 وضلينا للساعه 2 .. رغم انو بيتي صغير كتيييييررررررررررررر بس وسعنا كلنااا هههه

#يتبع
#النهاية

ولاحظت انو عايده واحمد كانو عم يضحكو سوا وقاعدين مع بعضهن بشكل عادي
بس زهير وخلود كان بينهن توتر كبير .. و جميل ابن اخي كان الحمدلله وضعو النفسي ازبط و الاولاد عم يلاعبوه بكل العابهن وما عم يحسسوه انو مختلف عنهن ..
قعدت مع خلود و حاولت واسيها وطمنها انو ابنها رح يتحسن .. بس ما اصعب الوجع لما يكون الضنا ! بكسر كل شي بالروح .. وجع الام اهون عليها بالف مره من انو ابنها يقول آخ ..
صارت كتير تغيرات بهي السنه ..
طارق تجوز و مرتو حامل ..
مديرة المشغل خلتني مديرة على كل الاقسام وكل الصبايا و صار الي قسم من التياب مسجل باسمي .. يعني ماركة ( السوسن ) عليها طلب كبير بالسوق و وين ما روح بشوف العالم لابسين من تيابي ..
الأزمة بالبلد خلصت الحمدلله و كل المشاكل والخوف والرعب انتهو .. رجعت حياتنا لطبيعتها و رجعنا نعيش بسلام وبدون خوف .. والمسافر رجع و المهاجر عم يزبط وضعو ليرجع .. والبيوم عم تتعمر و الطرقات عم تتنظف و سوريا عم ترجع سوريا الي كلها امل وحب ..
كل يوم الصبح بحب اقعد على البرندة اسمع لفيروز واشرب فنجان قهوتي بعد ما ابعت ولادي على المدرسة ..
بيوم وانا قاعده دق باب بيتي ..
استغربت ورحت لافتح الباب .. سألت بالاول مين ..
سعيد : ام شبرا حمرا افتحي الباب ..
سوسن : سعيد !!
سعيد : بصير تشربيني قهوة معك ؟
سوسن : ههههه شو عرفك عم اشرب قهوة ؟
سعيد : بعرف كل تفاصيلك دايماً بسأل وردة عنك .. بعرف كل شي بتعمليه وكل شي بتحبيه .. وبعرف انو بتحبي الياسمين .. سرقت من عند الجيران كمشة ياسمين .. بتعرفي صعب كتير هلأ تلاقي ياسمين لان بالازمة ما ضل ياسمين بنوب .. بس الناس عم ترجع تزرع هلأ ..
افتحي خديهن ..
سوسن : ما فيني افتحلك بعتذر ..
سعيد : ليش ؟
سوسن : شو ليش ؟ كلك فهم سعيد ما بصير !
سعيد : لك ايه والله مزبوط .. بتعرفي انو نسيان لسه ما خطبنا ولا تجوزنا ! صرلنا سنه ما ؟ .. الي سنه بستنا جوابك .. ازا بتتأخري اكتر من هيك رح تطيريني من ايدك ..
سوسن : لا ما بتطير .. وعدتني تستنا ..
سعيد : بس طولتي علي ..
سكتت شوي وهو سكت ..
فتحت الباب .. ولقيتو قاعد على الدرجه ..
ضحكت وجيت قعدت على الدرجه جنبو
سعيد : خدي
سوسن : ريحتهن بتجنن
ابتسم ونزل راسو
سوسن : شو ليه ضحكت ؟
سعيد : يعني ما بعرف شو احكي .. بتربط وقت احكي معك .. ما بعرف شو لازم احكي وشو لازم ما احكي
سوسن : كيف يعني ؟
سعيد : يعني ازا قلتلك ريحتك اطيب من ريحة الياسمين رح تزعلي .. بس ما عندي غير هالرد ..
فتلت وشي على الجهة التانيه و حسيت حرارتي ارتفعت من الخجل ..
سعيد : بما انو ما عم تزبيط بيناتنا علاقة الزواج .. شو رأيك بعلاقة شغل ؟؟
سوسن : كيف يعني ؟
سعيد : يعني انا بصراحه معي مبلغ منيح وحابب شغلو .. و تصاميمك مكتسه السوق .. بدي اشتري اسمك .. قصدي اسم الماركه ( السوسن ) ونفصل موديلات بمعمل وننزل على السوق .. انتي بتستفيدي وانا بستفيد شو قلتي ؟
سوسن : ممممممم حبيت
سعيد : يعني موافقه ؟
سوسن : لشوف المشغل الي بشتغل فيه .. ما بدي سببلهن خسارة ..عاملوني بكل خير وكل شي وصلتلو بفضلهن ..
سعيد : طيب .. شوفي ورديلي خبر .. عن اذنك هلأ ..
…………………………………………………………….
سوسن : لك لا مو هيك خربت الموديل .. عيد الشغل من الأول لو سمحت .. هي القطعه ما بصير تنزل على السوق ..
… برافو عليكي سامية يوم عن يوم شغلك عم يتحسن .. برافو ..
علياء يلا الشغل فوق راسنا وفي طلبية كبيرة شدو ايدكون الله يرضى عليكون !!
طلعت على مكتبي و رفعت الهاتف واتصلت بسعيد ..
سعيد : اهلين شريكة .. شو كيف الشغل ؟
سوسن : يمكن ما نلحق الطلبية بموعدها ! في مشكلة شي ؟
سعيد : لا ابداً ما في مشكلة بس شرط جزائي 4000 دولار !
سوسن : يوه !!
سعيد : شدي على الشغيله شوي بيمشي الحال
سوسن : طيب ماشي .. كيفهن الاولاد ؟
سعيد : من شوي كنت عم العب كرة قدم مع فريق حازم وخسرنا ههههههه
سوسن : هههههه صاير صحبة انت وحازم
سعيد : اي شو بدي اعمل .. عم زبط وضعي معو مشان يمشي الحال مع امو
سوسن : هاد استغلال
سعيد : الله يسامحك .. والله انا بحبو لحازم .. ولا تنسي انو الله مو رايد يرزقني ولاد من صلبي .. وانا شايف حازم وتالة بمكانة اولاد الي .. ما بيعرف قيمة الضنا الا الي انحرم منو ..
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ ___ _ _ _ _
الطلاق … الطلاق تجربة صعبة كتير على المرأة اكتر من على الرجل .. لازم تكون قوية كتير .. كتيييييييييييير … وتتحمل الوجع و الظروف لترجع توقف على رجليها بعد سنين طويلة من المعاناة .. مو شرط تكون المرأة الضحية .. بس لانها الجانب الأضعف بكون الخوف عليها اكبر بهيك مجتمع .. ومو سهل ترجع تبني حالها وتكمل حياتها ..
عايده لليوم عايشه حالة من الطلاق العاطفي أو المعنوي … متزوجه بس مكتئبة و بتحلم بحياة أفضل .. اديش الحل سهل و جوزها بيقدر يعملو ؟ بس صعب الرجال يفهم متطلبات المرا وشعورها .. و ممكن يتسببلها بالموت وهي عايشه .. ياريت كل رجال يتقي الله بزوجتو و يسايرها ليفهم وجعها وحاجتها ..
بعد زواجي انا وسعيد واجهتني صعوبات ومشاكل تانيه .. بس طول ما انا تغلبت على فكرة ( المطلقة البائسة ) الي فرضها علينا مجتمعنا .. الفكرة الي بتقول انو المطلقة لازم تكون مكسورة و دايماً حزينة .. انا لغيتها .. و كنت مطلقة فرفوشة ولذيذه 😜.. سعيد كان معجب كتير بشخصيتي و بشغلي و انا تغيرت كتير عن سوسن القديمه … و الاهم انو في تفاهم و مودة بينو و بين اولادي و حياتنا فيها الحلو و المر بس المهم تضل قلوبنا على بعض و الاحترام موجود 🌸
تمت قصتي .. #بعون_الله و بقلم #مال_الشام

عرض التعليقات (56)